قدم خبراء في علم النفس، وصفة عملية لتجعل الإنسان أكثر سعادة في حياته، مؤكدين أن ثمة أشياء بسيطة جدا يمكن أن يقوم بها الإنسان خلال يومه، سيكون لها أثر سحري في جعله أكثر سعادة وارتياحا في حياته.
ونقلت صحيفة “ميرور” في تقرير لها، عددا من الخطوات التي من شأنها أن تحسن مزاج الإنسان خلال يومه، وترفع معنوياته.
ونوهت إلى أن أي شخص بإمكانه أن يمنح نفسه دفعة إيجابية، ويخفف من أعباء وضغوط الحياة، ويقلل من مستويات الشعور بالإجهاد؛ ليصبح أكثر قدرة على التكيف مع تقلبات الظروف والسيطرة على مجريات الأحداث.
وبحسب الخبراء؛ فإن الإنسان يمكنه تغيير طريقة تفكيره، وطريقة تفاعل مشاعره مع الأحداث؛ عبر القيام بالعديد من الأنشطة النفسية والبدنية.
ويؤكد الخبراء أن هذه الأنشطة تتراوح بين القيام ببعض التمارين الرياضية في الهواء الطلق، أو في التطوع لمساعدة الآخرين، وبمجرد أن يخصص الإنسان جزءا من وقته لهذه الأمور البسيطة؛ فسيشعر أنه أكثر سعادة.
ويقدم هؤلاء الخبراء 9 خطوات من شأنها أن تجعل الإنسان أكثر سعادة خلال يومه:
الخطوة الأولى: ممارسة أنشطة تجيدها
يؤكد الخبراء أن قيامك بنشاط تجيده، مثل الطبخ أو القيام بالاعمال الفنية، هو أسلوب جيد لإمتاع نفسك، ومنحها شعورا بالإنجاز.
تقول خبيرة علم النفس السريري إيزابيل كلارك: “إذا كنت تشعر بالإحباط؛ استشعر في قرارة نفسك قيمة نشاطك وإنجازك، فإن ذلك من شأنه أن يمنحك دفعة للأمام”.
ويوصي الخبراء بتجنب الأنشطة التي تبدو ممتعة للوهلة الأولى، ولكن نتائجها بعد ذلك تنعكس سلبا على الإنسان، مثل التسوق وشراء الملابس، في الوقت الذي لا تسمح فيه “ميزانيتنا” وأوضاعنا المادية بذلك.
الخطوة الثانية: عالج نفسك كأنها صديق عزيز
يؤكد خبراء علم النفس أن أحد أفضل الطرق لتحسين قيمة “احترام الإنسان لذاته”؛ أن يعالج نفسه وكأنها صديق عزيز عليه، وأن يتعامل معها بطريقة إيجابية بشرط أن يكون صادقا معها.
ولتوضيح الأمر؛ يقول الخبراء إن الإنسان حين يكون محبطا؛ يبدأ بالتفكير بشكل سلبي، ويخاطب نفسه: “أنت غبي جدا؛ لأنك لم تحصل على هذا المنصب”، ويطالبون الإنسان بأن يسأل نفسه: “هل يمكن أن تخاطب صديقا عزيزا عليك بهذه الطريقة؟”.
ويقترح الخبراء على الإنسان المحبط أن يخاطب نفسه بشكل إيجابي، كأن يقول لنفسه: “أنت إنسان ذكي، وستحصل على الوظيفة القادمة”.
الخطوة الثالثة: ممارسة بعض التمارين الرياضية
إن ممارسة تمارين رياضية بسيطة؛ من شأنها إطلاق إفرازات كيميائية في الدماغ تعدل مزاج الإنسان، فضلا عن أنها تساعده على النوم بشكل أفضل، وتمنحه مزيدا من الطاقة التي تحافظ على صحة قلبه.
وبالإضافة إلى ذلك؛ فإن التمارين الرياضية تساعد الإنسان على فقدان شيء من وزنه؛ إذا كان يسعى للوصول إلى جسم مثالي ووزن صحي.
ويوصي الخبراء بأن يختار الإنسان تمرينا يستمتع به، بمشاركة بعض الأصدقاء، مؤكدين أن الإنسان البالغ يحتاج إلى تمارين لمدة 150 دقيقة أسبوعيا.
الخطوة الرابعة: احصل على قسط من الراحة
يؤكد الخبراء أن الإنسان البالغ يحتاج من سبع إلى 8 ساعات، كمدة نوم كافية لمنح الجسم والعقل الراحة اللازمة، وتختلف هذه المدة زيادة ونقصانا بحسب طبائع الأشخاص.
ويطالبون كل إنسان بمنح الأولوية لفترة نوم كافية، وإذا واجهت بعض الأشخاص -مثل الآباء والأمهات الجدد، والعاملين بنظام المناوبات- مشاكل في الحصول على وقت لنيل قسط من الراحة؛ فإن عليهم طلب مساعدة الآخرين لضمان حصولهم عليه.
الخطوة الخامسة: محادثة الآخرين
إن التحدث إلى أحد الأصدقاء يساعد الإنسان في تجنب “الكبت النفسي”، ولذلك يوصي الخبراء بضرورة التواصل مع الآخرين، بغض النظر أكان صديقا، أو أحد أفراد العائلة، أو مستشارا، فإن ذلك يساعد الإنسان على تفريغ التوتر والضغوطات، وعدم إبقائها محتقنة في داخله.
ورغم ما قد تواجهه هذه الفضفضة للآخرين من إحراج في بداية الأمر، إلا أن الخبراء يؤكدون أن هذه الخطوة مهمة في تعزيز علاقات الإنسان مع الآخرين والتواصل معهم.
الخطوة السادسة: ضرورة السيطرة على أوضاعك
يجب على الإنسان أن يفكر دائما بأن “كل مشكلة ولها حل”، يقول كوبر خبير الصحة المهنية في جامعة لانكستر، إن “الإنسان إذا وقف مكتوف الأيدي، واستمر بالتفكير بأنه عاجز عن فعل شيء لحل مشكلته؛ فإن الإجهاد النفسي لديه سيزداد سوءا”.
وأضاف كوبر أن “الشعور بانعدام السيطرة هي أحد الأسباب الرئيسة للتوتر والشعور بالإحباط”.
وشدد على أن إحساس الإنسان بالسيطرة يمنحه الشعور بالقوة والتمكن، وهو جزء من إيجاد الحلول التي ترضي الإنسان نفسه، وليس أحدا سواه.
الخطوة السابعة: خصص لنفسك بعضا من الوقت
يؤكد الخبراء أن الذين يعملون لفترة طويلة؛ لا يتاح لهم قضاء أوقات كافية للقيام بأنشطة يمكن الاستمتاع بها. يقول البروفيسور كوبر إن “الجميع بحاجة إلى أوقات يمارسون فيها أنشطتهم الاجتماعية، والاسترخاء، والرياضة”.
ويقدم كوبر اقتراحا بأن يخصص الإنسان لنفسه ليلتين خلال الأسبوع تحت شعار “هذا الوقت لي”، يبتعد فيهما عن أجواء العمل، ولا يقوم بأي عمل إضافي.
الخطوة الثامنة: القيام بأعمال البر
يؤكد البروفيسور كوبر، وفقا لدراسات، أن الأشخاص الذين يساعدون الآخرين عبر أعمال تطوعية ومجتمعية؛ يصبحون أكثر مرونة في الغالب.
ويقول كوبر إن “الأشخاص الذين يمدون يد العون لمن هم في حالة سيئة؛ يكونون أقدر على وضع مشاكلهم في إطارها الصحيح”.
ويضيف أن الإنسان كلما كان أكثر عطاء وأكثر مرونة؛ فإنه بلا شك سيكون أكثر سعادة.
ويشدد كوبر على ضرورة القيام بأعمال البر مهما كانت صغيرة، إذا لم يجد الإنسان وقتا للتطوع، كأن يساعد إنسانا على عبور الطريق، أو يقدم القهوة لزملائه.
الخطوة التاسعة: ضع نفسك أمام تحدٍّ ما
يؤكد الخبراء على ضرورة أن يضع الإنسان لنفسه أهدافا وتحديات جديدة، سواء كان ذلك في العمل أو خارجه، مثل تعلم لغة أو رياضة جديدة؛ لأن ذلك من شأنه أن يساعد الإنسان على بناء ثقته بنفسه، والتكيف مع العمل تحت الضغط والإجهاد.
ويختم البروفيسور كوبر بالقول إن “التعلم عملية مستمرة؛ من شأنها أن تجعل الإنسان أكثر مرونة في عواطفه ومشاعره، بالإضافة إلى أنها تحصنه بالمعرفة، بدلا من الجلوس بشكل سلبي لمشاهدة برامج التلفاز طوال الوقت”.
المصدر: صحف ومواقع