أقام حزب الله احتفالا لمناسبة ولادة الإمام المهدي (عج) وعيد المقاومة والتحرير، برعاية وزير الصناعة اللبناني الدكتور حسين الحاج حسن، في مجمع البحار في سبلين حضره حشد من الشخصيات وممثلون عن الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية ومشايخ ورؤساء بلديات وفاعليات.
استهل الاحتفال بكلمة ترحيبية لمدير العلاقات العامة في الحزب في جبل لبنان علي حمية، ثم النشيد الوطني ونشيد الحزب، ولوحة معبرة من البراعم.
ثم تحدث الوزير الحاج حسن، فأسف “لما تمر به الأمة الإسلامية والعربية في هذه الأيام العصيبة، لجهة فتنة التكفير والقتل والإقتتال والحروب، ونحن على ابواب شهر رمضان المبارك”، مشيرا الى ان “الفتنة هي خلاف الحق والحقيقة”، منددا بممارسات وافعال التكفيريين في جبلة وطرطوس وتونس، وسأل: “من يقتل الجنود المصريين في سيناء، او في نيجيريا، هل يراعي هؤلاء حرمة اننا جميعا نؤمن بسيدنا محمد نبينا جميعا وان القرآن كتابنا جميعا؟”، كما سأل: “هل هناك مسلم يقول بغير الحج الى مكة او بالحج الى غير مكة؟”، مؤكدا ان “الصلاة واحدة والقبلة واحدة لدى جميع المسلمين”، منددا بمحاولات التكفير للمسلمين، معتبرا ان “ما ترونه اليوم لم يبدأ قبل خمس سنوات، بل بدأ قبل اكثر من مئة عام”. وقال: “ما جرى في الجزائر بين العام 92 والعام 2000، لم يكن هناك احداث في سوريا، ولا حزب الله ذهب الى سوريا، وكانت السعودية وايران بأحسن الأحوال، فما جرى في الجزائر تكفير، ولكن لم يكن هناك انترنت ووتسآب ولايف، فقد قتل مئات الآف في الجزائر، وان اول تنظيم انشئ في مصر سمي “التكفير والهجرة سنة 1978″، وعندها لم تكن الثورة الاسلامية في ايران منتصرة، ولم يكن “حزب الله” قد نشأ، فهذه حقائق، لذلك ومن الضلال الذي حصل في هذه الفترة ما يتعلق بالامام المهدي، ان هؤلاء التكفريين وصل الامر ببعضهم الى انكار حقيقة المهدي”، معتبرا ان “التكفريين ابتدعوا فقها ومعتقدا لا يشبه اي فقه او معتقد، بل يذهبون الى خلاف ما اعتقده المسلمون طوال السنين”، مشيرا الى ان “الغاية تشويه الاسلام وضربه”، منددا تعصبهم ضد المذاهب الاسلامية كالشيعة والعلويين وغيرهم، معتبرا ان “لديهم مشكلة مع الاسلام في كتبهم”، مؤكدا ان “هذا الامر خطير ويفرض بالقوة والقتل”، لافتا الى انه “مؤامرة على الاسلام لضرب كل المعتقدات الاسلامية”.
وشدد الحاج حسن في هذه الذكرى على “اهمية وضرورة وحدة الأمة بمسلميها ومسيحييها، وبعربها وكردها واتراكها وفرسها وكل قومياتها ومذاهبها”، مؤكدا ان “خلاف الأمة وانشقاقها ونزاعها وقتالها وتكفيرها هو المشكلة وليس الإختلاف”، لافتا الى “وجود علماء يكتبون ويفكرون ويتناقشون ويتحاورون ويختلفون ولكن لا يتقاتلون”، مؤكدا ان “لا مستقبل لفكر التكفير ومعتقدهم”، لافتا الى انه “مر على المسلمين مثل هذا التكفير فيما مضى وانتهى وسينتهي هذا المشروع”.
وفي موضوع انتصار المقاومة على الكيان الصهيوني في العام 2000، قال الحاج حسن: “لقد مر 16 عاما على انتصار المقاومة، وكأنها اليوم. ايام مرت على لبنان وعرفنا معها فرحة النصر على العدو الاسرائيلي بعد سنوات من الاحتلال والهزائم والذل والعار والدونية التي اعتقد فيها العرب والمسلمون لسنوات ان اسرائيل واميركا قدر، ولا يمكن التغلب عليهما، وقد اثبتت الايام ان اسرائيل وجيشها وكيانها قابل للهزيمة، فهم هزموا لمرات، في تموز 1993 والانسحاب الاول في العام 1985، ونيسان 1996، فكلها لم تعط نتيجة، ولكن هل يستطيع احد القول عن 25 ايار في العام 2000 انه ليس يوما للانتصار حين ينسحب العدو الصهيوني بعد 22 سنة من صدور القرار الدولي 425، ودون ان يطبق، وبعد 22 عاما على اجتياح العام 1978، وبعد 18 عاما على اجتياح العام 1982، بلا قيد ولا شرط ولا اتفاق ولا مفاوضات وتحت ضربات المقاومة، فهذا انتصار. وبعدها لحق به انتصار اخر، ففي 28 ايلول في العام 2000، انطلقت انتفاضة الاقصى في فلسطين في القدس، وعمت فلسطين ولم تنته الا بانسحاب العدو من غزة، أو ليس هذا انتصارا؟ حيث لم تستطع اسرائيل الاستمرار من احتلال غزة، وجاء انتصار العام 2006، ومن ثم حربا 2008 و2009 وبعدها 2013 على غزة، وكلها دون نتيجة وتنسحب اسرائيل بعد 50 يوما من القتل والتدمير، وبعد 32 يوما في العام 2006 على لبنان، فهذا انتصار كبير، وهنا نؤكد على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عندما قال لقد ولى زمن الهزائم، وجاء زمن الانتصارات، فهذا لم يكن كلاما حماسيا فحسب، بل كان جزءا من الحقيقة والواقع، لأن زمن الهزائم ولى في العام 2000 وفي هذا العام بدأ زمن الانتصارات بعزيمة وارادة من الشعب والجيش والمقاومة في لبنان ومن الانتفاضة والمقاومة في فلسطين ومن محور المقاومة في المنطقة”.
أضاف: “نحن اليوم امام تحديات، وبعد انتصار المقاومة في العام 2000 وانطلاقة الانتفاضة، فنحن نعلم بمختلف الطرق ان الحساب لم يقفل بيننا وبين العدو الاسرائيلي، وان اسرائيل ستحاول بشتى الوسائل محاصرة المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة، لذلك بدأت منذ تلك الايام كل انواع الخطط والمؤامرات، ففي تلك الايام بدأت المذهبية تتصاعد، ولكن ليس من محور المقاومة الذي لم ينطق ابدا بلغة مذهبية او طائفية او قومية او عرقية او قبلية او فئوية”، منددا بكل محاولات التقارب العربي – الاسرائيلي والتآمر على محور المقاومة وفلسطين والقدس”، لافتا الى “وجود مشروع جديد لبيع القدس عبر شرائها بأموال عربية، لتنتقل الى الملكية الاسرائيلية فيما بعد”، متحدثا عن “شراء عقارات بشكل واسع في مدينة القدس بأموال عربية، ولاحقا تنتقل الى الملكية الاسرائيلية”، وسأل عندما تكون الانتفاضة جزءا من المقاومة كيف يكون الهلال مذهبيا؟، وعندما تدعم ايران وحزب الله وسوريا المقاومة الانتفاضة في فلسطين وتقف معها بوجه كل الضغوط كيف يكون الهلال مذهبيا؟”، مؤكدا ان “ايران وسوريا وحزب الله هم من دعموا المقاومة والانتفاضة في فلسطين”، مشيرا الى “اننا نقوم بما نحب وما نقتنع به وبواجبنا وقناعتنا وبعشقنا لفلسطين والقدس وشعب فلسطين”، مؤكدا ان “المؤامرة استمرت الى العام 2006 اذ ان معظم الحرب على حزب الله كانت بسبب فلسطين، وكذلك كان حصار الجمهورية الاسلامية بسبب فلسطين”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام