يبدأ الكثيرون صباحهم بتناول فنجان من القهوة التي لا يستطيعون الاستغناء عنها، لكن في حال كنت تحصل على قهوتك الخاصة من إثيوبيا فإن هذه الدراسة تهمك.
فقد حذر العلماء من خلال دراسة نشرت من أن التغير المناخي يمكنه أن يقضي على نصف إنتاج البن الإثيوبي.
وبحلول نهاية هذا القرن، فإن ارتفاع الحرارة بمعدل 4 درجات مئوية بحلول نهاية القرن الحالي، وفق ما توقعته الدراسة، قد يجعل من المستحيل زراعة البن في حوالي نصف مساحة زراعة البن في إثيوبيا، وهي مسقط رأس هذه النبتة، بحسب ما ذكره التقرير الذي نشر في “Nature Plants”.
ويعود هذا الأمر إلى أن نبات البن العربي عالي الجودة، الذي يزرع في إثيوبيا، يتطلب درجات حرارة منخفضة للبقاء على قيد الحياة، إلا أن الدراسات المناخية ترجح أن تصبح إثيوبيا أكثر دفئا وجفافا، وهو ما يعني أن 40% إلى 60% من المناطق التي يزرع فيها البن حاليا لن تكون مناسبة لهذه الزراعة بحلول نهاية القرن.
ويضر تغير المناخ فعليا بمزارعي البن في إثيوبيا، حيث أصبحت الأيام والليالي أكثر دفئا فضلا عن أنه أصبح من الصعب التنبؤ بحالة الطقس.
وتعد إثيوبيا أكبر منتج للبن في أفريقيا وخامس أكبر مصدر للبن في العالم، وتوفر القهوة سبل العيش لما يقارب 15 مليون إثيوبي، يمثلون 16% من عدد السكان.
ولكن هناك طريقة يمكن لإثيوبيا اعتمادها استعدادا لمواجهة هذه المشكلة، حيث وجدت الدراسة أن ارتفاع الحرارة سيجعل من المناطق المرتفعة مساحات ملائمة لزراعة القهوة في المستقبل، وفي حال تم الانتقال إلى هذه المناطق بالتزامن مع بذل الجهود للمحافظة على الغابات وإعادة الحياة إليها، قد يكون ممكنا زيادة المساحات الملائمة لزراعة البن في أثيوبيا أربعة أضعاف ونصف.
إلا أن ذلك يحتاج إلى اتخاذ الدولة الاجراءات اللازمة نظرا إلى أن الملايين من المزارعين لا يمكنهم أخذ محاصيلهم والانتقال إلى أراض لا يملكونها، لذلك يرى القائمون على الدراسة أن “التقاعس عن فعل شيء سيكون كارثيا بالنسبة لقطاع إنتاج القهوة في إثيوبيا على المدى البعيد”.
المصدر: روسيا اليوم