اكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة اننا نستحضر البطولات والتضحيات التي قدمها شعبنا ومقاومتنا وجيشنا وكل شركائنا في صنع الانتصار الذي شكل اعظم انجاز حققه لبنان في تاريخ الفداء والايثار اذ استطاع ان يدحر الاحتلال عن ارضه ويدمر اسطورة الجيش الذي لا يقهر بعد ان عجزت جيوش كثيرة من هزيمته.
ورأى ان “لبنان كان ولا يزال مستهدفا في ارضه وثرواته من قبل العدو الصهيوني الذي يتربص الشر بكل اللبنانيين على تنوع مكوناتهم وانتماءاتهم، وعلى اللبنانيين ان يتضامنوا في مواجهة عدو الانسانية جمعاء المتمثل باسرائيل فيتمسكوا بثوابتهم الوطنية وقيمهم الدينية التي حمت لبنان وصهرت اللبنانيين في بوتقة الدفاع عن الوطن وتحرير ارضه وردع الكيان الصهيوني عن القيام بأي عدوان جديد، لذلك لا يجوز ان يقتصر الاحتفال بعيد المقاومة والتحرير على فئة دون اخرى من اللبنانيين فيما المطلوب ان تشكل هذه المناسبة الوطنية عيدا لكل العرب والمسلمين فضلا عن كل القاطنين على ارض لبنان”.
وهنأ الشيخ قبلان “اللبنانيين على انجازهم المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية والتي اثبتت انهم يتمتعون بمستوى عال من المسؤولية الوطنية وهم قادرون على انجاز استحقاق الانتخابات النيابية بعد اقرار المجلس النيابي لقانون انتخابات عصري نريده موضع اجماع كل اللبنانيين ومحط امالهم في ايصال ممثليهم الى الندوة البرلمانية، ونحن اذ ندعم اقرار قانون انتخابي يعتمد النسبية من موقع الحرص على التمثيل الصحيح فاننا نربأ بالسادة النواب ان يأخذوا في الاعتبار اقرار قانون يحقق افضل صيغة للتمثيل الشعبي بما يرسخ الثقة بين الشعب ونوابه ويحقق التمثيل الصحيح”.
المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان وفي خطبة الجمعة اعتبر أن المرحلة خطيرة، والتسويات شبه معدومة، والظروف الدولية والإقليمية وكل العوامل المحيطة تحول دون الوصول إلى انفراجات وحلول تحقق الأمن والاستقرار، وتعيد السلام إلى المنطقة ودولها، وبالخصوص بلدنا لبنان، ما يعني أننا أمام تعقيدات مفتوحة على كل الاحتمالات السلبية، وسط ضغوطات ساخنة يراد منها فرض واقع جديد، وتأمين أولويات مصالح الدول الكبرى على حساب منطقتنا ومصالحها ودماء شعوبنا”.
أضاف: “نعم هذه هي المعادلة، وهذا هو المشروع الأميركي الصهيوني. وكل ما يجري في المنطقة من حروب وفتن وظواهر غير طبيعية وغير منطقية كداعش والنصرة وغيرهما من الحركات الإرهابية والثقافات التكفيرية ما هو إلا نتاج هذا المشروع المدمر الذي يجب أن يواجه بكل قوة”.
وشدد قبلان على “ضرورة تهيئة كل المناخات السياسية والدستورية والقانونية لانتخاب رئيس للجمهورية، سيما أن نجاح الانتخابات البلدية شكل دافعا كافيا للاتفاق على إقرار قانون انتخابي يؤسس لحراك سياسي جديد، يعيد لهذا البلد حيويته، ويضمن انتاج قوة وطنية لقيادة مؤسسات لبنان السياسية”.
من جهته اعتبر سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة أن الانتصارات التي يحققها المجاهدون والمقاومون والدول الداعمة للمقاومة في مواجهة الصهاينة وأميركا وحلفائها وفي مواجهة الجماعات الإرهابية التكفيرية سيكون لها تأثير بالغ على نجاح حركة الامام المهدي(ع)، وستؤسس لانتصار المشروع الكبير الذي يحمله لشعوب العالم.
وقال: قيمة الانتصار الذي حصل في أيار العام 2000 أنه انجاز صافي للمقاومة، حيث استطاعت المقاومة بجهادها وتضحياتها وصدقها واخلاصها لبلدها وأهلها ومثابرتها وجديتها وارادة مجاهديها واحتضان شعبها أن تفرض على العدو الانسحاب من أرضنا بدون قيد ولا شرط وبدون مفاوضات.
وأضاف ان ميزة ماحصل في أيار أنه انتصار بدون ضمانات وبدون قيود وبدون مكاسب،وهذا يحصل لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي فمصر مثلاً لم تتتمكن من استعادة أرضها المحتلة الا من خلال اتفاق كمب ديفد المذل الذي قيد مصر وانتقص من سيادتها على أراضيها.
ورأى أن انتصار أيار أثبت أن بالإمكان الحاق الهزيمة بالعدو واستعادت الارض والحقوق والمقدسات بالمقاومة وصنع تحولاً في المنظومة الفكرية والثقافية للأمة حيث كانت ثقافة الاحباط واليأس والهزيمة هي الثقافة الغالبة في الأمة قبل أيار، أما بعد 25 أيار فقد أصبحت الثقافة الغالبة في الأمة هي ثقافة الانتصار.
وأشار: الى أن انتصار المقاومة في أيار2000 وفي تموز2006 أحرج الانظمة العربية وكشف عجزها وضعفها .. معتبراً أن الحرب التي تقودها اليوم اميركا واسرائيل وبعض الدول العربية وفي مقدمهم السعودية على المقاومة وكذلك الحصار والعقوبات والقرارات الظالمة التي تحاول فرضها على حزب الله ومؤيديه ومناصريه هي عمل عقابي انتقامي للهزيمة التي مني بها هذا المحور في العام 2000 و 2006وهي محاولة لتشويه صورة المقاومة والنيل من مكانتها وانجازاتها،لأن الانتصارات التي تحققت في هذين العامين أفشلت مشروع الشرق الأوسط الجديد, وعطلت الخطط التي وضعتها الولايات المتحدة الاميركية للسيطرة على هذه المنطقة.
وأكد سماحته أن الانتخابات البلدية التي جرت في البقاع وفي الضاحية وفي الجنوب أثبتت تمسك أهلنا بالمقاومة رغم التضييق والحصار ومحاولات التشويه وأفشلت كل رهانات الأعداء والخصوم البائسة .
من جهته اعتبر السيد جعفر فضل الله أضاف ان “25 أيار 2000 شكل نقطة التحول الاستراتيجية، عندما أجبرت ثلة مؤمنة العدو الصهيوني على الهروب من لبنان، من دون اتفاق أو شروط”.
وتابع: “على هذا كان لائقا بالشعوب العربية والإسلامية أن تحتفل بهذا اليوم، وأن تشعر باستعادة الكرامة المهدورة التي لم تفلح القوى الرسمية الدولية والعربية والإسلامية في حفظها، وأن تتحسس سقوط هيبة هذا الكيان، بما يعزز فرص استعادة الأرض والحقوق. وقد كان من المفترض لهذا الانتصار أن يحرك التغيير ربيعا للشعوب في اتجاه إعادة بناء الأنظمة، على خطى التحرير الكبير لفلسطين والمنطقة، إلا أن خطط الاستكبار العالمي للالتفاف كانت جاهزة، بدءا من احتلال العراق الذي أريد أن يتبعه سقوط المنطقة كحجارة الدومينو، كما أريد للشعوب أن تدخل في أتون الفتن حيث استثمرت كل التناقضات الداخلية التي سادت الأمة خلال قرون، وخصوصا استشراء العصبية المذهبية والطائفية والقبلية والحزبية في مناحي الحياة العربية والإسلامية”.
المصدر: موقع المنار + الوكالة الوطنية للاعلام