ألغت أمريكا حيادية الإنترنت، ممّا أثار انتقادات واسعة. فما يعني هذا المبدأ؟ ولماذا تدافع عنه مواقع كثيرة وجمعيات مستخدمي الإنترنت؟ ولماذا يرفضه مزوّدو خدمات الإنترنت؟ خمس أجوبة تشرح لك.
عاد نقاش حيادية الإنترنت إلى الواجهة من جديد بعدما ظنّ مساندو هذا المبدأ أن الموضوع انتهى عام 2015 عندما جرى التصويت لصالحه.
ماذا وقع تحديداً؟
تخلّت الولايات المتحدة عن حيادية الإنترنت، بعد تصويت لجنة الاتصالات الفدرالية في الولايات المتحدة لصالح مشروع قانون يلغي القانون الصادر في عهد أوباما، إذ مالت نتيجة التصويت بأفضلية صوت واحد لصالح الراغبين بإلغاء الحيادية، ممّا يعني الانتصار لشركات تزويد خدمة الإنترنت، المعروفة اختصاراً بـ”ISP” التي كانت تعارض هذا القانون، في وقت يُعتبر فيه القرار خيبة أمل كبيرة لجمعيات مستخدمي الإنترنت.
ما هي حيادية الإنترنت؟
تعني حيادية الإنترنت منع شركات “ISP” من تقليل سيل المعلومات للأشخاص الراغبين بدخول بعض المواقع والتطبيقات والخدمات حتى ولو كانت قانونية. وتجبر حيادية الإنترنت هذه الشركات على التعامل مع جميع المستخدمين بشكل متساوِ. كما تمنع حيادية الإنترنت شركات “ISP”من التأثير سلباً على سرعة الإنترنت عندما يدخل المستخدم إلى مواقع تحمل منتجات تنافس منتجات توجد لدى مواقع هذه الشركات، ومن ذلك مواقع الفيديو الترفيهي.
لماذا دافع عنها عدد من النواب وجمعيات الإنترنت؟
النائبان المعارضان لإلغاء حيادية الإنترنت قالا إن هذا المبدأ يتيح وصولاً متساوياً إلى الإنترنت ويحمي المستخدمين بشكل أكبر. جمعيات الإنترنت أيضاً ترى بدورها أن هذا المبدأ يمنع شركات خدمات الإنترنت من تفضيل مواقع على أخرى، وكذلك يمنعها من إلزام مستخدمي الإنترنت بالدفع مقابل الاستخدام.
تجمّع “احمِ الانترنت” ندّد بدوره بالخطوة وقال إنها ستتيح لمزودي الخدمات تقسيم الإنترنت بين سريع وبطيء. كما ستتيح لهم حظر الآراء السياسية التي لا يتفقون معها، زيادة على إلزام المواقع بدفع مبالغ حتى تتمكن من نيل تعامل تفضيلي.
لماذا تدافع مواقع كبرى عن حيادية الإنترنت؟
مجموعة من المواقع الشهيرة، مثل “فيسبوك” و”جوجل” و “نتفليكس” وقفت بدورها مع هذا المبدأ وشاركت في حملة كبيرة شهر يوليو/ تموز ضد أيّ خطط للتراجع عن حيادية الإنترنت التي تراها ضرورية لعدم تفضيل مواقع على أخرى. وكتب أليكسيس أوهانيان، أحد مؤسسي موقع “ريديت” الاجتماعي، إن حيادية الإنترنت تتيح سوقاً حُرة يجمع الجميع – الرابحين أو الخاسرين. كما صرّحت شركة “نتفليكس” أنها تحس بـ”خيبة أمل من القرار الجديد الذي ينهي حيادية الإنترنت الضامنة للإبداع والابتكار والالتزام المدني”.
لماذا تعارضها شركات “ISP”؟
برّر أعضاء اللجنة المصوّتون على إلغاء الحيادية، وهم ثلاثة، أن الدافع وراء تصويتهم هم أن ترفع الحكومة يدها عن مجال الإنترنت، وبالتالي تعود لمزودي خدمات الإنترنت حرية الابتكار ونشر خدمات النطاق العريض في المناطق الريفية من الولايات المتحدة.
كما تقول شركات “ISP” إن قواعد حيادية الإنترنت تجعل الحكومة قادرة على التدخل في أسعار الإنترنت، فضلاً عن أن هذه القواعد تدفعهم إلى البحث عن طرق أخرى لأجل الربح، ممّا يجعلهم يبتعدون عن التركيز على خدمة الإنترنت ذاتها، وبالتالي يتم التأثير سلباً على جودة الخدمات المقدمة، وفق قولهم، فضلاً عن إلزام “ISP” باستثمارات أكبر لإيصال الإنترنت السريع إلى جميع المناطق الريفية قليلة السكان.
المصدر: dw.com