أكد رئيس منظمة الديانة التركية المفكر الإسلامي محمد غورماز، أن الدين الإسلامي والمجتمعات المسلمة تعيش أصعب فترات تاريخها.
وأضاف غورماز “الآن نمر بالفترة الرابعة، أصعب الفترات، ولا يمكن ربط ما حل بنا من المحن في هذا العصر، بالمؤامرات الخارجية فقط”، موجها سؤالاً للعالم الإسلامي”لماذا استطاع المسلمون أن يتغلبوا على الصعاب في الفترتين الأولى والثانية ومستسلمين في الفترتين الأخيرتين؟ يجب أن نعمل على الوحدة التي أمرنا الله تعالى بها وعدم الوقوع في التفرقة”.
وفي كملة له هلال المؤتمر، قال محمد دورماز “اليوم ينطبق علينا قول الله تعالى (من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا) وقد اتخذنا الحياة على شفا جرف النار نمطا لحياتنا، وانتهكنا حقوق الاخوة وجعلنا تبعيتنا للمذاهب والجماعات واللغات والجغرافيات أمام انتسابنا للامة الاسلامية.”
وأضاف “نتساءل لماذا لا يتحول التوحيد الذي يشكل جوهر الاسلام ورحه والمبدأ الذي يصون حضارة الاسلام الى وحدة بين المسلين، لماذا لا يزرع الثقة فيها، لمذا لا يحقق الاسلام السلام المنشود.” وتابع دورماز “الجميع قال وبشرنا بأن داعش قد انتهى، ولكن علينا ان نركز على افكارهم ونزيلها، فالتوحيد تحول الى عقيدة جرداء وايديولوجية تكفيرية في يد البعض بعد ان كان مبدأ يؤول الوجود والكون والانسان والمجتمع والتاريخ والثقافة والحضارة.”
وأكمل “التوحيد هو اخراج العباد من عبودية العباد، وهو مبدأ اسلامي يهدف الى استدامة العلاقات بين العلوم الفيزيائية والطبيعية، وحضارة التوحيد لا تصنف الاشخاص بحسب اللون او العرق، ولا تفرق العالم الى غربي وشرقي وشمالي وجنوبي، فالتوحيد يربط اوصار المجتمع تحت مظلة وحدانية الخالق، ولا يمكن انشاء حضارة دون التوحيد والوحدة، اي توحيد الانسان والكون وتوحيد التاريخ والمجتمع جزء من حقيقة التوحيد.”
وأردف “قد فقدنا امة الوسط، وأمة الوسط ليست مشروعا غربيا، بل هو طريق الاسلام الوسط الذي أنشأ الحضارات على مدى التاريخ، فتجاهلنا الحضارة الاندلوسية وحضارة ما وراء النهر، وهذه المخالفة تتجلى في 5 علل تحيط بعقل المسلم وهي الجدلية في العقيدة، والظاهرية في الفقه، الشكلية في العبادة، الخشونة في الدعوة والجزئية في الاهتمام.”
وختم دورماز “إننا كأمة بحاجة ماسة الى محاسبة عالمية، ونحن كمجتمعات بحاجة الى محاسبات جماعية، وكمؤسسات بحاجة الى محاسبات مؤسساتية، اننا مضطرون الى ان نحاسب أنفسنا، نحن مسؤولون عن 150 مليون يتيم و 60 مليون معاق، مسؤولون عن مجريات الاحداث في ليبيا ومصر واليمن وسوريا وفي كل مكان بل نحن مسؤولون عن جميع المخلوقات، ويجب علينا ان نقوم بما يتطلبه العمل على تحقيق البناء من جديد.”
المصدر: وكالة يونيوز