تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 22-11-2017 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، بعد احتجازه وإجباره على تقديم استقالته في السّعودية، ثمّ انتقاله إلى باريس بوساطات عربية ودولية..
الأخبار
ماكرون يلتقي السيسي سرّاً: مبادرة لبقاء الحريري… وموفد فرنسي إلى بيروت
تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “وأخيراً، عاد الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، بعد احتجازه وإجباره على تقديم استقالته في المملكة العربية السّعودية، ثمّ انتقاله إلى باريس بوساطات عربية ودولية. وإذا كانت زيارة رئيس الحكومة إلى مصر في طريقه إلى بيروت للقاء الرئيس عبد الفتّاح السيسي مفهومة، بفعل الدور الذي قامت به مصر لإطلاق سراحه من الإقامة الجبرية في السعودية، فإن توقّفه للقاء سريع في قبرص ليل أمس مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستسياديس بقي غير واضح المعالم.
إلّا أن مصدراً فرنسياً مطلعاً أكّد لـ«الأخبار» أن اجتماعاً عقد في الساعات الماضية بين السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقي بعيداً من الأضواء، وتم خلاله الاتفاق على مبادرة مشتركة لمعالجة الوضع في لبنان. ورفض المصدر تأكيد أو نفي أن يكون الاجتماع عقد في قبرص، بعد زيارة خاطفة للرئيس الفرنسي للقاء نظيره المصري الذي زار نيقوسيا للمشاركة في قمة ثلاثية مع نظيريه اليوناني والقبرصي. وقال المصدر إن الرئيسين اتفقا على ثوابت أساسية، وهي منع جرّ لبنان إلى مواجهة سياسية تؤدي إلى تصعيد وتوتر أمني وسياسي واقتصادي. كما أكّدا تمسكهما ببقاء الحريري في رئاسة الحكومة. وبحسب المصدر، سيوفد ماكرون في اليومين المقبلين مساعداً بارزاً له إلى بيروت، للقاء الرؤساء الثلاثة وقيادات أخرى، للتركيز على ضرورة منع حصول فراغ حكومي، ولشرح طبيعة الاتصالات التي جرت مع الجانب السعودي. ولفت المصدر إلى أن الحريري في أجواء هذه الاتصالات، وأن الجانبين الفرنسي والمصري أبلغاه بضرورة عقد مشاورات شاملة في بيروت، وأن يبقي الباب مفتوحاً أمام عودته إلى رئاسة الحكومة، سواء من خلال بقاء الحكومة الحالية، أو عبر إعادة تشكيل حكومة سياسية لا تستثني أي قوة.
ومن المنتظر أن يشارك الحريري صباح اليوم في احتفال عيد الاستقلال، إلى جانب الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي، على أن يلي الاحتفال لقاء يجمعه برئيس الجمهورية في قصر بعبدا. إلّا أن عودته وما سيليها من تطوّرات، تخلّف انقساماً بالآراء، ليس داخل فريقه اللّصيق فحسب كما كان الحال طوال الأيام الماضية، إنّما لدى فريق عون و8 آذار أيضاً، الذي تبدي بعض شخصيّاته تفاؤلاً، فيما يرجّح البعض الآخر بدء أزمة سياسيّة كبيرة.
فرئيس المجلس النيابي، مثلاً، قرأ في الرسالتين اللتين وجههما الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان لعون، في مناسبة عيد الاستقلال، والتهنئة التي وصلته ورئيس الجمهورية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تطوّراً إيجابيّاً. وقال أمام زوّاره أمس إن هذه الرسائل «كسرت السّم». وأضاف: «حتى الآن لا شيء واضحاً. نحن في انتظار عودة الحريري لمعرفة ما الذي قرره. فإذا عاد عن الإستقالة نكون قد تخطينا أزمة كبيرة، ونحن على استعداد كي نعطيه ضمانات للنأي بالنفس. أما في حال قرر التمسك باستقالته، فسنكون أمام مأزق كبير». وتابع أن «المصريين والفرنسيين مستمرون في الوساطة، ومن الواضح أنهم يلعبون دوراً ايجابياً وله تأثير كبير. مصر لعبت دورا أساسيا ونعوّل عليه».
تفاؤل برّي الحذر مردّه معطيات وصلته بأن الحريري أبدى في الأيام الثلاثة الأخيرة «تعاوناً واضحاً»، وأجواؤه «كانت تشي بأنه جاهز للتسوية والعودة عن الاستقالة لقاء ضمانات»، في وقت أبدى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليونة كبيرة في إطلالاته الثلاث الأخيرة.
ويقترب الوزير جبران باسيل من موقف برّي في التفاؤل باعتبار أن استقالة الحريري لا تزال قابلة للتفاوض، على عكس عون الذي نقلت عنه مصادر في التيار الوطني الحّر عدم ارتياحه للمرحلة المقبلة. وتقول المصادر إن ما يهمّ رئيس الجمهورية الآن هو بقاء الحكومة، وأنه سيتريّث في حال أصرّ رئيس الحكومة على استقالته، في انتظار المزيد من الاتصالات. وأضافت أن عون، في حال إصرار الحريري على الاستقالة، سيصرّ على إعادة تكليفه لتشكيل حكومة جديدة، وإذا اعتذر أو تعذّر التأليف، فسيسعى للاتفاق معه على تأليف حكومة برئيس يتفقان عليه، لضمان وجود حكومة فاعلة مع رفضه بقاء البلاد تحت سيف تصريف الأعمال.
وبالتوازي، لا يزال الانقسام داخل فريق الحريري على حاله، بين من يقول إن الاستقالة لا عودة عنها، ومن يرى أنه يمكن التوصّل مع عون إلى اتفاق على تسوية جديدة. وتطرح مصادر مطّلعة مطالب الحريري المتوقّعة، تنفيذاً للطلبات السعودية، تحت ثلاثة عناوين: التزام عون بالنأي بالنفس، انسحاب حزب الله من كل الساحات العربية بما فيها سوريا، وضمان وقف الحملات الإعلامية ضد المملكة انطلاقاً من لبنان.
احتجاج مصري… وإعفاء السبهان؟
على صعيد آخر، فُهم من التواصل اللبناني ـــ العربي ـــ الدولي أن غالبية الدول المعنية بالشأن اللبناني، بما فيها الإمارات العربية المتحدة والكويت ومصر وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، أكّدت تمسكها ببقاء الحريري على رأس الحكومة ورفضهم أي خطوة تهدد الاستقرار.
وكان الجانب المصري حاول تبنّي فكرة أن تتولى القاهرة ضمان التزام الحريري بسقف مقبول من السعودية وأميركا، وعرضت على السعودية أن تقوم هي برعاية الحريري بدلاً من الرياض. لكن الأجوبة لم تكن حاسمة. ويعود قلق القاهرة إلى أن نتائج الجولة العربية لوزير الخارجية المصري سامح شكري، الأسبوع الماضي، كشفت عن حجم القلق، خصوصاً في الكويت والأردن، مما يقوم به ولي العهد السعودي. حتى أن المصريين سمعوا في أبوظبي أن المسؤولين الإماراتيين لم يكونوا على علم مسبق بما جرى مع الحريري، وأنهم ساعدوا على إقناع ابن سلمان بتركه يعود الى بيروت.
وبحسب مصادر دبلوماسية عربية، فإن المصريين تثبتوا خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب من أن السعودية أجرت مراجعة، بضغط أميركي، لتطورات الأسبوعين الأخيرين، وأن لدى ابن سلمان هاجساً واحداً، وهو كيفية توجيه ضربة كبيرة في اليمن. ولفتت المصادر إلى احتجاج مصري على استمرار تجاهل ابن سلمان للقاهرة في خطواته الاقليمية. وقالت إن «شكري شدد خلال جولته على أن القاهرة لا تقبل بأن يتم إخبارها بالخطوات عبر الاعلام، ولن تقبل تكرار بعض الأخطاء التي رافقت إنطلاقة المعركة ضد قطر»، حيث تبين أن السعودية والامارات بادرتا الى خطوات ضد الدوحة من دون إشعار المصريين بها مسبقاً.
وتضيف المصادر أن «مصر قلقة جداً حيال الأزمة في لبنان، ولذلك طالبت جميع حلفائها في المنطقة، وعلى رأسهم الامارات، بممارسة ضغوط على ابن سلمان لإقناعه بأن لا يبادر مرة جديدة إلى خطوات مرتجلة، وبأن يعمل على السير في تثبيت استقرار لبنان، من خلال ترك الحريري يعيد صياغة اتفاقاته اللبنانية ويبقى في رئاسة الحكومة».
وبحسب المصادر العربية، فان ابن سلمان تحدّث أمام جهات حليفة له عن عدم ممانعته استمرار الحريري في قيادة فريقه السياسي حتى الانتخابات النيابية المقبلة. لكن السعودية تريد منه إعادة ترميم حلف 14 آذار وعدم التحالف مع التيار الوطني الحر في الانتخابات المقبلة.
وفي سياق آخر، دعت مصادر لبنانية إلى مراقبة الأداء السعودي في الفترة المقبلة، وتساءلت عما إذا كان صدر قرار بإعفاء «وزير الحرب السعودي على لبنان» ثامر السبهان من مهامه اللبنانية، وترك الأمر للسفير الجديد المعين وليد اليعقوب. ولفتت المصادر إلى أن السبهان غاب عن الشاشة منذ قرار سفر الحريري الى باريس، وأن فريقه العامل معه في لبنان يعيش حال قلق، وسط مخاوف على مستقبل العلاقة بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية على وجه الخصوص.
احتفال ضيّق للمستقبل والقوات تغيب عنه
قرّر تيار المستقبل أمس تقليص حجم المهرجان الذي كان يخطّط لتنظيمه اليوم في بيروت احتفالاً بعودة الرئيس سعد الحريري بعد الاحتفال الرسمي بعيد الاستقال، مكتفياً بحصر الدعوات بمنسّقي التيار ومسؤوليه في المناطق وعدد من المناصرين، بدل الحشد الجماهيري الذي كان يخطّط له. وفضّل المستقبليون عدم توسيع المشاركة في الاحتفال، على قاعدة أن الحريري يسافر دائماً، ولم يغب هذه المرّة لمدّة طويلة، وأن الاحتفال سيؤكّد المؤكّد أمام جمهور المستقبل بأن الحريري كان محتجزاً في السعودية، ولم يكن «بين أهله وناسه». لكن مصادر في التيار تتوقع أن يشارك كثيرون في الاحتفال من دون دعوة.
وبدا لافتاً اقتصار الدعوات على تيار المستقبل، بعد أن أبدى حزب القوات اللبنانية وآخرون رغبتهم في المشاركة. وأكّدت مصادر قواتيّة لـ«الأخبار» أنه لم توجّه دعوات إلى القوات للمشاركة في الاحتفال، مشيرةً إلى أنه «سيكون هناك لقاء في بيت الوسط في اليومين المقبلين بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع».
فرنسا: تدخّل حزب الله في سوريا خطر
شنّت وزارة الخارجية الفرنسية أمس هجوماً كلاميّاً على المقاومة اللبنانية، داعيةً حزب الله إلى «التخلي عن السلاح» وإلى أن «يتصرف كحزب يحترم بالكامل سيادة الدولة اللبنانية التزاماً منه بالقرارات الصادرة في هذا الشأن عن مجلس الأمن». وزعمت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية أنياس روماتي إسبانيي أن استقرار لبنان يقتضي أيضاً «بقاء الحزب بمنأى عن التوترات في المنطقة»، مشيرةً إلى أن «تدخله في سورية خطر». وقالت إن أولوية فرنسا هي لـ«الأمن على طول الخط الأزرق الممتد على الحدود اللبنانية ــ الإسرائيلية».
وبالتوازي، أكّد مكتب الرئيس إيمانويل ماكرون، في بيان، أن الأخير بحث أزمات المنطقة مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، «بما في ذلك أزمة لبنان». وأشار البيان إلى أن «ماكرون جدّد تأكيد ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته»، و«أهميّة أن تعمل دول المنطقة بشكل جماعي لخفض التوترات».
الجمهورية
الحريري عاد ليلاً.. ومصير الاستقالة يتّضح اليوم
وتناولت الجمهورية الشأن الداخلي وكتبت تقول “مع عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت ليلاً حيث توجّه من المطار الى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في حضور مدير مكتبه نادر الحريري، وقرأ الفاتحة عن روحه وأرواح رفاقه الشهداء وقال «شكراً للبنانيين»، من ثمّ عاد الى «بيت الوسط»، ازدحمت الساحة السياسية بوابلٍ مِن الأسئلة حول مصير استقالته وتالياً مصير الوضع الحكومي والخيارات التي يمكن اللجوء اليها حكومياً وعلى كلّ المستويات لإنجاز الاستحقاق النيابي في موعده، علّه بنتائجه يشكّل معبراً الى سلطة جديدة ينبغي ان تنقل البلاد الى واقعٍ جديد، بمعزل عمّا سيؤول إليه مصير الأزمات المشتعلة في المنطقة. وأجمعَت كلّ المعطيات والمعلومات التي توافرَت لـ»الجمهورية» حتى مساء امس على انّ الحريري سيؤكد استقالته في بيروت مشفوعةً بمجموعة لاءات ستشكّل عنوانَ تعاطيه وحلفاءَه مع الأفرقاء الآخرين في هذه المرحلة. وتؤكّد المعلومات انّ الحريري، وحسب ما تسرّبَ من اوساطه لن يقبل تكليفَه مجدداً تأليفَ حكومة جديدة في حال انتهَت الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة العتيد، وأكد مسؤول كبير لـ»الجمهورية» انّ رئيس الجمهورية ملزَم بالدعوة لهذه الاستشارات بمجرّد إصرار الحريري على الاستقالة وتخوّف من نشوء أزمة حكومية في البلاد ذات وجهين: الاوّل، إستنكاف الشخصيات السنّية ذات المواصفات الوازنة عن قبول التكليف، لاعتبارات داخلية وإقليمية، ترتبط بالأسباب والخلفيات التي انطوَت عليها استقالة الحريري. والثاني، وقوع البلاد تحت سلطةِ حكومة تصريف أعمال لا حول لها ولا طَول مع ما يمكن ان يَحول دون إجراء الانتخابات النيابية، مبكرةً أو في موعدها، خصوصاً انّ رئيس الجمهورية وأفرقاء آخرين بدأوا يُلمّحون في اتصالاتهم مع بعض عواصم القرار، وأمام بعض سفراء الدول الكبرى، إلى انّ هناك جهات محلية وخارجية تعمل على استيلاد مناخات لتعطيل إجراء الانتخابات، خصوصاً انّها قد لا تأتي بالنتائج التي تطمح إليها.
تحلّ الذكرى 74 للاستقلال هذه السنة في ظلّ وضعٍ غامض حيال مستقبل العلاقات السياسية بين مختلف الافرقاء السياسيين في ضوء استقالة الحريري ومصيرها، وبالتالي مصير الحكومة والحكم استطراداً، في موازاة ارتفاع حدة التوتر السعودي ـ الايراني والتهديدات الاميركية ـ الاسرائيلية. لكنّ لبنان يعوّل كثيراً على الوحدة الوطنية التي يشكّل العيد اليوم مناسبةً لانطلاقتها على أسسٍ جديدة تبقى رهنَ قدرةِ الحكم على خلقِ مناخات تسمح بها، وأبرزُها إبعاد لبنان عن النزاعات وسياسة المحاور…
برقيات تهنئة ومؤشّرات
ولاحظت مراجع سياسية متفائلة بتسويةٍ للوضع الحكومي، مؤشّرات الى تنشيط العلاقات اللبنانية ـ السعودية التي اعترَتها برودةٌ خلال الاسبوعين الاخيرين، وذلك في ضوء برقية خادِم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للتهنئة بالاستقلال، وكذلك برقيّة وليّ العهد الامير محمد بن سلمان التي تمنّى فيها «للحكومة والشعب اللبناني المزيدَ من التقدم والازدهار»، وذلك بعد مجيء السفير السعودي وليد اليعقوب الى لبنان.
وتوقّفَت هذه المراجع باهتمام كبيرعند الدورَين المصري والفرنسي لحلّ الأزمة المستجدة، عبر الدفع في اتّجاه معالجة اسباب استقالة الحريري وإعادة تطبيع الوضع الحكومي، فيَستمرّ الحريري على رأس الحكومة بما يُجنّب لبنان فراغاً حكومياً لأنّه قد يكون متعذّراً حصول اتّفاق بين الأفرقاء السياسيين على تأليف حكومة جديدة، خصوصاً إذا أصرّ البعض على أن لا تكون هذه الحكومة سياسية وتضمّ وزراءَ من التكنوقراط، أو سياسية ولا تضمّ كلّ المكوّنات السياسية.
وكذلك توقّفَت المراجع نفسُها عند تأكيد الرئيس الاميركي دونالد ترامب في برقيتيه الى عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري انّ لبنان «شريك قوي» للولايات المتحدة الاميركية «في مواجهة تهديد الارهاب والتطرّف العنيف». مؤكّداً وقوفَه «بثبات مع لبنان» ومواصلة «دعمِ جهود بلدِكم لحماية استقرار لبنان واستقلاله وسيادته».
عون
في هذا الوقت، أكّد عون في الرسالة التي وجّهها الى اللبنانيين عشيّة عيد الاستقلال أمس انّ «ما تلقّاه لبنان هو تداعيات الصدامات وشظايا الانفجارات ولا شيء ينفَع في معالجة التداعيات إنْ لم يقفل باب النزاعات، ولكنّه في كلّ الحالات لن ينصاع الى أيّ رأي أو نصيحة أو قرار يَدفعه في اتّجاه فتنة داخلية».
وقال: «تأتي الأزمة الحكومية الأخيرة والإشكالية التي أحاطتها، فصحيح أنّها عبَرت، إلّا أنّها قطعاً لم تكن قضيّة عابرة لأنّها شكّلت للحكم وللشعب اللبناني اختباراً صادماً وتحدّياً بحجم القضايا الوطنية الكبرى يستحيل إغفالها والسكوتُ عنها». وسأل: «هل كان يجوز التغاضي عن مسألة واجب وطنيّ فُرضَ علينا لاستعادة رئيس حكومتِنا إلى بلدِه لأداء ما يوجبه عليه الدستور والعرف استقالة أو عدمها وعلى أرض لبنان؟».
وتوجّه عون الى «الأشقّاء العرب»، قائلاً إنّ «التعاطي مع لبنان يحتاج الى كثير من الحكمة والتعقّل، وخلاف ذلك هو دفعٌ له في اتّجاه النار، وعلى الرغم من كلّ ما حصَل لا تزال آمالنا معقودة على جامعة الدول العربية بأن تتّخذ المبادرة انطلاقاً من مبادئ ميثاقِها وأهدافه وروحيته فتحفظ نفسَها والدولَ الأعضاء فيها، وتنقِذ إنسانَها وسيادتها واستقلالها».
الحريري عند السيسي
وعشية عودته الى بيروت حيث يقام له استقبال شعبي في «بيت الوسط» بعد ان يشارك في عرض الاستقلال وتقبّلِ التهانئ، انتقلَ الحريري من باريس الى القاهرة حيث اجرى محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية تناوَلت آخرَ التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.
وكان لافتاً استقبالُ السيسي الحريري بحرارةٍ عند مدخل القصر، وعقِد اجتماعٌ حضَره وزير الخارجية سامح شكري ومدير المخابرات خالد فوزي ومدير مكتب الرئيس المصري اللواء عباس كامل. وأعقبَ هذا الاجتماع خلوةٌ بين السيسي والحريري تلتها مأدبةُ عشاء تكريمية أقامها الرئيس المصري على شرف ضيفه.
وأفاد بيان أصدرَته الرئاسة المصرية أنّ السيسي شدّد خلال لقائه والحريري على ضرورة «توافقِ الأطراف» اللبنانية ورفضِ «التدخّل الأجنبي». وأكّد «دعمه الكامل للحفاظ على استقرار لبنان»، وطالب بضرورة «توافقِ جميع الأطراف اللبنانية في ما بينَها وإعلاء المصلحة الوطنية العليا للشعب اللبناني، ورفض مساعي التدخّل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبنان».
الحريري
وبَعد اللقاء، شكرَ الحريري للرئيس المصري «استضافتَه لي في مصر والعشاء الذي أقامه، حيث كان لنا حديثٌ طويل مبنيّ على استقرار لبنان وضرورة أن يكون هناك في لبنان والمنطقة نأيٌ بالنفس عن كلّ السياسات الإقليمية».
وأضاف: «أشكر مِصر على دعمها وأشكر الرئيسَ السيسي على دعمه للبنان واستقراره، وإنْ شاء الله يكون عيد الاستقلال غداً (اليوم) في لبنان عيداً لجميع اللبنانيين. وكما قلت في باريس فإنّني سأعلن موقفي السياسي في لبنان، ولن أتحدّث الآن في السياسة».
وقد عرّج الحريري الى قبرص في طريق عودتِه من القاهرة الى بيروت حيث التقى الرئيس القبرصي نيكوس أناستسياديس وعرَض معه الأوضاع العامة وآخرَ التطورات في لبنان والمنطقة.
وفي هذه الأثناء تلقّى عون مساء أمس اتّصالاً هاتفياً من السيسي، وشكرَه على الاهتمام الذي أبداه في معالجة الأزمة التي نشأت بعد إعلان الحريري استقالته «وتمّ التأكيد خلال الاتصال على أهمّية المحافظة على الاستقرار السياسي والأمني في لبنان» .
مساعٍ فرنسية
وكانت الجهود قد انصبّت طوال الايام الثلاثة الماضية على خلقِ مناخ جديد وحلِّ الأزمة القائمة، وتولّت الديبلوماسية الفرنسية هذه المساعي، سواء من خلال الرئيس ايمانويل ماكرون شخصياً أو من خلال وزارة الخارجية وسفراء فرنسا في المنطقة، إضافةً الى الامم المتحدة والولايات المتحدة.
وعلمت «الجمهورية» من مصادر ديبلوماسية انّ الاتصال الذي أجراه ماكرون بنظيره الايراني الشيخ حسن روحاني «كان إيجابياً، لكنّ الجانب الفرنسي يريد ضمانَ المرشد الأعلى للثورة الاسلامية السيّد علي خامنئي الذي يمسِك بالقرار الايراني في المنطقة».
وقالت هذه المصادر إنّ السفير الفرنسي في طهران «تمكّنَ من الاطّلاع على الموقف الايراني الحقيقي وهو انّه لا يتدخّل في شؤون «حزب الله» وعلى الحزب ان يقرّر مدى ضرورة مشاركتِه في حروب المنطقة ضد الإرهاب أو الاكتفاء بالساحة اللبنانية ضد إسرائيل فقط».
وأضافت المصادر: «لكنّ الجانب الاميركي لم يثِق بالموقف الايراني هذا واعتبَره تنصّلاً من مسؤولية الضغط على «حزب الله» للانسحاب، على الأقلّ من اليمن، لكي تتمكّن المملكة العربية السعودية من القبول بعودة الحريري عن استقالته» .
وفي وقتٍ وصَف روحاني «حزب الله» بأنه «جزءٌ من الشعب اللبناني ويتّسِم بشعبية كبيرة للغاية وسلاحُه ذات طبيعة دفاعية فقط ويُستخدَم في الهجمات الاحتمالية على لبنان»، أملت فرنسا في أن يتخلى الحزب عن سلاحه وأن يلتزم بقرارات مجلس الأمن الدولي.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية آنييس روماتيت أسبانييه، في بيان: «إنّ مطالب فرنسا في شأن «حزب الله» معروفة، نحن ننتظر من «حزب الله» أن يضع سلاحه جانباً وأن يتصرّف كحزب يحترم سيادة الدولة اللبنانية وفقاً لقرارات مجلس الأمن»، وأضافت: «الحفاظ على الاستقرار في لبنان يتطلّب أن ينأى «حزب الله» بنفسه عن التوتّرات في المنطقة».
وتابعَت: «في هذا الوضع الحسّاس نحن نكمِل سياستنا في الحوار مع جميع الأحزاب اللبنانية ونشَجّعها على الاتفاق على حسنِ سير عجَلة مؤسسات الدولة الذي يعَدّ عاملاً رئيسياً للاستقرار». واعتبرَت أنّ تدخّلَ «الحزب» في النزاع السوري «يمثّل أمراً خطيراً»، مذكّرةً بـ»ضرورة احترامِ أمنِ الخط الأزرق والحدود مع إسرائيل».
بوتين ـ الأسد
من جهةٍ ثانية، كان الحدث الإقليمي والدولي البارز القمّة الروسية ـ السورية المفاجئة في سوتشي أمس الاوّل بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشّار الأسد، والتي أُعلن عنها أمس وجاءت عقبَ إعلان المحور الروسي ـ الايراني ـ السوري، و«حزب الله» استطراداً انتهاءَ دولة «داعش»، بالانتصار عليها في مدينة البوكمال آخر معاقلها في سوريا.
وسبقَت هذه القمّة الثنائية القمّة الثلاثية الروسية ـ الايرانيةـ التركية المقررة في سوتشي اليوم للتحضير لحوار سوري ـ سوري لحلّ الأزمة السورية، كذلك جاءت قمّة بوتين ـ الأسد قبَيل انعقاد اجتماع المعارضة السورية في الرياض وسط سلسلة استقالات لكبار قادتها، ما حدا بمصدر ديبلوماسي عربي الى القول: «إنتظرنا سقوط النظام، فإذ بالمعارضة تسقط».
وتشير مجملُ هذه المعطيات الى انّ تسوية الأزمةِ السورية تنطلق من المعبَر الروسي، في وقتٍ لا تزال الولايات المتحدة الاميركية تُراهن على أنّ حصول هذه التسوية يتمّ في إطار مؤتمر جنيف الذي ترعاه وروسيا.
ويُنتظر أن يكون لهذه التطورات انعكاس معيّن، وربّما إيجابي، على الوضع اللبناني من زاويتين: الأولى، موضوع النازحين السوريين، حيث باتت عودتهم الآمنة متوافرة طالما إنّ النظام السوري يسيطر على 90 في المئة من المناطق السورية الآهلة.
والثانية، مصير دورِ «حزب الله» خارج الحدود اللبنانية، إذ إنّ انطلاق التسوية في سوريا يعني تراجُعَ المعارك العسكرية وبالتالي لا ضرورة لبقاء قوات غير سوريّة على أرض المعركة.
والواقع نفسُه بدأ ينطبق على العراق، حيث إنّ تطبيع الوضع فيه جعلَ دور «حزب الله» من الكماليات هناك، وهو أمرٌ ألمحَ إليه الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله امس الاوّل حين قال «إنّ العراق قد لا يعود يحتاج إلى قواتنا هناك».
مصادر بكركي
على صعيدٍ آخَر، أكّدت مصادر بكركي لـ«الجمهورية» أنّ «البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يتابع من الفاتيكان مجرَيات الأزمة اللبنانية، وهو على تنسيق مع الجميع». وأشارت إلى أنّ «الراعي لن يتوجّه الى باريس للقاء الرئيس الفرنسي قبل عودته الى لبنان، لكن لا شيء يَمنع حصولَ مِثل هذه الزيارة قريباً، خصوصاً أنّ التواصل بين بكركي وفرنسا مستمرّ ولم ينقطع يوماً».
اللواء
الحريري في بيروت: شكراً للبنانيِّين
إحتفالات تَعُمّ لبنان.. وعون يعتبر الأزمة عبرت متمسكاً بالعلاقات العربية والوحدة الوطنية
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “الأهم في الاحتفال بعيد الاستقلال الـ74 اليوم، هو مشاركة الرئيس سعد الحريري، بصفته رئيساً لمجلس الوزراء في العرض العسكري الذي يقام في المناسبة بعد ان وصل في ساعة متأخرة من ليل أمس آتياً من القاهرة عبر قبرص حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والقبرصي إيذاناً بأن «الأزمة الحكومية الأخيرة والاشكالية التي احاطتها، عبرت..»، كما جاء على لسان الرئيس ميشال عون في رسالة الاستقلال التي وجهها إلى اللبنانيين، وضعها سلسلة رسائل احداها «للأشقاء العرب» تدعوهم إلى التعاطي بكثير من الحكمة والتعقل، وعدم دفع لبنان باتجاه النار، مشدداً على ان الآمال ما تزال معقودة على جامعة الدول العربية، وثانيها للمجتمع الدولي ليصون استقرار لبنان، وثالثة للبنانيين لعدم السماح للفتنة ان تطل برأسها، فهي الدمار الشامل، ورابعها كانت للجيش والقوى الأمنية التي وصفها «حراس الوحدة الوطنية وحماة الحدود، ليكونوا جاهزين لأداء الواجب والوفاء بالقسم».
الرئيس الحريري، الذي وصل قبل منتصف الليل إلى العاصمة وانتقل من المطار مباشرة إلى ضريح والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت، لقراءة الفاتحة عن روحه، ثم الانتقال إلى «بيت الوسط» بعد غياب 18 يوماً كانت حافلة بالتكهنات والاخبار والاشاعات، ايذاناً بإنتهاء مرحلة سقطت معها «خرافة الاحتجاز» في المملكة العربية السعودية، فها هو في بيروت، يحمل التأكيد أن الرئيس الحريري غادر حراً إلى الرياض، وعاد منها حراً..
قرأ الرئيس الحريري عند منتصف الليل الفاتحة عن روح والده وعن أرواح شهداء 14 آذار، شاكراً اللبنانيين، ثم توجه إلى منزله في بيت الوسط، حيث غرد قائلاً عبر «تويتر»: «تاريخ اخوي يجمع أم الدنيا بلبنان» في إشارة إلى الزيارة التي قام بها إلى مصر.
الحريري في بيروت
وحرص الرئيس الحريري قبل عودته إلى بيروت على القيام بزيارة خاطفة إلى قبرص والتقى رئيسها نيكدس اناستسياديس، بعد زيارة القاهرة حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حضور وزير الخارجية سامح شكري ومدير المخابرات خالد فوزي ومدير مكتب السيسي اللواء عباس كامل، وتخلل اللقاء خلوة بين الرئيسين السيسي والحريري تبعها مائدة عشاء.
ومثلما فعل بعد لقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه قبل ثلاثة أيام، لم يشأ الرئيس الحريري الحديث عن الأمور السياسية، مؤكداً ان موقفه السياسي سيعلنه في بيروت، لكنه أشار إلى انه كان له حديث طويل مع الرئيس المصري مبني على استقرار لبنان وضرورة ان يكون هناك في لبنان والمنطقة نأي بالنفس عن كل السياسات الإقليمية وشكر مصر على دعمها، وكذلك الرئيس السيسي على دعمه للبنان واستقراره، آملاً ان يكون عيد الاستقلال اليوم عيد لكل اللبنانيين.
ومن جهته أكّد الرئيس السيسي، حسب ما جاء في بيان صادر عن الرئاسة المصرية عقب اللقاء، على ضرورة توافق الأطراف اللبنانية، ورفض التدخل الأجنبي، مؤكداً على «دعمه الكامل للحفاظ على استقرار لبنان، مطالباً بضرورة قيام جميع الأطراف اللبنانية بالتوافق فيما بينها واعلاء المصلحة الوطنية العليا للشعب اللبناني، ورفض مساعي التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبنان».
ولوحظ ان الرئيس السيسي أجرى في أثناء وجود الرئيس الحريري في مكتبه بقصر الاتحادية، اتصالاً بالرئيس عون، تمّ خلاله التداول في التطورات الراهنة.
وأوضح المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية ان الرئيس عون، شكر خلال الاتصال الرئيس المصري على الاهتمام الذي ابداه في معالجة الأزمة التي نشأت عن استقالة الرئيس الحريري، وتم التأكيد خلال الاتصال ايضا على أهمية المحافظة علىالاستقرار السياسي والأمني في لبنان.
وعكست عبارة الاستقرار السياسي احتمال ان يكون البحث على المستوى العربي والأوروبي وصل إلى إعادة تعديل التسوية الرئاسية تحت سقف التزام لبنان سياسة النأي بالنفس، في مقابل عودة الرئيس الحريري عن استقالته، وتعهد الدول المعنية بالنزاع الإقليمي عدم التدخل مجددا في الشؤون اللبنانية.
وفي هذا السياق نقلت مصادر عن مقربين من حزب الله عدم ممانعته بل اصراره على استمرار الحريري في ترؤس الحكومة الحالية، أو إعادة تكليفه مجددا في حال تمّ قبول الاستقالة.
ويفترض ان يتقرر هذا الأمر، في الاجتماع الذي سيجمع الرئيسين عون والحريري، بعد انتهاء الاحتفال بالاستقلال اليوم، وغدا، علما انه ستكون للرئيس الحريري استقبالات شعبية في باحة «بيت الوسط» ظهر اليوم.
وفي السياق أوضح مكتب الرئيس الفرنسي ماكرون انه أبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصالين هاتفيين بأن من الضروري إبقاء لبنان بعيدا عن الأزمة الإقليمية وانه حث دول المنطقة على العمل بشكل جماعي لتهدئة التوترات.
وأضاف مكتب الرئيس ان ماكرون أبلغ روحاني ونتنياهو ان فرنسا ملتزمة بالاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية في عام 2015 لكنه أوضح ضرورة بحث بعض القضايا الإقليمية وبرامج الصواريخ الباليستية بشكل منفصل.
رسالة عون
وكانت الأزمة الحكومية التي تولدت عن استقالة الرئيس الحريري، قد حضرت بقوة في رسالة الرئيس عون إلى اللبنانيين عشية عيد الاستقلال، سواء عبر الايحاءات أو الرسائل الثلاث التي وجهها إلى اللبنانيين، والدول العربية والمجتمع الدولي، خصوصا وانها أي الأزمة، شكلت بالنسبة للحكم أو للشعب اللبناني اختبارا صادماً وتحدياً بحجم القضايا الوطنية الكبرى يستحيل اغفاله أو السكوت عنها، بحسب تعبير الرئيس عون، الذي سأل ايضا عمّا إذا كان يحوز التغاضي عن واجب وطني فرض علينا لاستعادة رئيس حكومتنا إلى بلده لأداء ما يوجبه عليه الدستور والعرف، استقالة أو عدمها على أرض لبنان؟.. معتبرا ذلك بأنها «مسألة كرامة وطن وشعب أظهر حيالها تماسكا وطنيا فريدا، مؤكدا ان السيادة كل لا يتجزأ سواء على الأرض أو في السياستين الداخلية والخارجية».
وشدّد الرئيس عون على ان ما تلقاه لبنان هو تداعيات الصدامات وشظايا الانفجارات، معتبرا ان لا شيء ينفع في معالجة التداعيات ان لم يقفل باب النزاعات، لكنه في كل الحالات لن ينصاع إلى أي رأي أو نصيحة أو قرار يدفعه في اتجاه فتنة داخلية، مشددا على ان الوطن الذي حرّر أرضه من العدو الإسرائيلي والتكفيري ليس وطنا تسهل استباحته ما دام يعتصم بوحدته الداخلية.
وفي إشارة يمكن ان تكون عاملا مساعدا في إعادة احياء التسوية السياسية الرئاسية، أعاد الرئيس عون التذكير بخطاب القسم في «منع انتقال أي شرارة من النيران المشتعلة حولنا إلى الداخل اللبناني، والتأكيد على ضرورة ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية، والتزامه ميثاق جامعة الدول العربية وبشكل خاص المادة الثامنة منه، مشيرا إلى ان لبنان نأى بنفسه عن النزاعات العربية، ولكن للأسف الآخرين لم ينأوا بنفوسهم ولا بنفوذهم، موجها في هذا السياق ثلاث رسائل في آن، فدعا اللبنانيين الى ان لا يسمحوا للفتنة ان تطل برأسها بينهم لأنها الدمار الشامل الذي لا ينجو منه أحد، واصفاً الجيش والقوى الأمنية بأنهم «حراس الوحدة الوطنية وحماة الحدود».
وفي رسالته إلى الدول العربية، اعتبر عون ان التعاطي مع لبنان يحتاج إلى الكثير من الحكمة والتعقل، وخلاف ذلك دفع له باتجاه النار، داعياً جامعة الدول العربية إلى ان تتخذ المبادرة انطلاقاً من مبادئ وأهداف وروحية ميثاقها. كما دعا المجتمع الدولي إلى أن يصون الاستقرار في لبنان من خلال التطبيق الكامل للعدالة الدولية.
وتطرق إلى مواصلة اسرائيل انتهاكاتها لسيادة لبنان براً وبحراً وجواً، سائلاً: أليس أجدى أن تبادر الأسرة الدولية الى مقاربة جديدة تقوم على الحقوق والعدالة وحق الشعوب بتقرير مصيرها تعالج عبرها قضايا السلاح والتسلح والحروب؟
وفي ما يُمكن ان يكون أول تعليق على مواقف الرئيس عون، غرّد القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد بخاري عبر تويتر، مستعيداً عبارة قالها الأمير خالد الفيصل في بيروت، قبل نحو عام، عندما أعلن: «اننا لا نريد لبنان ساحة خلاف عربي، بل ملتقى وفاق عربي».
البناء
قمّة روسية تركية إيرانية لتأكيد وحدة وسيادة سورية كإطار لنهاية الحرب
بوتين والأسد من موقع المنتصر لحلّ سياسي يستوعب الأكراد ويُخرج تركيا وأميركا
بعد 440 ساعة الحريري في بيروت… وعون: استعادة رئيس الحكومة معركة سيادية
صحيفة البناء كتبت تقول “تزاحمت الأحداث والمواقف بصورة فرضت قراءتها في سياق يسمح بفهمها ضمن سياق منسجم رغم تناقضها الظاهر أحياناً. فالاتصالات التي أجراها كلّ من الرئيسين الروسي والفرنسي مع زعماء العالم والمنطقة، حول المسارين السوري واللبناني، تحت عناوين صناعة التسويات وتكريس الاستقرار، تغلب كلّ التوقعات بموجات من التصعيد التي قد توحي بها تصريحات ومواقف أطراف، ربما ليست بصورة التوافقات الكبرى وحجمها، وتظن أنّ أمامها هوامش لخوض حروب صغيرة قبل اكتمال المشهد النهائي.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يتفرّغ من منتجع سوتشي لرسم خريطة طريق نهاية الحرب في سورية، رسم مع حليفه الرئيس السوري بشار الأسد شارة النصر على الإرهاب، لفتح الطريق أمام حلّ سياسي يستوعب الأكراد ويُخرج القوات التركية والأميركية من الجغرافيا السورية، وهو الحلّ الذي يقوم على التمهيد بدستور جديد وانتخابات رئاسية ونيابية، والذي توافق عليه الرئيس الروسي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب على هامش قمة فيتنام لمنتدى آسيا والمحيط الهادئ «آبيك» قبل أيام، والذي سيكون موضع حوار يجمع الرئيس بوتين مع نظيريه التركي رجب أردوغان والإيراني الشيخ حسن روحاني في سوتشي اليوم، بعدما كان موضوع اتصالات أجراها بوتين بالرئيس الأميركي والملك السعودي والرئيس المصري، تضمّنت المشاورات الجارية في الرياض لإعادة صياغة هيكلية الوفد المفاوض للمعارضة نحو محادثات جنيف، لجهة السقف السياسي وتركيبة الوفد، بعدما نفّذ السعوديون نصف تعهّداتهم فأزاحوا رموز الهيئة الذين وضعت سورية عليهم فيتو كشركاء محتملين في الحلّ السياسي، وبقي النصف الثاني في تظهير الوفد الجديد وسقفه السياسي الجديد.
في المقابل كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتابع اتصالاته لصيانة الاستقرار اللبناني عبر السعي لإنشاء شبكة أمان دولية إقليمية تتمسك بهذا الاستقرار، ترجمها باتصالات شملت الملك السعودي وولي عهده والرئيس المصري والرئيس الإيراني ورئيس حكومة الاحتلال، بصورة بدت متّسقة مع المساعي التي يقودها الرئيس الروسي لوضع خريطة الطريق لإعلان نهاية الحرب في سورية.
في لبنان، وصل قبيل منتصف الليل رئيس الحكومة سعد الحريري بعد 440 ساعة على إعلان استقالته من العاصمة السعودية وانقطاع أخباره، قبل أن يتمكّن لبنان من تحريك المجتمع الدولي وطرح قضية رئيس حكومته المحتجز، وانطلاق المبادرة الفرنسية بنتيجة ذلك التي توّجت بانتقال الحريري إلى باريس ومنها إلى القاهرة فنيقوسيا قبل أن تحطّ طائرته في بيروت.
رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي خاطب اللبنانيين في عيد الاستقلال، مؤكداً الحرص على الاستقرار، وتفادي الأزمات والمواجهات، لكن ضمن ثابتتين، لن ننصاع لما يأخذنا إلى الفتنة، ولن نتنازل عن ذرة من السيادة، واستعادة رئيس الحكومة كانت معركة من معارك السيادة.
محاولات لـ إنعاش التسوية
يحتفل لبنان اليوم بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين للاستقلال، حيث يترأس رئيس الجمهورية العرض العسكري الذي سيُقام في المناسبة بحضور رئيسَيْ المجلس النيابي والحكومة، وذلك وسط أزمة سياسية تمر بها البلاد نتجت عن إعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من الرياض قبل حوالي الأسبوعين.
وإذ من المتوقع أن تشهد الساحة المحلية اتصالات ومشاورات ولقاءات مكثّفة غداة عودة الحريري الى بيروت، تزايد الحديث عن تسوية ما تلوح في الأفق لم تتضح معالمها بعد بانتظار مواقف الحريري وسياسته الجديدة لتبني القوى السياسية مواقفها أيضاً على الشيء مقتضاه.
وفي وقتٍ تعدّدت السيناريوات المتوقعة للمرحلة المقبلة، تحدثت مصادر حكومية لـ البناء عن مخرجٍ مؤقت يتضمّن تريّث الحريري إزاء تقديم استقالته إفساحاً في المجال أمام المساعي القائمة على أكثر من خط محلي وإقليمي ودولي لا سيما على خط باريس – القاهرة، لإعادة إنعاش التسوية القائمة في ربع الساعة الأخير مع احتفاظ السعودية بورقة تقديم الحريري استقالته رسمياً تلوّح بها في أي وقت تفشل المساعي .
أما مصير الحكومة الحالية في الوقت الضائع حتى تنجلي الأمور، فأوضحت المصادر نفسها أنه في هذا الوقت لن تتم الدعوة الى جلسات لمجلس الوزراء لا في بعبدا ولا في السراي الحكومي خلال الأسبوعين المقبلين، وبعدها تدخل البلاد في عطل الأعياد، وبالتالي يتم تصريف الأعمال في الوزارات وتسيير شؤون المواطنين ويمارس عون والحريري صلاحياتهما الطبيعية كاملة لجهة توقيع المراسيم من دون الدعوة الى جلسات حتى مطلع العام الجديد، حيث سيبادر الرئيس عون الى حسم الأمور وفق مقتضيات المصلحة الوطنية، وما ينص عليه الدستور بالتشاور مع القيادات السياسية .
وبينما وصل رئيس الحكومة إلى بيروت عند الساعة 11:20 من مساء أمس من دون أي استقبال سياسي له في المطار، عقب محطتيه المصرية والقبرصية، بعد انتقاله من الرياض إلى فرنسا، ولقائه الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والقبرصي نيكوس أناستسياديس، فإن مصادر قصر بعبدا لـ البناء تقول إنّه لم يطلب موعداً للقاء الرئيس عون لتقديم استقالته، وتؤكد أنه سيكون هناك لقاء بين الرؤساء الثلاثة في عرض الاستقلال ولقاء ثنائي بين عون والحريري على هامش التهاني في بعبدا، مع تشديد المصادر على أن اللقاء السياسي والحديث عن أسباب الاستقالة والمرحلة المقبلة متوقف على مشيئة الحريري، بيد أن الرئيس عون مستعدّ للخيارات كافة»، علماً أن مصادر أخرى توقعت إرجاء «لقاء المكاشفة والمصارحة» بين الرئيسين الى الخميس المقبل.
عون: لن ننصاع لأي قرار يدفعنا للفتنة
وعشية الاستقلال أطلق الرئيس ميشال عون سلسلة مواقف من المستجدّات السياسية في رسالة وجّهها الى اللبنانيين في المناسبة، أكد فيها أن لبنان في كل الحالات لن ينصاع الى أي رأي أو نصيحة أو قرار يدفعه باتجاه فتنة داخلية ، في ردٍ غير مباشر على التصعيد السعودي وبيان مجلس وزراء الخارجية العرب الهجومي ضد لبنان.
وسأل عون: هل كان يجوز التغاضي عن مسألة واجب وطني فُرضَ علينا لاستعادة رئيس حكومتنا إلى بلده لأداء ما يوجبه عليه الدستور والعرف، استقالة أو عدمها، وعلى أرض لبنان؟ . وقال إنها مسألة كرامة وطن وشعب أظهر حيالها تماسكاً وطنياً فريداً. فالسيادة كل لا يتجزأ سواء على الأرض أو في السياستين الداخلية والخارجية . ودعا الرئيس عون اللبنانيين أن لا يسمحوا للفتنة أن تطل برأسها بينكم، لأنها الدمار الشامل الذي لا ينجو منه أحد .
وتوجّه عون الى الدول العربية بالقول: على الرغم من كل ما حصل لا تزال آمالنا معقودة على جامعة الدول العربية، بأن تتخذ المبادرة انطلاقاً من مبادئ وأهداف وروحية ميثاقها، فتحفظ نفسها والدول الأعضاء فيها، وتنقذ إنسانها وسيادتها واستقلالها . كما دعا المجتمع الدولي، الى أن يصون الاستقرار في لبنان، من خلال التطبيق الكامل للعدالة الدولية .
وسريعاً، غرّد القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية، الوزير المفوّض وليد البخاري على حسابه الخاص عبر موقع «تويتر»، فكتب: «لا نريدُ لبنانَ ساحةَ خِلافٍ عربيٍّ بلْ مُلْتَقَى وِفاقٍ عربيٍّ». وأرفق التغريدة بهاشتاغ « خالد الفيصل».
.. وبرقيّات دولية مهنئة
وقد تلقى الرئيس عون أمس، عدداً من البرقيات المهنئة بالاستقلال حملت في مضمونها مواقف سياسية تؤكد على المظلة الإقليمية والدولية فوق لبنان ودعم استقراره، كان أبرزها من الملك وولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز الذي تمنى للرئيس عون الصحة والسعادة، وللشعب اللبناني اطراد التقدم والازدهار.
وأكد الرئيس السوري بشار الأسد للرئيس عون الحرص على تعزيز الروابط الأخوية القائمة بين بلدينا الشقيقين لما فيه مصلحة شعبينا والمصالح العليا للأمة العربية .
بدوره أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في رسالتي تهنئة للرئيسين ميشال عون ونبيه بري أن لبنان شريك قوي مع الولايات المتحدة في مواجهة تهديد الإرهاب والتطرف العنيف، ونحن نقف بثبات مع لبنان وسنواصل دعم جهود بلدكم لحماية استقرار لبنان واستقلاله وسيادته .
ووجّه قائد الجيش العماد جوزيف عون أمر اليوم إلى العسكريين، شدّد فيها على ضرورة التصدي بكلّ حزمٍ وقوّة لأيّ محاولة لاستغلال الظروف الراهنة بهدف إثارة الفتنة والتفرقة والفوضى، داعياً إلى الجهوزية التامة على الحدود الجنوبية لمواجهة تهديدات العدو الإسرائيلي وخروقاته .
أوراق إيرانية تعزّز موقف لبنان
ضمن هذه الأجواء، سجلت مواقف لعدد من المسؤولين الإيرانيين تعكس النيات والارادة الإيرانية بعدم التصعيد والبحث عن تسوية سياسية لأزمات المنطقة لا سيما في لبنان واليمن. وبرزت هذه الايجابية في تصريحات الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، أكدت على دعم استقرار لبنان والتسوية السياسية، وجاءت عقب إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس الأول عن قرب إنهاء وجود الحزب في العراق ونفيه أي وجود عسكري في اليمن والبحرين والكويت، ما فسّرته أوساط مطلعة على أنها تهدف الى تدعيم موقف الرئيس عون والدولة اللبنانية قبل عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت وتسهيل محاولات إحياء التسوية وعودة الحريري عن استقالته وتثبيته في موقعه مواكبة للوساطة الفرنسية – المصرية لمحاولة إقناع السعوديين بإعادة الحريري الى منصبه مقابل ضمانات تتعلق بأمنها القومي في اليمن، ولفتت المصادر الى أن «التصريحات الإيرانية تأتي امتداداً لرسائل السيد نصرالله التي تهدف الى تدعيم موقف لبنان لمواجهة الضغط السعودي من خلال تأكيد إيران على أنها تؤيد وتشجع الحل السياسي في اليمن وجاهزة لتقديم كل التسهيلات لذلك وليست هي مَن يعرقل الحل، بل استمرار العدوان السعودي»، وقد أكد ظريف أمس، في رسالة الى وزير الخارجية جبران باسيل على أن «ليس هناك من حل عسكري في اليمن»، مذكراً بمبادرته لتسوية هذا النزاع التي ترتكز على وقف إطلاق النار، تأمين المساعدات الإنسانية والصحية للشعب اليمني، واستئناف الحوار الوطني وتشكيل حكومة وحدة وطنية، واضعاً جميع طاقات الجمهورية الإيرانية لإيجاد حل لهذه الازمة. كما شدد ظريف على «ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان ودعم كافة الأطراف الداخلية، الإقليمية والدولية لهذا الاستقرار وعلى وجوب إتاحة الفرصة لفخامة رئيس الجمهورية والمؤسسات الدستورية الشرعية لاتخاذ القرارات المناسبة، وفقاً لمقتضيات المصلحة الوطنية بعيداً عن الهواجس والضغوط الخارجية وعن الأساليب التحريضية، والسعي لفرض آراء خارجية على شعب وسيادة لبنان».
وتضيف المصادر في هذا السياق، أن «هذه المواقف تثبت أن إيران مع تسهيل الحل في اليمن الذي سيؤدي بطبيعة الحال الى تسهيل الحل في لبنان، وقد أكد السيد نصرالله أن لا تدخل عسكرياً في اليمن ولا في أي دولة خليجية». ولفتت المصادر الى «تحسن العلاقات الفرنسية – الإيرانية بعد وصول الرئيس إيمانويل ماكرون الى سدة الرئاسة الفرنسية بعكس سياسة الرئيس فرنسوا هولاند الذي انحاز الى السعودية ضد إيران، أما فرنسا ماكرون فتقف في الوسط وتعمل على خط الوساطة بين الدولتين وفق منطق تبادل المصالح، فإيران تريد أن توطد العلاقات مع فرنسا التي ترفض المحاولات الأميركية لنسف الاتفاق النووي فيما فرنسا لا تريد المس بالصفقات التجارية مع ايران».
وترى الأوساط بأن أي «تسوية ايرانية سعودية تبدأ باعتراف السعودية وحلفاؤها بالنفوذ والدور الايراني في الخليج والمنطقة ودعم استقرار الدول وعدم التدخل في شؤونهم وتهديد استقرارهم وحكوماتها، ورفض اعتبار حزب الله منظمة إرهابية أو اتهام ايران برعاية الارهاب».
وأجرى الرئيس روحاني أمس اتصالاً بالرئيس ماكرون الذي يزور إيران خلال الاسبوعين المقبلين، واعتبر روحاني خلاله أن «حزب الله جزءٌ من الشعب اللبناني وسلاحه دفاعي فقط»، لافتاً الى أن «فرنسا يمكن أن تلعب دوراً في الشرق الأوسط باتباع نهج عقلاني ومحايد، وأن طهران لا تسعى إلى الهيمنة على الشرق الأوسط».
الحريري في ضيافة السيسي
وقد أوحت زيارة الحريري الى كل من فرنسا ثم الى مصر على أهمية الدورين الفرنسي والمصري في إنقاذ الحريري من المعتقل السعودي، وبعد زيارته فرنسا حطّت طائرة الحريري أمس في القاهرة وحل ضيفاً في قصر الاتحادية في ضيافة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتناول اللقاء آخر المستجدات والأوضاع في لبنان والمنطقة وبعد اللقاء، أقام السيسي مأدبة عشاء على شرف الحريري.
وقد أرجأ الحريري كلامه السياسي الى عودته الى بيروت، وقال للصحافيين بعد لقائه السياسي: سأعلن موقفي السياسي في لبنان ولن أتحدّث الآن في السياسة . مضيفاً: كان لنا حديث طويل مبني على استقرار لبنان وضرورة أن يكون هناك في لبنان والمنطقة نأي بالنفس عن كل السياسات الإقليمية .
واستبعدت مصادر البناء أن يعود الحريري عن استقالته في وقت سريع، لأن ذلك سيفضح أنه كان يخضع للضغوط السعودية ، مرجّحة تقديم استقالته وإعادة تكليفه والانصراف للتفاوض للبحث عن شروط جديدة للتسوية وعندما تتحقق يبدأ التأليف الفعلي للحكومة وصياغة بيانها الوزاري الذي يعرقل إنجازه الخلاف حول مبدأ النأي بالنفس وحياد لبنان ، ولفتت المصادر الى أن السيد نصرالله أجهض التصعيد السعودي من خلال نفيه أي دور عسكري له في اليمن وانتفاء ضرورة بقائه في العراق بعد القضاء على داعش . ولفتت المصادر إلى أن المطالب السعودية تتعلق بعدم التصعيد السياسي والاعلامي وما تصفه بتحريض المجتمع العربي والإسلامي ضد المملكة في حربها على اليمن وأرسلت رسائل عدة الى حزب الله لثنيه عن ذلك، لكن الحزب لم ولن يستجب للرغبات والتهديدات السعودية واستمرّ بكشف الجرائم والارتكابات السعودية .
وأكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أننا لن نقبل بأية وصاية أجنبية أو عربية على لبنان، وخيارات الدولة اللبنانية هي خيارات التوافق بين القوى السياسية اللبنانية بكل حرية، ونعتبر أن جهادنا في سورية هو دفاع عن لبنان ودفاع عن مشروع المقاومة .
المصدر: صحف