يوم ماً قال آية الله الشيخ عيسى قاسم مخاطباُ المجرمين في بلاده: ستعجزون ولن نعجز! جرى التساؤل يومها علام يعوّل آية الله قاسم مع شعب أنهكته السلمية وما تزحزح عنها، ونخر جسد رصاص البطش دون أن يسقطه من الساحات.
اليوم بعد الإعلان عن شهداء الفداء، وتداول النشطاء لمواقفهم وأحاديثهم ومكالمتهم البطولية الأخيرة وثباتهم في الساحة التي قرووا فيها وبملء الإرادة أن: لاتراجع مهما كان الثمن، حتى كانت أرواحهم ودمائهم هي الثمن، بدا ما كان يراهن آية الله قاسم.
لقد أعجز شهداء الفداء قتلتهم وكل وسائل بطشهم، وكل إجراءاتهم القمعية، وقوانينهم الظالمة، وما ركعوا وما تخلوا عن قيادتهم.
صور البطولة البحرانية الأصيلة، وصور الثبات والعزم والحزم أن لا تراجع حتى الشهادة، تتجلى اليوم مع شهيد أعلن عن اسمه اليوم هو الشهيد محمد عبدالكريم العكري.
قبيل استشهاد أجرى الشهيد آخر مكالمته، كانت مع شقيقه، وطلب الشهيد أن يجري تسجيل المكالمة، فماذا قال؟
-ألوو..أنا محمد أخوك، هل المكالمة مسجلة؟
-نعم، ماذا تريد؟
-هل أنت متأكد أنها مسجلة لديك؟
-نعم هي تسجل بشكل تلقائي.
-أنا من المحتمل أن أستشهد!
-ماذا؟!
-اترك المكالمة تسجل واسمعني:
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأشهد لك يا أمي أنك قمتي بتربيتي أحسن تربية وتعبتي من أجلي و وثقتي بي…وأن أبي كذلك رباني أحسن تربية.
وإن شاء الله الآن أكون أهلاً للمسؤولية التي أوليتموني إياها.
نحن الآن محاصرون أمام منزل الشيخ وهم يطلقون علينا ويمكن أن نستشهد في أي وقت.
أتمنى أن تسامحوني وأن لا تحزنوا عليَّ ولا تبكون عليَّ فإني شهيد استأنسوا من أجلي ولا أحد يبكي عليَّ استأنسوا وادعو إليَّ سامحوني في أمان الله.
وفي هذه اللحظة ارتفعت أصوات البنادق وانتهت المحادثة.
المصدر: موقع المنار