لفتت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية عناية عزالدين، خلال رعايتها حفل تكريم الناجحين في الشهادة المتوسطة في مدرسة الدكتور عفيف بيضون الرسمية، في بلدة شحور باحتفال حاشد أُقيم في مركز باسل الأسد الثقافي في صور، إلى أنّ “تكريم النجاح هو في حدّ ذاته عمل تربوي ثقافي يهدف إلى تثبيت الإتجاهات الإيجابيّة وتشجيعها في المجتمع، ومن أروع هذه الإتجاهات هو اكتساب العلوم المختلفة والترقي في مراتبها”، مشيرةً إلى “أنّنا شاهدون اليوم في هذا الجنوب المعطاء على تلك النهضة المباركة لأبنائه، الّتي تتجلّى يوماً بعد يوم بالكفاءات الّتي تقدّم لهذا الوطن ولهذا المجتمع”.
وركّزت على أنّ “الجنوب اليوم يزهو بأبنائه وبناته المتعلّمين والمتفوّقين. إنّه زرع الإمام المغيب موسى الصدر الّذي أثمر وطناً. وعندما نرفع هذا الشعار نقصده ونعنيه”، منوّهةً إلى أنّ “الإمام جاء إلينا في زمن صعب، حيث كان الجنوبيون لهم الغرم ولغيرهم الغنم. كنّا ملحقين في الوطن رعايا ولسنا مواطنين، جاء الإمام ليصرخ فينا وفيهم، فينا ان قوموا، وفيهم أنّ كفى وكان لصرخته وحركته ان اطلقت موج البحر الهادر فلم نهدأ حتّى بتنا في قلب الوطن نصنع فيه التحرير أوّلاً وثانياً، ونهديه من دماء شبابنا انتصاراً تلو انتصار ومن عقول روادنا فكراً وخبرة وعلماً وثقافة وحكمة”.
وأكّدت عزالدين، أنّ “الوطن اليوم بات أكثر منعة وسيادة واستقلالاً، وإذا نظرنا بعين الموضوعية لوجدنا أنّ ما جعل لبنان في تلك المرتبة هو عطاء موسى الصدر في المقاومة والتنمية والتحرير. اليوم أبناء الصدر هم ضمانة وحدة لبنان وقوّته وسيادته وسلامة أراضيه ومياهه وخيراته”، مبيّنةً “أنّني أقول كلّ ذلك دون تعصّب، إنّما وفاءً للإمام من بلدة أجداده ومن محط رحاله وفي ذكرى تغييبه”، مكرّرةً “أنّنا لن نتخلّى أيها الإمام عن نهجك وطريقك ورسالتك، وهؤلاء المكرّمون اليوم ليسوا سوى عنوان آخر للوفاء، انّهم جادّون في مسيرة العطاء الآخذة بأسباب البقاء العزيز والحر، إنّهم مصمّمون على النجاح وتحصيل العلوم ليرفدوا هذا الوطن بكلّ طاقة وكفاءة وعون وتستمرّ بهم قافلة النهوض وقافلة الثبات على مبدئك وتعاليمك”.
وبيّنت أنّ “رئيس حركة “أمل” رئيس مجلس النواب نبيه بري، رسم معالم المرحلة وضغوطها العريضة في الخطاب الإستثنائي في ذكرى تغييب الإمام الصدر، محدّداً العناوين الأساسيّة الّتي ترسم المشهد السياسي في لبنان، داعياً إلى ثلاث اتجاهات للعمل: أوّلاً، إستعادة الإستقرار في العلاقات اللبنانية السورية بما يتناسب مع حقائق التاريخ والجغرافيا وانسجاما مع ما ينصّ عليه الدستور اللبناني وتنفيذاً للإتفاقات الموقعة بين البلدين، إضافة إلى البعد الإقتصادي ومساهمة عودة العلاقات بتنشيط الحركة الإقتصادية وحلّ قضية النازحين السوريين الّتي تشكّل عبئاً إقتصاديّاً كبيراً على لبنان”، مركّزةً على أنّ “التحوّلات في المواقف الإقليمية والدولية لهذه القضية تدفعنا حتماً إلى تسريع هذا المسار ونحن بأمسّ الحاجة إلى كلّ مساعدة وتعزيز لواقعنا الإقتصادي والإجتماعي”، مشيرةً إلى أنّ “بري دعا ثانيا، إلى تحصين وحدتنا الوطنية بعد الإنتصارات الأخيرة، حيث تمكنّا بفضل الثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقاومة من دحر الإحتلال الثاني عن أرضنا وطرد التكفيريين من حدودنا. اليوم ليس وقت التلهي بالخلافات، اليوم هو وقت استثمار النصر”.
وشدّدت عزالدين على أنّ “لبنان يكاد أن يكون البلد الوحيد في المنطقة الّذي تمكّن بقواه الذاتيّة ودون أي منّة من أحد أن يستعيد أرضه وطرد الإرهاب منه، فلنعمل لعدم إضاعة تلك الإنتصارات ولنعمل على استثمارها في تعزيز قدرات الجيش اللبناني وحماية المقاومة ومعالجة ندوب مواجهة الإرهاب عبر المزيد من الوحدة الوطنية”، لافتةً إلى “أنّنا شهدنا مراسم وداع العسكريين الشهداء على أمل أن تثمر دماؤهم مناعة وطنية وأن يرتقي القرار السياسي إلى مستوى تضحيات ودماء هؤلاء الشهداء وكلّ شهداء الوطن من الجيش والمقاومة”.
وأوضحت أنّ “بري دعا ثالثاً إلى مكافحة الفساد. دعونا نعترف هنا أنّ الوطن الّذي نحلم به تشوبه أعراض الفساد وهذا ما أضاء عليه وإشار إليه بري، وهو يدعو من موقعه إلى مكافحة الفساد والعمل على معالجة أسبابه وعوارضه. اليوم الفرصة متاحة فالدولة قادرة لأنّها تتشكّل من القوى الأساسيّة والرئيسيّة في البلد من خلال المواقع الرئاسية، الثلاث: رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة وفي تشكيلتها الوزارية الجامعة”، منوّهةً إلى أنّ “هذه العناصر مكّنت من الوصول إلى قانون انتخابي كان للأمس القريب شبه مستحيل”، متسائلةً “لما لا نمضي سويّاً بخطوات جديّة لمكافحة الفساد وفتح الطريق لاسترداد الدولة حقوقها المالية والحفاظ عليها؟ اليوم الخطر الأكبر أمامنا هو مالية الدولة وبداية العلاج هو مكافحة الفساد بأشكاله المختلفة وفي مختلف القطاعات”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام