بعد عملية نوعية كبيرة ، تمكنت قوات الجيش السوري والحلفاء في محور المقاومة من السيطرة على مدينة البوكمال في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.
وباشرت فرق الهندسة في الجيش السوري والحلفاء بتمشيط المدينة وإزالة العبوات والألغام التي تركها خلفهم إرهابيو داعش.
وتعد البوكمال الواقعة على الحدود مع العراق معقلاً هاماً لإرهابيي داعش في سوريا، وبخسارة هذه المدينة، يكون التنظيم قد فقد كامل المدن في البلاد.
واهمية هذه المدينة الاستراتيجية هو استرجاع اهم معبر حدودي مع العراق وهو معبر القائم / البوكمال
الذي يعد من اهم المعابر البرية الحيوية الذي يوصل شرقا مناطق العراق مدن هيت والحديثة حتى مدينة القائم ويتفرع منه باتجاه سوريا عدة اتجاهات جنوبا الى معبر التنف الحدودي الذي يبعد 200 كلم وهو خط مسيطر عليه من الجهتين لمحور المقاومة .. وشمالا باتجاه الميادين ودير الزور وغربا يتفرع من عقدة مواصلات الى الداخل السوري الى مدينة تدمر والى الطريق الدولي حمص دمشق حتى الحدود اللبنانية الشرقية.
وبالسيطرة على البوكمال، ينحصر وجود داعش ويقتصر في الجيب الممتد من شمال المدينة إلى جنوب الميادين، مع المساحات الضيقة غرب وشرق نهر الفرات، بخط طوله حوالي 60 كلم. ويحوي هذا الجيب قرى عدة، أهمها: العشارة، أبو حمام، هجين، الجلاء وسوسة التي تقع على ضفتي الفرات.
وقد شكلت عملية تحرير المدينة صدمة كبيرة لقيادات داعش الميدانية، التي فقدت القيادة والسيطرة على المعارك مؤخراً، بعد هروب اغلب مجموعات التنظيم الاجانب “المهاجرين” وترك مجموعات “الانصار” تواجه مصيرها على الارض.
وتحدثت العديد من المواقع المعارضة وبعض التنسيقيات المحسوبة على داعش، أن الأخير حشد في البوكمال مجموعة من نخبة المقاتلين، أطلق عليهم “جيش الخلافة”، لكن هؤلاء لم يصمدوا أمام تصميم الجيش السوري ومجاهدي المقاومة والقوات الحليفة، على استعادة المدينة، وتوجيه ضربة قاسية للتنظيم الإرهابي.
ووقع ارهابيو داعش بين فكي كماشة داخل البوكمال من الجهة السورية (جنوب غرب) ومن الجهة العراقية (شرق شمال)، وما لبثوا أن تقهقهروا وانسحبوا شمال المدينة، بعد تقدم الجيش العراقي والحشد الشعبي نحو الحدود مع سوريا، والتقائهم مع قوات الجيش السوري والمقاومة، القادمة من محور المحطة الثانية “T2” على الطريق العام، باتجاه المدخل الجنوبي الغربي للمدينة.
وبالسيطرة على البوكمال، آخر معقل للتنظيم الإرهابي في دير الزور، يكون محور المقاومة قد اقترب من حسم معركة البادية الشرقية، ايذانا باعلان النصر الكبير بهزيمة داعش في العراق وسوريا.
المصدر: الاعلام الحربي