ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، جاء فيها: “بكل فخر واعتزاز نؤكد أن ما يجري في الجرود الشرقية والقلمون الغربي يثبت صحة مبدأ: جيش، شعب، مقاومة، ويرسخ العقيدة الوطنية المتعلقة بالاستراتيجية الدفاعية للبنان”.
وقال: “إن العدو الصهيوني اليوم يناقش مبادئ ردع دفاعية بعدما تفاجأ بالقفزة النوعية للمقاومة، وهذا ما يزيد من قوة ومناعة وحصانة لبنان في مواجهة أي نوايا عدوانية بغض النظر عن مصدرها. إننا نهنئ الجيش اللبناني ونبارك للبنانيين هذا الإنجاز الذي تحقق في جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك في مواجهة عصابات التكفير، وتطهير هذه المنطقة العزيزة من الزمر الداعشية وإسقاط مشروعها التخريبي والتدميري في لبنان وسوريا والعراق، وكلنا أمل بأن النصر سيستكمل، وبأن لبنان بهمة جيشه وشعبه ومقاومته لن تتمكن منه قوى الشر والفتنة والعدوان من أي جهة أتت”.
وأكد أن “لبنان سيقوم، واللبنانيون جميعا من خلال وحدتهم وبفضل دماء الشهداء الأبرار من الجيش والمقاومة، وسيعود سيدا حرا مستقلا، وسيواجه بثبات كل مخططات التجزئة والتقسيم والتوطين، وسيبقى متماسكا وموحدا ومميزا وذا رسالة رغم كل محاولات التشويش والتحريض من هنا وهناك. لذا دعوتنا لهذا العهد أن يبقى على وعده، وألا يساوم على بناء الدولة، وأن يبدأ مع هذه الحكومة وكل المؤسسات الدستورية والإدارية مسيرة نهوض حقيقي وبناء فعلي، وأن يترجم العناوين التي أطلقها، وأولها مكافحة الفساد، من محاسبة الفاسدين، ووقف الصفقات والمحاصصات إلى وقائع، لأن اللبنانيين بكل طوائفهم ومناطقهم شبعوا شعارات، بعدما باتت ثقتهم مهزوزة إن لم نقل معدومة بالدولة ومؤسساتها”.
وقال: “نعم هناك فرصة بدأتها المؤسسة العسكرية فلنغتنمها، ولتكن مواقفنا داعمة لهذه المؤسسة التي تستحق أن تشكل المحور الأساس في إعادة لم الشمل، وتضافر القوى من أجل بناء دولة تكون في مستوى طموحات اللبنانيين الذين أثبتوا مسلمين ومسيحيين أنهم طلائع الرحلة باتجاه الوطن الحاضن والدولة الراعية، وهذا ما لمسناه في وقفتهم التضامنية مع الجيش والمقاومة في معركة كل لبنان”.
وتابع: “من هنا نقول للجميع: اللبنانيون أقوياء بالطاقات والقدرات ليبنوا بلدا ويحافظوا عليه، ولكن ما ينقصهم هو طبقة سياسية نظيفة تتفاعل مع هذا الشعب وتعيش معه وتتجاوب مع مطالباته وحقوقه، وتكون حريصة على مصالحه وفي خدمته”.
أضاف: “أما في الموضوع اللبناني السوري، نؤكد حاجة البلدين لعلاقة قوية وتنسيق كامل بكل المجالات، لأن القضية قضية شعب، بعيدا عن لعبة الشعارات الانتخابية والتوظيف الإقليمي، وعلى البعض أن يتذكر أن سوريا هي معبرنا البري الوحيد، وسوق في غاية الأهمية، اضافة الى أنها شريك مقاوم بوجه عدوانية إسرائيل على لبنان والمنطقة ما يعني ضرورة حسم هذه القضية وعدم الاختباء وراء الشعارات الفارغة”.
ورأى أن “تجربة حرب المنطقة انكشفت عن إبادة شعوب وخراب أوطان، وقد سمعنا مؤخرا عن إمكانية تقارب دبلوماسي سعودي – إيراني، ولهذا نحن نرحب ونبارك أي خطوة نحو تقارب إسلامي وعربي، بل ندعو بشدة المسلمين الى قيام شراكة إسلامية سياسية واقتصادية تؤكد وحدة القضايا والمصير وتمنع النزاعات المدمرة بينهم، وخاصة أننا اليوم نعيش في أيام الله سبحانه وتعالى الذي أمرنا بالوحدة وبجمع الكلمة على ما فيه مصلحة إنساننا وأمتنا وأوطاننا”.