هناك أجهزة تحويها أجسامنا، ولا نعلم عنها شيئاً. وتطلعنا عليها الأبحاث التي لا تتوقف في هذا المجال. ونجد أن مازال بداخلنا الكثير لم يُكتشف بعد، والموضوع دائماً هو جسدنا وطريقة أدائه.
وفي الأشهر القليلة الماضية تم الإعلان عن عضوٍ جديد في الجهاز الهضمي، يدعى المساريق “mesentery”، حسب كالفين كوفي، أستاذ جراحة العظام، وزملاؤه في مستشفى جامعة “ليمريك” بأيرلندا.
وصف كوفي ورفاقه في الورقة البحثية التي نشرت بدورية لانسيت الطبية المعروفة، تشريح العضو الجديد، الذي ساد اعتقاد سابقٌ عنه بأنه مجرد نسيج مكون من أجزاء متعددة ومنفصلة، ولا يمكن اعتباره وحدة واحدة، إلا أن النتيجة التي توصلوا لها اقترحت ترقية المساريق إلى درجة عضو كامل، يتكون من نسيج واحد متجانس، وبذلك يكون لدينا 79 عضواً، بدلاً من 78.
في وقتٍ سابق أعلن جراحان بمستشفى جامعة لوفين في بلجيكا اكتشاف رباط جديد في الركبة، يتوقعان أنه يلعب دوراً مهماً في أشهر الإصابات الرياضية الشائعة، جاءت أبحاث جديدة نشرها موقع Focus تكشف عن أعضاء جديدة في جسم الإنسان:
بعض الجينات تواصل العمل بعد الموت: أكدت دراسة نشرتها، مجلة Sciencealert سنة 2016، أن بعض الجينات تكثف أنشطتها، لمدة أربعة أيام بعد الوفاة. وجاء هذا الاكتشاف نتيجة آخر قياسات نشاط مخ مرضى تم إعلان موتهم إكلينيكياً لمدة 10 دقائق، مما جعلنا نفهم الحد الفاصل بين الحياة والموت، ذلك الحد كان في بعض النواحي المعينة أقل وضوحاً مما كنا نعتقد.
ينمو الكبد بمعدل 50٪ خلال اليوم: يعود الكبد إلى حجمه الطبيعي في الليل، وينمو بمعدل 50٪ خلال اليوم. وتحدث هذه التقلبات كل يوم وحتى الآن لم تلاحظ في أي جهاز آخر. تم اكتشاف ذلك الأمر من خلال دراسة الآلية الخلوية لدى الفئران. في الماضي ظهرت أيضاً تقلبات مماثلة عند البشر وتم توثيقها بواسطة صور موجات فوق الصوتية.
نعرف الآن أسباب حدوث الأكزيما: تمت معرفة أسباب حدوث تلك السلسلة من التفاعلات الجزيئية التي تؤدي إلى تطوير هذا الالتهاب الجلدي وحدوث الحكة: هو نقص بروتين الفيلاجرين، الذي يلعب دوراً رئيسياً في حماية خلايا البشرة، ويحدد سلسلة التغيرات الجزيئية التي تؤثر على استجابة الجلد للالتهابات.
للرئتين عمل إضافي لم نكن نعرفه: لا تمكننا من التنفس فقط، ولكن لها دور أساسي في إنتاج خلايا الدم الحمراء، تم إجراء تجربة على رئة الفئران وتم الاكتشاف أنها تنتج حوالي 10 ملايين خلية في الساعة الواحدة، أي أن الغالبية العظمى من تلك الكرات الحمراء لديهم، يتم إنتاجها من الرئتين.
وحتى الآن، كنا نعتقد أن نشأة الصفائح الدموية ترجع في الغالب إلى خلايا نخاع العظام فقط. تحتاج هذه التجربة إلى تكرارها على البشر أيضاً، ولكن هناك احتمالات جيدة تشير أن تلك الأمور قد تحدث في أجسامنا بنفس الطريقة.
تمت معرفة أسباب تساقط الشعر وتحوله إلى اللون الرمادي: تعد البروتينات العامل الرئيسي الذي يسمح لخلايا الشعر الأولية، أي الخلايا الجذعية الأولية، بالعمل والتواصل مع الخلايا الصبغية المسؤولة عن صبغ لون الشعر. (تم اكتشافها حتى الآن، في الفئران فقط).
الزائدة الدودية ليست مجرد بقية فقط من عملية التطور: تطور الإنسان في تاريخ الثدييات بشكل منفصل حوالي 30 مرة، إذا تمت دراسة مرة واحدة منهم، ندرك أنه من الصعب التخلي عن الزائدة الدودية، من وجهة النظر التطورية للحياة، يعد التخلص منها أكثر ضرراً بكثير من تركها (خاصة وأنها لا تنمو مجدداً). يمكن أن تلعب دوراً هاماً في الجهاز المناعي وتساعد أيضاً في تحفيز نمو البكتيريا النافعة داخل الأمعاء. ليست كما هو شائع، أنها من الأجزاء التي لم تعد تعمل في الجسم.
النوم القليل يؤدي إلى تآكل الدماغ: يؤدي نقص النوم المزمن إلى تنشيط الخلايا المسؤولة عن تنظيف كل ما بين نقاط الاشتباك العصبي، المسؤولة عن الاتصال بين الخلايا العصبية، قد يساعدها ذلك على التوسع والخوض فيما لا ينبغي لها.
لدينا جهاز جديد في تجويف البطن: في الواقع هو المساريقا؛ عبارة عن أغشية تغلف الأمعاء، هي موجودة بالفعل، ولكن حتى وقت قريب لم يتم اعتبارها جهازاً حقيقياً، بل بالأحرى كان يتم اعتبارها تفرعات مجزأة. وقد اكتسب ذلك الغشاء الواقي لأعضاء البطن، أهمية جديدة تفوق أضعافاً مضاعفة أهمية الغشاء البريتوني ولكن وظيفتها بالضبط لم تعرف بعد.
المخيخ لديه قوة أكبر من المعروفة عنه: كان يعتقد في السابق أن هذه المنطقة من الدماغ، والتي تشمل ما يقرب من 10٪ من حجمه، تسيطر بشكل خاص فقط على الوظائف الخارجة عن نطاق الوعي، مثل الوقوف على الأقدام أو التنفس. لكن في الواقع، يبدو أنه يشارك أيضاً في دائرة الإثابة، أي يعد واحداً من الفصوص التي توجه السلوك البشري.
للبكتيريا المعوية تأثير واسع المدى: يمكن أن يكون لها دور في الأمراض العصبية، مثل الشلل الرعاش، ومتلازمة التعب المزمن. كما يمكن أيضاً أن تسبب بعض تشوهات الأوعية الدماغية، والحالات الحادة مثل السكتة الدماغية.
المصدر: هافينغتون بوست