يعاني الآباء العرب في تحبيب أولادهم باللغة العربية، خصوصا أولئك الذين ولدوا في فرنسا ولم يألفوا لغة أجدادهم. حيث الحجة أن “اللغة صعبة”، على ما يقول سعدي، الفتى البالغ من العمر 11 عاما، الذي حاولت والدته بشتى الطرق تمكينه من العربية لكن باءت محاولاتها كلها بالفشل.
“لا أريد أن أتعلم العربية. وهذه رغبتها هي (في إشارة إلى أمه)”، يقول الفتى بالفرنسية لـ “القدس العربي”، مشيرا إلى أنه لا يجد في العربية لغة سهلة ولا متعة فيها”. وما يقوله الفتى الصغير، صار عرف كثير من الفتيان، الذين التقتهم “القدس العربي” في محاولتها معرفة أسباب بعد أولاد الجالية العربية في فرنسا، عن اللغة في بلد يعيش فيه جزء كبير من العرب المغاربة ومن الشرق الأوسط ومنذ أكثر من 70 عاماً، ويعمل فيه شبان عرب كثيرون تخرجوا ودرسوا في جامعات فرنسية.
إلا أن محاولات الأهل في “تحبيب” أبنائهم بالعربية لا تزال على قدم وساق. وهذا ما دفع براقية جمالي، وهي امرأة من شمال لبنان، تعيش في فرنسا منذ 10 سنوات، إلى وضع أستاذ “خصوصي” لابنها براء، كي يتعلم “لغة أهله”.
تعمل راقية موظفة في أحد البنوك، ساعات طوال، لكن هذا لم يمنعها من متابعة حال أولادها بدقة شديدة، خصوصاً ابنها البكر البالغ من العمر 7 سنوات، الذي قسمت له يومياته بين أنشطة غير صفّية وأخرى تثقيفية ودراسة 4 ساعات أسبوعيا وعلى يومين، مع أستاذ لغة عربية اختارته لبنانيا.
المصدر: صحيفة القدس العربي