رفض الملك الأردني عبد الله الثاني أي محاولة لتغيير وضع القدس أو مقدساتها الدينية، وشدد على أن “السلام” لن يتحقق في المنطقة بدون حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال العاهل الأردني، في كلمة ألقاها أمام القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي بمدينة اسطنبول التركية الأربعاء، “سنواصل دورنا في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى/الحرم القدسي الشريف”. وتوجه إلى القادة المشاركين في القمة قائلاً “أنتم السند والعون للأردن في هذه المسؤولية، ولا بد لنا من العمل يدا واحدة لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، والتصدي لمحاولات فرض واقع جديد”. وأضاف العاهل الأردني في كلمته التي ألقاها خلال القمة المنعقدة لبحث تداعيات اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها قائلاً “نجتمع اليوم لمواجهة تحديات جسام تواجه العالم الإسلامي والتهديد الخطير لمدينة القدس، المدينة المقدسة للمسيحيين أيضا”.
وأكد الملك عبد الله الثاني أن “أغلب ما يشهده العالم العربي والعالم من حولنا، من انتشار العنف والتطرف، هو نتيجة لغياب حل عادل للقضية الفلسطينية، وما ترتب على ذلك من ظلم وإحباط”، إذ يتخذ “المتطرفون من هذا الواقع المرير عنوانا لتبرير العنف والإرهاب، الذي يهدد الأمن والاستقرار في العالم أجمع”، مشيراً إلى أنه “لا يمكن أن تنعم منطقتنا بالسلام الشامل، إلا بحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية، ووصولا إلى قيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشرقية”، واصفاً القدس بانها “الأساس الذي لا بديل عنه لإنهاء الصراع التاريخي”. ونبه إلى أن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة ل”إسرائيل” “يمثل قرارا خطيرا”، موضحاً أن انعكاسات القرار “تهدد الأمن والاستقرار وتحبط الجهود لاستئناف عملية السلام”. واستطرد قائلاً “وانطلاقا من ذلك يدلل على موقف الأردن الرافض “لاتخاذ قرارات أحادية تمس القدس خارج إطار حل شامل، يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية”، مؤكداً استمرار الأردن في تحمل مسؤوليته التي وصفها بـ “التاريخية” على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية