بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السَّلام على الأحرار والحرائر في سجون الظّلم والتعذيب، السَّلام على المضحين مِنْ أجلنا جميعًا مِنْ أجل عزّة ديننا المحاصر والمضطّهد من أجل كرامة إنسانيتنا المسحوقة تحت سياط الاستبداد والفساد.
نحيّي صبركم وصمودكم ورسوخ أقدامكم على طريق ذات الشوكة رغم شراسة آلة القمع الرّسمية، ونحيّي اخلاصكم لدينكم ووفاءكم لوطنكم ونفخر بمطالبتكم بحقوقكم كاملة حتّى وأنتم تحت سياط الجلاد.. لا تتنازلون عن كرامة، ولا ترضخون لمذلّة، وأنّتم الذين تخرّجتم مِنْ مدرسة هيهات منا الذلة.
إنّ الشّعب الوفي لمْ ولنْ يتخلى عنكم أبدًا؛ فأنّتم روّاد مسيرته، وعنوان ضميره، ونبضِ قلبه، ووثبة روحه التواقة للحرّية.
أنّكم لستم وحدكم في عذاباتكم، بل إنّ معكم شعبًا بكبار رجالاته ونسائه وشبابه وأبنائه وعلمائه الذين عاشوا كلّ آهاتكم وآمالكم وآلامكم وعشقوا أرواحكم المؤمنة بالله العظيم وحده والتي لا تعرف الرّكوع لأحدٍ سواه.
إنَّ كلَّ مساعي جلّاديكم وعلى رأسهم المدعو بجهاز الأمن الوطني ستبوء بالفشل وسيحيق المكر السّيّء بأهله عاجلًا أم آجلًا، وسيهزمون على صخرة صمودكم، وصلابة إرادتكم الموصولة بإرادة شعب أثبت أنّه عصيٌ على الانكسار ولا يعرف معنى للتراجع والاستسلام.
إنّنا إذ ندين تعديات الأجهزة القمعية التي دفعت الأسرى والمعتقلين للإضراب عن الطعام فإننا نطالب بتدخل أممي لكشف جرائم إدارات السّجون تجاه معتقلي الرّأي و سّجناء السّياسة وكشف ما يجري في غرف الموت والتّعذيب التي يديرها جهاز الأمن الوطني بأسرع وقت. .
وأمّا شعبنا الوفي فهو اليوم مدعو بالإضافة إلى نصرته لمطالب المضربين إلى التوجه إلى الله تعالى بطلب الفرج العاجل عن الأحبّة الأحرار خلف قضبان العذاب، وأنّنا ندعو للصّوم يوم الجمعة القادم تقرّبًا إلى الله تعالى وتوجهًا إليه سبحانه بطلب الفرج عن الحرائر والأحرار المضطّهدين في سجون الظّالمين.
اللّهم فك قيد أسرانا وارحم شهداءنا الأبرار، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
المصدر: موقع المنار