اكد نائب امين عام حركة الوفاق الشيخ حسين الديهي ان شعب البحرين لا يساوم على دينه، ولا يقبل أو يسكت على اضطهاده وظلمه، وأن كرامته وعزته لا مجاملة فيها، مهما تلونت الأساليب أو قسى بطش النظام.
وقال في خطاب القاه اليوم إن ميدان الفداء لم ينتهِ ولم ينجح النظام في القضاء عليه، وقد حقق أهدافه ونجح مشروعه في صيانة العزة والكرامة وحماية الدين والمرجعية الدينية، وكم أُذِلَّ النظام وأدواته أمام صمود المرابطين والأهالي المحاصرين في الدراز التي أبت إلا أن تتشرف بوسام المرابطة والفداء، وهاهي نتائج اعتصام ميدان الفداء ستنعكس على مستقبل البحرين السياسي والاجتماعي.
واضاف سماحته ان النظام أمام حجم التحدي الكبير، يسعى من خلال احكام القبضة الأمنية، والتي تعيد للأذهان ما تورّط به من جرائم في فترة الطوارئ 2011، أن يضرب الوحدة المجتمعية ويجعل من الحرمان من الحقوق والحريات الأساسية، بما فيها الحقوق الإقتصادية، وتهديد المواطنين في أمنهم وحياتهم أو استهدافهم في أقبية السجون بالتعذيب أداة لتمزيق النسيج المجتمعي، وينشر أجواء الرعب والخوف، ويضرب عناصر القوة المجتمعية؛ لذا فإنّنا ندعو إلى مواجهة هذه الأساليب الرخيصة بمزيد من رص الصف والتلاحم وتفعيل مبدأ التكافل الاجتماعي في رعاية العوائل المتضررة، واحتضان الشباب المطاردين، الذين هم عنوان هذه الثورة، وفي هذا السياق فإنّنا ندعو لفضح وعزل كل من يتآمر مع النظام في تبرير جرائمه والرقص على جراحنا معه.
واعتبر انّ الخطر مازال محدقا تجاه آية الله قاسم والطائفة الشيعية في البحرين، ومايجري الآن ينذر بتحويل واقع الحريات الدينية والحقوق والحريات الأساسية للمسلمين الشيعة إلى واقع أسوأ مما هو عليه الآن، كما لا نستبعد أن يطلق النظام اليد الأمنية وآلة القمع تجاه الأغلبية السياسية والشعبية بكل قسوة، خصوصا بعد توفير الغطاء الدستوري للقضاء العسكري لتبرير محاكمة المدنيين عسكريا وارتكاب الجرائم والانتهاكات بحقهم.
واكد الشيخ الديهي إنّ المخرجات السياسية للاقتحام الدموي لميدان الفداء في الدراز كلها في صالح الشعب، والنظام في إرتكابه للمجزرة خسر كل الرهانات، وأضاف سقوطاً جديداً لسجله الاخلاقي والحقوقي الأسود، ولازالت دماء شهداء الفداء تجري في عروق الكثيريين من شعب البحرين، المستعدين للتضحية في سبيل الدفاع عن قيمهم ومطالبهم ومعتقداتهم؛ وإنّ هذا الشعب لم ولن يوقع لكم على صك العبودية والذل والهوان.
كما أنّ الإيغال في الدم الحرام والظلم والبطش والفجور في الخصومة، لا يحسمان معركة، والصراع من أجل الدفاع عن احترام الخصوصية الدينية ونيل الحرية والكرامة، لا يعرف حجماً للتضحيات، ومن يعرف شعب البحرين يعرف أن الاقتحام الغاشم لميدان الفداء يزيده قوة وعزيمةً وإصراراً لمواصلة الدرب جيلاً بعد جيل.
المصدر: موقع المنار