ربما يساعد تناول الفيتامينات متعددة الأنواع والمكملات الغذائية في تحسين صحتك الجسمانية والنفسية.
لكن، إذا كنت قد تناولت هذه الفيتامينات في أي وقتٍ من قبلُ وشعرت بالإعياء بعدها مباشرة، فأنت إذن تدرك أن التجربة لن تكون جيدة. وقد تدفعك حتى إلى التخلص من هذا النظام الغذائي تماماً.
يقول د. ديفيد بوبرس، أستاذ أمراض الجهاز الهضمي في مركز لانغون الطبي التابع لجامعة نيويورك، إنَّ تناول أنواع معينة من الفيتامينات قد يتسبب في عدة مشكلات بالجهاز الهضمي. فالإصابة بآلام البطن، والشعور بالغثيان، والإسهال بعد تناول الفيتامينات، ليست أموراً نادرة الحدوث.
وهناك بعض العوامل التي قد تتسبَّب في حدوث مشكلات المعدة تلك عند تناولك الفيتامينات أو المكملات الغذائية. إليكم بعض الأسباب التي قد تجعلكم تشعرون بالإعياء:
يقول بوبرس إنَّ الفيتامينات ذات الطابع الأكثر حامضية -مثل فيتامين “ج” أو حمض الفوليك- قد تُسبِّب الغثيان إذا تناولتها على معدةٍ خاوية من الطعام.
ويردف: “يكون تأثير الفيتامينات على المعدة أقل حدة عند تناولها مع وجبةٍ خفيفة أو كمية صغيرة من الطعام”، مُضيفاً أنَّ امتصاص وتقبُّل بعض المُغذِّيات يكون أفضل عند تناولها مع كميةٍ من الطعام. لكن هناك بعض المكملات الغذائية التي يُفضَّل تناولها وحدها، قد يكون امتصاص بعض الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون مثل فيتامينات (أ، د، هـ، ك) أفضل إذا جرى تناولها دون طعام، بخلاف فيتامينات أخرى”.
يقول د. دونالد هنسرود، مدير برنامج الحياة الصحية بعيادة مايو كلينيك الصحية في الولايات المتحدة: “يمكن أن تتسبَّب الفيتامينات المتعددة التي تحتوي على الكثير من الحديد (مثل فيتامينات ما قبل الولادة) أو مكملات الحديد الغذائية نفسها في الشعور بالغثيان. ويحدث هذا بصورة خاصة إذا ما جرى تناول الفيتامين دون وجبة طعام، من اللافت للانتباه في الحديد أنَّ امتصاصه يكون أفضل عند تناوله على معدةٍ خاوية، لكن يصعب القيام بهذا؛ لأنَّه يسبب الغثيان. أقول للناس إنَّه من الأفضل تناول الحديد مع الطعام بدلاً من محاولة تناوله على معدةٍ خاوية والشعور بالبؤس بعدها واتخاذ قرارٍ بعدم تناوله مجدداً. وربما يتسبب هذا في تقليل درجة امتصاصه قليلاً، لكنَّه أفضل من عدم تناوله مطلقاً”.
ويُعرف عن المأكولات الغنية بفيتامين “سي”، كالتي يحتوي عليها الليمون أو البرتقال، أنها تزيد من امتصاص الحديد.
يضيف هنسرود: “تشبه الفيتامينات الأدوية في أنَّها ربما يتعارض بعضها مع بعض أو مع أدويةٍ أخرى تتناولها. من المهم للغاية متابعة مزيج الأدوية التي تتناولها مع الأطباء؛ للتأكد من عدم وجود أي تعارض مُضرٍّ قد يحد من فاعليتها، هناك أبحاثاً تُشير إلى أنَّ بعض الفيتامينات المتعددة قد تؤدي إلى حدوث أعراضٍ جانبية إذا جرى تناولها في أثناء ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين بالجسم (الذي قد يحدث نتيجة تناول وسائل تنظيم النسل). عليك أن تتحدَّث مع طبيبك حول كل الأدوية التي تتناولها، ومن ضمنها تلك العناصر الغذائية الإضافية.
يقول بوبرس: “من المهم مناقشة توقيت تناول الفيتامينات مع خبير. فربما يكمِّل بعض هذه الفيتامينات بعضاً، وربما تتداخل أيضاً في بعض الأحيان، وتؤدي إلى امتصاص أحد الأنواع على حساب الأنواع الأخرى، ويوضح أنَّ امتصاص الحديد، على سبيل المثال، يكون أفضل عند تناوله مع فيتامين “سي”. لكنَّ تناول الحديد مع الكالسيوم قد يُحدِث تأثيراً مغايراً.
وينبغي أن يوفر المُلصَق الموجود على عبوة الفيتامينات إرشادات حول طريقة تناولها، بالإضافة إلى تفاصيل عن المكونات، وطريقة التصنيع، ونسبة القيمة اليومية؛ أي القيمة التي يمنحها لك قرص الفيتامينات (أو أي مقدار آخر مكتوب على العبوة) من جملة ما تحتاجه من عنصرٍ غذائي ما في اليوم الواحد. وعليك أن تراجع المعلومات قبل تناول الفيتامينات؛ لمعرفة الأمور الأخرى التي ينبغي لك معرفتها أيضاً.
بالإضافة إلى هذا، يؤكد كلٌ من بوبرس وهنسرود ضرورة التحدث مع طبيبك قبل البدء في تناول الفيتامينات أو المكملات الغذائية بصورةٍ منتظمة يومياً وتنبيههم إذا شعرت بأي آثارٍ جانبية.
ويستطيع الأشخاص الحصول على مقدار العناصر الغذائية اليومية الموصى بها، عبر اتباع نظامٍ غذائي مناسب. ويقول هنسرود إنَّ غالبية الأشخاص لا يحتاجون كمية كبيرة من العناصر الغذائية الإضافية إلا إذا كانوا يعانون نقصاً فيها.
ويوضح بوبرس أنه يمكن تحديد نقص الفيتامينات في جسمك بإجراء اختبار دم بسيط لدى الطبيب، ويمكن لطبيبك أن يضع أفضل خطة عمل لاتباعها بناءً على هذه المعلومات، يمكن أن يكون تناول الفيتامينات أمراً معقداً للغاية مثلما هو الحال مع معظم الأشياء المتعلقة بصحتك”.
المصدر: هافينغتون بوست