رأى رئيس الجمهورية الايراني حسن روحاني، في تعليقه على احتجاز رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري في المملكة العربية السعودية، أن “التدخل في شؤون لبنان وإجبار شخص على تقديم استقالته واستبداله بآخر هو تدخل لا سابق له في التاريخ”، مخاطباً المملكة بالقول “الى أيّة قوّة تستندون في تدخّلكم هذا، ولأي مدى تتخيلون أن باستطاعة المال مواصلة التأثير على أوضاع الدول؟!” كما لفت روحاني الى أنه “من المعيب والمخجل أن يترجّى بلد مسلم الكيان الصهيوني لكي يقوم بقصف الشعب اللبناني”، مضيفاً بالقول “لم نعثر في التاريخ على قصة مماثلة، بأن دولة إسلامية تقدم على هذه التصرفات، وهذا يدل على عدم نضوج الأشخاص الذين يتولون الحكم في هذه الدولة”.
تصريحات الرئيس روحاني جاءت خلال اجتماع مجلس الوزراء الأربعاء حول الزلزال الّذي ضرب محافظة كرمانشاه، إذ تطرق الى الأوضاع في المنطقة، مؤكداً ضرورة التحلي بالوعي والحكمة الكافية للتعامل مع هذه الظروف، مضيفاً أنه “اليوم وأكثر من أي وقت مضى تعيش المنطقة أوضاعاً حساسة تحتّم علينا أن نكون على درجة عالية من الوعي”. وفي السياق، قال رئيس الجمهورية الايراني إن البعض يعتقد أن “تواجد القوى الكبرى في المنطقة يساعد على استقرارها”؛ مبيناً أن البعض من هؤلاء يعتمد على بريطانيا في حين يعتمد قسم آخر على أمريكا وباقي القوى؛ مشيراً الى أنه “بات في امكان الجميع أن يلاحظة وبشكل واضح أن تواجد القوى الأجنبية في المنطقة لم يعد بأي مصلحة لا على المنطقة ولا على استقرارها”. وتابع روحاني “تواجد القوى الأجنبية في المنطقة يؤدي فقط الى التصعيد فيها من أجل فتح سوق لبيع الأسلحة، وبالتالي يجدون الأرضية المناسبة من اجل التدخل في شؤون المنطقة واللعب بأسعار النفط في سياق مخططاتهم. لكن تواجدهم لم يعد على شعوب المنطقة أبداً بأيّة مصلحة سوى مزيد من المعضلات المصائب”. وأشار الرئيس الايراني الى أنّه “لا يكاد يصل المسؤولون الأمريكيّون الى المنطقة، حتى يتم إشعال نار الحرب والتوتر فيها”، مضيفاً أنه “لقد شُنت حروب كبيرة في العراق، وأفغانستان، وسوريا واليمن بسبب تدخّل القوى الأجنبية في شؤون المنطقة”.
وتساءل رئيس الجمهورية بالقول “هل يوجد شخص يفكر بأوضاع الشعب اليمني ويؤدّي وظيفته الإنسانية هناك؟! الشعب اليمني البريء يتعرض لمشاكل بسبب الأمراض، الفقر والقصف المستمر. بأي حق تقدم دولة مسلمة وتسمّي نفسها بخادمة الحرمين الشريفين أن تستمر هكذا بالضغط على الشعب اليمني وهي لا تظهر أي ندم أو أسف لذلك بل تستمر في ارتكاب الجرائم”. وأضاف ” لقد اتخذت الأمم المتحدة جانب السكوت أمام هذه الجرائم ولم تقم بأي موقف حاسم وملزم من أجل وقف الجرائم، كما أن القوى الغربية وعلى ما يبدو فإنها تدعم هذه المجازر والجرائم المرتكبة في اليمن”. وأكّد الرئيس الايراني ” نحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، شئتم أم أبيتم، ندعم المظلومين وسوف نبقي ندعمهم، وسنكون خصما للظالم وعونا للمظلوم”.
روحاني أكّد في كلمته في جلسة للحكومة على ضرورة الاستمرار في تعزيز القدرات الوطنية الإيرانية، قائلاً إن “جزء من القوة الوطنية يكمن في المجال العسكري، وآخر شعبي، وآخر سياسي وآخر اقتصادي؛ بما يستدعي تعزيز كل ما يؤدي الى دعم القوة الوطنية”. ودعا روحاني الى الحفاظ على الوحدة الوطنية الى جانب تعزيز القوة الوطنية؛ مؤكداً الحاجة “أكثر من أي وقت سابق للوحدة والتضامن، وأن إيجاد الخلاف بين السّنة والشيعة ومختلف القوميات هي من مؤامرات الأعداء، وبشكل طبيعي يجب علينا مواجهة هذا النوع من المؤامرات وتعزيز وحدتنا بين جميع القوميات والمذاهب”. هذا وأكد روحاني أن الحكومة ستبذل كافة جهودها من أجل رفع المشاكل الناجمة عن زلزال كرمانشاه، “والتخفيف من آلام أهالي هذه المحافظة”، مضيفاً أن الحكومة ستتخذ كامل الإجراءات والقرارات الكفيلة لتحقيق هذا الهدف.
المصدر: وكالة تسنيم الإيرانية