أعلن رئيس هيئة العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان العامة الروسية الفريق أول سيرغي رودسكوي، الجمعة، أن سلاح الجو الروسي شنّ 90 ألف ضربة جوية منذ بدء عمليته في سوريا ضد الإرهابيين، مدمراَ نظام القيادة وبنى تحتية في العمق. وقال رودسكوي، خلال اجتماع طاولة مستديرة تحت عنوان ” خبرة استخدام القوات المسلحة الروسية في الجمهورية العربية السورية” في إطار منتدى “ارميا 2017” “قامت القوات الجوية – الفضائية الروسية منذ بدء عملياتها في سوريا بأكثر من 28 ألف طلعة قتالية وشنت قرابة 90 ألف ضربة جوية”. وأضاف متابعاً ” “تم قطع جميع الطرق الرئيسية لتزويد المسلحين بالأسلحة والذخائر، وبالتالي فقدت التنظيمات الإرهابية دعما ماليا من بيع المنتجات النفطية بشكل غير قانوني”. ووفقاً لرودسكوي تستخدم، لتدمير أهم أهداف الإرهابيين، صواريخ مجنحة يبلغ مدى طيرانها حتى 1500 كيلومتر، بالإضافة إلى طائرات إستراتيجية بعيدة المدى.
وتابع الفريق أول: “وتلعب قوات العمليات الخاصة دورا هاما في القضاء على العصابات المسلحة وحل مهام تصفية قادة الإرهابيين وتدمير منشآت العدو الأساسية الحساسة وتصحيح ضربات طائراتنا”. كما أشار رودسوي إلى الدور الهام للمستشارين العسكريين الروس الذين يقدمون دعما كبيرا لقيادة الجيش السوري في تخطيط العمليات القتالية وتدريب وحدات القوات المسلحة السورية. وفي سياق متصل لفت رودسكوي إلى أن تطور الوضع بسوريا عام 2015 كان يهدد امن روسيا، قائلاً “تقدم داعش نحو آسیا الوسطى ومنطقة القوقاز الروسية و[منطقة نهر] الفولغا كان واضحاً جداً”، مشيراً إلى أنه قبل بدء العملية العسكرية الروسية في سوريا في 30 أيلول/سبتمبر عام 2015، كان الوضع في هذا البلد حرجاً. وقال رودسوي بهذا الخصوص “كانت حكومة سوريا تخوض وحدها الأعمال العسكرية ضد الإرهاب على أراضيها، حيث كانت فصائل ما يسمى بالمعارضة المعتدلة التي اندمجت ، في الواقع مع “داعش” و “جبهة النصرة” ، تتلقى تمويلا أكثر سخاء، فضلا عن الأسلحة والذخائر من الرعاة الأجانب”.
كما ذكر رودسكوي أن الإرهابيين سيطروا في هذه الفترة على 70 بالمئة من مساحة أراضي سوريا وكانوا يتقدون في جميع الاتجاهات. وأضاف متابعا: “وفقا لتقديراتنا، وبحلول بداية عام 2015 كان هناك حوالي 4.5 ألف مواطن من روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة في صفوف “داعش” وغيرها من التنظيمات الإرهابية”. وفي سياق متصل، لفت رودسكوي، إلى أنه منذ بداية العملية العسكرية الروسية في سوريا، ازدادت مساحة الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية بأربع أضعاف – حتى 78 ألف كيلومتر مربع. وقال بهذا الخصوص “خلال العملية الروسية اتسعت رقعة الأراضي التي تسيطر عليها القوات الحكومية بأكثر من أربعة مرات من 19 إلى 78 ألف كيلومتر مربع”. ووفقاً له، فإن أعمال مجموعة القوات الروسية سمحت للقوات السورية بتغيير الوضع بشكل جذري.
كما أوضح رودسكوي “تمّت هزيمة تشكيلات المسلحين الكبيرة في منطقتي حماة وحمص، وتم تطهير محافظة اللاذقية تماما من الإرهابيين، وتحرير صرح التراث الثقافي العالمي في تدمر ومدينة حلب، عاصمة سوريا الثانية، وتم تأمين الطريق الرئيسي الذي يربط دمشق بشمال البلاد”. ووفقاً له، أعيدت حقول النفط والغاز [“جيزل” و “الشاعر و”هايان” ومغارة وأراك و”ممبردج” ] إلى سيطرة الحكومة، وتم تحرير المناطق الشمالية الشرقية من محافظة حلب إلى الغرب من خزان “بحيرة الأسد”، فضلا عن استعادة السيطرة على قطاع مسافته 181 كيلومترا على طول حدود سوريا مع العراق وقطاع آخر مسافته 195 كيلومترا على الحدود مع الأردن. وفي التطرق إلى موضع مناطق خفض التصعيد قال رودسكوي “إن إنشاء مناطق تخفيف التصعيد سمح بوقف الأعمال القتالية بين فصائل المعارضة المسلحة المعتدلة والقوات الحكومية واستقرار الوضع في المناطق الجنوبية والوسطى من سوريا”. وأعاد رودسكوي إلى الأذهان أن موضع إقامة أربع مناطق خفض التصعيد، تم التوافق عليه خلال الجولة الخامسة من محادثات أستانا [4-5 تموز/يوليو عام2017 ، مشيراً الى أن “ثلاثة من هذه المناطق – في جنوب غرب سوريا، والغوطة الشرقية في ريف دمشق وفي شمال مدينة حمص- تعمل حاليا بنشاط، وتستمر المحادثات بشأن منطقة أخرى – في محافظة إدلب”. كما ذكر رئيس هيئة العمليات العامة للأركان العامة الروسية، أن وحدات الشرطة العسكرية الروسية هي التي تقوم بمهام ضمان نظام وقف الأعمال القتالي في مناطق تخفيف التصعيد.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية