ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة، في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، اعتبر فيها أنه “وبعد إقرار قانون الانتخاب، وانقضاء فترة العيد أعاده الله عليكم بالخير والبركة، وبعد اللقاء التشاوري والوثيقة التي صدرت عنه، بات من الضروري جدا أن ينصرف الجميع، وخصوصا هذه الحكومة إلى اندفاعة قوية، ومسيرة نوعية، في التطلع إلى قضايا الناس، ومعالجة شؤونهم الحياتية والاجتماعية والأمنية، لأن ما نشهده، وما نعيشه، يشكل حالة ضاغطة على المستويات كافة، ويؤشر إلى أوضاع اقتصادية صعبة وأمنية متفجرة ينبغي التصدي لها من خلال خطط وبرامج تنموية ومشاريع استثمارية، ولا سيما في المناطق التي تشكو الإهمال وترزح تحت وطأة البطالة والحرمان، في ظل نزوح سوري يشكل قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه الجميع، إذا لم تتم معالجته”.
ودعا المفتي قبلان الجميع “إلى التخفيف من حدة الخطاب السياسي، وتجنب ما يثير الحساسيات الطائفية والمذهبية، واعتماد مسار إنمائي وطني شامل، يشعر الناس بشيء من الاستقرار الاجتماعي، بعدما شبعوا من السياسيين ونزاعاتهم، ومن الطائفيين وصراعاتهم، فالبلد بأسره أصبح بحاجة إلى التهدئة، وإلى التعقل، وإلى البحث في ما يطلق عجلة الدولة، بما تعني من خدمات وتطوير في الإدارة والمؤسسات، وإنجاز الموازنة، وإقرار سلسلة الرتب والرواتب، وتفعيل المراقبة والمحاسبة، ووقف الهدر، ومكافحة الفساد، ومحاسبة الفاسدين، لأن من يطمح إلى بناء دولة، عليه أن يبدأ أولا بمحاربة الفساد، وتطبيق القانون على الجميع، من دون محسوبيات وخارج كل الاعتبارات الطائفية والمذهبية”.
ورأى ان “البلد بحاجة إلى ورشة كبرى، وطنية إنمائية إنتاجية اقتصادية، فالهموم كبيرة، والمشاكل كثيرة، والتلهي بما لا يخدم المصلحة الوطنية ينذر بكوارث اجتماعية، ويضع البلد على شفير الهاوية. لذا نشدد ونقول للجميع اهتموا بما ينعش البلد، ويرفع من معدل النمو، التفتوا إلى مشكلة الكهرباء، عالجوا البيئة، أوقفوا الصفقات، ابنوا دولة، وثبتوا وجودها من خلال تعزيز القوى الأمنية والعسكرية، ادعموا الجيش اللبناني الذي نفخر بما يقدمه من تضحيات، ونهنئه على ما يقوم به من عمليات نوعية في تصديه ومواجهته لجماعات التكفير والإرهاب، وآخرها ما جرى اليوم في عرسال، اخرجوا من عقلية المزارع والكانتونات الطائفية والمذهبية، إذا كنتم فعلا تريدون لبنان وطنا بكل معايير الوحدة والديمقراطية والانفتاح والتعايش والمشاركة”.
واضاف”نعم، إذا كنتم تريدون لبنان واحدا، وواحة أمن واستقرار تنازلوا من أجله، ومن أجل ناسه، تعاونوا وكونوا معا في العمل الذي يعود على لبنان واللبنانيين بالخير والأمان، تكاتفوا من أجل أن ننهض ونقوى ونتمكن من مواجهة التحديات الكبرى المحيطة بنا، وخصوصا ما قد يتأتى بعد سقوط “داعش” في العراق، وما قد تكون عليه خريطة المنطقة بعد هذا الذي يجري في اليمن والخليج”.
وقال “بمناسبة سقوط دولة المنافقين والمتآمرين على الإسلام والمسلمين في العراق، نتوجه بالتهنئة والمباركة لأهلنا في العراق، بهذا النصر الكبير، آملين من القيادات العراقية أن ترقى إلى المستوى الذي يمكنهم جميعا من إعادة بناء العراق، والنهوض به كدولة واحدة موحدة، دولة مواطنة وأمن وأمان؛ كما نأمل أن يستكمل هذا النصر في سوريا، وذلك بالقضاء نهائيا على عصابات الإرهاب والتكفير، كي تعود سوريا إلى موقعها الريادي في التصدي، وإعادة لم الشمل، وإجراء مصالحة عربية إسلامية كاملة وشاملة، بالتنسيق والتواصل مع الجمهورية الإسلامية في إيران التي لن تكون إلا سندا لهذه الأمة وعضدا لها”.
وتطرق المفتي إلى موضوع إطلاق النار في المناسبات بالقول “ما جرى بالأمس إثر صدور نتائج الامتحانات الرسمية في بعض المناطق اللبنانية من إطلاق للأعيرة النارية أدى إلى وقوع جرحى وسقوط بعض الضحايا لهو أمر مشين، ويدعو إلى الاشمئزاز، وينم عن حالة جهل وتخلف نحن نستنكرها وندينها”، مطالباً الجميع بـ “الإقلاع عن مثل هذه العادات السيئة، وليكن التعبير في مناسبات الفرح أو الحزن بما يدلل على أننا إنسانيون حضاريون، فلا نقدم على أي عمل قد يسيء لنا ولأهلنا ولديننا ولوطننا”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام