أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أمام زواره، “أن العلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية هي علاقة متينة ومتجذرة منذ استقلال لبنان، الأمر الذي ينبغي المحافظة عليها وصونها وتحصينها وتعزيزها، مهما كانت الظروف التي يمر بها لبنان، الذي هو بحاجة إلى مساعدة كل إخوانه العرب، وفي مقدمتهم السعودية لحل الأزمة التي يعيشها بعد استقالة الرئيس سعد الحريري والتمعن في مضمون الاستقالة”، داعيا الى “التروي والهدوء والحكمة والتبصر والبحث بجدية في أسباب استقالة الرئيس الحريري بعيدا عن المواقف والتصريحات المتشنجة التي لا تخدم وحدة لبنان وأمنه واستقراره”، مشيرا الى “أن الرئيس الحريري أكد مرارا عودته الى لبنان وفي ضوء العودة يبنى على الشيء مقتضاه”.
واستعرض المفتي دريان، في اتصال هاتفي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، وأعرب له عن تقديره لحكمته ومواقفه الوطنية. وقد بادر الرئيس بري المفتي دريان بالشعور والتقدير ذاته، منوها بأسلوبه في معالجة الأزمة اللبنانية.
واستقبل مفتي الجمهورية في دار الفتوى كتلة حزب الكتائب وأعضاء من المكتب السياسي للحزب برئاسة النائب سامي الجميل وجرى البحث في التطورات على الساحة اللبنانية.
والتقى النائب محمد قباني، الذي قال بعد اللقاء انه من المرجح أن يتوجه الرئيس سعد الحريري مع عائلته لتلبية دعوة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لقضاء إجازة صغيرة في فرنسا. اضاف أننا في لبنان يجب أن نحرص على العلاقة الجيدة مع المملكة العربية السعودية، هذا امر نريد أن نؤكده اليوم كي لا يجنح احد الى مواقف سلبية تؤثر على لبنان، وتؤثر أيضا على رئيسنا سعد الحريري.
والتقى المفتي دريان وفدا يمثل رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان، برئاسة نائبه الشيخ علي الخطيب والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في حضور الأمين العام للجنة الوطنية الإسلامية المسيحية محمد السماك.
بعد اللقاء، قال الشيخ الخطيب: “أكدنا ضرورة الحفاظ على الوحدة الإسلامية التي هي أساس الوحدة الوطنية، كما أكدنا ضرورة الحفاظ على الثوابت الوطنية اللبنانية وعلى الوضع الأمني. نتمنى أن تكون هناك عودة سريعة لدولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري، ونتمنى على الإعلام اللبناني واللبنانيين جميعا الحفاظ على هذه الوحدة”.
وتابع: “كما نعبر عن تقديرنا الكبير للشخصيات الوطنية، وخصوصا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ودولة رئيس مجلس النواب نبيه بري اللذين كانت لهما مواقف وطنية جامعة حفظت لبنان من الوقوع في ما لا يحمد عقباه. لذلك كانت هذه الزيارة، ونقلنا هذا الرأي لسماحته، ونشكر له هذا الاستقبال، ونتمنى للبنان البقاء في حالة الأمن والأمان، ولهذه الوحدة الوطنية الدوام والاستمرار”.
والتقى المفتي دريان السيد علي فضل الله على رأس وفد من العلماء، وقال السيد فضل الله: “لقد كنا ولا نزال نرى أننا بحاجة كلبنانيين إلى استكمال الحوار وفتح المزيد من آفاق التواصل المنتج على أكثر من صعيد سواء داخل المؤسسات الرسمية أو على مستوى الهيئات الأهلية والمدنية، وكذلك بين المؤسسات الدينية التي تقف على رأسها دار الفتوى، حيث لا سبيل للخروج من الأزمات الكبرى التي تعصف بالبلد إلا بتوسيع دوائر الحوار الجدي والمباشر بعيدا عن منطق الاتهام أو الجدال من بعيد”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام