“إزالة الصدأ من الدماغ قد تكون إحدى وسائل مقاومة مرض الألزهايمر”. هذا ما تقوله دراسة علمية حديثة تبيّن أن الحديد قد يكون أحد أسباب الأمراض التنكسية التي تصيب الدماغ. الدراسات التي أُجريت، خلال الفترة الماضية، أشارت إلى أن الألزهايمر يرتبط بتراكم بروتين “أميلويد” في الدماغ. لكنّ العلاجات التي سعت إلى الحدّ من مستويات الأميلويد لم تكن نافعة، ما أدّى إلى الاعتقاد بوجود سبب آخر لهذا المرض. وتتحدّث الدراسة الجديدة عن الحديد بوصفه “الجاني الخفي”.
وللحديد خاصيّة مهمّة، إذ يساعد أجسامنا على إنتاج الطاقة. من جهة أخرى، يمكن أن يضر بالخلايا العصبية في حال صدئ بسبب الأوكسجين.
واستخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس مستويات الحديد في الدماغ، واكتشفوا أنّ الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الحديد في الدماغ تتدهور حالتهم المعرفية بسرعة في حال أضيفت إلى نسب عالية أيضاً من الأميلويد. لكن في حال انخفضت نسبة الحديد، يكون الدماغ مستقرّاً، ما يعني أن ارتفاع نسبة الحديد هو السبب الحقيقي وراء التدهور السريع لمرضى الألزهايمر.
ويؤكّد الباحثون أنّ كميّة الحديد في الدماغ لا علاقة لها بنسبة استهلاك الحديد في الدم، أي أنّه لا يتوجّب على الناس التقليل من تناول الحديد. فنسبة الحديد في الدم ليست مؤشّراً على خطر الألزهايمر. ويقول الباحث الرئيسي في الدراسة، سكوت أيتون، (من معهد فلوري للعلوم العصبية في جامعة ملبورن): “ما من دليل على أنّ كمية الحديد في الدم لها أي تأثير على كمية الحديد في الدماغ”. يضيف أن الحديد مهم جداً في توليد الطاقة، لكنّه أيضاً سلاح ذو حدّين، إذ إن الصدأ قد يؤدي إلى موت الخلايا العصبية في الدماغ.
البحث عن سبب الإصابة بالألزهايمر قد اكتسب أهمية حين اكتشف باحثون من معهد البحوث، التابع لجامعة ملبورن، أن لدى المرضى مستويات عالية من بروتين “أميلويد” في الدماغ، من دون أن يكون لديهم أيّ علامات على الخرف أو فقدان الذاكرة أو ضعف الإدراك، وهي من عوارض الألزهايمر. من هنا، ربطت الدراسة الجديدة بين صدأ الحديد ومرض الألزهايمر، بسبب التلف الذي يسببه الصدأ في الخلايا العصبية.
هل يمكن أن تساهم الأدوية المضادة للحديد في علاج الألزهايمر؟ هذا ما يسعى الباحثون إلى معرفته، فقد ثبت أن العقارات المضادة للحديد أدّت إلى بطء تطوّر أمراض مثل الباركنسون. ويُنتظر إجراء أبحاث جديدة للتأكد من فعالية هذا العقار وغيره.
المصدر: العربي الجديد