الرئيس عون: لمعالجة التطرف آنيا بالقضاء على الواقع الحالي وجذريا لمنع قيامه مستقبلا – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الرئيس عون: لمعالجة التطرف آنيا بالقضاء على الواقع الحالي وجذريا لمنع قيامه مستقبلا

1512065760_Rome08

رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ضرورة وضع أسس لمعالجة مزدوجة للتطرف القاتل: آنية تقضي على الواقع الحالي، وجذرية تمنع تكرار قيامه مستقبلا من خلال القضاء على مسوغات وجوده، أي الأيديولوجيا.

وإذ شدد على ضرورة تطوير القيم الديمقراطية، التي تحترم حق الانسان بالاختلاف وحرية المعتقد والتعبير والرأي، وتحترم فرادته الدينية والعرقية والإتنية وتسمح له بعيشها، فإنه لفت الى أن تحديث التعليم والتربية على القيم الديمقراطية، بالإضافة الى الإنماء ومحاربة الفقر وخلق فرص العمل، وتحرير المرأة، تواكب مجتمعة عملية الانتقال المتدرج للدول من الأنظمة المتخلفة التي تشكل البيئات الملائمة لنمو الإرهاب والتطرف، نحو الديمقراطية الكاملة وقبول الفوارق بين البشر.

وأكد رئيس الجمهورية خلال افتتاحه مؤتمر “الحوار الاوروبي- المتوسطي” MED 2017 في العاصمة الايطالية روما، ان لبنان هو مجتمع تعددي بطبيعته، يجمع المسيحيين بكل مذاهبهم والمسلمين بكل مذاهبهم، يعيشون معا، يتشاركون الكثير من العادات والقيم والحياة الاجتماعية والسياسية، وانقساماتهم لم تعد تتخطى السياسة، وسقفها وحدتهم الوطنية، وهذا ما دفع قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الى القول عن لبنان “إنه “أكثر من بلد، إنه رسالة”، مردفا “هذه الرسالة بالضبط هي التي دفعتني الى التوجه للأمم المتحدة مرشحا لبنان ليكون مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق”. ودعا المشاركين في المؤتمر الى تبني هذا التوجه، لافتا الى ان الحضارة المتوسطية هي خير من يحتضن هذا الحوار من خلال الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع بينها، وهي المعنية أكثر من سواها بالحوار بين الحضارات والأديان، للقضاء على الإرهاب والعنف اللذين يجتاحان العالم.

واستهل المؤتمر، الذي حضره الوفد اللبناني المرافق لرئيس الجمهورية في زيارته الرسمية الى ايطاليا، بكلمة لوزير الخارجية الايطالي انجيلينو الفانو رحب فيها بالرئيس عون والحضور، وقال: “إذا ألقينا نظرة الى كوكب الأرض ومحيطاته لوجدنا ان البحر الأبيض المتوسط مجرد بحيرة صغيرة لا تتعدى 1% من حجم الأرض، إلا ان مصائر العالم تحاك في هذه المنطقة التي فيها يتقرر كذلك مصير السلام والامن الدوليين”.

واشار الى أنه “في الوقت الحالي يشهد البحر المتوسط نزيف دماء في سوريا، ومستقبلا غامضا في ليبيا، وتوترات في لبنان والخليج، إضافة الى الوضع الهش في العراق ودول البلقان”، مضيفا “إنطلاقا من هنا لا بد من العمل على تدعيم أسس الحوار في المتوسط”، ومؤكدا أن “هذا هو الخيار الاستراتيجي لايطاليا”.

وقال: “من الواجب علينا أن نعمل معا على تفادي حصول اعتداءات ارهابية مدانة، كتلك التي حصلت اخيرا داخل جامع الروضة في مصر. وعلينا كذلك ان نعمل بسرعة على تحقيق حلول طويلة الأمد لأزمة الارهاب ونحن مدركون في الوقت عينه ان ظاهرته كمختلف الظواهر لها بداية وحقبات نمو، إلا أن لها نهاية حتمية. من هنا علينا على سبيل المثال أن نضاعف من المساهمة الدولية في محاربة داعش، خصوصا بعد النجاحات التي احرزت على هذا الصعيد في كل من العراق وسوريا، إلا أن هذا لا يكفي ويبقى الكثير من العمل على الأمد الطويل على الصعيد السياسي من خلال بناء شراكة بين شمال المتوسط وجنوبه إضافة الى الاستثمار الاستراتيجي في تربية وتثقيف الشبيبة”.

المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام