يربط الباحثون، على نحو متزايد، بين تشوهات المجموعات البكتيرية التي تعيش في أجسامنا (الأمعاء تحتوي على 100 تريليون بكتيريا) وبين الأمراض، ويعتقدون بوجود علاقة بين بعض التشوهات التي تصيب الجراثيم وبين الاضطرابات التي تؤثر في الدماغ والسلوك.
وقد أجريت مؤخرا تجارب حول علاقة النبيت الجرثومي المعوي بالإجهاد، وفي هذا الإطار قام العالم سيلفي رابوت وفريقه من المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الزراعية باختبار دور الغذاء في التهابات الجهاز الهضمي، واكتشفوا أن تناول بكتيريا حمض اللاكتيك المعروفة بــ” العصية اللبنية” Lactobacillus farciminis، يمكن أن يقلل الإجهاد لدى الفئران.
والواقع أنه من خلال تقليل هذه البكتريا لنفاذية حاجز الأمعاء فإنها تقلل من مرور عديدات السكاريد الموجودة في الأمعاء عبر مجرى الدم، وهذه السموم الداخلية بالذات متهمة بالمسؤولية عن التهاب بعض أنسجة المخ، الأمر الذي يضاعف تأثير الإجهاد.
وتنقل صحيفة لاكروا التي أوردت هذا الخبر عن المدير المساعد لوحدة الكائنات الدقيقة الموجودة في الأغذية بالمعهد الوطني الفرنسي للبحوث الزراعية جويل دوري قوله “إذا تناولنا هذه البكتيريا بانتظام وبشكل كاف، فقد تكون لها آثار مفيدة”.
وفي السياق نفسه، قامت فاسيليا ثيودورو الباحثة في المعهد الوطني الفرنسي للبحث الزراعي بدراسة العلاقة بين القلق والجراثيم من خلال تجربة شملت مجموعتين من الفئران الحساسة جينيا بالإجهاد، ومن خلال مقارنة مجموعة من الفئران خالية من البكتيريا وتربت داخل فقاعة معقمة مع فئران مماثلة وراثيا غير أن لديها نبيت جرثومي معوي، بعد ذلك أخضعت المجموعتان لاختبار القلق، فاكتشف الباحثون أن الفئران التي لديها نبيت جرثومي معوي لجأت إلى الجوانب وكانت أكثر قلقا.
وقد أكد قياس مستوى الكورتيزول (هرمون التوتر) بالدم وجود هذه الحالة النفسية، ورغم ذلك فإن الآليات الكيميائية الحيوية المسؤولة عنها لا تزال قيد الدراسة.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية