قديما راقب الإنسان ما تفعله الطيور واستلهم منها حلمه في التحليق عاليا، كما أنه راقب فعل حيات البحار وراوده حلم الغوص في الأعماق، إذا الطبيعة ما زالت ملهمة للبشر على الرغم من كل ما أحرزوه من تقدم.. وهنا قصة أخرى تؤكد هذا الطرح.
لا يقتصر دور الجسيمات الدقيقة التي تفرزها الحشرات المسماة قافزات الأوراق على إزالة المياه من أجنحتها فقط، ولكنها تغير أيضًا الأطوال الموجية للضوء، وقد يستخدم الباحثون ذلك كي ينتجوا عباءة تخفي، ويعد ذلك هدفًا يسعون إلى تحقيقه منذ فترة طويلة.
يعتمد إنتاج عباءة التخفي على إيجاد طريقة لامتصاص الضوء ما يؤدي إلى إخفاء الأشياء، وذكرت دراسة جديدة أن ذلك يشبه ما تفعله حشرات قافزات الأوراق كي تتجنب مفترسيها، وأنتج علماء في جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية موادًا اصطناعية تشبه الجسيمات الدقيقة التي تفرزها حشرات قافزات الأوراق، وتحتوي هذه المواد على ثقوب نانوية تمتص الضوء من جميع الاتجاهات ومختلف الترددات.
وتفسر لنا هذه المواد لماذا أصبحت الجسيمات الدقيقة التي تفرزها قافزات الأوراق “وتسمى بروكوسومات” فعالة في التخفي، ولذا قد تستخدم في النهاية كي تخفي أي شيء آخر. وقال تاك-سينج ونج، وهو عضو في الفريق “المواد الاصطناعية التي أنتجناها فريدة بصريًا بسبب بنيتها، لم نعلم شيئًا عن هذا التشابه حتى ذكر شيكوان يانج، وهو باحث ما بعد الدكتوراه والمؤلف الرئيس للدراسة، في اجتماع أن حشرات قافزات الأوراق تفرز هذه الجسيمات غير اللاصقة ذات البنية المشابهة لبنية المواد الاصطناعية التي أنتجناها”.
المصدر: اخبار الان