أظهرت دراسةٌ حديثة، أنَّ ترك الملابس المتسخة في حجرة النوم يساعد على انتشار حشرات “بق الفراش”، لأنَّها تنجذب إليها.
وارتفع عدد الحشرات الليلية الماصة للدماء خلال السنوات الأخيرة، إلى حدٍّ كبير، بسبب رواج الرحلات الدولية منخفضة التكلفة، التي سمحت بانتشار هذه الحشرات بين الدول، بحسب صحيفة The Telegraph البريطانية.
وتعد هذه الحشرات الطفيلية مصدر إزعاج لأصحاب الفنادق، لأنَّه يصعب اكتشاف انتشارها في المكان حتى تبدأ في لدغ الأشخاص.
لكنَّ دراسةً حديثة أجرتها جامعة شيفيلد البريطانية قد أظهرت أنَّ الحشرات تنجذب للملابس المُتَّسخة، والتي قد تكون وسيلتها للانتقال بين الدول.
ونصح الدكتور ويليام هنتلي، الأستاذ بقسم علوم النبات والحيوان بالجامعة، بعدم ترك الملابس مكشوفة في أماكن النوم، وقال : “يُعد بق الفراش مشكلةً كبيرة بالنسبة لأصحاب الفنادق والمنازل، وخصوصاً في بعض المدن الأكبر والأكثر ازدحاماً في العالم. فبمجرد انتشار بق الفراش في الغرفة، يصبح من الصعب للغاية التخلص منه، ما قد يُجبِر الأشخاص على التخلص من ملابسهم وأثاثهم، الذي قد يكون باهظ الثمن”.
وتابع: “تُشير دراستنا إلى أنَّ وضع الملابس المُتسخة في حقيبةٍ مغلقة، وخاصةً عند الإقامة في الفنادق، يمكن أن يُقلِّل فرص نقل الأشخاص لبق الفراش معهم عند عودتهم إلى ديارهم، ما قد يُقلِّص من غزو هذه الحشرات”.
ووفقاً للدراسة المنشورة في مجلة “ساينتفيك ريبورتس”، أُجريت التجارب في غرفتين متطابقتين، ذواتي درجات حرارة مُتحكَّم بها، ووُضِعت بهما أربع حقائب، وكان يوجد بالغرفتين حشرات بق الفراش.
ومن بين الحقائب الأربع، كانت هناك حقيبتان تحتويان على ملابس مُتسخة، بينما احتوت الحقيبتان الأخريان على ملابس نظيفة. وفي كل تجربة، ضُخَّت كميات مركَّزة من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغرف لمحاكاة عملية تنفس الأشخاص. في ظل غياب شخصٍ مضيف، زادت فرص تراكم بق الفراش على الحقائب التي تحتوي ملابس مُتسخة مقارنةً بتراكمها على الحقائب التي تحتوي ملابس نظيفة بمقدار الضعف.
وتُشير نتائج البحث إلى أنَّ الحشرات تنجذب إلى بقايا رائحة الجسم الموجودة في الملابس المُتسخة، ولذا فإنَّ الملابس التي سبق ارتداؤها والمتروكة في حقائب مفتوحة أو على الأرض في غرفةٍ منتشر بها بق الفراش، ربما تجذب هذه الحشرات.
وأضاف الدكتور هنتلي: “إنَّها المرة الأولى التي تُؤخذ خلالها رائحة جسم الإنسان بعين الاعتبار كوسيلةٍ محتملة تُسهِّل انتشار بق الفراش عبر مسافاتٍ طويلة، يجد بق الفراش صعوبةً في تسلق الأسطح الملساء؛ لذا أبحث دائماً عن الأرفف المعدنية الملساء لوضع حقيبتي فوقها عندما أسافر. وفي حالة عدم توفرها، أضع ملابسي في حقيبةٍ كبيرة مغلقة”.
وكانت حشرات بق الفراش الشائعة، المعروفة في اللاتينية باسم Cimex lectularius، قد انحسر حجم انتشارها في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، لكنَّها عاودت الظهور بقوةٍ مؤخراً، وتضاعف عدد حالات ظهورها في بريطانيا خلال السنوات القليلة الماضية.
وقبل تناول غذائها، يكون شكل هذه الحشرات بيضاوياً ومُسطَّحاً، ولونها بنياً فاتحاً، وطولها حوالي 5 ملليمترات. لكن بعد حصولها على وجبة من الدماء، تنتفخ الحشرة ويصبح شكلها أكثر استدارة ولونها داكناً بدرجةٍ أكبر.
ويمكن أن يعيش بق الفراش لستة أشهر دون الحصول على غذاء، وعلى الرغم من أنَّ تلك الحشرات لا تشكِّل خطورةً على حياة الإنسان، بإمكانها أن تصبح مصدراً لإزعاجٍ وضغطٍ شديدين للأشخاص الذين يتعرَّضون للدغاتها. وتُعد اللدغات، التي عادةً ما تكون حمراء اللون وصغيرة، هي أول المؤشرات على وجود مشكلة بق الفراش في المنزل، ويمكنها الانتشار سريعاً بين الغرف.
ورغم أنَّ بق الفراش لا يستطيع القفز أو الطيران، فإنَّه قادرٌ على الزحف لمسافاتٍ طويلة، الأمر الذي يمكِّنه من الانتشار سريعاً في أرجاء المبنى.
وتتمثَّل المؤشرات الأخرى على انتشار هذه الحشرات بمكانٍ ما في وجود بيضٍ أبيض اللون في شقوق الفراش أو نقاط صغيرة سوداء اللون، وهو ما قد يكون براز تلك الحشرات.
وقد تظهر بقع دماء على الملاءات نتيجةً لسحقك الحشرات بجسدك في أثناء نومك، وقد يكون وجود رائحةٍ عفن كريهة في غرفة نومك مؤشراً آخر على وجود هذه الحشرات.
المصدر: هافينغتون بوست