يبدو ان بيان “المعارضة السورية” في ما سمي مؤتمر الرياض- 2 والذي صدر قبيل جولة جنيف بنسختها الثامنة، وتضمن تصعيدا وشروطا مسبقة، انعكس على جولة جنيف، كما شكلت مبادرة دي ميستورا لطرح ورقة مبادئ دون التشاور مع الوفد الحكومي نقطة سلبية في هذه الجولة.
هذان الامران حملا مؤشرات الى ان هناك من يسعى لاستمرار المماطلة في الحل السياسي، ورغم ذلك قد خرج وفد المعارضة ليتهم الوفد الحكومي بانه يعرقل ما وصفه مسار الانتقال السياسي وانه يركز على العنف لا المسار السياسي، مع انه بات معروفا وملموسا ان دمشق انفتحت على المسارات الحوارية ومسار مناطق خفض التصعيد المستمر على الارض، وعلى مناقشة ملف الدستور والانتخابات.
هذه الاجواء لم تلغ وجود تقدم ولو بطيء حصل في هذه الجولة التي ركزت على ورقة المبادئ الاساسية للحل السياسي، وسيستمر وفد الجمهورية العربية السورية في الحرص على حضور جنيف ولن يدخل في مواجهة مع دي ميستورا. لكنه رفض الجلوس وجها لوجه مع وفد المعارضة طالما بقيت مستندة الى البيان السلبي الذي صاغه مؤتمر الرياض، وهو وفد تعتبر دمشق ايضا انه يستثني طيفا واسعا من المعارضة.
وستتجه في المرحلة المقبلة الانظار الى المساعي الروسية في مؤتمر الحوار الوطني الذي تسعى لعقده في سوتشي، والذي تريد له ان يحقق خرقا في الوصول لحل سياسي يتوج المساعي الروسية الطويلة التي تتكامل مع المساعي الايرانية ومع لقاءات استانا الثلاثية الروسية الايرانية التركية بخصوص مناطق خفض التصعيد والتمهيد للتسويات والحلول، لكن يبقى المطلوب من وفد او وفود المعارضة ومَن وراءها ان تاخذ التطورات والوقائع الميدانية والسياسية التي باتت معروفة بالحسبان، وإلا لن يكون بالامكان حسم الحلول.
وفد الجمهورية العربية السورية عقد جلسة محادثات ثالثة اليوم مع دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجنيف، بعد ان عقد في اليومين الماضيين جلستي محادثات مع دي ميستورا ركزت الاولى بحسب “سانا” على سبل دفع الحوار السوري السوري قدما والتأكيد على أهمية عدم وضع الشروط المسبقة بينما تناولت الجلسة الثانية ورقة المبادىء الأساسية التي كان الوفد قدمها سابقا منذ عدة أشهر.
رئيس الوفد الدكتور بشار الجعفري اعتبر في تصريح صحفي عقب انتهاء جولة جنيف أن اللغة التي استخدمت في بيان الرياض 2 هي شروط مسبقة وهذا يخالف قرار مجلس الأمن 2254. وقال الجعفري أن بيان الرياض 2 مرفوض جملة وتفصيلا ولن ندخل في محادثات مباشرة في حال مازال قائما.
وأضاف: كان هناك تركيز جاد من قبلنا حول ورقة المبادئ الأساسية للحل السياسي، مشيرا إلى أن ورقة المبادئ الأساسية للحل السياسي التي قدمتها سورية مدخل لبناء قواسم مشتركة وثقة وطنية. وكشف الجعفري أن دي ميستورا تجاوز ولايته بطرح ورقته الخاصة علينا وطلب أن تكون ورقته أساسا للنقاش.
واذ اعلن ان وفد الجمهورية العربية السورية يغادر جنيف غدا، اكد أن مسار جنيف لا يدور في حلقة مفرغة واتفقنا على جدول أعمال يتضمن مناقشة السلات الأربع مشيرا الى أن أي عمل احادي الجانب يتم دون التنسيق مع الحكومة السورية مرفوض.
وأكد دي ميستورا ضرورة المضي قدما بالمحادثات السورية السورية في جنيف من دون أي شروط مسبقة وتكثيف النشاطات الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية.
وقال دي ميستورا خلال مؤتمر صحفي في جنيف اليوم “ناقشنا خلال اليومين الماضيين مع الوفود المشاركة بالحوار السلال الأربع وبشكل خاص المسار الدستوري والانتخابات”.
ولفت دي ميستورا الى أنه بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في آخر معاقله بسورية “علينا الآن أن نجد حلا سياسيا للأزمة” مشيرا إلى أن الجولة الحالية من المحادثات ستستأنف في الخامس من الشهر المقبل لتستمر حتى منتصفه.
وفي رده على سؤال حول التزام وفد “المعارضة” بالقرار الأممي 2254 وإجراء محادثات من دون شروط مسبقة قال دي ميستورا “إن الضمان الوحيد هو من الوفود وما نقوم به هو محاولة ضمان التزام كل الأطراف بها وإن لم تف بما نطلبه فسيكون هناك نتائج سلبية لذلك كان لدينا إصرار على التوصل إلى حل سياسي”.
من جهته أعرب وفد الهيئة التفاوضية للمعارضة السورية لدى مفاوضات جنيف عن جاهزيته خوض مباحثات مباشرة مع الحكومة، وطالب الأمم المتحدة ب”الضغط على دمشق” بهدف تطبيق الانتقال السياسي.
وأكد رئيس الهيئة نصر الحريري جاهزية وفده الكاملة لخوض مفاوضات مباشرة مع ممثلي الحكومة، داعيا الأمم المتحدة إلى الضغط على دمشق “للانخراط في تلك العملية بأقرب وقت ممكن وتطبيق القرارات الدولية وصولا إلى الانتقال السياسي”.
من جانبه، اتهم المتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة يحيى العريضي الحكومة السورية بالاستمرار في تجاهل العملية السياسية والتركيز على استخدام العنف حسب تعبيره.
المصدر: موقع المنار