اعتبرت عضو لجنة حقوق الإنسان والنائب في البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري، زينب التي اوك، التصفيات التي تمّت بعد محالة الانقلاب الفاشلة في تمّوز/يوليو 2016 هدفت إلى معاقبة معارضي السلطة. وقالت التي اوك في حديث لوكالة ” سبوتنيك”، تعليقاً على أرقام المفصولين والمعتقلين التي نشرتها الوكالة، “لا يمكننا القول أن مؤسسات الدولة تطهرت من أنصار شبكة رجل الدين فتح الله غولن، لأن لجنة الطوارئ التركية لم تتخذ حتى الآن أي خطوة تجاه الطلبات التي تم تقديمها بهذا الخصوص كما أنها لم تقدم أية معلومات للرأي العام”. وبلغت أعداد المعتقلين والمفصولين من الخدمة بحسب المعطيات التي حصلت عليها وكالة “سبوتنيك” من النقابات المختلفة في تركيا حوالي 111588 موظفاً حكومياً مفصولاً بموجب مراسيم تشريعية أصدرتها في ظل حالة الطوارئ المعلنة عقب محاولة الانقلاب، في حين بلغ عدد المعتقلين 50 ألف شخصاً حتى شهر تموز/يوليو من العام 2017.
وأفادت النائبة التي اوك بأن “المسؤولين الذين وظفوا أنصار جماعة فتح الله غولن في مؤسسات الدولة وفي أعلى المناصب يقومون بتصفية جميع المعارضين واليساريين والمظلومين من مؤسسات الدولة بدلاً من تصفية أنصار رجل الدين غولن”. كما أشارت إلى عزل آلاف الناس دون إجراء أي تحقيق والاستناد إلى الأدلة وأضافت “أعادت الحكومة التركية جزءاً من الموظفين الذين كانت قد عزلتهم من وظائفهم ولكن لا نعرف على أي أساس وأي ذريعة تمت إعادتهم حيث جرت عملية الإعادة بشكل تعسفي وغير شفاف لا يستند إلى أي أساس قانوني”. وأضافت التي اوك “إن هدف التصفيات التي تمت في مؤسسات الدولة هو عقاب كل من يعارض الحكومة بحجة محاسبة جماعة فتح الله غولن التي كانت ترتبط معها بعلاقات الصداقة والأخوة وتوظيف ناس ينتسبون إلى جماعات دينية مختلفة مشتقة عن جماعة غولن وموالون لها”.
وختمت النائبة بالقول “يتم توظيف كوادر جديدة على أساس الموالاة وليس الكفاءة عوضاً عن الذين قد تم عزلهم، كما يتم توظيف أنصار وأتباع جماعات وطرائق دينية مختلفة في مؤسسات الدولة والوزارات المختلفة الأمر الذي انعكس على الإعلام أيضاً، ما يؤكد أن كل هذا ما هو إلا نتاج عملية تجري وراء الأبواب المغلقة”. وشهدت تركيا، منتصف تموز/يوليو 2016، محاولة انقلاب فاشلة. وتتهم السلطات التركية، تنظيم المعارض فتح الله غولن، المقيم في بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأميركية، والذي تسميه “التنظيم الموازي”، المكون من أنصاره في تركيا، بتدبير محاولة الانقلاب، فيما رفض غولن كافة الاتهامات الموجهة إليه، واستنكر المحاولة الانقلابية.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية