أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبيّنا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
أرحب بكم جميعاً في هذا الحفل الكريم والعزيز في هذه الذكرى المجيدة من ذكرياتنا وأشكركم على هذا الحضور.
وحَفظنا الوصية، عنوان إحيائنا لذكرى قادتنا الشهداء لهذا العام. وحفظنا الوصية، ونحن نخرج أو نكاد نخرج من أقسى حربٍ دولية وإقليمية على المقاومة وعلى محور المقاومة وعلى قضية المقاومة المركزية والتي هي فلسطين والقدس. حفظنا المقاومة، بعد أن خرجنا منتصرين من حرب تموز وصمدنا بعدها.
واليوم نقول لقادتنا الشهداء، لسيدنا وأستاذنا وهادينا ومرشدنا وحبيبنا سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي ولزوجته العالمة، الفاضلة، الجليلة، الشهيدة، السيدة أم ياسر، ومعهما حسين الطفل الشهيد، ولأخيه النموذج والقدوة شيخ شهداء المقاومة الإسلامية الشيخ راغب حرب، ولقائدنا الجهادي الكبير المعلم الحاج عماد مغنية، الحاج رضوان، نقول لهم دائماً كانت وصيتكم المقاومة، حفظها، قوتها، بقاؤها، عنفوانها، كرامتها، عزتها، قدرتها على صنع الانتصارات والانجازات، هذه دائماً كانت الوصية، وكما صنعتم أنتم هذه المقاومة، بجهادكم، بسهركم، بتعبكم، بتضحياتكم، بدموعكم وفي نهاية المطاف بدمائكم الزكية، جاء من بعدكم من يحفظ الوصية، من قادة شهداء مضوا على طريقكم أنتم، في كل الميادين والساحات، بالتضحيات والجهاد والسهر والتعب والدموع والدماء، الدماء التي سالت فكانت بعدكم قوافل الشهداء تتتالى وتتوالى، والدماء التي ما زالت تجري في العروق وتملأ كل الميادين دون خوف أو وجل أو وهن أو ضعف.
يا قادتنا وسادتنا الكبار، هذه مسيرتكم اليوم بالـ 2018، هذه مسيرتكم أكثر من أي يوم مضى تضج بالحياة والحيوية والروح والثقة والأمل والمعنويات والقوة وبالرجال والنساء والصغار والكبار والآمال والأحلام العظيمة.
في ذكرى قادتنا الشهداء السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد، نستحضر فكرهم، عقلهم، خطهم، أهدافهم، أولوياتهم، ونقول هذا هو حزبكم ما زال يحمل هذا الفكر والعقل والخط والأهداف والأولويات، أنتم كنتم وما زلتم وستبقون قادة المقاومة وهداة طريقنا ودروبنا. أنتم حددتم العدو الذي ما زال عدونا، أنتم رسمتم الطريق الذي ما زلنا نسير فيه، أنتم أعلنتم الأهداف التي ما زلنا نحملها، أنتم بأنفاسكم الزكية بعثتم روحاً وعزماً وإرادة وقوة ما زالت تمتلئ بها صدورنا. وفي دربكم هذا كما حفظنا الوصية سوف نبقى نحفظ الوصية. نحن اليوم أحوج ما نكون يا سادتنا وقادتنا إلى ما كنتم عليه وإلى ما تركتموه لنا من إرث إنساني وإيماني وجهادي وأخلاقي، لأن التحديات بعدكم كبرت وتعاظمت وتكبر وتتعاظم كل يوم.
أيها الأخوة والأخوات، تأتي هذه الذكرى وأمامنا استحقاقات كبيرة ومهمة، أنا كالعادة سأتكلم:
أولاً، بالموضوع المباشر الذي له صلة بصراعنا مع العدو الإسرائيلي.
ثانياً، بعض العناوين الإقليمية المختصرة بما يتسعه الوقت.
ثالثاً، في الموضوع المحلي سأتكلم عن الانتخابات، جزء اليوم وجزء أؤجله بعد عدة أيام.
أولاً: في قضية الصراع القائم فعلاً، والاستحقاق الذي الآن يشغل بال اللبنانيين جميعاً.
فيما يتعلق بقضية الحدود البرية والحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية والثروات النفطية للبنان وخصوصاً في مياه الجنوب، أولاً يبدو أن المنطقة كلها – يعني دعونا نضع الإطار لا نقول فقط كأنه هناك مشكلة في المنطقة اسمها المنطقة الاقتصادية اللبنانية والبلوك التاسع الذي تحدث عنه وزير الحرب الإسرائيلي ليبرمان، دعونا نرى الإطار الأوسع – يبدو أن المنطقة كلها أصبحت أو دخلت علناً في قلب معركة النفط والغاز، وموضوعنا ليس موضوعا منفصلاً وأنا أريد أن أقول هذه المقدمة لكي أقول: لا أحد يدير هذا الموضوع كأنه قضية منفصلة، طبعا له أسباب كثيرة، الصراع على النفط والغاز في المنطقة مسألة معروفة لا تحتاج إلى شرح، وكذلك الأطماع، لكن الذي أعطى دفعاً قوياً لهذه المعركة في هذه المرحلة هو وجود إدارة كإدارة ترامب، بهذه العقلية المادية وبهذا الجشع والطمع المعلن بلا خجل، (هو يقول إنه جشع ولا يستحي بنفسه)، المعركة التي فتحها الإسرائيلي على حقوق لبنان المائية والبلوك 9 وغيره هذا عنوان.
اليوم في داخل فلسطين المحتلة، في الصحافة والإعلام الإسرائيلي، في مراكز الدراسات المتخصصة، أحاديث وتقارير ودراسات عن كميات هائلة من النفط والغاز في الجولان السوري المحتل، ويجب أن تفترضوا ـ بفعل الجوار ـ في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، لذلك الموضوع عنده غير قابل للنقاش، ولذلك نجد أن الاسرائيلي يحاول أن يستغل فرصة وجود ترامب والإدارة الأميركية الحالية والوضع العربي العام والصراع في سوريا ليحصل على قرار أميركي أو دولي لضم الجولان إلى الكيان الاسرائيلي لأن الجولان لم يعد فقط قضية أمن قومي ولا قضية خزان مياه هائل بل دخل أيضاً في معركة الغاز والنفط.
أيضاً إذا ذهبنا إلى سوريا، هناك أسباب عديدة لما حصل في سوريا، لكن الأهم أن بعض القادة العرب والأجانب وبعض الجنرالات الكبار ـ إذا كنتم تتابعون من عدة أشهر حتى في السنة الماضية ـ صدرت تقارير عديدة تتحدث عن أن ما في سوريا من ثروة نفطية وغازية في أرضها وفي بحرها هو أمر هائل وكبير، ولذلك يعتبر هذا من أحد الأسباب في الصراع على سوريا. السبب الأساسي هو موضوع المقاومة ومحور المقاومة، النظام الذي هو خارج إرادة الإدارة الأميركية، الذي لم يستسلم لإسرائيل. كل هذه الاعتبارات لكن هم قالوا والآن سيقولون وهذا الموضوع سيكبر في المرحلة المقبلة، إن أحد الأسباب هو الذي له علاقة بالنفط والغاز في سوريا، في الأرض والبحر.
الاحتلال الأمريكي لشرق سوريا (شرق الفرات) صعوداً من بعد البوكمال باتجاه الحدود العراقية، صعوداً باتجاه الحسكة والقامشلي، نتجه غرباً إلى منبج، الآن توجد قواعد أمريكية هناك. الأمريكيون قالوا في السابق إنه عند الانتهاء من داعش سيغادرون هذه المنطقة ، انتهت داعش ولم يغادروا، وبقي جزء بسيط من داعش هم يحافظون عليه وهم يؤمنون له الملاذ الآمن وهم يمنعون أي أحد من المس بداعش، يمنعون المقاومة ويمنعون الجيش العربي السوري وحتى الروس، والصدام الأخير على هذه الخلفية، بل في ميزانية البنتاغون ـ مثل ما قرأنا ـ يوجد أكثر من 500 مليون دولار إلى 750 مليون دولار تحت عنوان قوات سوريا الديمقراطية وتحت عنوان وحدات الحماية الكردية ويصل المبلغ الى ما يقارب 750 مليون دولار في مطلع عام 2018، وهذا من أجل ماذا؟ الديمقراطية في سوريا؟ حماية الأكراد، الذين للأسف يجب أن أنصحهم بأن يبتعدوا عن التجارب السابقة. الأمريكيون يستخدمونكم أدوات في صراعهم وفي معركتهم مع النظام في سوريا ومع الجمهورية الإسلامية ومع روسيا ومع محور المقاومة حتى في جوانب أخرى وفي نهاية المطاف سيعملون بمصلحتهم ويتخلون عنكم ويبيعونكم في سوق النخاسة.
هذا المبلغ الكبير من المال لماذا؟ ويقولون إنهم باقون. حتى في قاعدة التنف هم باقون. داعش انتهت وأخرجت بالكامل من البادية السورية وهم باقون في التنف وشرق نهر الفرات لماذا؟ لأن أهم آبار النفط والغاز في سوريا موجودة في شرق سوريا. إدارة ترامب الآن ترى العراق بعيون نفطية. العراق عند ترامب وإدارة ترامب هو عبارة عن حقول نفط، ليس شعب وناس ودولة ونظام ومستقبل وأمن وبلد خارج من حرب كارثية هائلة تركت آثاراً خطيرة على بنيته التحتية، ترامب يرى العراق كنفط وآبار نفط وهو أعلن خلال حملته الانتخابية (النفط): نحن أخطأنا ويجب أن نعيد إرسال قوات وأن نحافظ على آبار النفط. لذلك يجب على العراقيين أن ينتبهوا جيداً لان هذا الرجل يقوم بالإيفاء بوعوده الانتخابية، والأمر الذي أقدم علية بموضوع القدس لم يكن صغيراً على الإطلاق، وأهان واعتدى على كرامة مليارين مسلم ومسيحي بالحد الأدنى. لذلك اليوم إدارة ترامب بموضوع العراق تقول نحن لن نعيد أخطاء الماضي والأخطاء التي ارتكبتها إدارة أوباما.
إذاً المقاربة في العراق هي نفطية، نضيف أنه بين تركيا وقبرص بدأ الاشكال حول النفط، ومنذ أشهر الازمة الخليجية يقال ـ ولعله صحيح ـ إن الخلفية الحقيقية هي السيطرة من قبل بعض الدولة الخليجية على ثروة قطر الغازية والنفطية. وأنتم تعلمون أن قطر تملك كميات كبيرة جداً.
إذاً يوجد معركة نفط وغاز، ويديرها الأمريكي، في شرق الفرات يديرها الأمريكي، وفي العراق أيضاً الأمريكي، وفي الخليج أيضاً، وجميع الناس تعلم أن المشكلة بين السعودية ودولة قطر والإمارات وقطر إذا أراد ترامب أن تنتهي فستنتهي في ساعتين. وهذا الأمر كل الناس تعلمه. اليوم في الموضوع الاسرائيلي أيضاً المسألة تدار بالخلفية نفسها والعقلية نفسها.
أحببت أن أبدأ بهذه المقدمة لأقول للبنانيين جميعاً أننا اليوم أمام معركة يجب أن نقاربها بشكل مختلف. في يوم من الأيام عندما قام العدو الاسرائيلي باحتلال جنوب لبنان أو بعد انسحابه الى الشروط الحدودي في عام 2000، من الممكن أن البعض من اللبنانيين اعتبر أن هذه المعركة ليست معركتهم، وهذه المعركة هي لأهل الجنوب ومعركة أهل البقاع مثلاً. هذا أمر مضى واليوم الثروة النفطية الموجودة في الجنوب كبقية الثروة النفطية الموجودة في لبنان هي للبنانيين جميعاً وهي ملك اللبنانيين وستدخل في صندوق مال اللبنانيين والشعب اللبناني الذي يتراكم عليه الديون، ومن الممكن أن تتجاوز 80 مليار دولار والآن سنقوم بجلب 17 مليار دولار دين ومن الممكن أن يصل إلى 100 مليار ويتجاوز ال 100 مليار في السنوات المقبلة، ولا يوجد لدى لبنان مصادر وموارد، ولعل الأمل الوحيد هو في هذه الثروة النفطية والغازية الموجودة في مياهنا وبحرنا ـ وكما تبين ـ الموجودة ايضاً في أرضنا، وهذا الملف يجب أن يُفتح وسأتكلم في هذا الملف لاحقاً.
إذاً هذه الثروة للبنان وهذا الأمل للبنان وهذا طريق الخلاص للبنان وهذا الاستحقاق يمكن أن يضع الاقتصاد اللبناني ومعيشة اللبنانيين وحياة اللبنانيين على طريق واعد ومختلف. كيف سنتعاطى مع هذه المعركة، البلوك 9 هي معركة الجنوب؟ كلا فهي معركة كل لبنان، المنطقة الاقتصادية في الجنوب مع فلسطين المحتلة هي معركة الجنوب؟ كلا هي معركة كل اللبنانيين.
ثانياً: يجب أن نعلم أن الموضع الأساسي للنزاع اليوم هو ليس الحدود البرية، الحدود البرية الحل لها سهل جداً والموضوع الأساسي هو الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية والمياه. الأمريكان وغيرهم يريدون إعطاءنا حقنا السهل الذي يسمى بالنقاط المتنازع عليها عند الحدود البرية ليأخذوا الحق الصعب في البحر وفي المياه والنفط، وهذا يجب أن ننتبه إليه. الآن ما يجري أن العدو يقوم بتشييد جدار وطالما أن الجدار ليس ضمن الاراضي اللبنانية يعني يقوم بتشييده في الأراضي الفلسطينية فهذا جزء من الاحتلال وجزء من ممارسات الاحتلال وهو قام بتشييد جدار داخل فلسطين المحتلة وهذا بحث آخر.
حتى الأن لم يلمس الأرض اللبنانية لذلك بالإعلام يجب أن لا ..
يعني عندما يقال إن الدولة، إن المجلس الدفاع الاعلى أخذ قرار والإسرائيلي مازال يبني بالجدار لا يوجد تناقض، لأن الجدار ما زال يُبنى خارج الأراضي اللبنانية، المسألة تصير عندما يبدأ البناء على الأرض اللبنانية المسماة المتنازع عليها، الدولة اللبنانية مجلس الدفاع الأعلى وفي لقاء سابق قبله، الرؤساء الثلاثة اتفقوا وأُخذ قرار بأنه لبنان سيواجه، الآن يومها نرى ما الذي سوف يصير، لكن الآن المسألة ليست مسألة حدود برية بل مسالة الحدود البحرية والمياه.
ثالثاً: اللبنانيون حتى الآن كانوا موحدين، وما زالوا موحدين في هذه المعركة، معركة الحدود البحرية والحقوق النفطية يعني نقول نفط وغاز كي نوفر علينا الكلام.
موحدون في الدعوة إلى الحفاظ على حقوق لبنان وحدوده وعدم التفريط بها، يجب أن نبقى موحدين، لأن وحدة الموقف اللبناني الرسمي والشعبي هي أهم، هي أهم ولا اقول الاهم، هي أهم عامل للانتصار في هذه المعركة، ولتحقيق الإنجاز في هذه المعركة. يجب على المسؤولين اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية أن لا تسمح للشياطين أن تلعب بين اللبنانيين لتفرق صفوفهم أو تمزق موقفهم، وأقصد بالشياطين الأمريكان، هم الشياطين على مستوى الوسوسة في هذا الملف.
رابعاً: قلنا سابقاً، إننا ملتزمون منذ العام 2000 وما زلنا ملتزمين أنه من موقع المقاومة نحن لا نتدخل في ترسيم الحدود البرية ولا في ترسيم الحدود البحرية، هذه مسؤولية الدولة، وبالتالي نحن قلنا للمسؤولين ما هو رأينا وما هو موقفنا، وقلنا نحن لا نتدخل لا بالأمتار ولا بالكيلومترات ولا بالطول ولا بالعرض، هذه هي مسؤولية الدولة، في العام 2000 أنا أذكّركم أنا قلت عشية الانتصار نحن كمقاومة ملتزمون بكل شبر من الأرض اللبنانية التي تقول الدولة اللبنانية أنها أرض لبنانية، لست أنا المقاومة أقول انها أرض لبنانية، طبعاً خلفية موقف حزب الله في هذه المسألة لا أريد ان أتحدث عنها، لكن هذا هو الموقف.
اليوم أيضاً أجدد، ما دمنا في قلب هذه المعركة، لنقول: نحن خارج هذا النقاش، الحدود البرية والحدود البحرية وحقوق لبنان تحددها الدولة ومؤسسات الدولة، وهذا يعني هذا ليس امتيازاً ، أنا لا أعطي امتيازاً، كلا هذه مسؤوليتهم، الدفاع عن البلد مسؤولية الدولة والمقاومة جاءت كبدل عن ضائع، جاءت لتملأ الفراغ ، لا نعطي امتيازاً، هذه مسؤولية الدولة ، لكن أيضاً هذه المسؤولية تعني أن على المسؤولين اليوم في الدولة وعلى مؤسسات الدولة في هذا الملف التاريخي والاقتصادي والحياتي الحساس للبنانيين أن يكونوا بمستوى الثقة وبمستوى الأمانة وعلى درجة عالية من الشجاعة وتحمل المسؤولية، والشعب اللبناني الآن يتطلع إليكم، نحن جميعاً معنيون ان ندعم الدولة وموقفها، أن نساندها وأن نقف إلى جانبها، في كل ما تريد وفي كل ما تطلب، لكن الدولة معنية أيضاً أن يكون لها الموقف الراسخ والقوي والثابت.
خامساً: وهذه هي نقطة مهمة جداً، أن تتعامل الدولة ومعها الشعب اللبناني في هذا الملف من موقع أننا أقوياء ولسنا ضعفاء، إذا كان اللبنانيون يعتبرون أنفسهم ضعافاً فهذا هو أول الوهن، خسرنا المعركة، ماذا يقولون عندنا في الضيع؟ ” تخبزوا بالافراح”، خلصت، إذاً في دواخل القيادات الرسمية اللبنانية والمسؤولين الرسميين اللبنانيين، إذا في دواخلهم يوجد إحساس بالخوف أو بالوهن أو بالضعف أو كنا غير قادرين على عمل شيء، أو يوجد ضغط عالمي ودولي علينا لا نستطيع أن نتحمله، قوموا إلينا لنفرط بحقوقنا وحدودنا وثرواتنا وسيادتنا، وهذا أول الوهن وهذا هو طريق الخسارة.
أريد أن أقول للجميع: نحن لبنان ولا أتكلم عن المقاومة فقط، إذا كنا موحدين وبما نملك من مقدرات وطاقات، نحن أقوياء، ويجب أن نُفاوض كأقوياء، ويجب أن يُتابع هذا الملف كأقوياء، وإسرائيل التي تهددكم أنتم تستطيعون أن تهددوها، والأمريكي إذا اتى وقال لكم: يجب أن تتجاوبوا معي كي أرد إسرائيل عنكم، قولوا للأمريكي يجب أن تعمل بمطالبنا كي نرد حزب الله عن إسرائيل.
الإسرائيلي يعلم والأمريكي يعلم، الذي أتى ليتكلم عن موضوع حزب الله، يعلم، وأريد أن أقول للبنانيين: ان القوة الوحيدة لديكم، مع الاحتفاظ بالمعادلة الذهبية، لكن في هذه المعركة، معركة النفط والغاز، القوة الوحيدة لديكم أيها اللبنانيون هي المقاومة، لأن الجيش اللبناني ممنوع عليه أن يمتلك صواريخ أرض- أرض أو أرض – بحر أو أرض – جو، ليس لأنه ضعيف، الجيش اللبناني من قيادته وضباطه ورتبائه وجنوده على مستوى عالٍ من الشجاعة والشهامة وتحمّل المسؤولية، لكن ممنوع عليه هذا السلاح، من الذي يمنع هذا السلاح عن الجيش اللبناني؟ الامريكان وسوف أرجع إلى ذلك بعد قليل.
إذاً، اليوم يستطيع لبنان وأي لبناني أن يقف وأن يقول: كلا، على مهلكم، إذا أردتم أن تمنعوننا فإننا سنمنعكم، وإذا قصفتمونا سوف نقصفكم، وإذا ضربتمونا سوف نضربكم، ونملك الشجاعة ونملك القوة ونملك القدرة وعدونا يعلم ذلك، وهذا ليس مجرد خطابات منذ الزمن العربي الرديء، وليس تهديداً بالهواء، الإسرائيلي يعلم ، لذلك ما نتمناه أن تتعاطى الدولة وأنتم أقوياء، أنتم فقط خذوا قرار، ونحن في هذا تحت الأمر، دعونا نجرب، لنعمل تجربة، أنتم أقوياء، الآن مجلس الدفاع الأعلى اللبناني الرسمي يأخذ قرار أن محطات الغاز والنفط الفلانية في البحر الفلسطيني الذي تغتصبه إسرائيل كيان العدو ممنوع أن تشتغل، أنا أعدكم خلال ساعات قليلة أنها لا تعود تشتغل.
يعني نحن يجب أن نتصرف أن هذه هي حقوقنا، ولا أحد يتفضل بها علينا، هذه حقوقنا ويجب أن نحصل عليها ونحن أقوياء وقادرون أن نحصل عليها.
سادساً: الوسيط الحالي، الدولة حرة أن تقبل الوسيط الذي تريده، نحن لن نضع فيتو، حتى كقوة سياسية أو كوزراء موجودين في الحكومة اللبنانية لن نضع فيتو، خير، أنتم استقبلتم الأمريكان و”موسّطين” الأمريكان وتتكلمون مع الأمريكان، ماشي الحال، لكن نريد نلفت أن الأمريكي ليس وسيطاً نزيهاً، وخصوصاً إذا كان الطرف الآخر للوساطة هو الكيان الإسرائيلي، وتريدون دليلاً؟ اسمعوا السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وكل الفلسطينيين، الذين قالوا بالفم الملآن على كل المنابر: أمريكا ليست وسيطاً نزيهاً، وبعد الذي فعله ترامب بالقدس هل يوجد بعد نقاش؟ أميركا ليست وسيطاً نزيهاً، وعليكم أن تتصرفوا مع الوسيط الأميركي أنه محامٍ للإسرائيلي، أصلاً لا يوجد ثلاثة، اللبناني يفاوض الإسرائيلي الذي يمثّله تيلرسون أو ساترفيلد أو إكس، هذه هي الحقيقة، وبالتالي لا تعوّلوا على هذه الوساطة، والأميركي لا يريد مصلحة اللبنانيين قطعاً، هو يريد مصلحة الصهاينة، وهو يريد أن يأخذ أقصى ما يمكن من مياهنا وثرواتنا لمصلحة الصهاينة. بهذه الخلفية يجب أن ننتبه عندما نفاوض هؤلاء الأمريكيين، بل أكثر من ذلك، يا إخواننا ويا ناسنا ويا أخواتنا أيها الشعب اللبناني: كلكم تعرفون ماذا جرى هذا الأسبوع، هذا لا يحتاج إلى معلومات خاصة، أنه ماذا حدث مع الرؤساء ومع المسؤولين ومع الوزراء؟ هذا هم الأمريكان تكلموا عنه في العلن، أصلاً لم تكن وليست هناك وساطة امريكية، الأمريكيون جاءوا للإبلاغ وللإملاء وللتهديد، ويا لبنان إذا لم تقبل بكذا وكذا الآن لن أدخل بالتفاصيل، ما في حدود وما في نفط وما في ماء ولا شركات تأتي، هذا وسيط هذا أتى ليبلغ رسائل تهديد للبنانيين، ويجب أن تقبلوا بكذا وإن لم تقبلوا فكذا وكذا. هذا وسيط، على كلٍّ، حتى شكليات الوساطة هم لم يحافظوا عليها.
أريد أن أنهي هذا الجزء من الكلمة لأقول: نحن أمام استحقاق تاريخي ومهم جداً للبنان واقتصاده ومستقبله وسيادته ويجب أن نتصرف كلبنانيين جميعاً موحّدين وبوعي وبمسؤولية وشجاعة وأمانة وأن نؤمن بحقنا وأن نؤمن بقوتنا وأن لا نُخدع عن حقوقنا ولا نؤخذ بالتهويل والتهديد، وإنّا لمنتصرون إن شاء الله.
أكيد الوحدة، والثبات، والصمود، والإخلاص والتمسك بالحقوق تجلب النصر هذا ليس فيه نقاش. نعم الأمور تستغرق وقتاً وتحدث تجاذبات ومشادات لكن الأمور تنتهي إلى خير. والنقطة الثانية أيضاً بالسياق الإسرائيلي، يجب أن نبقى بكل الأحوال في الموضوع الإسرائيلي مع لبنان في كل المنطقة يجب أن نبقى يقظين وحذرين على أكثر من خط.
الآن في موضوع الحدود أو في موضوع الحرب كله قابل للنقاش وإن كان موضوع بناء الجدار والاسراع في بناء الجدار في كثير من النقاط الحدودية مع لبنان له دلالاته وحكي به سابقاً، وهو على كل حال من علامات الضعف والوهن والخوف ولا يعني أن الإسرائيلي ترك البعد الهجومي ولكن أيضا أصبح يأخذ اعتباراً للبعد الدفاعي عنده وخشيته على مستعمراته وعلى الجليل وعلى الشمال هذا كله يؤخذ بعين الاعتبار، لكن هناك مسارات أخرى خطرة.
أنا في الخطاب الأخير أشرت لموضوع العمليات الأمنية الإسرائيلية في لبنان. ما حصل في صيدا من محاولة اغتيال كون الأخ الكادر من الإخوة في حماس لم يستشهد، الله سبحانه وتعالى منّ عليه بالحفظ، هذا ربما خفّف من وطأة الأمر قليلاً بالبلد، ولكن بما هي هي، القصة خطيرة جداً. لست أنا اليوم أقول كمقاومة لأنني أنا متهم بالموضوع الإسرائيلي، الأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية أثبتت من خلال التحقيقات والاعتقالات والأدلة الحسية أن الإسرائيليين هم الذين نفذوا هذه العملية واعتقلوا أشخاصاً ومن فرّ إلى تركيا جاءوا به وهذا طبعا جهد مشكور للحكومة اللبنانية وللأجهزة الأمنية اللبنانية.
هذه إسرائيل نفذت عملية على الأرض اللبنانية وفي صيدا، وعملية اغتيال. هذا اعتداء على الأمن اللبناني، على السيادة اللبنانية وعلى الناس في لبنان. بالنهاية لبناني، فلسطيني، سوري، أي مقيم على الأرض اللبنانية هو مسؤولية الدولة اللبنانية. والآن الدولة ماذا ستفعل؟ الإسرائيلي سيكمل بهذا المسار أو لا يكمل هذا المسار؟ أنا قلت هذا مسار خطر وأعود وأقول هذا مسار خطير يحتاج لموقف وخطة، ولا يمكن التغاضي عن هذا المسار.
رغم أن البعض حاول أن يخفف، لكن هناك بدايات ومؤشرات إسرائيلية للتحريض على اغتيالات أخرى في لبنان. لست أنا الذي تحدثت عنها، الأجهزة الأمنية الرسمية تحدثت عنها والقضاء اللبناني تحدث عنها وهناك موقوفون عند القضاء اللبناني، ولو نفذت هذه الاغتيالات مع الوضع الموجود في لبنان لأخذت لبنان إلى الفتنة الداخلية. هذا ليس موضوعاً أمنياً، هذا أمن قومي وأمن شخصي وأمن اجتماعي والذي تريدونه، الدولة ماذا ستفعل في هذا الموضوع؟ هذا بالحقيقة يحتاج إلى متابعة.
الآن أيضاً لمزيد من التأمل أنا اكتفي فقط بهذا المقدار، وأقول هذا مسار لا يحسن السكوت عنه أو عدم التوقف عنده أو غض النظر عنه.
في موضوع الاستباحة الجوية للسماء. أليس لبنان دولة؟ لا يجوز بالأدبيات، وهذا لاحظته خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بالأدبيات الرسمية اللبنانية نحن نتحدث عن أرض وبحر، هل نحن دولة ليس لديها سماء؟ نحن ليس لدينا سماء؟ تنازلنا وسلمنا بالسيادة الإسرائيلية على أجوائنا؟ السيادة الجوية إن صح التعبير. الاستباحة الجوية يومياً وساعاتياً ويُعتدى من أجواء لبنان على سورية وعلى دول الجوار. هذا كيف سيتم التعامل معه؟ نحن هنا لا نتحدث عن أنه تعالوا لنتحرك، حتى لا يخرج أحد ويقول إن السيد يريد توريطنا أيضاً بالحرب السورية. انظروا، سورية تدافع عن نفسها.
هنا ندخل إلى ما حدث الأسبوع الماضي بكلمتين: سورية تدافع عن نفسها: ما حصل الأسبوع الماضي طبعاً هو إنجاز عسكري نوعي كبير جداً وبالتأكيد ما بعده ليس كما قبله وبالتأكيد بالحد الأدنى الأدنى الأدنى الأدنى الأدنى مهما تواضعنا بدلالات الحدث بالنسبة للإسرائيلي لم يعد يأخذ راحته كما حصل في موضوع البحر يوم ساعر خمسة في حرب تموز. الآن الإرسائيلي يُجري حساباته ويقيس بالأمتار أين يقرب أين يبعد أين يأتي أين يذهب بالحركة الجوية.
قطعاً هذا سيترك أثاراً مهمة جداً على حركة سلاح الجوي الإسرائيلي. الإسرائيليون يتحدثون عن هذا الموضوع وهذا ليس بحثنا. أنا أتحدث عن دلالات هذا الحدث وآثاره على المقاومة ومحور المقاومة ومشروع الصراع بالمنطقة لا من السياق الذي دخلت إليه.
أريد أن أقول إن القيادة السورية ومنذ مدة، منذ الراحة بالوضع الداخلي من مدة طويلة جداً اتخذوا قراراً بأن أي طائرات حربية إسرائيلية تدخل الأجواء السورية على الدفاعات الأرضية أن تواجهها، ليس هناك نقاش، وحتى إذا أطلقت صواريخ باتجاه الأراضي السورية على الدفاعات الجوية أن تواجهها، وهذا القرار ينفذ منذ عدة أشهر لكن الذي حصل الأسبوع الماضي أن المواجهة كانت حادة وأن الله سبحانه وتعلى وفّق وسدد الرمية “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى”.
ما أريد قوله هنا: نتيجة التشويه الذي حصل خلال أسبوع، تعرفون هناك سياق يسير من سنوات اسمه التوهين بكل شيء اسمه فيه سورية، أنه في هذا التصدي الآن لماذا سقطت الطائرة الإسرائيلية، هذه المعركة كيف جرت؟ يقولون إن هذا قرار إيراني وهذا قرار روسي. هذا “كلام فاضي”. القرار بالتصدي للطائرات والصواريخ الإسرائيلية في سماء سورية هو قرار سوري، قرار القيادة السورية، قرار السيد الرئيس باشار الأسد فقط. الحلفاء أخذوا علماً أنه نحن عممنا هذا القرار، خذوا علماً، كونوا بالصورة، هذا القرا ر بالتنفيذ. على أساس أن هذا من باب الاستهانة بكل شيء اسمه جيش سوري واسمه جيوش عربية واسمه عرب و”اسمه مدري شو”. والله من الذي أسقط الطائرة؟ من الجالس على الدفاعات الجوية وأسقط الطائرة؟ هؤلاء الإيرانيون، لا هؤلاء الروس، شوي تنزلوا هؤلاء حزب الله. لا “حبيباتي” الذي أسقط الطائرة والجالس على الدفاعات الجوية في سورية هم ضباط وجنود الجيش العربي السوري البواسل.
نحن خلال السنوات السبع اختلطنا معهم أكثر مما كانوا في لبنان. عندما كانوا في لبنان لم نكن أصحاب كثيراً. نحن اختلطنا معهم أكثر ووجدنا لدى الضباط والجنود في الجيش العربي السوري من العلم والمعرفة والخبرة واليقظة والشجاعة والدقة ما يضعه في مستوى راقٍ وعالٍ جداً.
لمَ هذا التوهين، لمَ هذا الإسفاف في توصيف حقيقة يجب أن نفخر بها جميعاً، من يتفق مع النظام في سورية ومن يختلف معه في أي مكان في العالم العربي والإسلامي، يجب أن يفخر بهذا العمل البطولي الذي قام به الجيش العربي السوري ودفاعاته الجوية وبقرار من قيادته السورية. هذا يجب أن يكون مفخرة. طبعاً نحن نوجّه دائما التحية ونعبّر عن اعتزازنا وفخرنا بهذه اليقظة وبهذه البسالة وبهذا العمل البطولي.
نعود إلينا. ماذا عن هذه الاستباحة؟ حتى متى ستستمر؟ عندما جاء تيرلسون أمس وقبله جاءه ساترفلد ممكن أحد ـ نحن طبعا لا نتوقع أبداً ـ لكن لأحد أن يفترض أنه والله جاء الأمريكي يقول للمسؤولين اللبنانيين نحن معكم وإلى جانبكم وسنمنع إسرائيل من تفجير الوضع الأمني في لبنان ولن نسمح لإسرائيل أن تخترق سيادتكم وسنعطيكم حقوقكم بالمياه. مثلا ميزانية البنتاغون كم طلبوا لإسرائيل؟ لا أعرف إن وافقوا عليها أم لا. طلب البنتاغون مساعدة لإسرائيل ولعلها مساعدة عسكرية 3 مليار و300 مليون دولار، يا أخي ممكن أنا أكون مشتبه ب300 مليون يا أخي بلا 300 مليون ثلاثة مليار دولار مساعدة عسكرية لإسرائيل، الجيش اللبناني أميركا تدعمه وتساعده وستساعده، كم؟ 40 مليون دولار، 50 مليون دولار، يا اخي 100 و150 مليون دولار، يعني هم يضحكون على من؟
يعطي أهم طائرات استراتيجية اميركية لاسرائيل، ولبنان ليس لا يعطى طائرات، لا يعطى دفاع جوي فقط ليدافع عن نفسه، يحمي نفسه، يحمي سيادته.
بكل الأحوال، أنا ما أقوله هنا إنه في هذه المرحلة كلا، الموضوع الاسرائيلي لا أعتقد أنه هناك في لبنان من يناقش، في عام 1982 حزب الله وحركة امل والقيادات السياسية والأحزاب الوطنية والإسلامية واجهها كثير من الأصوات، صار هناك نقاش في البلد، إسرائيل عدو، ليست عدواً، لها أطماع، ليس لها أطماع، حسنا، انتهينا، اليوم بعد الذي حصل ويحصل، هل هناك لبناني يناقش في أطماع إسرائيل بلبنان؟! لا يوجد، لا أعتقد أنه يوجد أحد يناقش، هل من أحد يناقش على انه بناء على هذه الاطماع يوجد تهديدات إسرائيلية للبنان؟ يفترض أن لا يناقش أحد، هذا الموضوع له علاقة بسلاح حزب الله، الاميركي بدل أن يأتي ليعالج الاسباب، هو يريد أن يعالج النتيجة.
حسناً، نحن من أجل أن نواجه هذه الاطماع وهذه التهديدات لدينا عناصر قوة، هو يريد أن يسلب لبنان عناصر القوة التي لديه، بكل الأحوال، نحن في الموضوع هذا عموماً، نحن حذرون ويقظون، أنا لا أريد أن أقول إن الأمور ذاهبة إلى حرب كما تقول وسائل الاعلام وكتابات ومقالات. أنا بموضوع الحرب أقول ما قلته في كل خطاب سابق، له حسابات معقدة، طبعاً، إذا قال الاسرائيلي إنه لا يريد حرباً لن نصدقه أنه قطعاً لا يريد حربا، قد يريد وقد لا يريد. الذي يمنع الاسرائيلي من الحرب هو عدم يقينه بالنصر، وهذه المعادلة التي كرسها قادتنا الشهداء.
حسناً، أنتقل إلى الوضع الاقليمي في نقطتين أو ثلاث سريعات من السياق نفسه.
فلسطين: استمرار الحصار الأمريكي للشعب الفلسطيني، منع المساعدات عن السلطة الفلسطينية التي هي بالنهاية تحمل مسؤوليات معينة في الموضوع الاجتماعي والحياتي والمالي الخ… وضع حركات مقاومة فلسطينية وقادة حركات مقاومة فلسطينية على لوائح الارهاب، عقوبات جديدة في مجلس النواب الاميركي على حركات فلسطينية، والمزيد من الضغط، لكن الذي يبقى يمثل عامل الأمل الذي يجب أن نؤكد عليه وندعمه بقوة هو الإجماع الفلسطيني في رفض قرار ترامب، والإجماع الفلسطيني في رفض الخضوع لصفقة القرن، وهذه هي المواقف المعلنة.
والشعب الفلسطيني الذي قدم خلال الأسابيع القليلة الماضية نماذج، أكتفي بثلاثة أسماء:
الشهيد ابن الشهيد، الشهيد أحمد جرار، هذا نموذج راقٍ عالٍ، هذا يجب أن تقف عنده كل الأمة وليس فقط الشعب الفلسطيني، شاب واحد، كادر، وقف في مواجهة الجيش الإسرائيلي والعنجهية الإسرائيلية، والأجهزة الأمنية الإسرائيلية. حسناً، هذا المقاتل قضي له بالشهادة، طبعا الشهيد احمد ايضا، ومنطق والدته، الذي سمعناه كلنا على وسائل الإعلام.
اثنان: الفتاة عهد التميمي، موقف جريء، شجاع، هذه الفتاة التي تصفع الجنود الإسرائيليين وتقف في وجههم وبالمحكمة تقف، وأمها وأبوها يقولون لها كوني صامدة وقوية وشجاعة وثابتة.
ثالثاً: عمر العبد، الذي حوكم أمس، أربع مؤبدات ومنع إدخاله في أي صفقة تبادل. كيف يقابل المؤبدات الأربعة؟ بالابتسامة، ويغضب ليبرمان. أنا الذي لفتني غضب ليبرمان، انه انظروا إلى هذا، حكمنا عليه أربع مؤبدات ولا نريد أن نفاوض عليه، ويقابل هذا بالابتسامة.
هذا هو الشعب الفلسطيني، نحن عندما نتكلم عن أمل وعن مستقبل وعن آفاق هذا الصراع، لأننا نراهن على هؤلاء الناس، وهؤلاء من بيئتهم، أبناء بيئتهم، ليسوا معزولين عن هذه البيئة.
النقطة التي بعدها: عندنا في شباط ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في ايران، يعني لدينا 39 سنة على قيام نظام الجمهورية الإسلامية الذي صنعته الثورة الإسلامية، الثورة الإسلامية أسقطت نظام الشاه، الشعب الإيراني بإرادته واستفتائه أوجد نظام الجمهورية الاسلامية ودستور الجمهورية الاسلامية، 39 سنة، الشعب الإيراني يبني هذه الدولة وهذا النظام وهذه الجمهورية ويدافع عن استقلالها الحقيقي. إيران دولة ليس هناك في العالم من يتدخل في قراراتها، أبداً، لا في دستورها ولا في قوانينها، ولا سياساتها ولا استراتيجياتها، ولا برامجها ولا شيء، ويدافع عن استقلالها وسيادتها وعن حضورها، وعن قوتها وعن نموها، و 39 سنة من العدوان الأميركي الغربي وبعض العربي على هذا الشعب وعلى هذا النظام وعلى هذه الدولة، يقابل بالمزيد من الصمود. رهانات سمعناها قبل اسابيع، بالامس شاهدنا بأم العين المظاهرات المليونية في المدن الإيرانية.
نحن في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية نعبّر عن اعتزازنا وتحياتنا وافتخارنا وحبنا وإيماننا بهذه الثورة الإسلامية المباركة، بهذا النظام الإسلامي المبارك، ووقوفه إلى جانب لبنان وفلسطين وسورية والعراق والبحرين واليمن وشعوب الأمة العربية وحقوق العرب والمسلمين وتحمل التبعات في هذا الوقوف والصمود. ونوجه باسمكم جميعا كل التحايا إلى سماحة الإمام القائد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، وإلى كل المسؤولين في الجمهورية الإسلامية وإلى أبناء هذا الشعب العزيز فرداً فرداً.
وهنا طبعا بين هلالين، هذا إن شاء الله نتوسع فيه لاحقاً لأنهم يشتغلون عليه، الاميركيون يأتون ليساعدونا كلبنانيين، ليمنعوا التدخل الإيراني في لبنان. سأكتفي بجملة برسم كل اللبنانيين: دلوني على التدخل الإيراني في لبنان؟ دلوني على تدخل واحد فقط، أقبل بمثل واحد أن حزب الله يمثل المصالح الإيرانية، ما هي المصلحة الإيرانية التي يخدمها حزب الله في لبنان وهي ليست مصلحة لبنانية؟ هذا ظلم كبير أن يقال هذا. أنا اقول لكم ونحن حلفاء إيران وأصدقاء إيران ونعتز ونفتخر بهذه العلاقة الاستراتيجية العقائدية الإيمانية، فلتصفوها كيفما يحلو لكم، إيران لا تتدخل في لبنان في شيء على الاطلاق، أبداً، لا بالاستحقاق الرئاسي، لا هي تقول ضعوا فيتو على الرئيس فلان أو فلتأتوا بفلان رئيساً، بينما يوجد دول تضع فيتو وترفع فيتو، إيران لا تفعل ذلك، لا أن يقبلوا بفلان رئيس حكومة ولا ضعوا فيتو على فلان رئيس حكومة، لكن يوجد دول تضع فيتو، أيضا، تحتجز رئيس حكومة، ليس فقط تضع فيتو. الآن هناك انتخابات نيابية في لبنان، أين يتدخل الإيراني في الانتخابات النيابية في لبنان، ولكن أحدد لكم عواصم وسفارات ودول، سنأتي بعد قليل على الاستحقاق النيابي. على كل لا أريد أن أطيل بهذه النقطة، فلندع الشعارات وما شاكل، أعطني مثلاً، أين تدخلت ايران في الشأن الداخلي اللبناني؟ أين قررت إيران بالنيابة عن اللبنانيين؟
هذا سؤال أول، والسؤال الثاني، أعطني مثلاً واحداً عن عمل قام به حزب الله ليس لمصلحة لبنان وإنما لمصلحة ايران؟ ونخرج من الادعاءات العريضة، إيران بالنسبة للبنان، هي حليف وشقيق وأخ وصديق، هي لا تريد لهذا اللبنان إلا كل الخير وهي قدمت كل ما تستطيع، وحاضرة أن تقدم ليس فقط في البعد المقاوم، في تسليح الجيش، في البعد الانمائي، في موضوع النفط، في موضوع الكهرباء، ولكن أنا قلت سابقا وأعيد وأقول لكم أيها اللبنانيون، حكومتكم لا تريد، يوجد دولة تقول أنا جاهزة لكي أساعد بكل شيء، وأكون معكم بكل شيء، ليس فقط بالمقاومة، يوجد مشكلة هنا، وليس هناك.
النقطة التي تليها، أيضاً من ذكريات شباط: سبع سنوات مضت على الانتفاضة الشعبية السلمية في البحرين، صمود وثبات وتحدي، علماء في الإقامة الجبرية، سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، علماء ورموز وشباب وآلاف الشباب في السجون، لكن المظاهرات لم تتوقف، الأحكام القضائية التعسفية، تنفيذ أحكام أعدام تعسفية.
لم يتوقف هذا الشعب، وأنا أقول لكم بحسب معلوماتي هو لن يتوقف، لا بعد سبع سنوات ولا ثماني سنوات ولا عشر سنوات، وهو مصرّ على مطالبه المحقة. هذه دماء سجنائه وهذه مظلومية مساجينه وهذه آلام ومعاناة عوائله وأسراه ومعتقليه وأمهات وآباء الشهداء.
لكن هناك موضوع سألفت له في البحرين وهو خطير جداً. في يوم من الأيام أنا قلت إن المشروع الذي يجري في البحرين هو تغيير ديموغرافي وأشبه بالمشروع الإسرائيلي، وهناك اناس انتقدوا. أعيد وأؤكد على هذا الموضوع، لعله البلد الوحيد في العالم الذي يعاقب، يمكن يوجد بلد ثانٍ أو ثالث من باب الاحتياط الذي يعاقب بسحب الجنسية، يعني الحكومة البحرانية تأتي من كل العالم تعطي جنسيات، ومن يود أن يرى على مواقع التواصل ستشاهدون أناشيد للبحرين وتتغنى بالبحرين ونحن بحارنة ولكن باللغة الهندية والباكستانية وغيرها ولا تفهم عليهم ماذا يتكلمون ويتكلم القليل من العربي “المطبش”، يجلب ويجنس ويعاقب بسحب الجنسية من أهل البحرين الأصليين. والمصيبة أن الحكومة والسلطة التي تسحب الجنسية من البحرينيين الأصليين هم ليسوا بحرينيين أصليين، هم جيء بهم إلى البحرين ليحكموا في البحرين.
أيضاً بعد مضي 7 سنوات نحن لا نستطيع سوى أن نقول هذا الموقف الإعلامي. ماذا نستطيع أن نفعل؟ ولكن لهذا الشعب المظلوم المضطهد نؤكد وقوفنا إلى جانبه ودعاءنا له ومساندتنا له، طبعاً ما نُتهم به هذا غير صحيح لكن الكلام والموقف الإعلامي ايضاً مطلوب في هذا السياق.
قبل أن أنهي أريد أن أدخل على موضوع الانتخابات في آخر مقطع، أيضاً في اليمن ليس لدي شيء جديد أتكلم به، لكن أرى من الواجب الأخلاقي أمام هذا السكوت العالمي، كل العالم والمؤسسات الدولية يتكلمون عن 20 مليون جائع ويتكلم عن مئات آلاف الإصابات بالكوليرا، نرى يومياً القصف ما زال مستمراً ما زال متواصلاً، المجازر اليومية، وصمت عالمي، صمت عالمي، صمت عالمي.
الملفت يا إخوان ويا أخوات أن في هذا العالم العربي والإسلامي وفي هذا العالم أصوات قليلة تتحدث عن مظلومية الشعب اليمني من جملتها صوتنا، ومع ذلك هذا الصوت يُراد له أن يسكت ويراد له أن يصمت، ويُهدد لبنان، ونهدد نحن، ويُهدد اللبنانيون، لماذا؟ لأنه يوجد شخص في لبنان أو يوجد جهة في لبنان تقف وتقول بين مناسبة وأخرى “يا عمي” هذا الذي يحصل في اليمن عدوان كبير وظلم عظيم واضطهاد ومجازر ووحشية. يا عالم يا عرب يا مسلمين أوقفوا هذا العدوان، حتى هذا الصوت الذي قد لا يقدم ولا يؤخر وإنما يسجل موقفاً للدنيا والآخرة المطلوب منه أن يصمت، وأنا اقول لكم: لن يصمت بإذن الله سبحانه وتعالى لأن هذا أضعف الإيمان اتجاه الشعب اليمني الصامد والمقاتل.
الانتخابات المقطع الأخير، هنا سنتحدث بهدوء وأن شاء الله لا أطيل عليكم، نحن لدينا استحقاق انتخابي، لدينا قانون انتخابات على أساس النسبية وهو قانون عادل بالرغم من انه كان يمكن أن يكون أفضل، يعني بموضوع الدوائر وبمسائل أخرى، ولكن هذا القانون وبما فيه هو أفضل قانون انتخابي في تاريخ لبنان، واحد.
ثانياً، هذا القانون الذي يحاول البعض أن يقول إن هذا قانون حزب الله ـ يا عمي والله ليس قانون حزب الله، هذا شبيه بحكومة الرئيس ميقاتي وقيل كلها حكومة حزب الله ـ هذا ليس قانون حزب الله، نعم حزب الله كان شريكاً في صنع هذا القانون وفاعلاً ومؤثراً في صنع هذا القانون، لكن هذا قانون توافقت عليه القوى السياسية. وعلى كل حال إذا اعتبرتموه قانون حزب الله أو لم تعتبروه أنا أقول لكم إن هذا القانون الانتخابي الجديد في لبنان هو مفخرة سياسية وهو أهم إنجاز سياسي في العقود الماضية، اتركوا اتفاق الطائف جانباً، إذا أردنا أن نتكلم بالإنجاز السياسي، هذا من أهم الإنجازات السياسية بالبلد ويجب أن نتعاطى معه على هذا الأساس.
أهمية هذا القانون انه فتح المجال لكل من له حجم شعبي أن يدخل ويتمثل في مجلس النواب وكل ما كان يقال عن المحادل انتهى، الآن لم يعد هناك محادل ولكن مع ذلك يوجد أناس مصرّون على أن يتكلموا عن المحادل ـ والله يا عمي لا يوجد محادل ـ لا يوجد أي محدلة في أي مكان، يوجد حاصل انتخابي، أنت لديك أناس؟ أنت لديك شعبية؟ تحصل حاصل انتخابي؟ ليس النصف زائد واحد بل حاصل انتخابي تأخذ مقعداً في مجلس النواب.
من نتائج هذا القانون أن الانتخابات في هذه السنة لا توجد انتخابات كسر عظم، لا يستطيع أن يخوض أحد انتخابات كسر عظم كما يقال لأن القانون لا يتيح شيئاً من هذا، القانون الأكثري نعم يأخذ كل الدوائر إلى معارك كسر عظم، أما القانون النسبي كلا، كل شخص يأخذ حصته ويأخذ حجمه ويأخذ وضعه الطبيعي ولا يستطيع أحد أن يكسر الثاني، وهذا مفترض أن يأخذنا على انتخابات هادئة، انتخابات لا تثير فتنة في البلد لأنه لا يوجد كسر عظم.
النقطة التي بعدها، نحن ذاهبون إلى انتخابات لا يوجد فيها فريقان، لا يوجد انقسام عامودي، مثل انتخابات 2009 أو قبل، 2009 بالتحديد، لا يوجد فريقان، فريق 8 اذار ومتحالف من التيار الوطني الحر وفريق 14 اذار، كلا اليوم يوجد قوى سياسية ستشكل لوائح، يوجد أناس لونهم أو اسمهم بحسب السابق ـ لأنه الآن يوجد نقاش في البلد هل ما زال يوجد 14 اذار أو لم يعد؟ هل يوجد 8 اذار أم لا؟ أنا لا أريد أن أدخل في هذا النقاش ـ لكن اليوم يوجد قوى سياسية محسوبة على 14 اذار ستتنافس في دوائر واحدة، ويوجد ناس وقوى سياسية محسوبة على 8 اذار ربما تتنافس في دوائر واحدة، يعني بأن تروا أكثر من لائحة من محسوبين على 8 اذار، وسترون داخل دوائر أناس من قوى 14 آذار متحالفة مع التيار الوطني الحر على سبيل المثال أو مع ناس من قوى 8 آذار، اختلط الحابل بالنابل.
ولذلك اليوم لا يستطيع أحد أن يقدم المعركة الانتخابية بعام 2018 على أنها معركة مكاسرة بين فريقين سياسيين كبيرين في البلد أبداً، ولذلك يمكن أن نتحالف نحن أيضا هنا (دائرة معينة) وأن لا نتحالف هنا (دائرة اخرى) حتى داخل دائرة الحلفاء أنفسهمـ سأعود اليها بعد قليل.
بناء على كل هذا التوصيف، هذا الوصف الحقيقي اليوم للانتخابات، سنرى على سبيل المثال ممكن أن يتحالف تيار المستقبل والتيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي وغيرهم في هذه الدائرة ويتنافسون في تلك الدائرة، نحن وحركة امل متحالفون في كل الدوائر، ممكن نحن وأمل أو نحن لوحدنا متحالفون مع التيار الوطني الحر في هذه الدائرة ومتنافسون في الدائرة الثانية، وممكن أن تشاهدوا الحزب الفلاني من 8 اذار مع الحزب الفلاني من 8 اذار متنافسون في الدائرة الفلانية.
هذا قادم في الانتخابات، هذا طبيعي، واسمحوا للقوى السياسية أن تذهب وتشتغل انتخابات وهذا نحن تكلمنا به لكل حلفائنا ولكل أصدقائنا وقلنا لهم خذوا راحتكم، خذوا الخيارات التي ترونها مناسبة، تحالفوا مع من تريدون، اشتغلوا مصلحتكم، وما يُذكر في بعض وسائل الاعلام انا اريد ان انفيه نحن لا نفرض لوائح ولا نفرض مرشحين على لوائح ولا نفرض مرشحين على قوة سياسية معينة بأن نأتي ونقول للحزب الفلاني رشح فلان، أبداً.
نعم نحن نحب أن يكون كل اصدقائنا وحلفائنا في لوائح موحدة ومشتركة، اكيد نحب واكيد نحاول ان نساعد ولكن لا نفرض على أحد شيئاً، وان يراعي كل شخص مصلحته في الكامل، مصلحته الإنتخابية، مصلحته السياسية، الحساسيات الموجودة في البلد، يريد ان يأخذ الحساسيات الموجودة في الاقليم في المنطقة يأخذ راحته.
يوجد اثنالن، وهذا المميز الى حد الان يوجد اثنان حسموا خيارهم في كل لبنان حزب الله وحركة امل انتهينا ومبكراً ومنذ اشهر. اما بقية القوى السياسية يمكن ان تتحالف هنا ويمكن ان تتنافس هنا، هذا سيظهر عندما تتشكل اللاوائح. بناء على كل ما تقدم، اللغة التي نسمعها منذ اسابيع وتحاول ان توجد عنواناً لمعركة اسمها ان حزب الله يريد أن يحصل في الإنتخابات النيابية المقبلة على الأغلبية في المجلس النيابي هذا كلام ليس له اي أساس، ومن اجل ان لا اطيل هذه الفقرة لماذا هذا الكلام؟
هناك أناس ممكن لا يوجد مانع أن تكون لعدة الأسباب، أناس يريدون أن يخوّفوا بعض الدول وبعض الإقليم، يا أمريكا، يا سعودية، يا إمارات، أدركونا، أغيثونا، هذا القانون يُعطي حزب الله أغلبية بالمجلس النيابي، “لحقونا”، أعطونا دعم مالي ودعم إعلامي وصالحونا مع بعضنا وجمعونا وضعونا في لوائح واحدة وافرضونا على بعضنا البعض وإلا حزب الله سيأكل مجلس النواب، يمكن أن يكون هذا سبب، طبعاً سبب كاذب، مخادع، هو يوجد قوى سياسية من زمان تبيع بضاعة لبنانية مغشوشة للعالم، من زمان.
حسناً، من الممكن أن يكون السبب أنه ضغط من أجل تعديل قانون الانتخاب بحجة أن هذا القانون يؤدي إلى أن يصبح حزب الله أغلبية في المجلس النيابي، يمكن للحصول على مزيد من الضغط على حزب الله، ويجب أن نتوقع من هنا للانتخابات، عقوبات مالية ولوائح إرهاب وأسماء على لوائح الإرهاب، ومجدداً محكمة دولية، المحكمة الدولية السياسية المسيسة الخاضعة للاعتبارات السياسية توقعوا من هنا للانتخابات أيضاً أن تدخل في المعركة الانتخابية لأنها محكمة سياسية، للأسف الشديد مجدداً توظيف دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري في المعارك السياسية.
من الممكن أن يكون هناك عدة أسباب، لكن الإجابة في لبنان بحسب هذا القانون، ليس حزب الله، لا يوجد حزب سياسي في لبنان مهما عظم شأنه يستطيع أن يحصل على أغلبية في المجلس النيابي، حتى لما تنتهي الانتخابات أيضاً، انتبهوا جيداً، انتبهوا جيداً، لا يخرج أحد يعمل انجازات وهمية، مثل: لقد منعنا حزب الله من الحصول على الأغلبية في المجلس النيابي، ما هذا الكلام الفارغ؟ أنت تقاتل الهواء حبيبي، أنت واقف على المرآة وتقاتل نفسك، لا يوجد في لبنان حزب سياسي مهما عظم شأنه وكبر حجمه يمكنه أن يحصل على أغلبية في المجلس النيابي، وطالما أن الانتخابات هي ليست بين فريقين ولا يوجد انقسام عامودي في لبنان، إذاً لا يوجد فريق يستطيع أن يخرج بنهاية الانتخابات ويقول فريقنا حصل على الأغلبية النيابية، لأن الناس تحالفت ضد بعضها وتحالفت مع بعضها وخصوم تحالفوا مع بعضهم، كيف ستستخرج هذه النتيجة.
لذلك، الآن نحن ذاهبون إلى الانتخابات، دعونا نضعها بجو بارد قليلاً، وبموضوع التحالفات أيضاً نحسمها، نحن وأمل انتهينا، متحالفون من زمان وانتهينا، طبعاً مع قوى 8 آذار متفاهمون، ليس لدينا مشكلة وطبيعي وهذا قلناه من الأول.
مع القوات اللبنانية – لا التيار الوطني أتركه للآخر – مع القوات اللبنانية لا يوجد تحالف، طبيعي، لأنه لا نلتقي بالسياسية ولا نلتقي بالانتخابات، هذا طبيعي يعني، وهذه لا يمكن أن يعمل فيها رجولة، لا نحن ولا هم.
بالنسبة لتيار المستقبل، منذ شهر، شهرين، كلما تأتي مناسبة (يقولون): سنتحالف مع الجميع إلا مع حزب الله، سنتحالف إلا مع حزب الله. يا أخي من طلب أن يتحالف معكم، أريحوا نفسكم ولا تنضغطوا، يا شباب ولا تنحشروا أنتم لست “مزنوقين” لستم مضطرين أن تعصبوا، ولا شيء، أصلاً هذا الأمر لم يكن مطروحاً وليس مطروحاً ولم يكن في بالنا، فلا يوجد داعٍ، يعني تيار المستقبل يمكن أن يريح أعصابه على الآخر، الآن إذا هو يعتبر أن معركته الانتخابية مع حزب الله أنا أحب أن أقول لكم نحن معركتنا الانتخابية ليست مع أحد، نحن في لبنان 2018 ليس عندنا معركة انتخابية مع أحد، هناك قانون انتخابي كل واحد يستطيع أن يحكي الذي عنده ويأخذ حصته بحسب القانون النسبي ولا يحتاج إلى معارك بهذا المستوى أو اصطناع عناوين أو ما شاكل.
مع التيار الوطني الحر، التحالف السياسي قوي ومتين، التفاهم ثابت وصامد، الآن طبيعي نحن لم نصبح حزب واحد، ممكن أحياناً نختلف في بعض المواقف،ف ي بعض الحوادث، وهذا طبعاً كونه مناسبة شباطية يجب أن نؤكد عليها أيضاً في 6 شباط، وهذا صامد ومكمّل والعلاقة لا تهتز نتيجة موقف هنا حتى لو كانت بعض الأمور القاسية أو الصعبة أو الحادث يكون مرّاً يعني مثلاً، لكن في نهاية المطاف هناك حرص شديد وأكيد من الطرفين على هذا التحالف السياسي. بالموضوع الانتخابي، الكلام بيننا حتى الآن أنه يا أخوان نحن وإياهم – نتكلم مع بعضنا يعني – نأخذ راحتنا، لسنا ملزمين بشيء، يمكن في بعض الدوائر نتحالف سوياً ويمكن في بعض الدوائر نكون في لوائح متفاوتة، طالما المعركة ليست كسر عضم، يمكننا نحن والتيار الوطني الحر نرى مصالحنا الانتخابية ونخدمها وهذا لا يفسد في الود قضية. موضوع الحزب التقدمي الاشتراكي أيضاً، 8 آذار تحدثنا، 8 آذار فيها من كل الطوائف وشخصيات معروفة، أيضاً هذا مفتوح للنقاش نحن لم نحسم شيئاً في هذا الموضوع.
لذلك بموضوع التحالفات أيضاً الأمور سهلة. وأختم بالقول إنه نحن في الحقيقة، ندعو مجدداً أنه بعد كل التجارب آن للبنانيين أن يعلموا، اليوم ليس هناك أغلبية من لون واحد، ليس هناك أغلبية من فريق سياسي واحد، ولا يمكن لأحد أن يحكم هذا البلد بمعزل عن بقية القوى السياسية الأساسية، ليس فقط المكونات الطائفية، حتى القوى السياسية الأساسية، هذا بلد تركيبته، صيغته، وضعيته، حالته شراكة، طالما شراكة لا يوجد الداعي أن تفتعل العالم مشكلاً كبيراً على هذا الموضوع.
يبقى بخصوص ترشيحاتنا، نحن إن شاء الله خلال هذين اليومين سنحسم بشكل نهائي أسماء مرشحي حزب الله، ليس اللوائح، اللوائح تأتي لاحقاً، من سيكون بهذه اللائحة أو تلك اللائحة هذا سنتفاهم نحن وإخواننا بحركة أمل، نحن وبقية الحلفاء على تركيب اللوائح، نحن سنحسم أسماء مرشحي حزب الله الذين ينتسبون إلى حزب الله، وأنا إن شاء الله بخدمتكم يوم الإثنين أو يوم الثلاثاء، يعني ندع الموضوع مرناً، الساعة السادسة أظهر على التلفاز وأعمل مقدمة وأعلن أسماء مرشحي حزب الله لانتخابات 2018 مع الحيثيات والاعتبارات السياسية.
أكتفي بهذا المقدار بالانتخابات النيابية لأنه استحقاق سنبقى نتكلم فيه خلال الأشهر المقبلة، الشهرين الآتيين إلى مجيء يوم الاستحقاق. مجدداً لسيدنا السيد عباس الموسوي، لشيخنا الشيخ راغب حرب، لحبيبنا الحاج عماد مغنية، لكل قادتنا وشهدائنا وأعزائنا الذين مضوا: حفظنا الوصية وسنحفظ الوصية وسنحمل دماءكم وأهدافكم وبوجوهكم وأسمائكم وفكركم وعقلكم وإرشاداتكم وهدايتكم، سنأتي بالانتصارات للبنان وفلسطين وسوريا وكل المنطقة، السلام عليكم ورحمة الله.
المصدر: العلاقات الاعلامية