يشغل اسم عبدالله بن علي آل ثاني اهتمامات الإعلام الخليجي في اليومين الأخيرين، الرجل الذي بدأ التداول باسمه بعد لقاء جمعه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قصر السلام في مدينة جدة السعودية، التقى بعدها بيوم الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز في قصره في طنجة في المغرب.
ويوم أمس الخميس، استقبل الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز القطري عبدالله آل ثاني في قصره بمدينة طنجة، وفق ما نقل المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني.
ونقل القحطاني في فيديو مصوّر نشره على “تويتر” الحفاوة في الاستقبال التي حظي بها عبدالله آل ثاني، لدى وصوله إلى قصر الملك السعودي.
مقطع فيديو مختصر ل #الملك_يستقبل_عبدالله_بن_علي pic.twitter.com/snT0nWf2Xh
— سعود القحطاني (@saudq1978) August 17, 2017
اللقاء مع الملك السعودي، أتى بعد يوم واحد من لقاء مشابه جمع محمد بن سلمان بالشخصية القطرية، لتخرج بعدها قرارات ملكية بالسماح للحجاج القطريين بأداء مناسك الحج. وسرعان ما تجندت وسائل الإعلام السعودية للتركيز على الزيارة وعلى الضيف القطري.
“انفوغرافيك السعودية”، وهو جهاز يعمل وفق التوجهات والتوجيهات الرسمية للمملكة، بادر إلى إعداد “انفوغراف” يُعرّف بالرجل. ليعتمد من وسائل الإعلام والصحف السعودية وحسابات شخصيات سعودية بارزة.
وبحسب ما جاء فيه، فإن عبدالله بن علي آل ثاني هوحفيد ثالث حكام قطر الشيخ “عبدالله بن جاسم آل ثاني”، ووالده رابع حكام قطر الشيخ “علي بن عبدالله آل ثاني”، وشقيقه هو خامس حكام قطر الشيخ “أحمد بن علي آل ثاني”.
وكما الرسم، ركزّت صحيفة “سبق” مثلاً على إنجازات أفراد عائلة “بن جاسم آل ثاني” أثناء حكمهم قطر الذي امتد بين عامي 1913 و1972، والتي شملت اكتشاف أول حقل نفط بحري بالعالم، وتصدير النفط للخارج لأول مرة، وإنشاء إذاعة وتليفزيون قطر، وصكّ أول عملة قطرية، وتقديم الماء والكهرباء مجاناً للشعب القطري.
قناة “العربية” السعودية أعدت تقريراً عن الرجل وصفته فيه بأنه “سليل أسرة باني قطر الحديثة”، وقالت إنه يحظى بقبول داخل الأسرة الحاكمة في قطر.
وفي إطار الحملة نفسها حاول سعود القحطاني، المستشار في الديوان الملكي السعودي، والمقرب من محمد بن سلمان، تقديم الرجل على أنه “الأحق” بحكم قطر. فكتب في تغريدة: “ابن حاكم قطر الشيخ علي بن عبدالله بن جاسم، وأخوه أحمد حاكم قطر بعد أبيه الذي أعلن استقلال قطر، وانقلب عليه خليفة بن حمد”، في إشارة إلى جد أمير قطر الحالي.
والمعروف عن “القحطاني” أنه من يدير المخططات والحملات الإعلامية على مواقع التواصل لـ “بن سلمان”، وبالتحديد الحملة الإعلامية ضد قطر.
حسابات خليجية وصفت الحملة الإعلامية الرسمية للمملكة بأنها محاولة لتعويم الرجل، كمشروع بديل للحكم في قطر. وهو ما أراد إعلام المملكة أن يّلمح إليه كرسالة لمن يعنيهم الأمر، لتعلن المملكة بذلك تبنيها للجناح الآخر من الأسرة الحاكمة لقطر.
الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام عبدالرحمن بن حمد آل ثاني سارع إلى تبرير خلفيات الزيارة، نافياً أن يكون الرجل قد أوكل مهمة الوساطة بين قطر والسعودية. فكتب في تغريدات: “زيارة خالي الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني إلى السعودية كانت فقط بهدف حل بعض الأمور المتعلقة بممتلكاته الشخصية في حائل”.
وأضاف: “وعندما تطرق لموضوع عراقيل الحج، وجدوها فرصة أن يخرجوا من هذا المأزق، وحولوا الأمر إلى قبول وساطة”.
وبعيداً عن التبرير القطري، فإن اللقاء الأخير لعبدالله بن علي مع الملك السعودي، يعيد التركيز على ما ذكره رئيس تحرير صحيفة “رأي اليوم” عبدالباري عطوان بأن السعودية تقدم عبدالله بن علي آل ثاني بصفته أميرا لقطر، وعيد طرح تساؤل عطوان أيضاً: “هل سيكون ذلك عبر عمل عسكري؟”
المصدر: موقع المنار