حملت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة مسؤولية تصعيد الوضع في منطقة عفرين شمال غرب سوريا، موضحةً أنَّ التوتر تصاعد هناك نتيجة انتهاك واشنطن لوعودها بالتمسك بوحدة أراضي سوريا.
جاء ذلك تعليقاً على بيان صدر في 6 شباط عن الوكالات الإغاثية الدولية العاملة في سوريا، حول الوضع الإنساني السيئ في بعض المناطق السورية، بما فيها عفرين والحسكة والرقة وإدلب ومخيم “الركبان” (الحدود بين سوريا والأردن) وغوطة دمشق الشرقية، حيث دعت فيه هذه الوكالات إلى تهدئة لمدة شهر من أجل إيصال مساعدات إنسانية إلى محتاجيها وإجلاء المصابين والمرضى.
وأشارت الخارجية في بيان، إلى أن روسيا نفسها دعت مراراً طرفي النزاع في سوريا إلى وقف القتال، إلا أن تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين روسيا وإيران وتركيا، الدول الضامنة لعملية أستانا، يتعثر بسبب نشاطات “الإرهابيين والمتطرفين” الساعين إلى تقويض الاستقرار في البلاد.
وعبرت الوزارة عن أمل موسكو في أن بيان الوكالات الدولية لن يُستخدَم “بهجمات مسيسة جديدة ضد الحكومة السورية الشرعية وتصعيد الهستيريا إرضاء لمن يدعو منذ زمن بعيد إلى تغيير ‘النظام’ في دمشق”.
وشددت الخارجية الروسية على أن الوضع في كل من المناطق المشار إليها في بيان الوكالات الإنسانية له خصائصه، ولا يجوز تحميل السلطات السورية وحدها المسؤولية عن هذه الأوضاع.
وذكّر بيان الوزارة بأن عمليات القصف الجوي المكثف التي شنها طيران “التحالف الدولي” ضد داعش هو الذي أدى إلى تدمير 80% من مباني مدينة الرقة، إضافة إلى حدة مشكلة إزالة الألغام وانتشال جثث القتلى من تحت الأنقاض هناك.
أما مخيم “الركبان” فذكرت الوزارة الروسية أن وصول المنظمات الإنسانية إلى هناك لا يزال غير ممكن بسبب وجوده داخل “منطقة آمنة” أقامتها الولايات المتحدة “بطريقة غير شرعية كأمر واقع”.
وفيما يتعلق بعفرين، شددت الوزارة على أن تفاقم الوضع الإنساني في هذه المنطقة، التي لا وجود فيها للقوات الحكومية السورية على الإطلاق، جاء نتيجة لخطوات الولايات المتحدة في دعمها لموالين لها، وذلك في مخالفة لتصريحات واشنطن السابقة عن تمسكها بسلامة أراضي سوريا”.
وفي تطرقها إلى ما يجري في محافظة إدلب أوضحت الوزارة أن تكثيف الضربات الجوية فيها جاء رداً على محاولات الإرهابيين المستميتة لاستعادة مواقعها المفقودة عبر هجمات شرسة متكررة على بلدة أبو الضهور، وذكر بيان الخارجية أن تخفيف التوتر هناك مرتبط بسرعة نشر نقاط مراقبة تركية على طول خطوط التماس بين طرفي النزاع هناك.
أما الأعمال القتالية في الغوطة الشرقية فأتت نتيجة لهجمات المسلحين على إدارة المركبات التابعة للجيش السوري في مدينة حرستا في تشرين الثاني الماضي، ولا تزال محاولات المسلحين للاستيلاء على هذا الموقع مستمرة، إضافة إلى استمرار استهدافهم للعاصمة دمشق بمدافع هاون من هذه المنطقة.
المصدر: موقع الخارجية الروسية