يكافح الملايين من الآباء والأمهات حول العالم، لتوفير لقمة العيش لأبنائهم، التي قد تصبح صعبة المنال في العديد من الدول؛ إذ ينام 815 مليون شخص في العالم وهم جائعون.
ليس ذلك فحسب؛ بل حذرت الأمم المتحدة مؤخراً، من أننا قد نشهد واحدة من كبرى المجاعات في العالم، بدولة اليمن، التي تعاني إثر الحرب نقص الأغذية، والكوليرا، ومع ذلك، ما زلنا نهدر الأطعمة بصورة مستمرة، تجعلنا في حاجة إلى إنتاج الأغذية بنسبة 60% بحلول عام 2050؛ لإطعام عدد متزايد من سكان العالم.
يهدَر كل عام، ما يقرب من 1.3 بليون طن من الأغذية حول العالم، أي نحو ثلث الكمية المنتجة، بما في ذلك نحو 45٪ من جميع الفواكه والخضراوات، و 35٪ من الأسماك والمأكولات البحرية، و30٪ من الحبوب، و 20٪ من منتجات الألبان، و20٪ من اللحوم.
في المملكة المتحدة، يُفقد 15 مليون طن من المواد الغذائية، كل عام من قِبل المستهلكين؛ إذ يُرمى 4.2 مليون طن، من الأغذية الجيدة بشكل سنوي، وتمتلئ النفايات في بريطانيا بالفواكه والخضراوات الطازجة، والحليب، والخبز.
تهدر الولايات المتحدة كمية من الطعام، تكفي لملء 730 ملعباً لكرة القدم، كل عام؛ أي يتم إهدار 40% من الطعام المنتج، أما المملكة العربية السعودية، فتحتوي على فائض غذائي يصل إلى 8 ملايين وجبة يومياً! ويبلغ متوسط هدر الطعام لكل شخص، نحو 250 كيلوغراماً، وتتكون هذه النفايات من 35٪ مخبوزات، و30٪ أخرى من الأرز.
تعد المملكة العربية السعودية أسوأ دول الشرق الأوسط إخراجاً للنفايات، فهي تخرج ما يزيد على 15 مليون طن سنوياً، تليها دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تخرج نفايات تقدر بـ6 ملايين طن كل عام.
على الرغم من أن الدول النامية أكثر حاجة إلى توفير الغذاء وعدم إهداره، فإنه توجد بها مستويات عالية لما يعرف بـ”فقدان الأغذية”، وهو إهدار غير مقصود، ويرجع ذلك في الغالب إلى سوء المعدات، والنقل، والبنية التحتية، عكس ما يحدث في البلدان الغنية.
توجد مستويات منخفضة من الخسائر غير المتعمدة، ولكن تتوافر مستويات عالية من “نفايات الغذاء”، وهو الغذاء الذي يلقيه المستهلك في النفايات لأنه زائد على حاجته، أو قد يُفقد من قِبل تجار التجزئة الذين يرفضون الغذاء؛ بسبب معايير جمالية صارمة.
النفايات الغذائية بارزة بشكل خاص في منطقة الخليج؛ بسبب وجود عدد كبير من الفنادق، والمطاعم، ومنتجي الوجبات السريعة، والمقاهي التي تزيد من إنتاج أغذية دون وجود مستهلكين، وتزداد المشكلة سوءاً؛ بسبب عدم وجود استراتيجية سليمة لإدارة النفايات الغذائية. كذلك، أحد الأسباب هو أننا نطمح إلى الكثير عندما نتسوق؛ إذ لدينا جميعاً خطط كبيرة لتناول الطعام الصحي، وإدخال أغذية جديدة لقائمة طعام أطفالنا، مما يجعلنا نشتري الكثير من الأغذية دون الحاجة إليها.
كما أن عدم وجود تنسيق بين الجهات الفاعلة في سلسلة الإمداد، يزيد من حجم المشكلة، فالمزارعون وتجار التجزئة، في حاجة إلى تدابير جيدة لتقليل كمية الخسائر والنفايات.
يساعد التخطيط والإعداد، وتخزين المواد الغذائية، في تقليل وجود الغذاء بنفايات منزلك. ببساطة، عن طريق وضع قائمة للوجبات الأسبوعية، ووضع احتياجاتها فقط في قائمة التسوق الخاصة بك، على أساس عدد الوجبات التي سوف تؤكل بالمنزل، مما يمكنك من توفير المال، والوقت.
كذلك، ينصح الخبراء، بإعداد الأطعمة القابلة للتلف بعد وقت قصير من التسوق؛ لتجنب تلفها، وتخزين الفواكه، والخضراوات، حتى تبقى طازجة فترة أطول داخل أو خارج الثلاجة، وخاصة المنتجات الموسمية الوفيرة.
أيضاً، أن تضع خطة لاستهلاك بقايا وجبات الطعام الخاصة بك، ربما أن تحدد يوماً كل أسبوع لأكل بقايا الطعام، وإعادة طبخه.
بالإضافة إلى ذلك، الفائض من الأطعمة يمكن استخدامه كسماد للتربة، فهو طارد للآفات، ويعطي النباتات دفعة من العناصر الغذائية الحيوية.
يمكننا المساهمة في الحد من هدر الطعام، عبر البدء بأنفسنا؛ للتقليل من نفاياتنا الصالحة للأكل، كذلك يمكننا المساهمة مع برنامج الأغذية العالمي WFP، الذي يحاول مكافحة الجوع حول العالم، ومساعدة نحو 20 مليون شخص في اليمن، والصومال، وجنوب السودان، ونيجيريا، والذين يعيشون على شفا المجاعة.
المصدر: هافينغتون بوست