بعد ان ردت قطر على دول الحصار: “مطالبكم غير قابلة للتطبيق” ، فإن قطر بحسب هذه الدول “لا تدرك خطورة الموقف”.. اذاً تتجه الأزمة الخليجية بشكل تلقائي الى مزيد من التصعيد. الازمة من المتوقع ان تطول والتصعيد مفتوح على عدة احتمالات منها مزيد من تشديد الحصار الاقتصادي والتجاري، وخطوات مختلفة للضغط، وصولا ربما الى أمور دراماتيكية.
قطر اعتبرت المطالب التي قدمتها دول الحصار غير منطقية وتمس بالسيادة اذ انها ترى في تطبيقها خضوعا مذلا وموافقة على التحكم بها. هي يبدو انها ليست في وارد الرضوخ بسهولة، على الرغم من تصعيد الموقف واستعمال لهجة تخويفية لقطر امس من البيان المشترك الذي صدر في القاهرة من الدول لمقاطعة ردا على رفض مطالبها وهو رد استخدم لغة الهويل بما هو اخطر دون ان يحدد ما هو هذا الخطر حيث قال البيان “ان الموقف القطري ينم عن عدم الإدراك لخطورة الموقف “.
اذاً من المتوقع ان تتجه الأمور خليجياً الى ازمة طويلة الأمد وغير معروفة المدى، فهل سيكون هناك على الأمد البعيد تدخلات خارجية تدفع نحو تنازلات متبادلة تنهي الازمة ام يستمر التصعيد وصولا الى الانفجار؟. من اولى الخطوات المتوقعة بحسب المتابعين اخراج قطر من مجلس التعاون الخليجي وهنا نعود الى قول السفير الإماراتي لدى موسكو منذ ايام اذ قال انه اذا لم تنفذ المطلوب منها فسيقول لها الخليجيون :”وداعا قطر .. لا نريدك في خيمتنا بعد الآن”.
لائحة المطالب المقدمة الى الدوحة والتي في طليعتها ” وقف تمويل الإرهاب” و”وقف التدخل بشؤون الدول الخليجية”، زاد عليها طلب “اغلاق القاعدة العسكرية التركية الجاري إنشاؤها”. لكن يبدو ان تركيا ليست في وارد سحب التواجد العسكري وكان موقف المتحدث باسم الحكومة التركية، نعمان قورتولموش، الاثنين، أن التواجد العسكري لبلاده في قطر سيستمر” .
قطر التي لن ترضخ بسهولة للضغوط والمطالب ، تعتمد على الدعم التركي العسكري والامني والذي يبدو ثابتا ومستمرا، اضافة الى انها تعول على المنافذ الاقتصادية البديلة التي تخفف من وطأة الحصار الاقتصادي والتجاري.
ماذا عن الاميركي؟ إنه يبدو في كل الحالات مستفيدا، لذلك نراه حاليا في وضع غير آبه لتفاصيل تطور الازمة التي يعتبر كثيرون انه هو من اشعلها وحرض عليها، بحيث يستفيد من اطراف الازمة في كل الحالات. ستتصاعد خطوات الازمة ولكن هل يبقى الاميركي غير آبه او حتى يعطي الضوء الاخضر لخطوات اكثر دراماتيكية مثل التحضير لانقلاب في قطر؟.
المصدر: موقع المنار