تناولت الصحف الصادرة في بيروت نهار الخميس في 9-11-2017 العديد من الملفات، وجاءت افتتاحياتها على الشكل التالي.
الأخبار
السعودية تطالب آل الحريري: بايعوا بهاء!
ابراهيم الامين
اشارة أساسية التقطها السعوديون من لبنان امس. وهي ان الاستجابة لمضمون بيان استقالة الرئيس سعد الحريري غير قائمة، لا على مستوى تيار «المستقبل» نفسه، ولا على مستوى الشارع السني. بل على العكس، تلقوا اشارات مقلقة الى احتمال ارتفاع منسوب التساؤل لدى أنصار الحريري، كما بقية اللبنانيين، عن السبب الذي يحول دون السماح له بالعودة الى بيروت، وقول ما يريد قوله، حتى ولو كان متبنياً لما ورد في بيان الاستقالة.
لكن أبرز التطورات التي جرت ليل امس، الجلبة التي حلت على بيت الوسط، اثر تواتر معلومات تبيّن أن مصدرها سيدة قريبة جداً من اللواء أشرف ريفي (تسكن في نفس المبنى الذي يقطنه في الأشرفية)، تضمنت تلقي شخصيات لبنانية، من بينها ريفي، معلومة مصدرها السعودية تقول ان ولي العهد محمد بن سلمان قرر استدعاء بهاء الحريري الى الرياض، وابلاغه قرار المملكة مبايعته زعيما لتيار «المستقبل». وعلمت «الاخبار» انه تبيّن، في وقت لاحق، ان السفير السعودي المعيّن حديثاً في بيروت، وليد اليعقوبي، أجرى اتصالات بأفراد من العائلة الكبرى للرئيس رفيق الحريري، شملت زوجته السيدة نازك، والنائبة بهية الحريري وولدها احمد، وأبلغتهم رسالة عاجلة مفادها أن القرار اتخذ بتولية بهاء الزعامة، وان عليهم الحضور الى السعودية لمبايعته، الى جانب سعد الذي وافق على الامر مقابل اطلاق سراحه، على ان ينتقل للعيش في اوروبا ويعتزل العمل السياسي. علماً ان المصادر توقفت عند استثناء نادر الحريري من الدعوة، مشيرة الى تزايد الانتقادات السعودية له.
وتشير المعلومات الى ان «الأمر السامي» تضمن ان يحضر الحريري الى بيروت، ويتوجه الى القصر الجمهوري لإعلان الاستقالة رسميا وتبني مضمون البيان الذي تلاه في الرياض، ومن ثم المغادرة، بعد إعلان «بيعته» لشقيقه الأكبر. وبحسب المعلومات، فان افراد آل الحريري الموجودين في بيروت قرروا، بعد التشاور في ما بينهم، التريث في الاجابة، واطلاق أوسع حملة اتصالات تشمل مصر والاردن والمغرب والسلطة الفلسطينية والرئاسة الفرنسية وشخصيات أميركية بهدف الضغط على الرياض لاطلاق سراح الحريري، والتحذير من خطورة المشروع الذي يسير فيه ولي العهد السعودي. وفيما ابلغت نازك الحريري متصلين بها «ان الوقت ليس للكلام وان شاء الله خيراً»، أقفل بهاء الحريري الموجود في الرياض هاتفه، بعدما كان اجاب على متصل به من بيروت بأنه «لا يعرف ما الذي يجري وغير معني بأي نقاش الآن».
جرى ذلك، فيما كان فريق اعلامي يعمل مع الوزير السعودي ثامر السبهان، يوزع امس معلومات مفادها ان الحريري في وضع جيد، وانه سيعود الى بيروت قريباً، مع التأكيد على خطة سياسية جديدة سيقودها فريق 14 آذار، وأن البطريرك الماروني بشارة الراعي سيكون له دور مركزي لمحاصرة اي محاولة من جانب الرئيس ميشال عون لابقاء الامور على ما كانت عليه. الامر الذي اثار استياء قيادات لبنانية بارزة، من بينها النائب وليد جنبلاط. إذ ترحّم الأخير على النائب سمير فرنجية في معرض نقد غير مباشر للنائب السابق فارس سعيد الذي يتولى التنسيق بين الرياض وبكركي، قبل ان يعود جنبلاط ليلا ليعلن ان حكومة الوفاق الوطني القائمة حاليا هي الافضل للبنان.
أما في ما يتعلق بوضع الحريري في السعودية، فان تعديلات طرأت على ظروف اقامته بعد السماح له بمغادرة مجمع «ريتز كارلتون» والعودة الى منزله، إذ خفّفت الاجراءات الامنية حول المنزل، وسُمح له باستقبال افراد من عائلة زوجته. وتردد أن عائلة العظم (اهل زوجته) سيدعون الى عشاء عائلي في حضوره، على ان توزّع صور من اللقاء في سابقة لم يعتد عليها آل العظم اصلا.
مع ذلك، فان من بقي مع الحريري من مرافقين امنيين ومدنيين ظلوا، حتى امس، يخضعون للشروط السابقة نفسها. وتبين ان الحريري لم يتحدث هاتفياً منذ السبت الماضي الا مرات قليلة. أولها مع الرئيس ميشال عون عند ابلاغه قرار الاستقالة، وقد أبلغ عون مقربين ان «الحريري كان يتحدث بصوت مخنوق وكانت المكالمة سريعة للغاية»، علما ان الاتصال جرى في حضور السبهان. اما الاتصال الثاني فكان مع عمته بهية الحريري التي ابلغها انه بخير متمنياً عليها عدم التطرق الى مواضيع سياسية. ثم تحدث مع مدير مكتبه نادر وأبلغه بأن لا ضرورة لمجيئه الى الرياض. اما بقية التواصل فقد ظل محصوراً بالمراسلات المكتوبة عبر تطبيقات هاتفية. مع العلم ان الحريري نفسه طلب من الموجودين معه عدم محاولة خرق أوامر الامن السعودي.
هذه الوقائع، أكدها مرافق الحريري محمد دياب لمسؤولين بارزين في بيت الوسط. وأضاف عليها روايته لليلة الجمعة، حيث انتظر الحريري ومن معه الى ما بعد منتصف الليل لعقد اجتماع في القصر الملكي. وأوضح أن وفداً أمنياً طلب في الصباح التالي من الحريري مرافقته الى مجمع الريتز، وبعدها حصل الفصل التام، وبدأت الاجراءات الرقابية التي شملت قطع الهاتف الثابت ومصادرة الهواتف الخلوية، بما في ذلك ساعة اليد الذكية التي يستخدمها الحريري، والتي ظهر في بيان الاستقالة انه جُرّد منها.
في هذه الاثناء، كانت السعودية منشغلة في الرد على قرار عون عدم قبول الاستقالة وترك الامور على حالها حتى عودة رئيس الحكومة. وتبحث الرياض قيام الحريري بزيارة خاطفة الى بيروت لاعلان استقالته رسميا والسفر مباشرة من دون عقد اي اجتماعات اخرى بذريعة التهديدات الامنية. وقال مصدر معني ان السعوديين ربما لن يبلغوا احداً بموعد قدوم الحريري، وانه سينتقل فورا الى القصر الجمهوري حيث يتم ابلاغ المراسم هناك وهو في طريقه الى بعبدا، مشيراً الى ان السعودية تريد إبعاد الحريري عن اي اتصال بفريقه او بقيادات لبنانية اخرى.
اما توتر فريق الحريري في بيروت، فيعود، اولا، الى امتناع الرياض عن قبول اي وساطة، وهو امر واجهته عائلة الوليد بن طلال من آل رياض الصلح في بيروت، خصوصا ان وساطة خاصة اجراها الملك المغربي محمد السادس مع السعودية تتعلق بالوليد انتهت الى الفشل، مع جواب سعودي رسمي بأن قضية الوليد «شأن سعودي داخلي». والجواب نفسه سمعه الجانب الفرنسي في محاولته الحصول على معلومات عن بعض الامراء الموقوفين وحتى عن الحريري نفسه.
وتفيد المعلومات بأن محمد بن سلمان يصر على انجاز الملف المالي المتعلق بقراره استعادة كل الاموال التي اخذت من الحكومة السعودية باسم مشاريع وصفقات يقول انها تمت خلافا للقانون. وقد تأكد الجميع امس ان مشكلة الحريري الثانية في السعودية (غير تلك السياسية)، تتعلق بملفات تعود إلى فترة حكم الملك عبدالله، خصوصا عند مرضه الشديد وتولي رئيس ديوانه خالد التويجري ادارة الملفات. اذ انه مع انكشاف ازمة «سعودي اوجيه» توجه الحريري الى التويجري، وهو صديق ايضا لوالده الراحل رفيق الحريري، طالبا المساعدة. وبحسب شكوك ادارة ابن سلمان، حصل الحريري من التويجري على شيكين بقيمة تسعة مليارات دولار اميركي حُولت الى حسابات للحريري في فرنسا. وتفاقمت الأزمة مع استمرار أزمة «سعودي أوجيه»، وبعدما تبيّن أن الحريري توجه الى الامارات العربية المتحدة طالبا دعما على شكل دين من ولي العهد محمد بن زايد. ولم يتمكن الحريري من سداد كامل الدين الذي بقي منه اكثر من 150 مليون دولار. وقد رفض بن زايد مقايضتها بحصص في شركات او مصارف تابعة للحريري، ما خلق مناخا من الغضب تمثل في امتناع الحريري عن الذهاب الى الامارات منذ توليه رئاسة الحكومة. وعُلم ان زيارته امس، تمت بطلب ولي العهد السعودي على قاعدة تقديم الحريري اعتذاره الى ابن زايد واعلان التزامه الخط السياسي، مع التأكيد على ان الديون التي تنازل عنها الحريري ستساعد في حل مشكلته مع بن زايد.
البناء
الجيش السوري يلاقي العراق من البوكمال ويستعدّ لتحرير شرق الفرات وإدلب
مصادر عسكرية لـ«البناء»: التهويل الأميركي السعودي استباقي لمعركة الرقة
الحريري سيعود ليؤكد الاستقالة… وحكومة التكنوقراط تسقط بالضربة القاضية
قالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ «البناء» إنّ العودة المؤكدة لرئيس الحكومة سعد الحريري ستكون خلال أيام مقبلة لتأكيد استقالته، بموجب صفقة دولية إقليمية يضمن فيها الفرنسيون والمصريون عدم خروجه عن توجيهات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتأكيده استقالته، والدفاع عن مضمون الموقف التصعيدي بوجه حزب الله، مقابل السماح له بهامش من حرية الحركة، يتضمّن عودته إلى لبنان، وقالت المصادر إنّ تأكيد الحريري للاستقالة ومضمونها لا يغيّران من حقيقة كونها قد فرضت عليه بالإكراه، وهو الغائب عن السمع لأيام، وعن شغفه بوسائل التواصل، ولن ينفع بتبديد التساؤلات حول وضعه الحرج أيّ توضيح سعودي، لا قيمة له، عندما تكذّب الأفعال ما تدّعيه الأقوال، فالحريري منذ ليلة السبت السعودي الطويل، هو غير الحريري الذي عرفه اللبنانيون لسنوات.
أضافت المصادر أنّ المشاورات التي تتمّ على المستويات السياسية والدبلوماسية والأمينة كلها، تطمئن إلى أن لا مبرّر للقلق على مستقبل الاستقرار الأمني والمالي في لبنان، وأنّ التعامل مع ما بعد عودة الحريري سيتمّ بالتقسيط، فلكلّ مقام مقال، رغم القناعة المؤكدة بعجز الحريري عن التراجع عن الاستقالة وربما العجز عن قبول إعادة تكليفه تشكيل حكومة جديدة، لكنها أوضحت أنّ خيار حكومة تكنوقراط يلبّي مضمون الطلب الأميركي السعودي «الإسرائيلي» الذي بات معلناً، بحكومة تستبعد حزب الله، ليس وارداً على الطاولة، وحكومة تكنوقراط تستبعد الوجوه الحزبية لكلّ الأطراف بهدف استبعاد حزب الله، تندرج ضمن هذا الممنوع، بهدف تصوير الأمر انتصاراً للمحور المعادي للمقاومة، هو ربح لن يناله أعداء حزب الله الإقليميون والدوليون. وهذا موضع إجماع، عبّر عنه دبلوماسيون روس كبار، وأكد عليه النائب وليد جنبلاط، بالإضافة لحلفاء حزب الله اللبنانيين والإقليميين.
مصادر عسكرية إقليمية متابعة لأحداث المنطقة قالت لـ «البناء» إنّ كلّ المعطيات التي كانت تملكها الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة منذ أسبوع كانت تشير إلى أنّ تحرير البوكمال على أيادي الجيش السوري وقوى المقاومة مسألة أيام، وتحقيق هذا الإنجاز بالسرعة التي تمّ فيها، كما كان متوقعاً يفسّر جولة مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي الدكتور علي ولايتي، في المنطقة، والتصريحات التي أدلى بها سواء حول تحرير الرقة من يد الميليشيات الكردية ومن ورائها الأميركيين، أو حول تحرير إدلب، كما يفسّر كلام المستشارة السياسية للرئيس السوري بشار الأسد الدكتورة بثينة شعبان عن التوجّه نحو شرق الفرات لاسترداده، منعاً للتقسيم، وعن تصنيف الوجودين الأميركي والتركي كاحتلال أجنبي، وقالت المصادر إنّ الأميركيين والسعوديين سارعوا بعد دخول الميليشيات الكردية إلى الرقة لتظهير صورة تعاونهم بزيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج والذي يتولى إدارة الملف اللبناني ثامر السبهان، إلى جانب المسؤول الأميركي عن القوات الأميركية في سورية والعراق الجنرال بيرت ماكفورك، والأول ممثل شخصي لولي العهد السعودي والثاني ممثل شخصي للرئيس الأميركي، للإعلان عن نية تحويل الرقة معقلاً مشتركاً لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة. وتقول المصادر العسكرية إنّ قرار سورية وحلفائها باسترداد الرقة أربك الأميركيين والسعوديين، وشكل المدخل لجولة التصعيد التي نشهدها وما يرافقها من لغة تهديدية بالحرب، ومحاولة وضع معادلات ردع مقابلة، مثل الحديدة في اليمن مقابل الرقة في سورية، وحكومة الحريري وتغطيتها لوجود حزب الله في سورية وسلاحه مقابل توسّع مشاركة حزب الله في معارك ما بعد البوكمال.
مشاورات بعبدا: الحريري رئيساً حتى إشعار آخر
لم تحمل الوقائع المتتالية الآتية من الرياض أي جديد يدفع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى تعديل أو تبديل موقفه إزاء استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، وقبل أن تحطّ طائرة الحريري الخاصة أرض مطار بيروت الدولي، وعلى متنها «الرئيس المحرر» وإدلائه «إفادته السياسية» أمام الرئيس عون في بعبدا، لن يخطو رئيس البلاد والمؤتمن على الدستور خطوة واحدة تدخل لبنان في مهب العاصفة الرملية التي حصدت حتى الآن عشرات أمراء الصف الأول، فالاتصالات مقطوعة على خط بعبدا – مكان الإقامة المجهول للحريري الذي سيبقى رئيساً للحكومة حتى إشعار آخر، هذا ما أفضت اليه مشاورات بعبدا في يومها الثاني التي يجريها الرئيس عون التي بدأها مع رؤساء الجمهورية والحكومة السابقين ورؤساء الكتل النيابية واستكملها أمس، مع القيادات والشخصيات السياسية والحزبية على أن يوسّع المروحة اليوم لتشمل الهيئات الاقتصادية من الاتحاد العمالي العام ونقابات المهن الحرة والبطريرك الماروني بشار الراعي الذي أعلنت مصادره أن زيارته الى الرياض مرهونة بالمشاورات، ويتوّجها الجمعة بلقاء سفراء مجموعة الدعم الدولية وسفراء الدول العربية.
وقالت أوساط بعبدا لـ «البناء» إن «الرئيس عون مصرّ على موقفه من اعتبار الاستقالة غير موجودة، لأنها لم تراع الأعراف والقواعد الدستورية وتمّت خارج الأراضي اللبنانية، وبالتالي الحكومة قائمة وشرعية ودستورية، ويمكنها ادارة شؤون البلد حتى إشعار آخر، وإن لن تعقد اجتماعات في غياب رئيسها»، مشيرة الى أن «عون لن يتخذ أي قرارٍ حتى عودة الحريري للتشاور معه في ما خصّ أسباب الاستقالة وما بعدها». وأوضحت الأوساط أن «رئيس الجمهورية يهدف من خلال المشاورات الوطنية التي يقودها الى تأمين الإجماع الوطني والدعم الدولي والعربي حول القرار الذي سيتخذه بعد لقائه رئيس الحكومة واستبيانه أسباب الاستقالة وتأكيدها».
ولفتت الى أن «الرئيس عون يتعامل مع الأزمة السياسية بشكل تدريجي، فهو امتصّ الصدمة في بدايتها، وبدأ خطوات المعالجة التي تحتاج الى بعض الوقت، لأن الأزمة ليست فقط داخلية، بل ترتبط بالتطورات السعودية الداخلية»، مشيرة الى أن «الرئيس عون بالتنسيق مع رئيس المجلس النيابي والقيادات السياسية يتصرّف وفق الأجندة اللبنانية وليس الخارجية وهو يتصرف وفق الوقائع اليومية التي تتوالى من الرياض»، وأكدت أن «الاتصال مازال مقطوعاً مع الحريري منذ الاتصال اليتيم السبت الماضي». ولفتت الى أن «هناك تقديراً لحراجة وظروف الرئيس الحريري عطفاً على الأبعاد الخارجية في الأزمة، ما يستدعي التريث من الرئيس عون والبحث عن الموقف المناسب وهو ينتظر الاتصال مع الحريري أو الحضور الى بيروت لتأكيد الاستقالة وبعدها يصار الى الدعوة الى استشارات نيابية ملزمة وفقاً للآليات الدستورية ومن ينل الأكثرية النيابية فسيكلف لتأليف حكومة جديدة».
ورفضت أوساط بعبدا حكومة التكنوقراط، إذ لا وجود للحياديين في لبنان. فالجميع لديهم انتماءات وولاءات وخيارات سياسية معنية، كما رفضت المصادر فكرة البحث بحكومة من دون مشاركة حزب الله، لأنه وحركة أمل يمثلان المكون الشيعي في لبنان وأي حكومة من دونهما ستواجه عدم الميثاقية والوطنية». وأكد رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل أننا «نحن مَن اخترنا رئيس الجمهورية ونحن مَن اخترنا رئيس الحكومة، ولا أحد يستطيع أن يغيّرهما وخيارنا بيدنا ونحافظ عليه بوحدتنا وإرادتنا».
وفي حين حاولت بعض الأبواق السياسية والإعلامية التهويل على لبنان، بأن هناك متغيرات جديدة في السعودية والولايات المتحدة ومشاريع جديدة مقبلة على المنطقة ستحدل مَن يقف في وجهها»، قالت مصادر مطلعة لـ «البناء» إن السعودية أرادت من خلال خطوة إقالة الحريري استفزاز رئيس الجمهورية وحزب الله واستدراج ردات فعل سياسية كقبول عون الاستقالة والإسراع الى الدعوة لاستشارات نيابية لتكليف رئيس حكومة غير الحريري ومن خط سياسي آخر. الأمر الذي سيشعل الشارع السني ويدخل البلاد في توترات طائفية ومذهبية من جديد». وشدّدت المصادر على أن «محاولات اقصاء حزب الله عن التركيبة الحكومية ترجمة لتهديدات وأوامر السبهان لن تمر. فتجربة الدوحة بعد أحداث 7 أيار لن تتكرّر ولن يُسمح للسعودية ورعاتها أميركا و«إسرائيل» أن تحقق في السياسة ما عجزت عنه في الحرب، كما أن الضغوط على لبنان لن تدفع رئيس الجمهورية والقيادات السياسية الى ادارة الأزمة وفق الاجندة الخارجية».
موقف بعبدا، لاقته موسكو، على لسان سفيرها في لبنان الكسندر زاسيبكين الذي أعلن أمس، رفض بلاده إقصاء حزب الله عن أي تشكيلة حكومية مقبلة، وقال: «نحن نتابع موضوع استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري عبر وسائل الإعلام ولدى روسيا موقف خاص من هذا الموضوع»، كما شدد على أن «ما يحدث نحن لا نعرف تفاصيله، لذلك نحن قلقون منه»، معتبراً أن «المبالغة في التدخل بالموضوع لا تنفع».
وقد دخلت مصر على خط أزمة لبنان والصراع بين الرياض وطهران، وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تصريح لافت «أننا نعارض توجيه ضربات عسكرية ضد إيران و حزب الله»، معتبراً أن «الوضع في السعودية مطمئن ومستقر». وقد رصدت طائرة الحريري الخاصة أمس، على الخطوط الجوية اللبنانية السعودية، ليتبين لاحقاً أن الحريري ليس على متنها، كما أكد النائب المستقبلي عقاب صقر، الذي أكد أن الحريري سيقوم بجولة عربية قبل أن يعود الى بيروت.
بري: الحكومة كاملة الأوصاف
وفي سياق ذلك، بقيت عين التينة على الموجة نفسها مع بعبدا إزاء مواجهة الأزمة الراهنة، وأكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري، خلال لقاء الأربعاء أن «الحكومة ما زالت قائمة، وان اعلان الرئيس الحريري استقالته بهذا الشكل لن يغير من كامل أوصافها». ورأى أن «اللبنانيين على رغم كل الأزمات التي واجهتهم استطاعوا ان يتجاوزوا كل الصعاب متسلحين بوحدتهم وتحصين ساحتهم الداخلية»، معتبراً أن «ما يواجهنا اليوم يفترض منا جميعاً أن نحصن هذه الوحدة». ونقل زوار بري عنه قوله لـ «البناء» «إننا الآن في مرحلة ادارة الازمة بما يتوافق مع الأصول الدستورية والحفاظ على المنطق الدستوري السيادي بما خص الاستقالة والحكومة قائمة». ونفى الزوار مواقفة رئيس المجلس على تشكيل حكومة تكنوقراط، مشيرة الى أن الأمر سابق لأوانه، و»عندما نصل اليها نصلي عليها».
ورجّحت مصادر نيابية لـ «البناء» أن «يعود الحريري خلال 72 ساعة المقبلة لإيداع استقالته لدى رئيس الجمهورية ضمن المخطط السعودي المرسوم»، ولفتت الى أنه «في حال أفضت الاستشارات النيابية الجديدة الى إعادة تسمية الحريري. وهذا المرجّح من خلال مواقف الكتل النيابية، فسيصار الى تكليفه تشكيل حكومة، وإن كان خارج البلاد، سيدعوه رئيس الجمهورية الى العودة وتأليف حكومة، لكن في حال لم يعد سيصار إلى إعادة الاستشارات لتكليف شخصية مقربة من الحريري وتحظى بإجماع وطني وسياسي، وعلى الأغلب الرئيس تمام سلام». وغرّد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط عبر تويتر أمس، قائلاً: «من أجل التاريخ كي لا ندخل في المجهول أفضّل تسوية لاستقرار لبنان هي حكومة الوحدة الوطنية الحالية ولن أزيد». واستقبل بري السفير الفرنسي برونو فوشيه الذي يجول على المسؤولين والقادة اللبنانيين لعرض الأوضاع في لبنان والمنطقة، ووجّه إليه دعوة لزيارة فرنسا سيتفق على موعدها لاحقاً.
مواقف دولية داعمة لاستقرار لبنان
وقد أظهرت المواقف الدولية التي تتوالى، تفرّد السعودية بقرار إقالة رئيس الحكومة اللبناني بدعمٍ أميركي «إسرائيلي» واضح، من خلال الاستغراب الشديد الذي تبديه الدول حيال خطوة الاستقالة، وإجماعهم على دعم لبنان والحفاظ على وحدته واستقراره السياسي والامني والاقتصادي، وأمس أكد سفراء الاتحاد الأوروبي في لبنان في بيان «دعمهم القوي وحدة لبنان واستقراره وسيادته وأمنه وشعبه» بعد استقالة الرئيس الحريري، داعين «جميع الأطراف إلى متابعة الحوار البنّاء والاعتماد على العمل المنجز خلال الأشهر الأحد عشر الماضية بهدف تقوية مؤسسات لبنان والإعداد للانتخابات النيابية في مطلع 2018 وفقاً لأحكام الدستور، ومجددين «التزامهم المستمر بالوقوف إلى جانب لبنان ومساعدته في إطار الشراكة القوية لضمان استقراره وتعافيه الاقتصادي المستمرين».
الجمهورية
دريان: الأولوية لعودة الحريري.. وجنبلاط يفضِّل بقاء الحكومة تلافياً للمجهول
أدخَلت استقالة الرئيس سعد الحريري المفاجِئة البلادَ في أتون التعقيدات السياسية، وارتسَمت الأسئلة حول مستقبل الآتي من الأيام، بعدما فرَضت أزمة وطنية استدعت استنفاراً داخلياً وحراكاً ديبلوماسياً على مستويات عدة. وفيما ينتظر لبنان الرسمي والشعبي عودةَ الحريري، متمسّكاً به رئيساً للحكومة، بَرزت أمس خطوة لافتة، إذ عَمدت صفحة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الخاصّة على «فيسبوك» إلى تغييرِ صورة الغلاف الخاصة بها، واضعةً صورةً تَجمعه مع كلّ مِن رئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري. في وقتٍ، اقتصَر النشاط السياسي للحريري في الخارج، على إعلان مكتبِه الإعلامي في لبنان أنّ «رئيس مجلس الوزراء» تلقّى اتّصالاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الموجود في السعودية «تمَّ خلاله البحث في التطوّرات اللبنانية والفلسطينية وآخِر المستجدات في المنطقة».
وعلمت «الجمهورية» أنّ طائرة الحريري الخاصة حطّت مساءً في مطار بيروت الدولي قادمةً من أحدِ المطارات البريطانية، ما أثارَ بَلبلةً لبعضِ الوقت قبل التثبتِ من بعض المسؤولين المعنيّين بحركة المطار بأنّها نَقلت عدداً مِن معاوني رئيس الحكومة، ولم يكن هو بين ركّابها، وأنّ بيروت ستكون محطةً قصيرة للطائرة قبل أن تغادرَها وقد زُوِّدت ما تحتاجه لهذه الغاية. ولكنّ معلومات متضاربة شاعَت ليلاً وأفادت أنّ الحريري غادرَ الرياض في طائرته. وتوقّعَ البعض أن يعود إلى لبنان في أيّ وقت.أشارت مصادر مواكِبة لحركة المشاورات لـ«الجمهورية» إلى «أن الخطوات التالية حالياً رهنُ عودة الحريري». وأكّدت «أن لا تواصل رسمياً معه»، وقالت: «عندما يعود ويقدّم استقالته وجاهياً تصبح الحكومة مستقيلة تلقائياً ويتمّ تكليفه تصريفَ الاعمال ويدعو رئيس الجمهورية الى استشارات ملزمة لتكليف شخصيةِ تأليفِ الحكومة الجديدة.
هذه في الخطوات الدستورية. امّا في السياسة، فلا حكومة جديدة قبل عودة الحريري ولا حكومة بلا «حزب الله»، وأساساً لا كلام عن حكومة جديدة حالياً. الجميع ينتظرون موقفَ الحريري ليبنيَ على الشيء مقتضاه».
عون
في ظلّ التحوّل الكبير الذي فرَضته الاستقالة، واصَل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءات التشاور مع القيادات الوطنية والشخصيات السياسية والحزبية للبحث في النتائج المتأتّية عن إعلان الحريري استقالته من الخارج، وسيَستقبل اليوم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ويلتقي غداً الجمعة مجموعة الدعم الدولية التي تضمّ ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وعدداً من السفراء الأجانب، بالإضافة الى مجموعة السفراء العرب المعتمدين في لبنان، وذلك لمناقشة آخِر التطورات واستيضاحهم مواقفَ حكوماتهم ممّا يجري على الساحة اللبنانية، خصوصاً انّ بعضهم سجّل مواقفَ محدّدة ممّا واكبَ استقالة الحريري وتلاها من أحداث ما زالت مدارَ جدلٍ، نظراً الى حجم الغموض الذي يلفّ هذه القضية».
وعشية هذا اللقاء، علمت «الجمهورية» من مصادر تواكب مشاورات رئيس الجمهورية الخارجية، المعلَن منها وغير المعلن، سعياً إلى كشفِ الغموض الذي ما زال يَحوط بوضعِ الحريري وحرّية حركته، أنه إذا ما لم تتكشّف في الساعات المقبلة الفاصلة عن لقاء عون مع السفراء ايُّ معلومات حول حركة الحريري وموعد عودته الى بيروت لربّما أطلقَ رئيس الجمهورية مبادرةً امام هؤلاء السفراء طالباً التدخّلَ لإنهاء الغموض الذي يلفّ هذه القضية من جوانب مختلفة.
برّي
في غضون ذلك، جدّد بري القولَ إنّ «الحكومة ما زالت قائمة، وإنّ إعلان الحريري استقالتَه بهذا الشكل لن يغيّرَ مِن كامل أوصافِها». وأكّد في «لقاء الاربعاء النيابي» انّ اللبنانيين رغم كلّ الأزمات التي واجَهتهم استطاعوا أن يتجاوزوا كلّ الصعاب متسلحين بوحدتهم وتحصين ساحتهم الداخلية، وقال: «إنّ ما يواجهنا اليوم يفترض منّا جميعاً ان نحصّنَ هذه الوحدة».
نصرالله
وفيما تتّجه الانظار الى ما سيُعلنه الامين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله غداً في مناسبة «يوم الشهيد»، علمت «الجمهورية» انّ نصرالله سيشدّد في خطابه مجدداً على استمرار التهدئة وعدمِ التصعيد واستيعاب المشكلة الماثلة، والبحث عن مخارج للأزمة السياسية الحالية. وسينقسِم خطابُه الى محاور عدة: دينيّ لمناسبة اربعين الإمام الحسين، ومحور يتحدّث فيه عن اوّلِ استشهاديّ للحزب أحمد قصير لينطلق منه الى الحديث عن احتمالات الحرب الاسرائيلية على لبنان وقدرةِ المقاومة على ردعِها. ومحور يتناول التطورات الاقليمية والعملية العسكرية في البوكمال ودلالات ذلك وإعلان الانتصار على «داعش» وإنهاء وجودها العسكري في سوريا والعراق بعد ربطِ الحدود العراقية ـ السورية، وسيتطرّق الى الأزمة اليمنية. وقال مصدر قيادي في الحزب لـ«الجمهورية» تعليقاً على التوقّعات الشائعة حول موعد عودة الحريري من الخارج: «نحن نأمل ولا نتوقّع».
دار الإفتاء
في هذا الوقت، واصَلت دار الإفتاء مشاوراتها، وأمَّها عددٌ من الزوار ابرزُهم السفير المصري نزيه النجاري، والوزراء السابقون عبد الرحيم مراد وفيصل كرامي ووئام وهاب الذي أكّد تمسّكَه ببقاء الحريري في رئاسة الحكومة. كذلك زارَها مجلس نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي الذي نَقل عن مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان تأكيدَه «أنّ عودة الحريري أولوية تتقدّم على أيّ شيء، وأنّ الأزمة التي أصابَت لبنان باستقالته ينبغي أن نفهم ظروفَها، وأن نعالجَها ضمن إطار الوحدة الوطنية». وقال مصدر مسؤول في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى لـ«الجمهورية»: إنّ عودة الحريري غداً الخميس (اليوم) لا تزال ضمن التوقّعات، ومسؤوليةُ دار الإفتاء كبيرة في شدِّ العصبِ اللبناني وليس السنّي، كما يسعى البعض الترويج له، ولذلك فإنّ سماحتَه يستقبل اليوم قيادات وشخصيات من جميع الأطراف والطوائف والمذاهب والشخصيات».
وهل ستَشهد دار الإفتاء اجتماعاً سنّياً موسّعاً؟ أجابَ المصدر: «مِن ضِمن المشاورات والاستقبالات التي يقوم بها سماحتُه الاتّفاقُ على موعد لاجتماع المجلس الشرعي، على أن يكون موسّعاً ويضمّ رؤساء الحكومات السابقين والوزراء والنواب السُنّة، لدرسِ التطورات بعد استقالة الحريري والخطوات التي يمكن اتّخاذها». وهل سيُعقَد الاجتماع نهاية الأسبوع؟ أجاب المصدر: «لا شكّ في أنّ غداً الخميس (اليوم) وما يمكن أن يحمله سيؤثّر في مسألة تحديد الموعد، ولكن بشتّى الظروف لا شكّ في أنّ الصورة تنقشع أكثرَ يومَ السبت». وعن النقاط التي ستتمّ مناقشتها في الاجتماع، قال المصدر: «أولاً سيتمّ التركيز على الوضع الداخلي في لبنان لجهة تحصينِه، وثانياً مناقشة أسباب الاستقالة التي لا تزال مبهمةً حتى في صفوف المفتِين، وثالثاً، إستطلاع الأفكار والآراء التي يمكن تبنّيها في المرحلة المقبلة، سواء عاد الحريري أم لا».
وعن موقف دار الفتوى من زيارة البطريرك الراعي المرتقَبة للسعودية، قال المصدر: «نرحّب بزيارته ونَدعمها ولا ننصَحه بالتريّث فيها لأنّها قد تكون مدخلاً لمخرجٍ ما للبنان، وفي الوقت عينه قد يَسمع الراعي من القيادة السعودية ما لديها من هواجس، وأبعد من ذلك زيارته ستُبلور الصورةَ الحقيقية للبنان بلدِ الانفتاح وأنّه بجميع قياداته الروحية متمسّك ببقاء هذا الوطن الرسالة»، لافتاً إلى «انّ تريُّثَ الراعي في زيارته قد يزيد الشرخَ، وقد يُفهَم إشارةً سلبية تجاه السعودية، خصوصاً أنّها تشكّل الزيارةَ الأولى لبطريركٍ ماروني للسعودية».
حراك ديبلوماسي
وإلى ذلك، نشَط الحراك الديبلوماسي على كلّ الجبهات، وكانت استقالة الحريري الحاضرَ الأبرز في كلّ اللقاءات. فزارَت السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد بكركي للاجتماع مع البطريرك الماروني، فيما زار السفير الفرنسي برونو فوشيه عين التينة ناقلاً إلى بري دعوةً لزيارة فرنسا اتُفِقَ على تحديد موعدِها لاحقاً. كذلك، زار السفير المصري نزيه النجاري دارَ الإفتاء ورئيسَ كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة، في وقتٍ زار سفير بريطانيا هيوغو شورتر النائبَ وليد جنبلاط في كليمنصو.
جعجع
إلى ذلك، رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعحع أنّ «حكومة التكنوقراط لا تكفي بمفردِها، وعليها أن تأخذ في الاعتبار أسبابَ استقالة الحريري»، معتبراً أنّه «إمّا أن يصبح لدينا دولة أو أنّ الأمور لن تسيرَ كما يجب، أمّا الحديث عن تحالفٍ سعودي ـ أميركي فهو ردُّ فِعلٍ على ما يحصل في المنطقة». وأشار الى أن «لا مؤشّرات لديّ الى أيّ ضربة عسكرية ضد «حزب الله»، وفي النهاية مشكلةُ الأخير مشكلتُنا نحن كلبنانيين لأنّنا لا نستطيع أن نستمرّ في دولتين».
واعتبَر جعجع خلال مقابلة مع الزميل وليد عبود عبر شاشة الـ«أم تي في» ضِمن برنامج بـ«موضوعية»، أنّ «البعض ينظر إلى استقالة الرئيس الحريري وكأنّها بدأت الآن، وإنّما هي نتيجة تراكُمٍ طويلٍ عريض، وهناك دفعٌ إعلاميّ في الاتّجاه غير الصحيح». ورأى أنّ «الحريري استقالَ عندما قرّبنا مِن واقع أنّ «حزب الله» يسعى ليصبحَ صاحبَ القرار». ولفتَ إلى «أنّني لم أتفاجَأ باستقالة الحريري في الجوهر وإنّما في التوقيت». وأكّد جعجع أنّ «الحريري يعود عن استقالته اليوم إذا تراجَع «حزب الله» عن سلوكياته وسلّمَ سلاحَه، والدولةُ هي المقاومة، ولا تجوز ازدواجية الدولة والمقاومة». وقال: «بيتُ القصيد أن تتشكّلَ حكومةٌ تأخذ على عاتقها أوّلاً سحبَ الحزبِ من أزمات المنطقة، وإنّ مرشّحَنا الأوّل لرئاسة الحكومة هو سعد الحريري».
مِن جهته، قال النائب وليد جنبلاط عبر «تويتر» إنّه «مِن أجلِ التاريخ وكي لا ندخل في المجهول، أفضلُ تسويةٍ لاستقرار لبنان هي حكومة الوحدة الوطنية الحاليّة، ولن أزيد».
الهبة الاميركية
وكان لافتاً أمس خطوةُ الإدارة الأميركية بتحويل مبلغ 42.9 مليون دولار الى حساب الجيش اللبناني. وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية»: «إنّها هبة مقرّرة في السابق لكن تسليمها ارتبَط بظروف سياسية، وهي لزومُ مصاريف الجيش ومساعدته لوجستياً من بضاعةٍ ومعدّات ومحروقات تندرج في إطار مكافحة الإرهاب». وأشارت إلى «أنّ تقديم هذه الهبة في هذا الظرف، يؤكّد انّ الدعم الاميركي لم يتوقف وأنّ الإدارة الاميركية تتعامل مع لبنان وكأنّ حكومته ومؤسّساته تعمل بانتظام، وليس مع بلدٍ حكومته مستقيلة، وخلافاً لجوّ الضغط الاسرائيلي الحاصل في العالم والداعي إلى مقاطعة الحكومة. وهذه رسالة إيجابية بعدما أحبَطت القوى السياسية في لبنان أيّ مخطط لزعزعةِ استقراره».
الاتّحاد الأوروبي
وفي المواقف، جدّد سفراء الاتحاد الأوروبي في لبنان تأكيدَ «دعمِهم القوي لوحدةِ لبنان واستقراره وسيادته وأمنِه ولشعبه». ودعوا «جميعَ الأطراف إلى متابعةِ الحوار البنّاء، والاعتمادِ على العمل المنجَز خلال الأشهرِ الأحد عشر الماضية بهدفِ تقوية مؤسسات لبنان والإعداد للانتخابات النيابية مطلعَ 2018 وفقاً لأحكام الدستور». وأكّدوا «التزامَهم المستمر بالوقوف إلى جانب لبنان ومساعدته في إطار الشراكة القوية لضمان استقراره وتعافيه الاقتصادي المستمر».
الجنوب
جنوبياً استمرّت الجرّافات الإسرائيلة في حفرِ خندقٍ عند الشريط الحدودي مقابل بلدة العديسة، في ظلّ تحليقِ الطيران الحربي الاسرائيلي في الاجواء وطائرة استطلاع فوق النبطية، وقد استمرَّ الجيش واليونيفيل في مراقبة هذه الأعمال. وأكّدت مصادر أمنية لـ«الجمهورية» أنّ «التنسيق بين الجيش واليونيفل مستمرّ، ويُسيّران دوريات ويُراقبان كلَّ الحدود الجنوبية، تحسُّباً لأيّ طارئ». ولفتَت الى أنّ «لبنان ملتزم تطبيقَ القرار 1701 بكلّ موجباته، ويأخذ كلّ التدابير، ويتحسّب لكلّ ما قد يحصل».
إلى ذلك، ترَأس رئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام اللواء مايكل بيري، أمس، الاجتماعَ العسكري الثلاثي العادي، في موقعٍ للأمم المتحدة على معبر رأس الناقورة، «حيث تركّزَ النقاش على قضايا ذات صلة بتنفيذ ولاية «اليونيفيل» بموجب القرار 1701، وأهمّية التعاون من الجانبين في تنفيذ القرارين 1701 و2373، والانتهاكات الجوية والبرية، والوضع على طول الخط الأزرق، إلى جانب انسحاب القوات الإسرائيلية من شمال قرية الغجر». وأشاد بيري بـ«التطوّر المرحّب به المُتمثّل في نشرِ قوات إضافية من الجيش اللبناني فى أيلول الفائت الى منطقة عمليات «اليونيفيل» بين نهر الليطاني والخط الأزرق»، معتبراً أنّ «الانتشار الجديد للقوات المسلحة اللبنانية يسمح لقوّة الأمم المتحدة الموَقّتة في لبنان والجيش اللبناني بزيادة الأنشطة المنسّقة ويساهم في تعزيز وجود القوات المسلحة اللبنانية في منطقة عمل «اليونيفيل». وشدّد على «أنّها خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، فمفتاحُ الاستقرار والأمن على المدى الطويل في الجنوب هو وجودٌ معزَّز للجيش اللبناني، ونحن نتطلّع إلى استمرار هذا الجهدِ من خلال نشرِ المزيد من القوات».
اللواء
مشاورات «شراء الوقت»: الأزمة أعمق من إستقالة وحكومة
زيارة الرياض بين عون والراعي اليوم.. وجعجع يدعو الحريري لتنظيم مقاومة سلمية
اتجهت الأنظار على نحو جدّي في الساعات الماضية إلى موعد عودة الرئيس سعد الحريري، في وقت يواصل فيه الرئيس ميشال عون «لقاءاته التشاورية» مع الشخصيات السياسية والحزبية، على ان يلتقي اليوم القيادات الروحية والفاعليات الاقتصادية قبل ان يستجمع خياراته، ليعرض الموقف مع رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والغربية، فضلاً عن مجموعة الدعم الدولية للبنان، التي تضم في عضويتها الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى ممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وبدا الموقف الداخلي من اعتبار الحكومة الحريرية أو «حكومة استعادة الثقة» مستقيلة أم لا منقسماً، إذ اعتبر الرئيس نبيه برّي ان «استقالة الحريري التي اعلنها من السعودية السبت لن تغير «بهذا الشكل» من كامل اوصاف الحكومة».. فيما أشار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى ان الحكومة مستقيلة وشبعت استقالة.. وبالتالي يتعين ان تعالج بالعمق.
وفي السياق ذاته، قال مصدر سياسي مطلع لـ«اللواء» ان المشاورات الجارية حول ما يتعين فعله إزاء استقالة الرئيس الحريري، هي أشبه «بشراء وقت»، مضيفاً ان الوقائع تُشير إلى ان الأزمة اعمق بكثير والمدخل معروف، التزام التسوية السياسية، نصاً وروحاً. على ان اللافت، ومع الأخذ بعين الاعتبار «المشاورات الجارية» من قبل بعبدا، ما نوّهت إليه محطة «OTV» الناطقة بلسان التيار الوطني الحر عندما تحدثت عن «خروج كلام صهيوني علني، عن ان المستهدف بالأزمة هو رئيس الجمهورية، للضغط عليه من أجل فرض تنازله عن عناصر قوة لبنان وسيادته».
وكان من الملفت أيضاً إشارة المحطة للبعد الخارجي للأزمة، بما يشبه الغمز من قناة الرئيس الحريري، بقولها: «… خصوصاً ان رئيس الحكومة أعلن عن غيابه من خارج لبنان.. وباتت اقامته في الخارج نفسه.. فيما التهديدات بزعزعة استقرار بلاده».
مشاورات بعبدا ودار الفتوى
وفي تقدير مصادر معنية، ان حركة المشاورات الواسعة التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية، وتقاسمتها رئاسة الجمهورية ودار الفتوى، أسهمت في توفير مظلة وطنية يفترض ان تحمي الاستقرار السياسي والامني والنقدي من جهة، وتوفر من جهة ثانية حصانة وطنية رسمية وسياسية وشعبية للرئيس الحريري، باعتباره رسمياً في لبنان «غير مستقيل» إلى حين توفّر الشروط الاجرائية للاستقالة، وهو الأمر المنتظر خلال الساعات المقبلة، من خلال عودة الرئيس الحريري المحتملة إلى بيروت.
وأفادت مراجع سياسية زارت القصر الجمهوري ودار الفتوى، ان المرجعيتين الرسمية السياسية والروحية تلاقيا في حركتهما الواسعة على تدارك انعكاسات الاستقالة علىالوضع السياسي الوطني والشعبي والمالي، واسهما في إرساء حالة من الهدوء وللتعامل بحكمة وعقلانية مع الوضع.
وأضافت هذه المصادر ان الرئيس عون مهتم شخصياً بعودة الرئيس الحريري سريعاً إلى بيروت، وهو سخر منذ أيام اتصالاته الدولية والإقليمية والعربية لهذا الغرض، معتبراً انه بعد هذه العودة سيكون لكل حادث حديث وهو (أي الرئيس عون) كما سائر الأطراف السياسية لا يتعاملون مع الاستقالة كحدث دستوري اجرائي داخلي عادي يمكن معالجته بالطرق العادية التي كانت معتمدة في مثل هذه الحالات، أي باستشارات نيابية ملزمة، بل يتعاملون معها كحدث وطني كبير وخطير، لأنه يمس سلامة وحصانة ودور شخصية رسمية وسياسية كبيرة.
وبحسب هذه المرجعيات، فإن المشاورات الداخلية والخارجية التي أجراها الرئي سعون، تكاد تكون من أوسع المشاورات التي تجري في تاريخ الجمهورية اللبنانية، لا سيما وانها لم تستثن أحداً ممن له علاقة بالسياسة ويعمل في اطارها، وكلها صبت، وفق مصادر القصر الجمهوري في سياق المحافظة على الوحدة الوطنية ومعالجة تداعيات إعلان الاستقالة. وقالت المصادر انه في خلال اللقاءات التي عقدها عون في بعبدا خلال هذيني اليومين سمع كلاما مؤيدا بخطوه في استيعاب الأزمة والتريث في إعلان موقف من الاستقالة ريثما تنجلي الأمور. وأعادت التأكيد أن الرئيس عون يرغب في إجراء تواصل مع الرئيس الحريري وقبل ذلك لن يبت بالاستقالة التي أتت بإعلان لا يتناغم مع الأعراف والأصول. وأوضحت أن اتصالات الرئيس عون لم تتوقف والموقف الوحيد هو التريث ثم التريث وأي كلام آخر لا يعكس حقيقة الواقع. وأشارت إلى أن الحركة الرئاسية متواصلة حتى نهار الجمعة وان هناك مواعيد يجري إعدادها وتشمل سفراء الدول العربية وسفراء مجموعة الدعم الدولية.
كما أنه من المرتقب أن يكون له لقاء مع البطريرك الماروني مار بشارة الراعي اليوم، يتوقع ان يتوسع خلاله إلى تشاور بالزيارة المرتقبة للبطريرك الماروني إلى السعودية يوم الاثنين المقبل، وما إذا كان من المستحسن القيام بها في هذه الظروف أو تأجيلها، علماً انها حتى الساعة ما تزال قائمة في موعدها المقرّر.
حركة دار الفتوى
ولم يستبعد ان يكون الاتصال الذي اجراه البطريرك الراعي بمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مساء أمس، تناول هذا الموضوع، إضافة إلى الاعراب له عن دعمه للجهد الوطني الذي تبذله دار الفتوى في هذه المرحلة الدقيقة، والذي بحسب معلومات المرجعيات السياسية يرفض حتى الآن الدعوات إلى عقد اجتماع للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أو عقد لقاء لاركان الطائفة السنية تلافياً لحصر قضية الاستقالة بالطائفة السنية، وقد ظهر ذلك في حركة اللقاء الواسعة التي شهدتها الدار على مدى الأيام الأربعة الماضية، وشملت كل الأطياف الإسلامية والمسيحية.
وشدّد المفتي دريان، خلال هذه اللقاءات، وكما نقل عنه زواره، على ان الأزمة التي أصابت لبنان باستقالة الحريري ينبغي ان نفهم ظروفها وأن نعالجها ضمن إطار الوحدة الوطنية، مؤكداً ان عودة الرئيس الحريري أولوية تتقدّم على أي شيء آخر.
لقاء الأربعاء
ولم يغب الحديث عن الوحدة الوطنية والتأكيد عليها، عن لقاءات عين التينة أيضاً، حيث أكّد الرئيس نبيه برّي، خلال لقاء الأربعاء النيابي علىان ما يواجهنا اليوم يفترض منا جميعاً اننحصن هذه الوحدة، مكرراص القول ان الحكومة ما زالت قائمة وأن إعلان الرئيس الحريري استقالته بهذا الشكل لن يغير من كامل اوصافها.
ونُقل زوّار برّي عنه «ان كل المسار المتعلّق باستقالة الرئيس الحريري يتوقّف على تقديمها «رسمياً» من قبل الرئيس الحريري ووفق الاصول الدستورية والسيادية، لذلك تعتبر الحكومة نافذة وكاملة الاوصاف»، مرجّحين «امكانية قيام الحريري بزيارة سريعة للبنان يقدم فيها استقالته في شكل رسمي خلال الساعات المقبلة ويغادر اثر ذلك».
طائرة الحريري
وكانت وسائل الاعلام انشغلت مساء أمس في هذا الإطار، بتتبع خط سير طائرة الرئيس الحريري الخاصة التي انطلقت صباح أمس من مطار «لو بيرجيه» في باريس وصولا الى مطار فارنبوروغ في بريطانيا حيث بقيت لبضع ساعات، ومن ثم انطلقت نحو بيروت بحسب خطة سيرها المقررة، ولكن سرعان ما بدلت وجهتها فوق اوروبا واتجهت نحو مصر ومن ثم دخلت الأجواء السعودية واتجهت نحو الرياض التي غادرتها يوم السبت الماضي خلال استقالة الحريري من رئاسة الحكومة.
وأفادت معلومات، ان الطائرة التي وصلت إلى الرياض قرابة السابعة والربع مساءً، عادت واقلعت قرابة العاشرة باتجاه بيروت، من دون ان تعرف هوية ركابها، وتردد بقوة ان الرئيس الحريري على متن الطائرة، الا ان عضو كتلة «المستقبل» النائب عقاب صقر أبلغ تلفزيون «المستقبل» «ان ما تردّد عن توجه الطائرة إلى بيروت عار عن الصحة، وأن الحريري لن يعود اليوم، وأنا مسؤول عمّا أقوله».
الراعي إلى الرياض
في هذا الإطار استمرت الاتصالات بين بكركي وعدد من الروابط والجهات الحزبية والنيابية المسيحية لحمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بطرس بشارة الراعي على تأجيل تلبية الدعوة لزيارة المملكة العربية المقدرة الاثنين. وهذا الموضوع بحثته الرابطة المارونية برئاسة رئيسها انطوان قليموس من دون التوصّل إلى نتيجة تقنع البطريرك بوجهة التأجيل التي يطالب بها نواب في تكتل الإصلاح والتغيير. وترددت معلومات ان هذا الموضوع سيكون خلال الاجتماع في بعبدا اليوم بين الرئيس عون وسيد بكركي.
محلياً، دعا الدكتور جعجع الرئيس الحريري إلى العودة، وتنظيم مقاومة سلمية، تنتهي الوضع القائم، وعمل حزب الله على تغيير ساسته، والانسحاب من أزمات المنطقة، والتدخل في دولها في سوريا الى لبنان. لكن رئيس اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط غرد مساء أمس عبر «تويتر» قائلاً: «من أجل التاريخ، وكي لا ندخل ففي لمجهول، أفضل تسوية لاستقرار لبن ان هي حكومة الوحدة الوطنية الحالية، ولن أزيد».
تداعيات أوروبية وعربية
في هذا الوقت، بقيت تداعيات استقالة الرئيس الحريري، تأخذ صدارة الاهتمامات الدولية والأوروبية والعربية، ففي حين أعلن أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أجرى أمس اتصالاً هاتفياً بالرئيس الحريري، بعد ان كان زار المملكة العربية السعودية قبل يومي والتقى الملك سلمان بن عبد العزيز، أعلنت الجامعة العربية في القاهرة (ربيع شاهين) عن اتصالات قالت ان الأمين العام للجامعة أحمد أبوا لغيط أجراها على مدار اليومين الماضيين بكافة أطراف الأزمة اللبنانية للاستماع منهم مباشرة إلى رؤيتهم للوضع والتداعيات المحتملة لاستقالة الرئيس الحريري، اتصالات جاءت في إطار متابعته للوضع السياسي في لبنان.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام الوزير المفوض محمود عفيفي ان اتصالات أبوالغيط شملت الرئيس عون وبري بالإضافة إلى الرئيس الحريري. وأوضح المتحدث الرسمي أن الأمين العام أكد خلال اتصالاته على أمله في عبور لبنان لهذه الأزمة من دون أن يتأثر السلم الأهلي أو الاستقرار فيه، مشدداً على أهمية أن يبقى لبنان بتركيبته الخاصة – بعيداً عن محاولات أية أطراف استقطابه أو فرض الهيمنة أو السيطرة عليه. وأعرب المتحدث الرسمي عن رفض الجامعة واستنكارها في هذا السياق لأية محاولات لزرع الاضطرابات وإشاعة التوتر والفتنة في لبنان، مشدداً كافة الأطراف اللبنانية إعلاء مصلحة الوطن فوق أية اعتبارات أخرى.
وأصدر سفراء الاتحاد الأوروبي في لبنان بياناً أكدوا فيه «دعمهم القوي لوحدة لبنان واستقراره وسيادته وأمنه وشعبه» بعد استقالة الرئيس الحريري، داعين «جميع الأطراف إلى متابعة الحوار البنّاء والاعتماد على العمل المنجز خلال الأشهر الأحد عشر الماضية بهدف تقوية مؤسسات لبنان والإعداد للانتخابات النيابية في مطلع 2018 وفقاً لأحكام الدستور، ومجددين «التزامهم المستمر بالوقوف إلى جانب لبنان ومساعدته في إطار الشراكة القوية لضمان استقراره وتعافيه الاقتصادي المستمرين».
المصدر: صحف