نرى جميعاً الأحلام أثناء النوم، على الرغم من أننا في كثير من الأحيان ننسى تفاصيلها. وعادة ما نتذكر الأحلام إذا كنا قد استيقظنا منها، أو أنها غريبة جداً لدرجة أنها توقظنا.
لكن لا شيء يدعو للقلق فالحلم هو بمثابة المعالج لعقلك، وفق صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وأوضحت دراسة رائدة، تم نشر نتائجها في مجلة الطب النفسي Psychosomatic Medicine، شملت عرض فيلم كئيب على متطوعين، يتعلق بالتشريح الدموي، قبل قضاء ليلة في مختبر النوم، وجرى إيقاظ مجموعة، كلما بدأوا في الحلم، في حين تم إيقاظ المجموعة الأخرى، نفس عدد المرات، ولكن حدث ذلك بينما كانوا لا يحلمون، وفي صباح اليوم التالي تم عرض الفيلم مرة أخرى على الجميع، فكانت المجموعة التي سمح لها بالحلم أقل توتراً بقدر ملحوظ، من رؤية الفيلم للمرة الثانية. وتقول النظرية إنهم تعاملوا في أحلامهم مع أي قلق يتعلق به.
كما أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين تم إيقاظهم من بعد أحلامهم كانوا على قدر أكثر إيجابية طوال الليل، وذلك لأن المخ يعمل أثناء النوم على محاولة لحل المشاكل.
وفي هذا السياق، قال أستاذ علم النفس بجامعة هرتفوردشاير البريطانية، بروفيسور ريتشارد فايتسمان، إنه “في بداية اهتمامي بعلوم النوم قبل بضع سنوات عندما بدأت الكوابيس، كنت أستيقظ غارقاً في عرق بارد، لأرى كائناً مخيفاً يقف أمام خزانة ملابسي، وبعد ذلك الحدث بحوالي عام واحد، تصادف أن التقيت بخبير نوم عالي المكانة، دكتور كريس إدزيكوفسكي. وسألته عما إذا كنت أواجه كابوساً متكرراً، حيث أوضح أنني كنت أتعرض لما سماه إرهاب ليلي”.
إن الرعب الليلي الحقيقي، على العكس من الأحلام السيئة، التي نراها جميعاً، يواجهها حوالي 2% من البالغين. وعلى الرغم من أن الشخص يكون لا يزال نائماً، فقد ينهض فجأة، بعيونه مبحلقة، مع صراخ أو شعور بلسع الكرباج، ويميل الرعب الليلي إلى أن يحدث خلال الساعات القليلة الأولى من الليل، بينما نحن في نوم عميق.
ويعتقد العلماء أنها نتيجة لمحاولة المخ للانتقال من النوم العميق إلى اليقظة – لذلك ينتهي بك الأمر إلى حالة غريبة مثل غيبوبة، أي أنك لست مستيقظاً ولا نائماً.
كذلك تشير البحوث إلى أن التعب والإجهاد والحرارة والاضطرابات مثل الضوء والضوضاء يمكن أن تؤدي في أغلب الاحتمالات إلى جلب حالة الرعب الليلي، إلا أن هناك أشياء بسيطة مثل الحفاظ على برودة غرفة النوم، في حدود 18 درجة مئوية، مع إظلامها، وتجنب الأغطية السميكة والحصول على سرير أكبر حجماً، يمكن أن تساعد على التخلص من هذه المشكلة بشكل نهائي.
ويختتم بروفيسور فايتسمان مؤكداً أنه بالفعل لم يعد يعاني من أي مشاكل أثناء نومه بعدما التزامه بتنفيذ نصائح دكتور كريس.
المصدر: الوكالة الالمانية للأنباء