تحت شعار “التعاون الإسلامي لتحقيق القيم المشتركة”، إنطلقت في طهران صباح اليوم الأحد، اعمال مؤتمر الوحدة الإسلامية في دورته السابعة والثلاثين بحضور نُخب وعلماء من مختلف دول العالم الإسلامي.
أعمال المؤتمر تمتد لثلاثة أيام، وتضم ندوات ولقاءات داخل قاعات المؤتمر وعبر الفضاء الافتراضي. المؤتمر يشارك في اعماله اكثر من مئتا شخصية من كبار نخب وعلماء العالم الإسلامي من مختلف القوميات والمذاهب من واحد واربعين دولة عربية واسلامية، كما سيعقد في مؤتمر هذا العام اجتماعان مهمان، يحضر أحدهما 110 من المثقفين المحليين وبحضور أئمة الجمعة والجماعة ونخب المحافظات وعلماء من 60 مدينة لمناقشة القواسم المشتركة والأعراق المختلفة للبلاد، كما سينظم على هامش المؤتمر معرض قرآني بهدف التعريف بالوجه الرحيم للاسلام في ظل ما يتعرض له من اساءات واهانات في بعض الدول الغربية.
اية الله رئيسي : الوحدة تعني التآزر والتضامن لحماية مصالح الأمة الإسلامية
رئيس الجمهورية الاسلامية السيد ابراهيم رئيسي أكد في الجلسة الافتتاحية أن الوحدة لا تعني وحدة الأديان أو الجغرافيا، بل تعني التآزر والتضامن لحماية مصالح الأمة الإسلامية، وأنّ الطريق لمواجهة الحرب الثقافية والإعلامية والاقتصادية هي الوحدة الإسلامية، مشدداً على أهمية التركيز على تحقيقها باعتبارها منهجاً ومدرسة وليست أمراً عابراً وثانوياً.
وفي اشارة الى اقامة مؤتمر الوحدة الاسلامية كل عام، قال اية الله رئيسي إنه “يحمل في كل عام رسالة وخطابا يبحث في القضايا المستجدة في العالم الإسلامي”، مؤكدا على ضرورة ان تتوحد الأمة الإسلامية ضد التيار التكفيري المتمثل بجرائمه المروعة التي ترتكب في المساجد والمراكز الدينية في باكستان وأفغانستان وقتل الناس وجرائم عملاء أمريكا والكيان الصهيوني في كل مكان من الدول الإسلامية.
كما أشار رئيس الجمهورية الى أن عقد اجتماعات مثل المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية قد خلقت فهما مشتركا لاحتياجات العالم الإسلامي بين المعنيين، موضحا بأن النظرة المشتركة للعلماء والحاضرين في هذا المؤتمر هو التقريب ومواجهة التكفير، مؤكدا على أن “الرؤية المشتركة اليوم هي الصمود والمقاومة أمام الأعداء وليس التطبيع والاستسلام”.
واضاف اية الله رئيسي في هذا الاطار أن “اعتماد خيار المقاومة في مواجهة العدو اثبت نجاحه بإمتياز و حذفه لخيار الاستسلام والتسوية واجبار العدو على التراجع والانهزام”.
واردف بأن الذين جلسوا على الطاولة ووقعوا اتفاقيات كامب ديفيد وشرم والشيخ وأوسلو مع العدو الذي لم يلتزم بأي من هذه الاتفاقيات لم يحققوا شيئا بينما المقاومة في كل المناطق سواء فلسطين واليمن وسوريا وافغانستان والعراق جعلت العدو مكتوف الايدي امام انجازاتها وتفوقها.
وعلى الساحة الفلسطينية اضاف بأن “المبادرة اليوم بيد المجاهدين الفلسطينيين التي تقوى وتزداد في ظل وحدة الأمة الإسلامية ووحدة وتماسك الفصائل الفلسطينية وهي استراتيجية قادرة على تقوية الأمة الإسلامية اليوم للوقوف في وجه العدو”.
وأكد اية الله رئيسي بأن “الطريق لمواجهة الحرب الثقافية والإعلامية والاقتصادية هي الوحدة الإسلامية ومسؤوليتها في التنوير الاعلامي وجهاد التبيين الذي يحافظ على الشباب من التضليل”.
الشيخ قاسم: تعاون المسلمين طبيعي.. وعليهم عدم الانخراط في معسكر أعداء الاسلام
نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وفي كلمته أمام مؤتمر الوحدة الاسلامية أكد ان التعاون بين المسلمين اثمر انقلاباً في معادلة المواجهة مع الكيان الصهيوني وأن النصر الكبير قادم.
وقال الشيخ قاسم “من الطبيعي أن يتعاون المسلمون مع بعضهم دولًا وأحزابًا وشعوبًا لقوله تعالى: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا”.
وأضاف “فلنتسالم على أن يكون لتعاوننا حدٌّ أدنى وحدٌّ أقصى. أمَّا الأدنى بأن لا تنخرط أيُّ جهة في معسكر أعداء المسلمين ضد أي جهة أخرى، وأما الأقصى فلا حدود له. فلنتعاون في كل المجالات الممكنة على المستوى الثقافي والسياسي والاجتماعي والعسكري والتربوي”.
وشدَّد الشيخ قاسم على أنَّ “تعاون المسلمين ليس إلغاءً للسنة أو الشيعة، ودعم بعضهم بعضًا ليس تبعية من جهة لأخرى، فكل نجاح لجهة هو فوز خاص لها ولقضاياها وهو أيضًا نجاح لكل المسلمين”.
المصدر: موقع المنار+ارنا