رجل كبير كهامة الشهيد مصطفى بدر الدين ذلك الجهادي الكبير يغيب اليوم لكن لنا خلفه عز انتصارات ومسيرة مزنرة بثوب أمجاد. هو اسس مع كبار القادة لعز المقاومة واقتدارها منذ امد بعيد ومنذ صوت اولى طلقات المقاومة ضد “اسرائيل”، مقاومة اذاقت العدو الذل فبقي حانقا مترصدا لهذا البطل عشرات السنين مدركا حجم دوره. فللعز رجال كذو الفقار وللاسم الف معنى من إقدام وفداء ، والالقاب الكبرى ملك يديه وصنع يمينه ، واندفاعة المقاومين وثبات المجاهدين في كل سوح النزال من بركات تخطيط وتوجيه وقيادة ألفها وانصهرت بشخصيته والتصقت بتضحياته، وجها بوجه مشروع اميركي صهيوني والادوات، نحو انتصار تلو انتصار وصولا الى النصر المؤزر.
يرحل السيد مصطفى وفيما بيننا ارثه، ارث جهادي ضخم لا تسعه حدود، كما رفيق دربه وقلبه الحاج عماد.. في سدة قيادة الجبهات جلس وسار وقاد، امام العدو والمشروع الصهيوني كانت له المآثر لعشرات السنين، ولسنوات خلت في وجه العدو التكفيري، اداة المشروع نفسه، خاض نزالات كبرى حافلة.. قال منذ فترة ليست طويلة وكأنه احس بقرب نيله شرف الشهادة ونصر الشهادة، انه لن يعود من سوريا الا شهيدا او منتصرا، وبحسب ما نقل عنه مقربون انه كان يشعر دوما بمراقبة الطائرات الاسرائيلية . اذاً لقد ابى الا ان يعود كشهيد او كمحقق للنصر ، فها هو يعود من سوريا مستشهدا، لكن من قال انه لم يصنع الانتصار؟ فهو كما قال عنه البيان الذي زفه في حزب الله “عاد شهيداً ملتحفاً راية النصر الذي أسّس له عبر جهاده المرير في مواجهة الجماعات التكفيرية في سوريا والتي تشكّل رأس الحربة في المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة.”
مهما كانت الوسيلة التي تحقق بها انهاء مسيرة حياة هذا العلَم الكبير وهو ما سيعلن عن نتائجه لاحقا بعد ان اعلن حزب الله ان “انفجاراً كبيراً استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي، ما أدى إلى استشهاد الأخ القائد مصطفى بدر الدين (السيد ذو الفقار) وإصابة آخرين بجراح”، فإن الاسلوب كان “الغيلة” ووسيلة الاغتيال هي اسلوب الصهيوني والاميركي العاجز من المواجهة في الميدان، فكما يفجر التكفيري عندما يفشل في الميدان فالصهيوني والاميركي يفجر او ينفذ غارات واغتيالات ضد القادة والمدنيين عندما يفشل في المواجهة .
ومهما كانت طبيعة المنفذ فإن اعداء الشهيد الكبير معروفون … من الصهيوني والاميركي الى الادوات التكفيرية التي اذاقها ذو الفقار ببأس سيف ماض صنوف الذل والهوان.
فبالامس الامين العام قال ان النكبة الكبرى ستتحقق وبمدى اكبر من نكبة فلسطين اذا لم نواجه واذا تركناها تنجح وقد كان ذو الفقار رأس حربة في ردع النكبة الجديدة ، ونعود ايضا الى ما قاله الامين العام ان داعش صنيعة اميركية في مواجهة حزب الله ومحور المقاومة لذا كان لزاما على الشهيد القائد واخوانه، و دفاعا عن وجود المقاومة ومحور المقاومة ودفاعا عن وطننا ان يقدموا كل قطرة عرق وصولا الى كل قطرة دم فالسيد نصر الله قال للذي ما زال يناقشنا لماذا ذهبتم الى سوريا ولماذا ولماذا.. إن واشنطن وحلفاءها بحسب اقرارهم هم الذين أنشأوا جماعة داعش لمواجهة حزب الله ومحاولة تدميره .
من محاولة التدمير الى تشويه الصورة.. فبموازاة ادوات ومحاولات تدمير المقاومة محاولات حثيثة لتشويه صورتها وصورة قادتها الجهاديين.. وكما حصل مع الشهيد القائد الحاج رضوان والصاق الصفات الكاذبة به والتهم التي لا تليق الا بمطلقها كذلك تعرضت صورة الشهيد السيد ذو الفقار لتشويه الصورة بكل صنوف الدجل والتضليل التي رافقت سنوات عديدة من حياته لا سيما في المراحل الاخيرة. (راجع تقرير الموقع: مصطفى بدر الدين والعجز الاسرائيلي)
تم تصويره في الاعلام الاميركي والعربي برجل يقضي اوقاتا ممتعة في بيوت مرفهة نفيسة الاثمان تطل على الشاطئ ويخوت فارهة ويتنعم بالاموال واللهو والسهر، لكي يزيلوا عنه صورة بطل الميدان ويجردوه من رمزية القيادة الجهادية المنهمكة بألف مهمة وبهمّ وطن وأمة، ولتتوج الحملة والتشويه باتهامه بالضلوع باغتيالات سواء عبر محاكم مشوهة المصدر والمسار والهدف والى اقلام اعلامية مشبوهة الحبر والهوية ، لكن تأبى الحقائق فتظهر مجددا ساطعة معلنة عنه مجاهدا كبيرا في ميادين الحرية يقتله اعداء الامة لأن شهادته اثبتت للقاصي والداني كذب الافتراءات الاميركية والصهيونية والاقلام المأجورة.
بدر الدين الملاحق امنيا منذ عقدين ونصف والمسطرة بحقه الاتهامات القضائية “الدولية” والعقوبات الاميركية المالية والاضاليل الصحفية اكبر من كل اتهام وبشهادته انصع من كل سواد ظلم وافتراء، وها هي مسيرته دفاعا عن اوطاننا ووحدتها وتنوعها واقلياتها واكثرياتها ومن يعادي المقاومة فيها ومن يصادقها، ومن يابى الاعتراف بفضلها ومن يقر، هي مسيرة تختتم عمرَ كبيرٍ من قادتها بالحقيقة المضيئة التي لا تخفت، حقيقة الشرف الذي لا يلتفت الى اكاذيب وخيانات ، ولا تخبو المسيرة ولا تتوقف، بل تشمخ بنا وترفعنا هامة ذو الفقار مجددا ، هذا الرمز الذي سمونا به نابضاً وشهيدا، وسنسمو به مجددا وبما اسسه وخلّفه فينا في الانتصار النهائي على التكفيري وعلى الصهيوني.
المصدر: موقع المنار