يحذر العلماء من خطر تعاظم قوة الأعاصير في المستقبل على غرار «هارفي» الذي ضرب ولاية تكساس الأمريكية السبت وتسبب في فيضانات كارثية، بدفع مزيد من الاحترار المناخي غير أن وتيرة هذه الظواهر ليست مرشحة للازدياد.
-القرن العشرون: مواضع غموض
بسبب النقص في بيانات الأقمار الاصطناعية على المستوى العالمي قبل عام 1970، من غير الممكن التحدث عن مسار تطور نشاط الأعاصير خلال القرن العشرين. فقبل وضع نظام مراقبة كامل بالأقمار الاصطناعية، مرت أعاصير عدة مرور الكرام في الماضي خصوصا في حال لم تطاول الأراضي على سبيل المثال. وهذا الأمر يفسر ضعف البيانات الإحصائية والمقاربة الحذرة من العلماء.
وتظهر نماذج المحاكاة المعلوماتية لوضع المناخ في القرن الحادي والعشرين تعاظما محتملا لقوة الأعاصير (الرياح والأمطار) مع تراجع محتمل لوتيرتها على مستوى العالم.
وتوضح فاليري ماسون ديلموت العضو في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن «أعاصير بقوة أكبر هي إحدى التبعات المتوقعة للتغير المناخي». وتقول خبيرة المناخ «كلما ارتفعت حرارة المياه ومعدل الرطوبة، كانت الأعاصير أقوى. وهذان العنصران باتا أقوى بفعل زيادة مفعول غازات الدفيئة»، مضيفة «نعتبر أن ثمة زيادة 7 ٪ في الرطوبة في الغلاف الجوي مع كل زيادة بدرجة واحدة للاحترار المناخي».
يمثل ارتفاع مستوى المحيطات أحد مؤشرات الاحترار المناخي العالمي. والارتفاع المتبدل تبعا للمناطق في العالم، كان في المعدل بواقع 20 سنتيمترا في القرن العشرين وقد يقرب من متر بحلول سنة 2100.
وتنتج الأعاصير أيضا أمواجا تولّد كوارث مد عاصفي. ويساهم هذان الأثران مجتمعين في تعريض مزيد من المنشآت والسكان على السواحل للخطر.
وتظهر بحوث أوردتها هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أن «خط العرض الذي بلغت فيه الأعاصير قوتها القصوى انتقل في اتجاه المناطق القطبية خلال السنوات الـ35 الماضية في نصفي الكرة الأرضية».
هذا الأمر قد يكون متصلا بتوسع الحزام الاستوائي أي المناطق الواقعة على جانبي خط الاستواء حيث يسود مناخ حار ورطب.
وتشير هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية إلى أن نشاط الأعاصير في المحيط الأطلسي الشمالي قد يجعل البحر الكاريبي وخليج المكسيك «أكثر هدوءا على حساب الساحل الشرقي للولايات المتحدة» غير أن هذا المنحى يجب أن يثبت بدراسات أخرى.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية