سجلت منطقة اليورو نسبة نمو هي الأعلى منذ عشر سنوات، لكنها لم تتمكن من خفض معدل البطالة بين الشباب إلى ما كان عليه قبل أزمة الديون في سنة 2008.
ويفيد مكتب الاحصاء الأوروبي «يوروستات» أن معدل البطالة بين من هم دون 25 عاما بلغ في ديسمبر/كانون الأول 17.9%، أي أعلى بمرتين من المعدل العام البالغ 8.7%.
واذا كان هذا الرقم يقل عن أعلى معدل سجل في فبراير/شباط 2013 وبلغ 24.7% في عز الانكماش في منطقة اليورو، فإنه لا يزال مرتفعا عن معدل 15.1% المسجل في فبراير 2008 قبل انهيار بنك «ليمان براذرز» الأمريكي الذي أدى إلى ازمة الديون في الدول التي تبنت العملة الموحدة.
ولكن النمو الأوروبي يبدو جيداً مع بلوغه 2.5% السنة الماضية مقابل 1.8% في 2016.
وبصورة عامة تكون البطالة لدى الشباب أعلى من المعدل العام، نظرا لنقص خبرتهم لدى دخولهم سوق العمل، ولأنهم «أول من يتم التخلي عنهم» عندما تواجه الشركات صعوبات، وفق ستيفان كارسيلو الاقتصادي لدى «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الذي يقول ان «نسبة البطالة بين الشباب في معظم الدول الأوروبية هي أكثر بين مرة ونصف وثلاث مراتمما هي لدى من هم بين سن 25 و45 عاما.
ويتباين الوضع في الدول التسع عشرة في منطقة اليورو اذ تصل نسبة البطالة بين الشباب إلى 6.6% في ألمانيا، و9.3% في النمسا، لكنها ترتفع كثيراً في بلدان الجنوب لتصل إلى 40.8% في اليونان (أرقام اكتوبر) و36.8% في إسبانيا، و32.2% في إيطاليا، و22.1% في البرتغال.
ويقول كارل برنكي، الاقتصادي في معهد «دي أي دبليو» في برلين، ان «الشباب لديهم مشكلة أقل في الدخول إلى سوق العمل في ألمانيا والنمسا على سبيل المثال بفضل النظام التعليمي الذي يُعِددهم لذلك» فيساعدهم على اكتساب خبرات مهنية والتواصل مع الشركات.
ويقول كارسيلو ان «برامج التدريب في المؤسسات التعليمية تلائم احتياجات الشركات التي تشكل جزءاً مكملاً للعملية التعليمية».
ويشير كذلك إلى ان نظام التدريب هذا لا يقتصر على المهن اليدوية، وإنما يشمل كذلك الخدمات والتأمين والمصارف والصحافة، ولذلك نجد أن وضع الشباب الراغبين في العمل لا يختلف كثيراً عن مجمل العاملين.
وتقول كلير ديريه، المحللة لدى مؤسسة «آي.بي.سي» في بروكسل، ان شباب المانيا يستفيدون كذلك من «توزع الشركات الألمانية في كل أنحاء البلا،د على العكس من اسبانيا وايطاليا على سبيل المثال. فالشباب الراغبون في التدريب في أثناء الدراسة يحتاجون إلى شركة قريبة من مكان إقامتهم».
وليس مفاجئاً أن يكون شباب اليونان وإسبانيا الأكثر معاناة بسبب الانكماش وسياسات التقشف.
وذكرت مؤسسة «برتلسمان» الإعلامية الألمانية في دراسة حديثة أن البقاء بدون عمل لفترة طويلة (اكثر من 12 شهراً) ازداد في اليونان بين الشباب ليبلغ 22.9%، اي أكثر من شاب واحد من خمسة في 2016.
ورغم ان الوضع في فرنسا أفضل بقليل، غير ان نسبة البطالة المسجلة لديها في نهاية السنة بلغت 22.3% بين الشباب، حيث تسجل «مشكلة من يغادرون المدرسة بدون الحصول على دبلوم ولا يحصلون بالتالي على التدريب المهني».
اعتمد القادة الأوروبيون العام 2013 بتمويل أوروبي برنامج «ضمان الشباب» بهدف توفير التدريب أو وظيفة خلال أربعة اشهر لكل شاب ينهي دراسته أو يفقد وظيفته. ولكن ظل تأثيره محدوداً.
والسبب، كما تقول ديريه أن المشكلة «تكمن كذلك في الأجور التي يتلقاها هؤلاء الشباب ومستقبلهم على المدى البعيد. فهم الجيل الأول الذي سيتلقى أجوراً تقل عن أجور آبائهم وأمهاتهم».
وعبَّر «صندوق النقد الدولي» في دراسة نشرت قبل أسبوع عن الأسف لأن «الفوارق في الدخل بين الأجيال ازداد عمقاً في أوروبا منذ 2007 على حساب الشباب، وفي غياب سياسة ملائمة، فقد يعاني من الأمر جيل بأكمله» طيلة حياته المهنية.
وأضافت الدراسة انه «من أجل تقليل مخاطر إفقار الشباب ومعاناتهم من خسارة المداخيل طيلة حياتهم، فإنه لا بد من تيسير اندماجهم في سوق العمل.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية