قال باحثون في الولايات المتحدة إن الأشخاص الذين تربطهم صداقة “يتواصلون لاسلكياً” غالباً عبر موجات متشابهة الطول. وأوضح الباحثون أنهم تأكدوا من ذلك من خلال تجربة قارنوا خلالها أنشطة الدماغ لدى متطوعين أثناء مشاهدتهم مزيجاً متنوعاً من مقاطع فيديو مختلفة، وتمكنوا من خلال تشابه أنماط ردود فعل الدماغ معرفة مدى قرب المتطوعين من بعضهم البعض. ونشر الباحثون نتائج دراستهم الثلاثاء(30 يناير/ كانون الثاني 2018) في مجلة “نيتشر كوميونيكيشنز”.
واختار الباحثون تحت إشراف كارولين باركينسون، من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجيليس، المتطوعين الذين بلغ عددهم 42 شخصاً من بين 279 طالباً يعيشون في نفس المناطق. وكان هؤلاء الطلاب قد ذكروا بالتفصيل في استبيان تلقوه عبر الإنترنت ما إذا كانت تربطهم صلة بالطلاب الآخرين الذين وقع عليهم الاختيار، واعتمدوا على هذه الاستبيانات في وضع مؤشر تكون فيه الروابط المتبادلة أكثر أهمية من العلاقات أحادية الجانب. ثم أجرى الباحثون مسحاً لوظائف الدماغ لدى المتطوعين باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وذلك أثناء مشاهدتهم 14 فيديو قصيراً.
وتراوحت موضوعات المقاطع من نظرة فلكية على الأرض، مروراً بتأثير صناعة المواد الغذائية والكرة ووصولاً إلى إيواء حيوانات صغيرة يتيمة من أبناء الكسلانيات، ومقاطع عن مواقف حرجة لأشخاص.
وأثبتت الدراسة أن ردود فعل أنماط الدماغ لدى الأصدقاء عند مشاهدة بعض الأفلام كانت متشابهة بشكل خاص في مناطق المخ المهمة بالنسبة للتحفيز والتعلم ومعالجة المشاعر وتخزين الذكريات.
وكانت أنماط الدماغ التي تعكس نشاطاً واضحة جدا لدرجة أنها يمكن أن تستخدم للتنبؤ بمدى قرب الأشخاص من بعضهم البعض عند وضع مؤشر للسلوك الاجتماعي. وفي المقابل لم تظهر هذه الأنماط ترابطاً بين الأشخاص عندما قل التشابه بينهم في المواقف.
وقال الباحثون إن هذه النتائج توضح أن “الأصدقاء يتشابهون بشكل غير عادي في طريقة إدراكهم للعالم حولهم وتحليلهم لهذا العالم وكيفية استجابتهم له”. غير أنهم لم يتمكنوا من الإجابة على سؤال أساسي ألا وهو: “هل نتصادق مع الناس الذين يستجيبون لمحيطهم بشكل مشابه لطريقة استجابتنا أم أن استجابتنا للوسط المحيط بنا تكون متشابهة لأننا أصدقاء؟”، وهو السؤال الذي يحتاج للمزيد من الأبحاث للإجابة عليه.
المصدر: dw.com