اختبر العلماء في الجامعة الوطنية للأبحاث التكنولوجية، بالتعاون مع جامعة “ريزان” الزراعية التقنية وجامعة “تامبوف” الحكومية، أسمدة مبتكرة تقوم على أساس مساحيق النانو المعدنية الانتقالية، التي تساهم في زيادة غلة المحاصيل بنسبة 25%.
العناصر الصغرى- مثل الحديد والكوبالت والنحاس والزنك والموليبدينوم، والمعادن الأخرى- هي جزء ضروري من العديد من المركبات النشطة بيولوجياً: البروتينات والأنزيمات والهرمونات والفيتامينات والمواد الصبغية في الحيوانات والنباتات.
و ندرك بأنه من الضروري أن تكون هناك مختلف العمليات الحيوية الأيضية وبدونها مستحيل، على الرغم من أن الكمية المطلوبة في حدها الأدنى (حوالي واحد أو اثنين من الذرات في تكوين جزيء البروتين أو الأنزيم)، وباعتباره عنصر رئيسي من الأنزيمات، فإن العناصر الصغرى من المعادن تؤثر بشكل مباشر على مناعة النباتات، وقدرتها على الحياة، ومقاومتها للآفات والأمراض.
فقد ابتكر العلماء الروس جيلا جديدا من الأسمدة على أساس مساحيق النانو المعدنية، والتي تسمح بتحسين تكنولوجيا عدد من التدابير المتعلقة بالكيماويات الزراعية، أو بالأحرى، الحد منها لصياغة معالجة واحدة ما قبل البذار، التي تحتوي على العناصر الصغرى الأساسية
وأوضح ألكسندر غوسيف مدير المشروع، الباحث البارز في قسم منظومة النانو الوظيفية في الجامعة الوطنية للأبحاث التكنولوجية قائلا: “إن عملية تجميع جزيئات المعادن الانتقالية (الحديد والنحاس والكوبالت) في الجامعة الوطنية للأبحاث التكنولوجية لها تأثير تحفيز قوي على نمو النباتات في مرحلة النمو الأولى. وبالتالي، فإن النبات الواعد مزود بمخزون من العناصر الصغرى الأساسية في مرحلة البذار التي يمكن أن تزيد من الإنبات، وزيادة مقاومة العوامل غير المواتية، وفي نهاية المطاف الحصول على حصاد أكبر. وقد أظهرت التجارب بأن هذه المؤشرات تزداد بنسبة 20-25%.
الصعوبة الرئيسية كانت تكمن في حقيقة أن الجسيمات النانوية، بسبب نشاطها العالي، تميل إلى الانصهار بسرعة، وتشكيل الكتل الكبيرة، و قام العلماء بحل هذه المشكلة على أساس نهج متكامل ينطوي على استخدام المثبتات العضوية والمعالجة بالموجات فوق الصوتية من المحاليل الغروية، والآن، وبعد تلقي نتائج مشجعة من البحث الميداني لا بد من توضيح كيف يمكن للأسمدة الجديدة أن تعبر عن فائدتها في أنواع مختلفة من التربة بالنسبة لمحاصيل مختلفة من النباتات. وبعد إجراء تقييم شامل لسلامة البيئة، سيكون من الممكن التوصية باستخدام الدواء على نطاق واسع.
حاليا، في الزراعة يتم إدخال العناصر الصغرى في التربة على شكل أملاح قابلة للذوبان، يتلقى النبات المواد الضرورية إذا كانت التربة تحتوي على محلول، وبعد ذلك تزال من خلال تساقط الأمطار والسقي، ولكن سنكون بحاجة إلى تسميد جديد، ومع ذلك، فإن المواد الكيميائية تدخل المياه الجوفية، وهذا ما يحدث خللاً في توازن النظام البيئي. وهذه الظروف بالذات يتم التغلب عليها من قبل جيل جديد من الأسمدة- إنها تسمح بشكل مستهدف إدخال العناصر النادرة الضرورية في بنية النبات، دون الإضرار بالتربة.
إن المنافع الاقتصادية من استخدام هذه الأسمدة تنطوي على عدد من الأسباب. أولاً، استهلاك هذا السماد هو حوالي غرام واحد من المادة الجافة للطن من البذور المعالجة.
وثانيا، عدد الإجراءات الزراعية، التي تقلصت من خلال معالجة البذور مرة واحدة، سيسمح بتخفيض تكاليف العمالة واستخدام الآلات الزراعية.
المصدر: سبوتنك