إذا كنت لا تريد أن تفكر في مشاجرة جرت أمس مع أختك، أو فيلم مخيف شاهدته مؤخرا، أو مصدر رائحة سيئة بمترو الانفاق، فإنك في حاجة إلى بعض “غابا”.
تشير دراسة منشورة فى مجلة ناتشر، أن “غابا”، أو حمض أمينوبوتيريك، يلعب دورا رئيسيا في قمع الأفكار والذكريات غير المرغوب فيها في منطقة من الدماغ تسمى الحُصيْن، وهو اكتشاف يقدم نظرة ثاقبة حول كيفية انسحاب البشر من المهمة العقلية اليومية المتمثلة في سحق الأفكار التي لا يريدون التفكير فيها.
وقال الباحثون إن الدراسة تقدم أيضا أدلة على ما يحدث على نحو خاطئ في أدمغة المصابين بأمراض مثل الفصام، حيث يواجه الناس صعوبة في قمع الأفكار المتطفلة.
أجريت الدراسة على أدمغة 24 شخصا صغيرا وصحيحا عندما حاولوا قمع الذكريات أو تذكرها. ووجد الباحثون أن المشاركين في الدراسة ممن لديهم نسبة أعلى من “غابا” كانوا أفضل في السيطرة التي الأفكار والذكريات ظهرت في أذهانهم مقارنة مع الناس الذين لديهم نسبة أقل.
ولمّا كان قياس كمية غابا في الدماغ ليس سهلا، وجد الباحثون حيلة ذكية لذلك، إذ استخدموا لعبة بسيطة عبر إعطاء المشاركين وحدة تحكم مع اثنين من الأزرار. قيل لهم للضغط على الزر الأيسر عندما ظهرت بعض الألوان على الشاشة والزر الأيمن عندما ظهرت ألوان أخرى. لعب المشاركون هذه اللعبة مرارا وتكرارا حتى كانوا يضغطون على الأزرار الصحيحة دون التفكير في ذلك.
يستخدم علماء الأعصاب هذا النوع من الاختبار لقياس سيطرة الشخص على أفكارهم وذكرياتهم. وكان من المفترض أن اللاعبين الذين قاموا بعمل أفضل لتجنب الضغط على زر لديهم سيطرة أفضل على نبضات تذكرهم. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يمتلكون نسبة أعلى كانوا أفضل بكثير في اللعبة.
وتشير النتائج إلى أن الأمراض العقلية مثل الفصام المرتبطة بمستويات منخفضة من غابا قد تنطوي على نقص في الأدوات الكيميائية الأساسية لقمع الذاكرة، وفقا لما ذكره الباحثون في بيان.
وقال الباحثون إن الأشخاص الذين يعانون من مثل هذه الظروف الصحية العقلية، وعدم وجود غابا قد تعانون من طغيان الأفكار غير المرغوب فيها والذكريات على العقل.
المصدر: سبوتنيك