لم يكن الأمر ليبدو بهذا التعقيد لولا هذه الظروف الجوية، فالأصل أن مزارعي ألمانيا اعتادوا حصد محصول حبوب القمح والشعير وتخزينه عندما تصبح هذه الحبوب ناضجة.
ولكن الأمر ليس بهذه البساطة هذا العام «حيث يضطر المزارعون للتعامل مع محصولهم وكأنهم يختلسونه»، حسبما أوضح يواخيم روكفيد رئيس اتحاد مزارعي ألمانيا، الذي أشار إلى التقلبات الجوية خلال صيف هذا العام.
وأشار إلى أن دراسة الحبوب (فصلها عن القش) لم تكن ممكنة في الكثير من المناطق في ألمانيا سوى على مدى بضعة أيام قليلة.
فالأمطار المستمرة بالإضافة إلى البرد والعواصف أدت إلى انحناء السنابل واضطرت الجرارات الزراعية إلى التوقف عن العمل مؤقتا. ولم ينته المزارعون في ألمانيا حتى الآن من جني حبوبهم وتخزينها.
ولكن هناك مؤشرات الآن بالفعل على تقلص حجم محصول هذا العام من الحبوب في ألمانيا.
لقد اعتاد المزارعون في ألمانيا أن تنغص عليهم الأحوال الجوية فرحتهم بالحصاد وأن تعيق هذا الحصاد. ولكن حصاد هذا العام تحول إلى ما يشبه «لعبة أعصاب» حسبما أكد روكفيد في برلين، وهو ما جعل بعض المزارعين يقررون الانطلاق بآلات الدراسة لجني المحصول حتى وإن كان القمح مبللا، وذلك خلافا لما تقتضيه المصلحة.
وسيضطر المزارعون جراء ذلك إلى تجفيف حبوبهم بعد حصدها وذلك لتكون صالحة للتخزين، وهذا أمر يكلف المزيد من الجهد والوقت والمال.
من ناحية أخرى فإن انتظار تحسن الأحوال الجوية فترة طويلة ربما أدى إلى تراجع الجودة الطبيعية للحبوب كثيرا، مما سيضطر أصحابها لبيعها بأسعار زهيدة كأعلاف للحيوانات بدلا من بيعها للاستخدام كدقيق لصناعة الخبز.
ربما تراجع حجم محصول الحبوب في ألمانيا هذا العام إلى 44.5 مليون طن وذلك دون المتوسط العام للمرة الثانية على التوالي.
المصدر: د ب ا