شكر مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية في الشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، القيميين على هذا المؤتمر الهام، وخاصة أمين عام الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود.
وفي كلمة له خلال فعاليات اختتام المؤتمر العالمي لاتحاد علماء المقاومة في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الخميس، تحت عنوان “الوعد الحق، فلسطين بين وعد بلفور والوعد الإلهي”، بمناسبة مرور مئة عام على وعد بلفور، قال ولايتي” “إن لم نقل المسألة الجوهرية فبإمكاننا القول أنه من أهم المسائل الأساسية التي ينبغي التركيز عليها هو اختيار التوقيت المناسب والملائم لانعقاد مثل هذا المؤتمر الهام في العاصمة اللبنانية بيروت، لأن هذا التوقيت يتزامن مع الإنتصارات الكبرى المتوالية والمؤزّرة التي استطاع محور المقاومة بتحقيقها في الآونة الأخيرة على مستوى المنطقة، ولأنه يتزامن مع الخيبات والإنتصارات التي عاشها الكيان الصهيوني ومن ورائه رعاته الدوليين”.
وشدّد ولايتي على ان ايران كانت ولا تزال وستبقى تضع القضية الفلسطينية على رأس سلم اولوياتها على مستوى هذه المنطقة، وقال “نشكر الباري عز وجل على انه قد ساعدنا وأعاننا جميعا كمحور للمقاومة لافشال المخطط الآثم الاميركي الصهيوني المشترك الهادف لتقوية المجموعات الارهابية المتطكرفة التي كانت تريد العبث بأمن هذه المنطقة واستقرارها”.
وأضاف ولايتي “قد كتب الله النصر والعزة والسداد لهذا المحور ولكل المنتمين اليه وللاسلام المحمدي الاصيل ما مكنه من اعادة الامن والاستقرار للمنطقة”. واعتبر ان “الشغل الشاغل لمحور الاعداء كان يتركز طوال الفترة الماضية على ايجاد الاختلافات الواهية والشرخ في صفوف وابناء المقاومة”. ولفت الى ان “كانو يهدفون من وراء ذلك وضع القضية الفلسطينينة في غياهب النسيان”.
من جهة ثانية، تقدم ولايتي “بالتعازي من الشعب الفلسطيني ومن عائلات الشهداء الذين قضوا في الاعتداء الاسرائيلي الاخير”، كما تقدم بالشكر “لكل العلماء والاخوة الذين ساهموا بانجاح هذا المؤتمر”، مشيراً الى أن “اجتماع هذه الثلة المباركة من علماء الدين الاسلامي الاجلاء الذين اتوا للمشاركة في اعمال المؤتمر العالمي ان دل على شيء فهو يدل على ان خيار المقاومة والمواجهة والممانعة هو الطريق الوحيد الذي يؤدي الى تحرير فلسطين المحتلة، ولا ينبغي بحال من الاحوال اللجوء الى طريق الاستكانة والمساومة.”
وتابع ولايتي قائلاً إن النقطة الهامة الثانية هي انكم قد قمتم بتنظيم هذا المؤتمر في لبنان الذي يعتبر مهد هذه المقاومة، ونحن نرى للاسف الشديد ان بعض حكومات هذه المنطقة التي اختارت منذ اللحظة الاولى طريق المهادنة والمساومة مع العدو الصهيوني وانسجمت مع المخططات الامريكية الصهيونية المشتركة التي تهدف الى بث روح الفرقة والخلاف في نسيج هذه الامة رأينا ان هذه الانظمة وبكل وقاحة قد ابرت في هذه المرحلة تحديدا في مجال تطبيع العلاقات مع هذا الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل.”
وأوضح ولايتي أنه “كما شاهدتم في وسائل الاعلام فقد وفقنا بحمد الله تعالى في الايام الماضية ان نستقبل وفدا قياديا كريما من حركة حماس وغزة والقطاع الغربي في طهران، وهذه الزيارة ان دل على شيء فيدل على الوحدة والتكاتف بين حماس والفصائل الفلسطينية المجاهدة التي تحمل راية هذه القضية المحقة.”
وأشار ولايتي الى أنه “كانت هناك مخططات رمى من خلالها الاعداء تحقيق اهداف ثلاثة، الهدف الاول هو ان يجبروا المجاهدين الفلسطينيين ان يلقوا السلاح جانبا، والشرط الثاني هو الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني والشرط الثالث كان ان يبادروا الى قطع العلاقات مع ايران، لافتاً الى أن “قيادة حماس وعلى رأسها الاخ المناضل اسماعيل هنية قال ان الشرطين الاول والثاني يعتبران خطوطا حمراء، اما الشرط الثالث فبدل ان يجيبوا عليه لفظيا اجابوا عنه عملياً”.
وأكد ولايتي، “أننا إذا استعرضنا التاريخ الإسلامي المجيد لإيران على مدى القرون الماضية، نجد أنها كانت صخرة صلبة بمواجهة المخططات الصليبية في غادر الأزمان وفي مواجهة المخططات الصهيونية في هذه المراحل، وأضاف أن “علماء الإسلام الأجلاء كانوا على الدوام رأس الحربة في الحركة الجماهيرية الإسلامية التي تصدت في الماضي للحملات الصليبية، وتصدت للمخططات الصهيونية”.
وقال ولايتي “لا يسعنا إلا أن نذكر اسم الشهيد نواف صفوي رئيس حركة فدائيي الإسلام الذي كانت له سفرة إلى فلسطين وإلى مصر، حيث ألقى كلمة قيمة في هذا الإطار في القاهرة”، لافتاً الى أن “الامام الخميني ومنذ اللحظة الاولى للثورة الاسلامية في ايران اكد ان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وبادر الى اغلاق باب السفارة الصهيوينة واستبدلها بسفارة لفلسطين”.
وأضاف ولايتي: “اليوم الامام علي الخامنئي ما زال يحمل راية القضية الفلسطينية العادلة والمحقة ويؤكد ان طريق الجهاد هو الطريق الوحيد الذي يؤدي الى تحرير فلسطين من البحر الى النهر”، ولفت الى ان “الشعب الايراني انبرى لهذه المهمة المقدسة بمواجهة المخططات الاسرائيلية وهو توجه راسخ لدى الشعب الايراني”.
وختم ولايتي قائلاً إن “الشعب الايراني من خلال تمسكه بالدين الاسلامي يعتبر ان مواجهة الظلم والجور والعدوان يأتي في مجال الواجبات الدينية، وان مواجهة الصليبيين بظلمهم وطغيانهم بعتبر النموذج الامثل للتمسك بالحق”.
المصدر: وكالة يونيوز