تولى كبير موظفي البيت الابيض الجديد جون كيلي الاز مهامه رسميا بهدف تنظيم صفوف إدارة انهكتها الاخفاقات المتوالية ومزقتها صراعات على النفوذ، في ختام أسبوع بدا كالكابوس.
وأدى جنرال المارينز (مشاة البحرية) المتقاعد الذي تولى وزارة الأمن القومي في إدارة ترامب حتى الان، القسم الاثنين في الساعة 09.30 (13.30 ت غ).
وسيكلف كيلي البالغ 67 عاما الذي اصبح أقرب معاوني الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، بمهمة شاقة تقضي بفرض الانضباط على حكومة متزعزعة شلتها سلسلة مدوية من الخيبات السياسية والهفوات الاعلامية حتى الاسبوع الفائت.
ورغم تأكيد ترامب في تغريدة على تويتر صباح الاثنين ان “لا فوضى في البيت الأبيض!”، تعكس التعديلات المتوالية في الدائرة الأقرب إليه، بدءا بتعيين كيلي عوضا عن راينس بريبوس، شعور الادارة الفعلي بالحاجة إلى “إعادة العدادات إلى الصفر” بحسب عبارتها.
وقال ترامب اثناء مراسم اداء القسم “لا شك لدي ان الجنرال كيلي سيقوم بعمل مذهل بصفته كبيرا للموظفين. بعدما كسرت انجازاته في مجال الامن القومي جميع الارقام القياسية، والنتائج المذهلة على الحدود”.
يترتب على الرئيس الجمهوري محو الاسبوع الماضي من الاذهان، بعدما شهد انكشافا غير مسبوق للخلافات الداخلية وخصوصا إثر سيل التصريحات الحادة لمدير الاعلام الجديد انطوني سكاراموتشي بشان زملائه في البيت الابيض وتخللتها شتائم وتعابير سوقية.
ووصف خبير المال النيويوركي الثري الملقب بـ”موتش”، بريبوس قبل اعلان استقالته بانه “ملعون يعاني انفصام الشخصية ومريض بالارتياب”، قبل ان ينتقل لمهاجمة المستشار الاستراتيجي لترامب ستيف بانون.
لكن النكسة المهينة لترامب تمثلت في فشل مجلس الشيوخ في إقرار مشروعه للرعاية الصحية الرامي إلى التخلص من برنامج سلفه “اوباماكير”، رغم هيمنة الجمهوريين على مجلسي الكونغرس.
ففي انعكاس لصعوبات ترامب في مخاطبة هذه الأكثرية، كان رمزها، السناتور الجمهوري الذي يحظى باحترام كبير جون ماكين، هو من أفشل مشروع ترامب، الذي سقط بفارق صوت واحد.
الاثنين سعى ترامب الى إعادة تعبئة قاعدة معسكره، فنشر صباحا على تويتر تعليقا اراده اختصارا لانجازات الاشهر الستة لرئاسته، وقال “أعلى سوق أسهم على الاطلاق. أفضل الارقام الاقتصادية منذ سنوات، البطالة في أدنى مستوياتها منذ 17 عاما، الرواتب ترتفع، الحدود آمنة، تعيين في المحكمة العليا لا فوضى في البيت الأبيض!”
وتنتظر إدارة ترامب ورش عدة، اذ ستكرر بمختلف الأساليب محاولة تعديل برنامج الرعاية الصحية “اوباماكير” الذي يشكل أولوية للجمهوريين منذ سنوات. كما يواجه البيت الأبيض عدة ملفات دبلوماسية شديدة التعقيد، سواء كانت تتعلق بطهران او بيونغ يانغ او موسكو.
وورد آخر مثال على ذلك الاحد عند إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجوب مغادرة 755 دبلوماسيا اميركيا الاراضي الروسية، في إجراء غير مسبوق، اعتبرته واشنطن “مؤسفا وغير مبرر”.
ورغم مساعي ترامب الفعلية الى التقارب لم تنحدر العلاقات بين بلاده وروسيا الى مستواها الحالي منذ الحرب الباردة، فيما ما زالت قضية التدخل الروسي تعكر رئاسته. وكان سكاراموتشي اتهم بريبوس بالوقوف وراء تسريبات صحافية خصوصا في هذا الملف.
من هنا، لا يبدو من قبيل الصدفة اختيار جون كيلي. المسؤول الصارم والسلطوي، للامساك بزمام البيت الأبيض.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية