عكر الخلاف الدبلوماسي المتصاعد بين قطر وعدد من الدول في الشرق الأوسط صفو سوق تجارة الغاز الطبيعي المسال، وتسبب في تغيير ناقلة واحدة على الأقل مسارها إلى جانب ارتفاع أسعار الغاز في بريطانيا.
وقطعت السعودية والإمارات ومصر ودول أخرى هذا الأسبوع العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، متهمين الدوحة برعاية «الإرهاب».
وفي واحدة من أولى الإشارات على الأثر الذي لحق بسوق الغاز الطبيعي المسال، أرسلت «رويال داتش شل» شحنة بديلة من الغاز الطبيعي المسال مصدرها الولايات المتحدة إلى دبي، بعد أن حظرت الإمارات دخول السفن القطرية إلى موانئها.
وتنتظر 17 ناقلة غاز طبيعي مسال قبالة الساحل المطل على منشأة تصدير الغاز الطبيعي المسال في راس لفان في قطر، ارتفاعا من سبع يوم الإثنين الماضي.
وارتفعت أسعار الغاز في المملكة المتحدة أمس الأول حيث قفز السعر في «ناشونال بالانسينغ بوينت» لشهر يوليو/تموز أكثر من 4.5 في المئة، بعدما غيرت ناقلتان قطريتان مسارهما وكانتا ستتوجهان على الأرجح إلى بريطانيا حسب بيانات رويترز الملاحية. ولم يتضح لماذا غيرت الناقلتان مسارهما، غير أن تجارا قالوا أنهما ربما اتجها للدوران حول قارة أفريقيا بدلا من عبور قناة السويس التي كان من المنتظر أن يعبرا من خلالها. ويخشى تجار من أن مصر قد تمنع ناقلات تحمل شحنات قطرية من استخدام القناة على الرغم من أنها مرتبطة بمعاهدات دولية بعدم إغلاق الممر الملاحي.
وما زال المحللون لا يرون أي تعطل في الإمدادات في سوق الغاز الطبيعي المسال على الرغم من دور قطر كأكبر منتج في العالم.
وقال تيودرو مايكل، كبير محللي الغاز الطبيعي المسال لدى «جينسكيب» لبيانات الطاقة «مصر والإمارات فقط تقاطعان الشحنات القطرية، ومن ثم فإنهما البلدان الوحيدان اللذان قد يشهدان إحلال كميات أمريكية محل القطرية».
بيد أن مصر ما زالت تشتري الغاز الطبيعي المسال القطري الذي تجلبه شركات تجارة مثل «ترافيغورا» و»جلينكور» و»فيتول» التي تحصل على ملكية الشحنات في الميناء القطري ولا تستخدم ناقلات قطرية، حسبما قال محللون وتجار. وقال مصدر ان أربع ناقلات من المتوقع أن تسلم غازا قطريا مسالا إلى مصر خلال الأسبوعين المقبلين.
وقال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن الإمارات تستغل وضعا تجاريا كأداة سياسية، لافتا إلى أن 40 في المئة من الكهرباء الإماراتية تعتمد على الغاز الطبيعي من قطر.
ومع تطبيق الحظر تحركت ناقلات الغاز المسال القطرية التي كانت راسية قبالة ميناء الفجيرة في الإمارات قبل القطيعة الدبلوماسية من أماكنها.
ولدى «شل» اتفاق لتزويد «هيئة دبي للتجهيزات» بالغاز المسال الذي عادة ما تجلبه من قطر نظرا لقربها. لكن حظر دخول السفن القطرية إلى موانئ الإمارات العربية المتحدة اضطر الشركة إلى توريد الغاز من مصدر بديل.
وكانت الناقلة «مران غاز أمفيبوليس»، المحملة بنحو 163 ألفا و500 متر مكعب من الغاز المسال المنتَج في الولايات المتحدة، متجهة إلى ميناء الأحمدي الكويتي في البداية، لكنها غيرت مسارها يوم الأربعاء لتتجه إلى ميناء جبل علي في دبي.
وأظهرت البيانات أن الناقلة تقوم حاليا بتفريغ حمولتها في مرفأ الاستيراد العائم التابع لـ»هيئة دبي للتجهيزات» في جبل علي.
وقال روبرت إنيسون، مدير عام إدراة الغاز الطبيعي المسال العالمي لدى «آي.إتش.إس ماركت» في هيوستون ان «شل بصفتها أكبر متعامل في الغاز الطبيعي المسال سيكون لديها احتمال كبير لإدارة بعض ذلك… وقف الصادرات القطرية، سواء عبر خطوط الأنابيب أو الغاز الطبيعي المسال سيكون مصدر تعطل كبير في أسواق الغاز العالمية. نعتقد أن هذا غير مرجح».
المصدر: القدس العربي