تناولت الصحف الصادرة في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الاثنين 29-1-2018 العديد من الملفات السياسية والامنية المحلية والاقليمية والدولية، كان من ابرزها استمرار عمل مختلف الافرقاء في لبنان على خط التحضير للانتخابات النيابية وبدء رسم خريطة للتحالفات المقبلة، بالاضافة الى استمرار المساعي لانهاء الازمة بين بعبدا وعين التينة وتهدئة الاوضاع بينهما.
الأخبار:
باسيل يأسف وخليل يؤكد «سقوط الخطوط الحمر»
«حرب» بين أمل والتيار الوطني الحرّ بعد وصف وزير الخارجية بري بـ«البلطجي»
تحت هذا النوان كتبت صحيفة “الأخبار” اللبنانية “بعدما دخل حزب الله على خط التهدئة بين الرئاستين الأولى والثانية للحدّ من الحرب الاعلامية بينهما، انفلتت الأمور من عقالها بعد تسريب شريط مصوّر لوزير الخارجية جبران باسيل يصف فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ«البلطجي». ليل أمس، بدا البلد في حال غليان عبّر عنه محازبو أمل على مواقع التواصل الاجتماعي، وكلام وزير المال علي حسن خليل عن «سقوط الخطوط الحمر» و«الاستعداد للمواجهة»، فيما أعرب باسيل عن «الأسف للكلام الذي جاء من خارج أدبياتنا وسلوكنا».
66 ثانية، هي مدة الشريط الذي سُرّب ليل أمس للوزير جبران باسيل، كانت كافية لإشعال حرب يؤمّل أن تبقى محصورة في مواقع التواصل الاجتماعي، وأوصلت التوتر الذي اندلع حول مرسوم أقدمية ضباط دورة العام 1994 بين بعبدا وعين التينة الى مستويات غير مسبوقة.
وصف باسيل لرئيس مجلس النواب نبيه بري بـ«البلطجي»، في جلسة مغلقة، أطاح الجهود التي كان قد بدأها حزب الله لتخفيف التوتر. وفيما لم يصدر حتى وقت متأخر من ليل أمس أي تعليق عن عين التينة، قالت مصادر في مقر الرئاسة الثانية إن الرئيس بري «مستاء جداً، وقد تلقى عدداً كبيراً من الاتصالات عكست له أجواء متشنجة في صفوف المناصرين وصعوبة في ضبطهم على مواقع التواصل الاجتماعي».
وفور انتشار الشريط المصور على مواقع التواصل الاجتماعي، قال باسيل في اتصال مع «الأخبار»: «أعرب عن أسفي لما سرّب من كلام لي في الاعلام أتى في لقاء مغلق في بلدة بترونية بعيداً عن وسائل الاعلام، لا سيما انه خارج عن أدبيّاتنا وأسلوبنا في الكلام، وقد اتى نتيجة المناخ السائد في اللقاء؛ مهما تعرّضنا له فاننا لا نرضى الانزلاق بأخلاقيّاتنا».
وزير المال علي حسن خليل، من جهته، قال في اتصال مع «الأخبار» إن «الخطوط الحمر سقطت»، و«إنهم يأخذون البلد الى مواجهة لا نريدها. لكننا جاهزون لها أياً يكن شكلها». وأضاف: «كنا نعتقد أن رئيس الجمهورية في منأى عما يدور. لكن ما جرى يظهر أنه طرف». وغرّد خليل على «تويتر» أن «مع المسّ بالرئيس بري سقطت كل الحدود التي كان يضعها أمامنا لفضح الكل في تاريخهم وإجرامهم والقتل والصفقات والمتاجرة بعنوان الطائفية. ولنا بعد الآن كلام آخر». وعلمت «الأخبار» أن وزير المال سيطرح الأمر في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، فيما قالت مصادر في أمل إن أصداء الشريط وصلت الى أبيدجان التي من المقرر أن تستضيف في 2 و3 من الشهر المقبل مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي يرعاه باسيل. وأوضحت أن مناصري الحركة هناك أكّدوا أنهم يستعدون لتحرّك لمواجهة المؤتمر الذي لم يُعرف بعد ما إذا كانت أحداث الساعات الأخيرة ستؤدي إلى إرجائه.
السجال الاعلامي وانفلاته في الأيام الأخيرة كان قد دفع بحزب الله إلى التخلي عن التقية التي مارسها منذ بداية الأزمة، وقرر الدخول إلى حلبة الصراع الآخذ بالتوسع بين الرئاستين لفرض التهدئة. وقد صبّ لقاء باسيل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا الجمعة الماضي في هذا الاتجاه. إلا أن شريط الأمس أطاح على ما يبدو بكل هذه الجهود، ونقل المواجهة الى مستوى آخر ليس معلوماً بعد كيف سيتصرف حزب الله تجاهها.
القصف الإعلامي اشتعل أيضاً داخل محاور التيار الوطني نفسه، بعدما اعتبر مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدولية الوزير السابق الياس بوصعب، في مقابلة تلفزيونية، أن اللغة التي يتم التداول بها عبر «أو تي في»، «ليست من أدبيات التيار»، لافتاً الى أنّه «لا قرار من التيار الوطني الحر أو رئيسه لإجراء تقارير تلفزيونية تهاجم رئيس مجلس النواب نبيه بري». وبعد المقابلة، تعرّض بوصعب لحملة عنيفة من ناشطي التيار على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما اعتبر أن «الوجود السوري في لبنان لم يكن يوماً بمثابة احتلال، إنما كان وجوداً ضرورياً». وهو ما استدعى توضيحاً أصدره مكتبه أشار فيه الى أن ما قاله بوصعب حرفياً هو أن «الحكومات المتعاقبة هي التي شرّعت الوجود السوري عبر جميع بياناتها الوزارية، لذلك هو لا يعتبر احتلالاً، فقد كان مشرعاً من بعض اللبنانيين الذين كانوا في الحكم». وشنّت قناة «أو تي في»، في نشرتها المسائية، هجوماً عنيفاً على بوصعب من دون أن تسميه، مشيرة الى «أننا لا ننطق باسم هوى أو مصلحة أو شيخ أو أمير أو حاكم أو ظالم… ولا أرصدة لنا في مصارف مشبوهة، ولا أعمال تربطنا بأنظمة مافيوية، ولا شركاء لنا من عائلات النهب والضرب والسلب… ولسنا دخلاء ولا طارئين، ولا لاهثين وراء كرسي، ولا متوسلين لمقعد».
انتخابياً، وبعدما حسم حزب الله وحركة أمل تحالفهما الانتخابي والاستراتيجي، كان بارزاً أول من أمس تحرّك النائب وليد جنبلاط باتجاه عين التينة، مُعلناً حسم التحالف مع الرئيس بري. إذ قال إن «التحالفات مع رئيس المجلس محسومة، لكن مع الغير غير محسومة، في إشارة إلى التيار الوطني والقوات والكتائب والمستقبل والأحرار». وفيما وصف جنبلاط مُضيفه بأنه «ركن أساسي في اتفاق الطائف»، قالت مصادر الحزب الاشتراكي إن رئيسه «أعلن فشل الوساطة بين بعبدا وعين التينة، بعدما رفضت الرئاسة الأولى كل ما اقترحناه».
وفي حين يتوجّه الرئيس سعد الحريري خلال يومين الى تركيا، زاره جنبلاط ليل أمس في منزله في وادي أبو جميل. وقالت مصادر الأخير إن «الزيارة انتخابية،، وتناول البحث مسألة التحالفات في الشوف وبيروت، ولا سيما في ظل إصرار الحريري على ترشيح النائب محمد الحجار، واستيائه من اختيار فيصل الصايغ عن المقعد الدرزي في بيروت من دون التنسيق معه». وصرّح الحريري بعد اللقاء قائلاً «إذا كان مرسوم الأقدميّة يحكم البلد فهذه مشكلة، وأنا أعمل لتسوية سياسيّة، الا أنني لا أملك الحل، وآمل أن أصل إليه».
وعلمت «الأخبار» أن لقاء للبحث في الانتخابات سيعقد اليوم بين باسيل ومستشار رئيس الحكومة نادر الحريري.
من جهة أخرى، أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن «سياسة ربط النزاع غير الشعبية مؤقتة، والتسوية لا يقدم عليها إلا الشجعان، وعلى رأسهم الرئيس الحريري، الذي لا يستطيع ولا يرغب في أن يتخلّى عن حقّ أيّ منّا»، لافتاً الى أنه «لا شرعية لسلاح حزب الله إلا من ضمن استراتيجية دفاعية وطنية تديرها الدولة وعنوانها الوحيد استعمال السلاح بمواجهة العدو الإسرائيلي». وعن الانتخابات، كشف أن «لوائحنا ستكون مكتملة في كلّ لبنان، ولن نسمح ولن يسمح جمهور الشهيد رفيق الحريري لفائض الغلبة في الترشيحات بأن يصل إلى مبتغاه”.
البناء:
واشنطن تستبدل إلغاء الاتفاق النووي وتعديله بالسعي لتفاهم مع أوروبا على مشروع حول الصواريخ
سوتشي يبدأ أعماله غداً: الغائبون يواجهون مسار عودة الدولة السورية عسكرياً وسياسياً
مساعي التهدئة بين بعبدا وعين التينة تستقطب قوى جديدة وتستنهض الحريصين وتغضب المتطرفين
بدورها، كتبت صحيفة “البناء” اللبنانية “بدا التقارب الأوروبي من المقاربة الأميركية للحلّ في سورية وفقاً لورقة الخمسة التي تقودها واشنطن وتشاركتها مع باريس ولندن والرياض وعمّان، مقايضة قام بها قادة أوروبا بتقديم التغطية لتعطيل الحلّ في سورية وتغطية الاحتلال الأميركي لأجزاء من الأرض السورية، مقابل قبول أميركي بالتخلي عن خطاب إلغاء الاتفاق النووي أو ربط القبول به بتعديلات جوهرية عليه، بالالتزام بقبول بديل يتمثل بتفاهم أميركي أوروبي على متابعة مشتركة لتطبيق الاتفاق النووي بالتزامن مع صياغة تفاهم حول الضغط على إيران لتقييد برنامجها الصاروخي البالستي كترجمة لمفهوم تقليص مقدرات إيران ونفوذها الإقليمي. وخرجت اجتماعات بروكسيل التي ضمّت وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون مع نظرائه الأوروبيين والأطلسيين بمواقف تمهّد الطريق لمثل هذا التموضع الجديد للتفاهم الأميركي الأوروبي.
بالتوازي تنطلق غداً أعمال مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي الروسية بمشاركة أممية ودولية وإقليمية وحضور مندوبين لجماعات سورية سياسية واجتماعية، بعد تشكيك غربي معلن بجدوى المؤتمر وقدرة روسيا على قيادة العملية السياسية، ومقاطعة مبرمجة لجماعات المعارضة التابعة للعواصم الغربية والخليجية، بينما بقي الموقف التركي غامضاً بغياب مواقف قيادات معارضة محسوبة على أنقرة تحدّد خيارها بين المشاركين والمقاطعين بانتظار ما سيظهره حضور المؤتمر على هذا الصعيد.
المؤتمر، وفقاً لمصادر روسية دبلوماسية، ليس استعراض قوة ولا عملية انتخابية لا يحتاجها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في انتخاباته الرئاسية، كما تزعم بعض المواقف الغربية، ولا مجرد احتفالية بالانتصارات الروسية العسكرية في سورية، بل هو محطة هامة لإطلاق معادلة الانتقال من التمهيد الأمني لعزل دعاة بناء دولة سورية من موالين ومعارضين عن الإرهاب ومشاريع التقسيم، وهذه المهمة كانت منوطة بصيغة أستانة وقد حققت أهدافها بتوفير مناخات الانتصار على داعش، وما بعد هذا الانتصار صار المطلوب استكشاف ما هي القوى التي ستستثمر هذا النصر لصالح مشروع استعادة وحدة الجغرافيا السورية ضمن دولة ذات سيادة، وفقاً لدستور جديد ينتجه حوار سوري سوري ويتوّج بانتخابات تحدّد مَن يملأ المناصب والمسؤوليات في الدولة السورية بعيداً عن أيّ تدخل خارجي؟ ومَن يريد توظيف النصر لتقاسم نفوذ خارجي يستتبع عملاء له في الداخل السوري يرتضون تقسيم بلدهم وتفتيت وحدته والتنازل عن سيادته، لقاء فتات المشاركة في لعبة إدارة مناطق النفوذ، وهذا الهدف يبدو في مرحلته الأولى قيد التحقق بفرز القوى على هذا الأساس لتنطلق من خلال هذا الفرز مرحلة تحديد الحاجة لجولات عسكرية تستهدف منع مشاريع التقسيم أم اعتبار العملية السياسية كفيلة بتحقيق هذا الهدف، بعد نهاية الحرب على الإرهاب، الذي بقيت منه حلقة هامة في شمال سورية والغوطة حيث جبهة النصرة ومَن معها يقتطعون بعض الجغرافيا السورية تحت سيطرتهم، ومع نهاية هذه المرحلة سيتبيّن من مسار سوتشي ومن يستقطبهم من حريصين على الحلّ السلمي لإسقاط التقسيم وتوحيد الجغرافيا السورية في ظلّ دولة وطنية سيدة، وما إذا كان إخراج الوجود الأجنبي وإسقاط التقسيم يستدعيان مواجهات عسكرية جديدة؟
وقالت المصادر إنّ روسيا التي وقفت في كلّ جولة من الحرب التي تخوضها الدولة السورية على الإرهاب بكلّ قواها لدعم الجيش السوري وحلفائه لم تتأخر عن التقاط كلّ فرصة لتجنّب جولات عسكرية عندما كان يبدو الأفق مفتوحاً لانضمام قوى متورّطة في الحرب لمسار أستانة، والشيء نفسه سيحدث مع سوتشي، فلن تتردّد روسيا بتقديم كلّ الدعم اللازم للدولة السورية لاستعادة جغرافيتها الموحّدة بالقوة من مغتصبيها الانفصاليين أو الأجانب، لكنها لن توفر كلّ فرصة ممكنة لفتح الباب لمن يرغبون بالانضمام للمسيرة السياسية لعودة الدولة السورية الموحّدة والسيدة، وهذا ما سيكون مسار سوتشي فيه موازياً لمسار أستانة، ولكن من موقع المتقدّم عليه كمحور رئيسي للعملية السياسية.
لبنانياً، تصاعدت الأصوات الساعية لتهدئة العلاقة بين بعبدا وعين التينة، وتحرّك المزيد من القيادات على خط تثبيت هدوء إعلامي وسياسي تجاوب معه رئيسا الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري، وخرجت أصوات حريصة على رأب الصدع تصدّرها موقف الوزير السابق الياس أبو صعب الذي أطلق جملة مواقف لاقت ترحيباً وتشجيعاً من كلّ المخلصين لعلاقة طيبة بين الرئاستين وعرّضته لسهام المتطرفين، لكنها أسّست لتهدئة، فاتحة المجال للمزيد من المساعي التي تصدّرها النائب وليد جنبلاط وما نجح في وضع أسسه لتحرك سيتولاه رئيس الحكومة سعد الحريري، كما أكدت مصادر مطلعة لـ «البناء».
جنبلاط يستغلّ «الهدنة» لإحياء مبادرة بري
لم تنعكس الظروف المناخية الباردة على حماوة المشهد الداخلي الذي شهد حركة سياسية وانتخابية لافتة في عطلة نهاية الأسبوع كان نجمها رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، حيث تنقل بين عين التينة وبيت الوسط لإعادة إحياء مبادرة رئيس المجلس النيابي بشأن أزمة مرسوم الأقدمية مستغلاً فرصة الهدنة الإعلامية التي تمكن الوسطاء من إرسائها مساء السبت على محور «العين» بعبدا والرابية.
وبعد لقائه الرئيس نبيه بري أمس الأول، زار النائب جنبلاط ليل أمس، رئيس الحكومة سعد الحريري في بيت الوسط، وأشارت معلومات «البناء» الى «أن اللقاء الذي استمرّ ثلاثة أرباع الساعة كان إيجابياً وتطرّق الى الملف الانتخابي واستكمل خلاله الطرفان المشاورات القائمة بين الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل لبحث آفاق التحالف بينهما، كما تطرّق الى ملف الأقدمية، حيث تمنّى جنبلاط على الحريري تكثيف جهوده وإعادة الاقتراح الذي نقله النائب وائل أبو فاعور الى التداول والعمل مع رئيس الجمهورية لإنهاء الخلاف وقد وعد رئيس الحكومة رئيس الاشتراكي، بحسب المصادر أن يستكمل مساعيه مع الرئيس ميشال عون. ولم تستبعد مصادر لـ «البناء» أن «يزور الحريري بعبدا للقاء الرئيس عون في نهاية الأسبوع الحالي لاطلاعه على الاقتراح أو على هامش جلسة مجلس الوزراء في حال عُقدت في بعبدا». وقد شرح جنبلاط للحريري خلال اللقاء «أخطار تجاوز اتفاق الطائف الذي لا يزال يشكل شبكة الأمان للبنان والاستقرار السياسي الداخلي والتوازن والمشاركة في السلطة، وقد حرص الطرفان على التمسك بالدستور والقانون».
ولفتت المصادر الى أن «الخلاف بين الرئيسين عون وبري سياسي وأي حلّ سيتمّ بالحوار والتوافق بين الرؤساء الثلاثة»، وأوضحت أن العلاقة بين رئيسي المجلس والحكومة جيدة وعميقة واستراتيجية ولن تتأثر رغم الخلاف المستجدّ حيال المرسوم».
وأشار الحريري في تصريح بعد اللقاء إلى أن «مرسوم أقدمية ضباط دورة 1994 شكّل أزمة، ولكن هناك أزمات أهم بكثير. ونأمل أن تهدأ الامور لنعمل هذا الاسبوع على حل الأزمة». وأضاف: «إذا كان مرسوم الأقدميّة يحكم البلد، فهذه مشكلة. وأنا أعمل لتسوية سياسيّة الا أنني لا أملك الحل، ولكن آمل أن أصل إليه». ورد الحريري على كلام بري بالقول: «بيمون وما بتعرفو يمكن زورو والهدوء السبيل الوحيد للحلّ».
وكان جنبلاط قد أشار من عين التينة بعد لقائه بري الى أنّ «لا أزمة بين بعبدا وعين التينة، لكن بري ركن أساسي من اتفاق الطائف وعلى الغير تذكّر اتفاق الطائف والتفكير في تطويره لا إلغائه». وكشف جنبلاط أن «التحالفات مع بري محسومة، لكن مع الغير غير مسحومة، أي مع التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل وحزب الكتائب اللبنانية والحزب الديمقراطي وحزب الأحرار والجماعة الإسلامية».
رئيس المجلس: الحريري تراجع ولن ألتقيه
وقد استبق الرئيس بري زيارة جنبلاط لرئيس الحكومة بإطلاق صلية من الرسائل النارية باتجاه بيت الوسط، ولفت رئيس المجلس، بحسب ما نقل عنه زواره الى «أنه ما من داعٍ للقاء الحريري لان أخباره تصلني وأخباري تصله. وهو كان وعد بقطع يده قبل التوقيع على مرسوم الأقدمية ثم تراجع». مشيراً إلى أن «العلاقة مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عادية والرسائل كثيرة بيننا عبر وزير المال علي حسن خليل وغيره».
وأعلن بري الالتزام بوقف إطلاق النار الإعلامي مع التيار الوطني الحر، وأوضح «أنني لم ادعُ إلى مقاطعة مؤتمر المغتربين في ابيدجان ، لكن الجالية اللبنانية هناك تتأثر بالمناخ السياسي في البلد، كما لم أقاطع يوماً قداس عيد مارون، ولكن لا يمكنني أن أجزم بحضوره هذا العام لأسباب أمنيّة». كما جدّد بري التأكيد «أننا وحزب الله في مركب انتخابي واحد في الدوائر كلها»، كاشفاً أننا والحزب «اتفقنا على توزيع كل المقاعد الشيعية وبقي مقعد جبيل – كسروان وأننا سنترك المقعد الدرزي في بيروت شاغراً».
رسائل إيجابية من بعبدا إلى عين التينة
وكانت وتيرة السجالات السياسية والإعلامية بين حركة أمل والتيار الوطني الحر قد تصاعدت خلال الفرصة الأسبوعية وانسحبت الى مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن تفرض الهدنة نفسها على الطرفين، غير أن مصادر الطرفين توقعت أن ترتفع وتيرة السجالات أكثر كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية في حال سُدّت أبواب الحل في موضوع مرسوم الأقدمية.
وقد أطلقت بعبدا رسائل إيجابية باتجاه عين التينة، وقد أدّت الاتصالات التي جرت بعيداً عن الأضواء الى الاتفاق على هدنة إعلامية بين طرفَيْ الخلاف في محاولة لتهيئة المناخ الإعلامي والسياسي إفساحاً بالمجال أمام فرص الحلول، ولفت مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق الياس بو صعب لرسائل إيجابية باتجاه عين التينة الى «أننا على خلاف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في ما يتعلق بملف مرسوم الأقدمية، ولكن هذا لا يعني أن يعالج الموضوع بهذه الطريقة على محطتي الـ أو تي في والـ أن بي أن». ودعا «كل مناصري حركة امل والتيار الوطني الحر لوقف الجدل القائم على مواقع التواصل الاجتماعي»، كاشفاً أنه «تمّ الاتفاق في المجلس السياسي للتيار بأن يتم التنسيق بين وسائل الإعلام التابعة والقريبة من التيار الوطني الحر، لتصبّ في إطار الهدف الذي يعمل التيار على تحقيقه».
وأكد أن «لا قرار من التيار الوطني الحر أو رئيسه لإجراء تقارير تلفزيونية تهاجم رئيس مجلس النواب نبيه بري»، معتبراً أن «الذي يمثلني هو ما يصدر عن رئيس الجمهورية ولا مصادر في قصر بعبدا».
وأوضح بو صعب «أن موقف الرئيس عون لم يكن هناك لزوم للخلاف على مرسوم الأقدمية وكل المراسيم التي صدرت في هذا الإطار لم تحصل خارج المألوف، وكلها لم تكن موقعة من وزير المال»، وكشف أن ملف استحقاق رئاسة المجلس لم يبحث لا في الصالونات ولا في الاجتماعات الرسمية للتيار، مشيراً الى أن «الرئيس بري هو الأقوى تمثيلاً لدى الطائف الشيعية ولا يمكن أن يأتي مرشح بديل عنه رئيساً للمجلس النيابي».
وقد تحوّلت مسألة الناجحين في مجلس الخدمة المدنية قضية سياسية في ظل السجال المتصاعد والخلاف بين عين التينة والمختارة والرابية حول كيفية تطبيق اتفاق الطائف، حيث نفّذ الناجحون اعتصاماً أمس على مفرق القصر الجمهوري في بعبدا، لمطالبة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالتدخل لإصدار مراسيم تعيينهم، وسط إجراءات أمنية مشددة من القوى الأمنية، وقد حملوا لافتات طالبوا فيها رئيس الجمهورية «بَيْ الكل» بإنصافهم وهو «راعي الدستور».
المشنوق: لوائح «التيار» مكتملة
انتخابياً أيضاً، أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق «أن لوائح تيار المستقبل ستكون مكتملة في كل لبنان، ولن نسمح ولن يسمح جمهور الشهيد رفيق الحريري لفائض الغلبة في الترشيحات أن يصل إلى مبتغاه»، وجدّد التأكيد على أن «سياسة ربط النزاع، غير الشعبية، هي موقتة، والتسوية لا يُقدم عليها إلا الشجعان، وعلى رأسهم الرئيس سعد الحريري، الذي لا يستطيع ولا يرغب في أن يتخلى عن حق أي منا»، مضيفاً «لكن أقول بكل صراحة وعزم، أن لا شرعية لسلاح حزب الله إلا من ضمن استراتيجية دفاعية وطنية تديرها الدولة وعنوانها الوحيد استعمال السلاح بمواجهة العدو الإسرائيلي».
حزب الله: سنعمل لإفشال مشاريع السعودية المشبوهة
في غضون ذلك، وفي ظل الحديث عن تشكيل غرفة عمليات أميركية سعودية في لبنان بالتعاون مع جهات داخلية لمتابعة الاستحقاق الانتخابي، علمت «البناء» أن «هذه الغرفة بدأت بالتدخل في الترشيحات والتحالفات وتجميع فريق 14 آذار في حلف انتخابي واحد لمواجهة تحالف فريق المقاومة والحؤول دون حصده ثلث أعضاء المجلس أو الأكثرية النيابية مع التيار الوطني الحر»، لكن تحقيق هذا الهدف يواجه صعوبة كبيرة بحسب مصادر، «بسبب التباينات العميقة والمصالحة الانتخابية المتباعدة بين أركان الفريق «الآذاري» لا سيما بعد أزمة احتجاز الرئيس سعد الاخيرة».
وأكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن «استحداث الإعلام الخليجي والغربي غرفة عمليات مشتركة لإضعاف المقاومة في الانتخابات هو استباق للأحداث من أجل إخافة اللبنانيين والقول إن ما ينتظرهم هو أن يأخذ حزب الله وحلفاؤه الأكثرية في المجلس النيابي، مع أن هذا غير محسوم في ظل القانون النسبي الجديد، ليحرّضوا على هذه القاعدة ضد حزب الله، بهدف ضعضعة البنية التي ترتكز إليها المقاومة وهزّ التحالف الذي أوجدته على المستوى العام بفعل صدقها وإخلاصها وتضحياتها».
وشدد على متانة الحلف الذي يربط حزب الله بالإخوة في حركة أمل، لافتاً إلى أن «هذا التحالف ليس تحالفاً مذهبياً أو انتخابياً عابراً، إنما تحالف قائم على رؤية وانتماء على مستوى المقاومة والأولويات السياسية».
الجمهورية:
برّي: لا داعي للقاء الحريري.. ومجلس دفــاع إستثنائي للحدود
من جهتها، كتبت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية “في خضمّ التحضير لزيارة الرئيس الألماني فرانك شتاينماير للبنان اليوم، حملت عطلة نهاية الأسبوع مؤشّرات إلى احتمال معالجة أزمة «مرسوم الأقدمية»، إذ سرى خلالها «وقفُ إطلاق نارٍ إعلامي» بين المعنيّين بهذه الأزمة، قد يتيح لمساعٍ حميدة جارية إيجادَ ذلك الحلّ، وتمثّلت هذه المؤشّرات بتحرك رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط شخصياً بين «عين التينة» و«بيت الوسط»، فيما تحدّثت معلومات عن انعقاد لقاء بين رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل ومسؤول الارتباط والتنسيق في «حزب الله» الحاج وفيق صفا، شاعَت بعده معلومات أفادت أنّه تخلّله محادثة هاتفية بين باسيل والأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله.
كان الحدث السياسي مساء أمس زيارة جنبلاط لرئيس الحكومة سعد الحريري في بيت الوسط، التي جاءت بعد نحو 24 ساعة على لقائه رئيسَ مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وتبيّن انّ جنبلاط بادرَ شخصياً الى تسويق مبادرة بري لحلّ أزمة المرسومين لدى الحريري، ليتحرّك الاخير بدوره في اتّجاه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وهي تقضي بدمج مرسومَي الاقدمية والترقيات بمرسوم واحد يوقّعه رئيسا الجمهورية والحكومة والوزراء المختصون، وفي مقدّمهم وزير المال.
وبعد اللقاء الذي حضَره النائب وائل أبو فاعور والسيّد نادر الحريري، والذي تناوَل مجملَ التطورات السياسية الراهنة، لم يدلِ جنبلاط بأيّ تصريح، فيما ردّ الحريري في دردشة مع الصحافيين على قول بري أن لا داعي للقاء بينهما: «الرئيس بري «بيمون». وأضاف: «علينا أن نخفّف أيّ توتّر في البلد»، متسائلاً: «هل إنّ مرسوم الأقدمية هو الذي يَحكم البلد؟»، وقال: «لا أظنّ أنّ هناك حكمة في الأمر. ولكن في كلّ الحالات، هناك خلاف سياسي، وأنا سأعمل على أساس أن نقيمَ تسويةً ما».
وسُئل الحريري: هل سيتمّ تفعيل مبادرة بري أو طرحُ فكرةِ جديدة؟ فأجاب: «ليس لديّ الحلّ اليوم، ولكن لا بدّ مِن القيام بشيءٍ ما، والتهدئة الإعلامية هي الأهمّ. فالمواطن اللبناني يريد إزالة النفايات والحصولَ على الكهرباء وإيجاد فرصِ العمل، وهذا ما يَهمّه.
من هنا أرى أنّ هناك أزمات أهمّ بكثير، وعلينا جميعاً أن ننكبّ على حلّها. وموضوع المرسوم هو موضوع سياسي، علينا أيضاً أن نحلّه، وأنا أرى أنّ الهدوء هو السبيل الوحيد، وإن شاء الله نشهد في الأسبوع المقبل حَلحلةً ما».
وسُئل الحريري أيضاً: لماذا لا تزور الرئيس بري؟ فأجاب: «لا تعرفون.. ربّما أذهب إليه».
برّي
وكان بري قد سُئل أمس عن علاقته مع الحريري واحتمالِ اللقاء معه، فقال امام زوّاره: «ما مِن داعٍ للقاء الحريري، فأخباره تصِلني وأخباري تصِله، خصوصاً أنّه كان قد وعَد بقطع يدِه قبل توقيعِ مرسوم الأقدميّة للضبّاط، ومع ذلك تراجَع عن وعده ووقّعَ هذا المرسوم».
وعبَّر بري عن ارتياحه الى لقائه وجنبلاط، ووصَفه بأنه «جيّد» وأكّد ما قاله الاخيرعن اتّفاقهما على التحالف الانتخابي، آملاً في «أن يتوسّع هذا التحالف ليشملَ آخرين كثيرين». وقال: «إنّ هناك اتفاقاً على وقفِ إطلاق النار الإعلامي مع «التيّار الوطني الحر»، ونحن ملتزمون بذلك».
وسُئل بري عن مصير المقعد النيابي الشيعي الوحيد في دائرة جبيل الانتخابية، فقال: «هذا المقعد خاضع للنقاش مع «حزب الله» لتحديد هويّة المرشّح عن هذه الدائرة».
وهل سيَحضر قدّاس عيد مارون في 9 شباط المقبل إلى جانب رئيس الجمهوريّة، قال بري: «لم أقاطِع يوماً قدّاس عيد مارون، ولكن لا يمكنني أن أجزمَ بحضوره هذه السَنة لأسباب أمنيّة».
باسيل وصفا
وإلى ذلك، تحدّثت مصادر مطّلعة لـ«الجمهورية» عن اتصالات تجري لضبطِ الخلاف السياسي بين عون وبري، وأنّ الأصدقاء المشتركين بينهما، وفي مقدّمهم «حزب الله»، يلعبون دوراً أساسياً فيها، خصوصاً أنّ الجوّ السياسي بلغَ حدّاً من الاحتدام باتَ يهدّد الاستقرارَ عموماً.
وعبّرَت هذه المصادر عن «تجاوبٍ ملموس» لدى المعنيين مع مساعي التهدئة عبّروا عنه بـ«تعميمات داخلية» دعَت محازبيهم الى «وقفِ إطلاق النار» السياسي.
وتوقّفَت المصادر عند لقاء الوزير جبران باسيل مع مسؤول الارتباط والتنسيق في «حزب الله» الحاج وفيق صفا، وقالت إنّ البحث تناوَل الشقّ الانتخابي عموماً، والمستجدّات السياسية وتطوراتها الراهنة خصوصاً. ولم يتأكّد ما تحدّثت عنه معلومات متفرّقة من انّ اللقاء تخللته محادثة هاتفية بين الامين العام للحزب السيّد حسن نصرالله وباسيل.
الانتخابات
وكان الموضوع الانتخابي موضعَ بحثٍ وبتفاصيله يومَ السبتِ الماضي في خلال اللقاء الذي جَمع بري وجنبلاط في عين التينة، ووصَف الجانبان هذا اللقاء بأنه «ودّي وإيجابي جداً». وقالت مصادر جنبلاط لـ«الجمهورية» إنّ «ما طُرِح مع رئيس المجلس هو ملكُه ولكن لا نستطيع ان نقول إلّا إنّ وجهات النظر متطابقة معه في مقاربةِ المسائل السياسية والانتخابية».
وفي غضون ذلك اكّدت مصادر مواكِبة للماكينات الانتخابية أنّ حركة «أمل» ستعلن في الايام المقبلة عن مرشّحيها، فيما «حزب الله» وخلافاً لِما تردّد لم يَصدر عنه ما يشير الى أنّ شورى القرار في الحزب قد حدّدت المرشحين، ولكنّ هذا الأمر سيتمّ أيضاً خلال ايام.
وردّاً على موقف تيار «المستقبل» الرافض التحالفَ مع «حزب الله»، قال مسؤول في الحزب لـ«الجمهورية»: «لا نريد الدخولَ في أخذٍ وردّ، فلنا انتخاباتُنا ولهم انتخاباتهم، مع تأكيد تحالفِنا مع الاصدقاء، وفي مقدّمهم الرئيس نبيه بري الذي نشاركه قوله إنّنا في «حزب الله» وحركة أمل متحالفون ومتكاملون فعلاً وروحاً وجسداً».
«القوات اللبنانية»
إلى ذلك، وفي ظلّ صدور بعض المواقف التي وصَفت ما حصَل بين «القوات اللبنانية» وبين كلّ مِن تيار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» بأنّه كان غيمةً عابرة، قالت مصادر «القوات» لـ«الجمهورية» إنّ «الاتّصالات السياسية مع «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» قطَعت شوطاً مهمّاً في السياسة، إلى حدّ بات يمكن القول معه إنّ الانتقال الى البحث الانتخابي صار ممكناً في أيّ لحظة، ولكن مع فارق أنّه إذا كان التحالف الانتخابي يَشترط تفاهمات وطنية وسياسية، فإنّ التفاهمات الوطنية لا تعني بالضرورة الذهابَ إلى تحالفات انتخابية، حيث إنّ أولويات كلّ فريق يمكن ان تختلف عن الآخر، كما أنّ أيّ طرفٍ قد يجد مصلحته الانتخابية بمعزلٍ عن الآخر».
وأكّدت المصادر «أنّ العلاقة بين «القوات» و«المستقبل» مرّت في ظروف صعبة، ولكنّها غيمة وعبَرت، والعلاقة بين «القوات» و«التيار الوطني الحر» يتمّ العمل على تنقيتها في محاولةٍ لتجنّبِ الأخطاء نفسِها في المستقبل، أمّا العلاقة مع «الحزب التقدمي الإشتراكي» فقد أحرزت تقدّماً كبيراً، خصوصاً أنّ تفاهمَهما السياسي مستمر».
وشدّدت على «أنّ التواصل لا يقتصر على تلك القوى، بل مفتوح على أحزاب وشخصيات أخرى، وإنّ الأمور بدأت تقترب من الحسم إفساحاً في المجال أمام الرأي العام اللبناني لحسمِ خياراته في المرشحين واللوائح».
قمّة لبنانية – ألمانية
على صعيد آخر، تُعقَد قمّة لبنانية ـ ألمانية عصر اليوم، إثر وصول الرئيس الألماني فرانك شتانماير إلى بيروت، حيث سيَستقبله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند مدخل القصر الجمهوري، وسيَلي هذه القمّة مؤتمرٌ صحافي مشترَك بين الرئيسين وعشاءٌ رسمي دُعيَ إليه المسؤولون الكبار وأعضاءُ السلك الدبلوماسي الغربي والعربي.
وقالت مصادر مطّلعة لـ«الجمهورية» إنّ الترتيبات النهائية للقمّة قد أنجِزت بالتعاون بين بيروت وبرلين. وستتركّز المحادثات خلالها على العناوين الآتية:
• العلاقات اللبنانية ـ الألمانية على مختلف المستويات.
• حجم المساعدات الألمانية في مؤتمرات؛ «روما 2» المخصّص لدعم الجيش والقوى الأمنية، و»باريس 4» المخصص للمساعدات الاقتصادية، و«بروكسل» المخصّص لملفّ النازحين السوريين ومساعدة لبنان لمواجهة كلفته.
• القضايا العربية والإقليمية والدولية التي تعني الدولتين، وتحديداً ما على الساحة السورية والمنطقة.
ومِن المقرر أن يلتقي الرئيس الألماني غداً رئيس مجلس النواب والحكومة، ثم يتفقّد الكتيبة الالمانية العاملة في القوّة البحرية للـ»اليونيفيل». كذلك سيلتقي رؤساءَ وممثلي الطوائف المسيحية والإسلامية في دار الفتوى، ويشارك في احتفال وضعِ الأكاليل أمام تمثال الشهداء في ساحة الشهداء وسط بيروت، على ان يزور مدينة رفيق الحريري الجامعية في الحدث، حيث يلقي محاضرةً يَليها حوار مع طلّاب الجامعة اللبنانية. ثم يغادر صباح الأربعاء عائداً إلى بلاده.
مجلس الدفاع
ويُعقَد قبل ظهر اليوم اجتماعٌ استثنائي للمجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا بدعوةٍ من رئيس الجمهورية وحضور جميعِ الأعضاء، للبحث في جملةٍ مِن القضايا الأمنية التي كانت مدارَ بحثٍ في الاجتماع الأخير للمجلس الذي خُصّص جانب منه، بالإضافة الى التطوّرات على الساحة اللبنانية وما يَجري في المنطقة وانعكاساته على الوضع في لبنان، للتحضيرات الإسرائيلية لاستكمال بناء الجدار العازل على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
وأكّدت مصادر مطّلعة لـ«الجمهورية» أنّ البحث سيتركّز على نتائج الاتصالات التي أجراها قائد قوات «اليونيفيل» في بيروت الأسبوع الماضي ومع الأمم المتحدة، وتلك التي أجراها رئيس الحكومة ووزارة الخارجية في ضوء الموقف اللبناني المتشدّد من موضوع النقاط الـ 13 على الخط الأزرق، التي يتحفّظ لبنان عنها في اعتبارها أراضيَ لبنانية لا يحقّ لإسرائيل أن تهدّدها بالجدار العازل الذي أوقفَت بناءَه بعد اعتراضٍ من الجانب اللبناني.
وقالت المصادر إنّ الاجتماع سيكون مناسبةً لبناء موقفِ لبنان النهائي تحضيراً للاجتماع العسكري الدوري في الجنوب المقرّر عقدُه في 5 شباط المقبل بين الضبّاط اللبنانيين والإسرائيليين في موقعٍ للأمم المتّحدة عند معبر رأس الناقورة برعاية وحضور القائد العام لقوات «اليونيفيل» الجنرال مايكل بيري، للبحثِ في الوضع على الحدود الجنوبية واستكمالِ تنفيذ القرار 1701 والخروقات التي أحدثها الجدار الذي باشرَت إسرائيل في بنائه”.
المصدر: صحف لبنانية