تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين 22-05-2017 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها زيارة الرئيس الاميركي ترامب للرياض وخطابه مع الملك السعودي المتوافق مع مفهوم الأمن «الإسرائيلي» باعتبار إيران مصدر الخطر الأول على الاستقرار في المنطقة ومحليا عودة عجلة المساعي في ميدان البحث عن توافق على قانون انتخاب جديد.
الأخبار
ترامب أخذ المال… وقدّم النصائح
وكتبت الأخبار :«وظائف، وظائف، وظائف»، بهذه الكلمات لمعت عينا دونالد ترامب وهو يوقّع العقود الخيالية في الرياض. احتفالات باذخة أرادها حكام المملكة لضيفهم الاستثنائي، فيما هو لم يرَ فيهم سوى بقرة حلوب لاقتصاد بلاده وشركاته. ترامب لم يفعل سوى ما وعد به قبيل نجاحه في الانتخابات الرئاسية: «على دول الخليج أن تدفع». وها هي «دُرّة» الممالك والإمارات تُسارع إلى تخصيص مليارات الدولارات لرجل الأعمال الأميركي… مقابل ماذا؟ مقابل «التزام بأمنهم»، فهو «لن يسحق عدوّهم نيابة عنهم». الأذلاء العرب استمعوا إلى خطابات «أمير المؤمنين» القادم من خلف المحيط، متوقّعين وعوداً بأفعال، لكن ترامب سيحمل أموالهم ويطير بها نحو تل أبيب، حيث الحلف الحقيقي. سلمان بن عبد العزيز وحاشيته لم يعكّروا مزاج ضيفهم ــ ابن المنزل ــ بكلمة عن إسرائيل أو القدس، لا بل إن خادم الحرمين الشريفين رأى أمامه أنّ إيران تشكل رأس حربة الارهاب العالمي منذ ثورتها عام 1979. لم تكن إسرائيل قد «وُلدت» بعد. معذور ديكتاتور مملكة القهر، ففي قمة النذالة لا مكان لفلسطين.
حفلت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية بمحطات كثيرة «هائلة» ــ على حدّ تعبيره ــ ستترك وقعاً كبيراً ودائماً عليه طيلة فترة رئاسته، ما يضع الدول الأخرى التي قد تستقبله أمام امتحان التمثّل بالمملكة، لجهة حبّه للمظاهر، إن من خلال الاحتفالات الضخمة التي رافقت الزيارة، أو السلالم الكهربائية الذهبية التي وضعت خصيصاً لأجله، أو القمة التي دُعي إليها 50 مسؤولاً من الدول الإسلامية، أو حتى من خلال الصفقات التجارية التي عقدها. كلّ ما قد يتمنّاه ترامب جمعته السعودية في مكان واحد، على مدى يومين.
بدأ يوم الرئيس الأميركي الأول باستقبال فخم، وانتهى باحتفال مليء بالتفاخر، ولكن ليس قبل أن يوقّع والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز عدداً من الاتفاقات وصلت قيمتها إلى أكثر من 380 مليار دولار، تطال المشاريع الدبلوماسية والحكومية والتجارية، بما فيها صفقة أسلحة تصل قيمتها إلى 110 مليارات دولار. هذه الأخيرة تمّ توقيعها في حفل أقيم بعد ساعات على هبوط طائرة «إير فورس وان» في الرياض، حيث كان في استقبال ترامب عرض من الطائرات النفاثة، وأصوات المدافع وقرع الطبول.
وصف الرئيس الأميركي يومه الأول في السعودية بـ«الهائل»، وذلك لدى توقّفه عند الصفقة الدفاعية. «مئات مليارات الدولارات كاستثمارات في الولايات المتحدة ووظائف، وظائف، وظائف»، قال ترامب وفقاً لتقرير صادر عن البيت الأبيض. «كان هذا يوماً هائلاً. استثمارات هائلة في الولايات المتحدة».
الوظائف مقابل الالتزام
وتعقيباً على ذلك، صرّح البيت الأبيض في بيان، بأن الاتفاق «سيخلق وظائف في الوقت الذي يجري فيه تأكيد التزام الولايات المتحدة بالمملكة العربية السعودية». وأضاف أن «هذا الاتفاق سيزيد من قدرات السعودية الدفاعية، ويعزّز معداتها وخدماتها في وجه الجماعات الإرهابية وإيران»، وفقاً لمسؤولين.
فضلاً عن ذلك، كشف الطرفان عن «الإعلان عن الرؤية الإستراتيجية المشتركة». وتنص تفاصيل الاتفاق على إنشاء «مجموعة استشارية» ستتعاون من أجل «محاربة الإرهاب العنيف، وتعطيل تمويل الإرهاب، وتعزيز التعاون الدفاعي»، وذلك وفق بيان صادر عن البيت الأبيض أيضاً. وبحسب البيان، فإن الرئيس الأميركي والملك السعودي، أو من ينوب عنهما، سيجتمعان على الأقل مرة كل عام من أجل مناقشة استراتيجيات جديدة.
اليوم الثاني من الزيارة كان مناسبة ليحاضر الرئيس الأميركي في قادة الدول الإسلامية في «كيفية محاربة الإرهاب»، مانحاً السعودية ما تريده من إيذان بالعودة إلى ما قبل حقبة الرئيس باراك أوباما من «سياسة عزل إيران». فقد بدت القمة الأميركية ــ الإسلامية، التي عُقدت أمس، كأنها مصمّمة لعزل إيران، وهو ما وقف عنده عدد من الوسائل الأميركية، التي أشارت إلى أن الملك سلمان والرئيس دونالد ترامب استخدما كلماتهما لهذه الغاية. بدأت القمة بخطاب سلمان الذي وصف فيه إيران بأنها «رأس حربة الإرهاب العالمي»، ليبادله بعدها ترامب بخطاب استمرّ 30 دقيقة، حمّل فيه إيران مسؤولية «الإرهاب العالمي»، ودعا الدول العربية والإسلامية إلى عزل الجمهورية الإسلامية.
وقال الرئيس الأميركي إن «إيران مسؤولة عن تدريب جماعات مسلّحة في الحرب في سوريا واليمن والعراق». وبالنسبة إلى النفوذ الإيراني، قال ترامب إن «الحكومة التي تمنح الإرهابيين مأوى آمناً ودعماً مالياً… هي المسؤولة عن هذا المستوى من انعدام الاستقرار في هذه المنطقة. أنا أتحدث بالطبع عن إيران. من لبنان الى العراق واليمن، إيران تموّل التسليح وتدرّب الإرهابيين والميليشيات وجماعات متطرفة أخرى تنشر الدمار والفوضى في أنحاء المنطقة». وأضاف: «إنها حكومة تتحدث علناً عن القتل الجماعي، وتتوعّد بتدمير إسرائيل وموت أميركا، والخراب للعديد من الزعماء والشعوب الموجودين في هذه الغرفة».
ورأى ترامب أن «داعش والقاعدة وحزب الله وحركة حماس يُمثلون تهديداً إرهابياً للمنطقة»، مضيفاً أن «حماس وداعش وحزب الله أشكال مختلفة من الإرهاب، ليس فقط في عدد القتلى بل هناك أحلام أجيال تلاشت بسببهم».
وفي السياق، عقّب ترامب على ما تقدم، داعياً المجتمع الدولي إلى عزل إيران «حتى يصبح النظام الإيراني مستعداً للشراكة من أجل السلام». وقال: «على كل الدول التي تملك ضميراً أن تعمل معاً لعزل إيران».
من جهة أخرى، دعا قادة الدول الإسلامية إلى «ممارسة التسامح واحترام بعضها بعضاً»، وذلك غداة توقيع صفقة أسلحة بـ110 مليارات دولار مع السعودية، إحدى الدول التي كان قد وصفها غير مرة بـ«الداعمة للإرهاب».
وكان خطابه هذا مثيراً للصدمة بالنسبة إلى مختلف المراقبين الذين كانوا يطالعون تصريحات ترامب السابقة عن الإسلام. «الصورة كانت صادمة وأيضاً الكلمات، بما فيها الكلمات التي لم تقل»، عقّبت شبكة «آي بي سي نيوز» على خطابه، مشيرة إلى ما كان قد أدلى به عندما كان مرشحاً، حين قال إن «الإسلام يكرهنا»، وحينها أيضاً صوّر الحرب على الإرهاب كصراع حضارات. ترامب غيّر النغمة، أمس، معتمداً خطاباً معدّاً، قال فيه إن «الإرهابيين لا يتبعون الله، إنهم يتبعون الموت»، مضيفاً أن «هذه ليست معركة بين ديانات مختلفة، وطوائف مختلفة وحضارات مختلفة، إنها معركة بين المجرمين الهمجيين، الذين يسعون إلى إلغاء حياة الإنسان والناس الجيّدين باسم الدين، والناس الذين يريدون حماية الحياة وحماية دينهم».
الرئيس الأميركي حثّ، في كلمته، البلدان الإسلامية على قيادة جهود محاربة التطرف. وفيما أكد أن «أميركا جاهزة للوقوف معكم»، أضاف أن «دول الشرق الأوسط لا يمكنها أن تنتظر القوة الأميركية كي تسحق هذا العدو من أجلها». ورأى أن على هذه الدول أن «تقرر ما هو المستقبل الذي تريده لنفسها، لدولها، ولأولادها». وقال: «المستقبل الأفضل ممكن فقط إذا أخرجت دولكم الإرهابيين والمتطرفين»، مضيفاً: «أخرجوهم، أخرجوهم من أماكنكم ومن أماكن عبادتكم، أخرجوهم من مجتمعاتكم، أخرجوهم من الأرض المقدسة، وأخرجوهم من الأرض».
وركّز ترامب على تمويل الجماعات المتطرفة، معلناً عن خطط لإبرام اتفاقية بين الولايات المتحدة ودول الخليج «لمنع تمويل الإرهاب» وإنشاء «المركز العالمي لمكافحة التطرف» الذي تتشارك الرياض وواشنطن في رئاسته.
وفيما كان ترامب قد سخر، خلال حملته الانتخابية، من رفض الرئيس باراك أوباما استخدام عبارة «الإرهابي الإسلامي الراديكالي»، فقد عمد إلى تكرارها بعد انتخابه، على الرغم من مطالبات مسؤولين في إدارته بعدم اعتمادها. إلا أن المفارقة، أمس، أنه لم يستخدم هذه الكلمات، على الرغم من أنه أشار بشكل عابر إلى عبارة «الإرهاب الإسلامي». وكان ترامب قد وصف رفض أوباما استخدام «الإرهاب الإسلامي الراديكالي» بأنه الأساس في الفشل في هزيمة الإرهاب. وقال حينها إنه «إن لم تكن قادراً على تصنيف العدو بشكل واضح، فإن الحجة تنتفي، لا يمكنك هزيمته».
ترامب أبدى سعادته بتوقيع الاتفاقيات التجارية بين بلاده والسعودية، وفيما أشار إلى أنه جرى توقيع اتفاقيات بقيمة 400 مليار دولار، فقد ركّز على أن هذا الأمر سيخلق مئات آلاف فرص العمل في البلدين. وأضاف: «هذا الاتفاق التاريخي يشتمل على إعلان مبيعات دفاع بتمويل سعودي بقيمة 110 مليارات دولار. وسنساعد أصدقاءنا السعوديين بالتأكيد على الحصول على صفقة جيدة من شركات الدفاع الأميركية العظيمة التي تعتبر الاعظم في العالم. وسيساعد هذا الاتفاق الجيش السعودي على لعب دور أكبر بكثير في الأمن والعمليات المتعلقة بالأمن».
الجمهورية
«إعلان الرياض»: تأسيس تحالف الشرق الأوسط.. وترامب يوقّع أكبر صفقة
وكتبت الجمهورية :”نَقل خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس خلال القمّة العربية ـ الإسلامية ـ الأميركية المنطقةَ إلى مرحلة مواجهة مع إيران، وتَلاقى في الموقف مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الدعوة إلى «عزل» طهران وإدراج «حزب الله» على قائمة التنظيمات الإرهابية ووضعِه في الخانة نفسِها مع «داعش». وكان اللافت في زيارة ترامب ما تَخلّلها من توقيع اتفاقات ضخمة بين واشنطن والرياض بَلغت قيمتُها 380 مليار دولار وقيمة الصفقة العسكرية منها تبلغ 110 مليارات دولار، وذلك في صفقةٍ اعتبَر البيت الأبيض أنّها «الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية».
إهتمّ الشرق الأوسط والعالم أمس بنتائج قمم ترامب في المملكة العربية السعوديّة، حيث دعا خلالها الزعماء العرب والمسلمين إلى تحمّل مسؤوليتهم لـ«طرد» الإرهاب من بلدانهم، ملقياً على دول المنطقة عبءَ مكافحة الجماعات المتشددة، وواصفاً الحرب ضد الإرهاب بأنها «معركة بين الخير والشر وليست نزاعاً بين الأديان».
وخاطبَ زعماء 55 دولة عربية وإسلامية قائلاً: «إنّ أميركا مستعدة للوقوف معكم في المساعي لتحقيق المصالح المتبادلة والأمن المشترك. لكنّ دول الشرق الأوسط لا يمكنها انتظار القوة الأميركية لكي تسحق هذا العدو نيابةً عنها».
ولقيَ ترامب استقبالاً حارّاً وحفاوةً كبيرة لدى القيادة السعودية والزعماء العرب والمسلمين الذين لفتوا إلى رغبته في كبح جماح نفوذ إيران في المنطقة، وهو التزام يعتبرون أن إدارة سَلفه باراك أوباما كانت تفتقر إليه.
وأكّد ترامب، في هذا السياق، «أنّ إيران تموّل وتسلّح وتدرّب الإرهابيين والميليشيات»، لافتاً الى أنّها «أشعلت النزاعات الطائفية، وهي مسؤولة عن زعزعة الاستقرار في لبنان والعراق واليمن، كما أنّ التدخّلات الإيرانية التي تزعزع الاستقرار واضحة جداً في سوريا، فبفضلِ إيران ارتكبَ الرئيس السوري بشّار الأسد جرائم في حقّ شعبه، ويجب أن نعمل معاً لعزلِها ومنعِها من تمويل التنظيمات الإرهابية».
ودعا «العالم بأسره» إلى إدراج «حزب الله» في قائمة التنظيمات الإرهابية على المستوى الدولي «لأنه يمارس و»حماس» و»داعش» نفسَ الوحشية»، على حدّ تعبيره.
معركة مشتركة واستقبال ملكي
وفي تقديمه لترامب خلال القمة وصَف الملك سلمان بن عبد العزيز إيران بأنّها «عدو مشترك» لبلاده ولواشنطن واعتبَرها «مصدر الإرهاب الذين يتعيّن مواجهته معاً». وقال: «إنّ مسؤوليتنا أمام الله ثمّ أمام شعوبنا والعالم أجمع أن نقف متّحدين لمحاربة قوى الشر والتطرّف أياً كان مصدرها. فالنظام الإيراني يشكّل رأس حربة الإرهاب العالمي». وأكّد «أنّ إيران و»حزب الله» والحوثيين و «داعش» و «القاعدة» متشابهون».
إعلان الرياض
أكّد الزعماء في «إعلان الرياض» الذي صَدر في ختام قمّتهم مع ترامب «التزام دولِهم الراسخ بمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله والتصدّي لجذوره الفكرية وتجفيف مصادر تمويله».
وأكّدوا «رفضَهم الكامل لممارسات النظام الإيراني المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ولاستمرار دعمِه للإرهاب والتطرّف»، مشدّديين على «خطورة برنامج إيران للصورايخ الباليستية»، كذلك، دانوا «خرقَ النظام الإيراني المستمر لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية». وأضافوا «أنّ هذه القمّة تمثّل منعطفاً تاريخياً في علاقة العالمين العربي والإسلامي مع الولايات المتحدة الأميركية، وأنّها ستفتح آفاقاً أرحبَ لمستقبل العلاقات بينهم».
كذلك، أشاد الزعماء بـ«الخطوة الرائدة بإعلان النوايا بتأسيس تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي في مدينة الرياض، والذي ستشارك فيه العديد من الدول للمساهمة في تحقيق السِلم والأمن في المنطقة والعالم، وسوف يتمّ استكمال التأسيس وإعلان انضمام الدول المشاركة خلال عام 2018». ورحّبوا بـ»استعداد عدد من الدول الإسلامية المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب لتوفير قوة احتياط قوامُها 34 ألف جندي لدعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا عند الحاجة».
وشدّد القادة على «أهمّية تعزيز العمل المشترك لحماية المياه الإقليمية، ومكافحة القرصنة لحفظ الأمن والاستقرار وتفادي تعطيل الموانئ والممرات البحرية للسفن بما يؤثّر سلباً على الحركة التجارية والنمو الاقتصادي للدول.
القمّة السعودية ـ الأميركية
وكان ترامب قد وقّعَ مع الملك سلمان 34 عقداً في مجالات عدة، بينها الدفاع والنفط والنقل الجوّي. وقال وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون «إنّ الصفقة المتعلقة في مجالات الدفاع تدعم أمنَ المملكة والخليج في مواجهة التأثير الإيراني السيّئ والتهديدات الإيرانية على طول الحدود السعودية».
وأعلن المتحدث باسمِ البيت الابيض شون سبايسر أنّ عقود تسلّحِ السعودية تبلغ قيمتها 110 مليارات دولار. ووصَف صفقة الأسلحة بأنها «الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية».
الموقف الإيراني
وفي أوّل تعليق إيراني على زيارة ترامب للسعودية، انتقدَ وزير الخارجية محمد جواد ظريف المواقفَ المعادية لإيران التي طرِحت خلال قمّة الرياض أمس. وقال بتهكّم: «إنّ إيران التي أجرت أخيراً انتخابات حقيقية، تمّت مهاجمتُها من قبَل الرئيس الأميركي في قاعدة الديموقراطية والاعتدال السعودية». وأضاف: «هل هذه سياسة خارجية، أم حَلبُ 480 مليار دولار من السعودية؟».
اللواء
إعلان الرياض: تحالف استراتيجي إسلامي أميركي وقوة تدخل عسكري
بدورها كتبت اللواء:”أكد زعماء وممثلو الدول العربية والاسلامية الـ٥٥ الذين شاركوا في القمة العربية الإسلامية الأميركية التي عُقدت في الرياض أمس التزام دولهم الراسخ بمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله والتصدي لجذوره الفكرية وتجفيف مصادر تمويله، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع ومكافحة الجرائم الإرهابية بالتعاون الوثيق فيما بين دولهم، مؤكدين نجاح القمة في بناء شراكة وثيقة لمواجهة التطرف والإرهاب والتدخل الايراني في المنطقة وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية إقليمياً ودولياً”.
كما أكدوا في «إعلان الرياض» الذي صدر في ختام قمتهم على تشكيل تحالف استراتيجي إسلامي أميركي وقوة تدخل عسكري في العراق وسوريا عندما تستدعي الحاجة قوامها ٣٤ الف جندي.
وأكد الزعماء: «رفضهم الكامل لممارسات النظام الإيراني المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم ولاستمرار دعمه للإرهاب والتطرف مشددين على خطورة برنامج إيران للصورايخ الباليستية، وأدانوا خرق النظام الإيراني المستمر لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
وأضافوا أن هذه القمة تمثل منعطفاً تاريخياً في علاقة العالمين العربي والإسلامي مع الولايات المتحدة الأميركية، وأنها ستفتح آفاقاً أرحب لمستقبل العلاقات بينهم.
ووفقا لـ«إعلان الرياض» (راجع نص البيان ص٨) فقد أشاد الزعماء بالخطوة الرائدة بإعلان النوايا بتأسيس ( تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي في مدينة الرياض)، والذي ستشارك فيه العديد من الدول للإسهام في تحقيق السلم والأمن في المنطقة والعالم، وسوف يتم استكمال التأسيس وإعلان انضمام الدول المشاركة خلال عام 2018.
ورحب الزعماء بتأسيس مركز عالمي لمواجهة الفكر المتطرف ومقره الرياض مشيدين بالأهداف الإستراتيجية للمركز المتمثلة في محاربة التطرف فكرياً وإعلامياً ورقمياً، وتعزيز التعايش والتسامح بين الشعوب.
وشدد الزعماء في البيان على أهمية تجديد الخطابات الفكرية وترشيدها لتكون متوافقة مع منهج الإٍسلام الوسطي المعتدل الذي يدعو إلى التسامح والمحبة والرحمة والسلام.
ورحب الزعماء بما تم تحقيقه من تقدم على الأرض في محاربة داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وخاصة في سوريا والعراق.
ودعا الرئيس الاميركي دونالد ترامب أمس في خطاب ألقاه في افتتاح القمة كل الدول الى العمل من اجل «عزل» ايران، متهما إياها بإذكاء «النزاعات الطائفية والارهاب»، فيما اعتبر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ان النظام الايراني «رأس حربة الارهاب العالمي».
وقال الرئيس الاميركي امام قادة دول عربية ومسلمة «من لبنان الى العراق واليمن، ايران تمول التسليح وتدرب الارهابيين والميليشيات وجماعات متطرفة اخرى تنشر الدمار والفوضى في انحاء المنطقة».
واضاف «على مدى عقود اشعلت ايران نيران النزاع الطائفي والارهاب».
وتابع: «على كل الدول التي تملك ضميرا، ان تعمل معا لعزل ايران»، مضيفا «علينا ان نصلي ليأتي اليوم الذي يحصل فيه الشعب الايراني على الحكومة العادلة التي يستحقها».
بدوره، اعتبر الملك سلمان بن عبد العزيز ان النظام الايراني «رأس حربة الارهاب العالمي»، مؤكدا عزم المملكة على القضاء على «كل التنظيمات الارهابية».
وقال الملك سلمان ان «النظام الايراني وحزب الله والحوثيين وداعش والقاعدة متشابهون»، واتهم طهران برفض «مبادرات حسن الجوار التي قدمتها دولنا وبحسن النية واستبدلت ذلك بالاطماع التوسعية والممارسات الاجرامية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى».
وتابع الملك سلمان: «الاسلام دين الرحمة والسماحة والتعايش». وتعهد قائلا: «اننا لا نتهاون ابدا في محاكمة كل من يمول او يدعو الى الارهاب باي صورة».
في المقابل دان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أمس «الهجمات» التي شنها ضد الجمهورية الاسلامية الرئيس الاميركي، معتبرا ان واشنطن تسعى خلف اموال السعودية التي وقعت مع الولايات المتحدة السبت عقودا بقيمة 480 مليار دولار.
البناء
ترامب يحقّق شعار حملته الانتخابية: السعودية ـ بقرة حلوب… ويعود بـ500 مليار دولار
قمّة العداء لإيران في الرياض باهتة بعد الفوز الساطع لروحاني… واستثناء القاعدة
قانصو من حلبا: ننتظر حسماً قضائياً… والنصر في سورية نصر للبنان وفلسطين
وكتبت البناء تقول:”خلال يومين استقطبت الرياض الأضواء الدولية والإقليمية بحشد عربي إسلامي لاستقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومع نهاية القمم الثلاث التي رافقت الزيارة، تكثف الخطاب السعودي والأميركي عند إسقاط القضية الفلسطينية كأولوية تقليدية لأيّ مباحثات عربية إسلامية مع أميركا، وتحوّلها جملة عابرة في الخطابين القياديين للقمم، خطاب الملك السعودي وخطاب الرئيس الأميركي، والتوافق مع مفهوم الأمن «الإسرائيلي» باعتبار إيران مصدر الخطر الأول على الاستقرار في المنطقة، وتوصيفها برأس حربة الإرهاب، وهو التوصيف الذي امتنعت السعودية طوال ثلاثة أرباع القرن عن إطلاقه على «إسرائيل»، رغم ما حفلت به ممارساتها بحق الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية والمسيحية”.
الأسرى الفلسطينيون الصائمون طلباً لحقوق الإنسان بحدّها الأدنى لم تجد قضيتهم مكاناً لملصق يذكّر بها في قاعة من قاعات مرور عابر للضيوف. والجديد الأهمّ أنّ نظرية الأمن «الإسرائيلية» التي سادت المؤتمر لم تقتصر على إيران بل شملت حزب الله في الخطابين السعودي والأميركي، وحركة حماس في خطاب الرئيس ترامب، بينما غاب عن الخطابين المكتوبين لترامب وسلمان أيّ ذكر لتنظيم القاعدة وجبهة النصرة.
أمام الالتحاق السعودي بنظرية الأمن «الإسرائيلية» لم يبق للأميركيين من اهتمام سوى تطبيق نظرية ترامب التي ركّز عليها في حملته الانتخابية، فيما ترك للمصفقين التابعين للسعودية الحديث عن تغيير الخطاب الأميركي نحو السعودية، لتذكّرهم الأرقام التي حصدها ترامب بخمسمئة مليار دولار تهدّد بإفلاس مملكة النفط، بأنّ أبرز جمل ترامب في حملته الانتخابية كان وصف السعودية بالبقرة الحلوب وقد طبّقها بأكثر مما كان يحلم، وأخذ الحليب في طريق عودته غير آبه بما سيحل على «مملكة الخير»، التي لم تمنح ضيوفها، ومنهم رئيس الحكومة اللبنانية ومرافقيه أكثر من صفة المستمعين، وبقيت كلماتهم المكتوبة في جيوبهم ليقرأوها على مسامع وفود بلادهم في طريق العودة، بينما كانت كلمة الرئيس المصري تغريداً في سرب مختلف عن المناخين السعودي والأميركي، بإيحاءاتها وإشاراتها الواضحة لتركيا وقطر كمصدر تمويل وإعلام وتسليح للجماعات الإرهابية، وللإخوان المسلمين كتنظيم من الشبكات العالمية السرية للإرهاب، مع تجاهل أيّ إشارة بالتلميح أو التصريح لإيران وحزب الله.
القمة التي حشد لها الإعلام وقُدّمت كحدث تاريخي، تبدو كأنها صُمّمت لتلقي نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران التي دأبت وسائل الإعلام التابعة للرياض وواشنطن على تقديمها كمناسبة لسيطرة المتشدّدين على الحكم رداً على وصول ترامب وتصعيد السعودية، فبدا الفوز الساطع بفوارق كبيرة للرئيس حسن روحاني الذي صوّره الإعلام الأميركي والسعودي كمعتدل يتعرّض للاقتصاص منه بسبب انفتاحه، كصفعة للقمة ومنظّميها، فبدت شاحبة وباهتة، بينما بدت العقوبات التي طالت أحد رموز المقاومة رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين وتجميد أصوله وممتلكاته في أميركا والسعودية كمسخرة.
لبنانياً، بعد الوقت الذي أضاعه الوفد اللبناني في الرياض منتظراً فرص لقاءات وحوارات أو حتى إلقاء كلمة، تعود عجلة المساعي في ميدان البحث عن توافق على قانون انتخاب جديد، بينما كان الحزب السوري القومي الاجتماعي يحيي الذكرى التاسعة لمجزرة حلبا التي استهدفت مناضلين قوميين ومواطنين عزلاً تمّ قتلهم بدم بارد. ومن حلبا تحدّث رئيس الحزب الوزير علي قانصو معلناً الثقة بوزير العدل والقضاء لقول الكلمة الفصل في المجزرة ومرتكبيها، مشدّداً على أهمية مواصلة القتال حتى النصر على الإرهاب في سورية، حيث النصر نصر للبنان ولفلسطين.
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وزير الدولة لشؤون مجلس النواب علي قانصو أن الحزب السوري القومي الاجتماعي لن يكون إلا في موقع المقاومة للعدو الصهيوني لأن صراعنا معه صراع وجود، وبأن الحزب سيبقى ثابتاً على معادلة الجيش والشعب والمقاومة فهي معادلة القوة للبنان، وبفضلها بات لبنان حجر الزاوية في معادلة الصمود القومي.
وخلال إحياء منفذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي في باحة المنفذية في حلبا، الذكرى التاسعة لمجزرة حلبا برعاية رئيس الحزب وحضوره على رأس وفد من قيادة الحزب، وسلسلة احتفالات ونشاطات بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، لفت قانصو الى أن «إنقاذ الشام من هذا الإرهاب هو إنقاذ للبنان في الصميم، وهو إنقاذ لفلسطين في الصميم وإنقاذ للعراق في الصميم، لأن المخطط الصهيوني الذي تتولاه المجموعات الإرهابية يهدف الى إسقاط الأمة كلها من أقصاها الى أقصاها»، مشيراً الى أن مواجهة خطر الإرهاب مسؤولية دولية ـ إقليمية ـ قومية مشتركة، وفي هذا السياق فإن المجتمع الدولي في موقفه من الإرهاب، كذّاب منافق».
وأكد قانصو أن «لبنان معنيّ بتحصين نفسه بوجه هذه العاصفة، فإدارة الظهر لها لا تفيد، والتعاطي مع سورية بكيدية وحقد لا يفيد. إن مصلحة لبنان فتح قنوات الحوار مع الحكومة السورية لتدارس الملفات ذات الاهتمام المشترك من ملف النازحين، الى الملف الامني، والى الملف الاقتصادي».
وفي الذكرى السنوية لمجزرة حلبا، جدّد قانصو دعوة القضاء، «لتحريك هذا الملف، والنظر في الدعاوى المقدمة ضد المجرمين الذين ارتكبوا مجزرة حلبا، ولنا ملء الثقة بمعالي وزير العدل كما لنا ملء الثقة بالقضاء وبأنه سيفتح ملف المجزرة وسيقول كلمته وبأسرع وقت. وليعلم الجميع أننا لن ننسى دماء شهدائنا، ومهما تقادم الزمن. هذا عهدنا لعائلات الشهداء، هذا عهدنا لجميع القوميين الاجتماعيين، وحقنا حق لا يموت. وأقول لكم: إن إنزال القصاص بالقتلة آتٍ، آتٍ، آتٍ».
الحريري عاد من الرياض خالي الوفاض
عاد رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض خالي الوفاض، فلم ينجح تصعيد وزير الداخلية نهاد المشنوق ضد حزب الله وسورية وإيران عشية انعقاد قمة الرياض في منح الحريري فرصة اللقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش القمة التي لم تلحظ أيضاً أي لقاء بين الحريري والملك سلمان بن عبد العزيز، بل اقتصر الأمر على تبادل الحريري قبل مغادرته المؤتمر أطراف الحديث مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، كما أعلن المكتب الإعلامي للحريري.
ولم يتعدّ حضور لبنان في القمة العربية الإسلامية الأميركية، أكثر من «رقم» على الطاولة التي اجتمع حولها 38 رئيس دولة و8 رؤساء حكومات، كما لم يكن على قدرٍ من التأثير في المشهدية الإعلامية الى حدٍ لم يعط الوفد اللبناني الممثل برئيس حكومته والوفد الوزاري مجرد الكلام، رغم ما يتحمله لبنان من تداعيات الحرب الأميركية الخليجية «الإسرائيلية» التركية على سورية.
وفي حين كانت لافتة إشارة الرئيس الأميركي الى الجيش اللبناني ودوره في مواجهة الإرهاب، لم تضف القمة جديداً في ما خص الهجوم على حزب الله وما قاله الرئيس الأميركي ووزير خارجيته والمسؤولون السعوديون كان متوقعاً، وإن كان الحزب القوة الرئيسية الى جانب الجيش السوري التي تكافح الارهاب الذي يدعي الأميركيون والسعوديون محاربته، ولم تَُعِر الجمهورية الاسلامية في إيران التي زكّت الرئيس حسن روحاني رئيساً لها لولاية ثانية بنسبة 57 في المئة، أي اعتبار للمجتمعين ولا لقمتهم.
أما رسالة ترامب للأنظمة الخليجية وبعض العرب، فكانت معبّرة وواضحة وموضوعية، وتحت عنوان «واشنطن لن تسحق العدو بدلاً عنكم»، خاطب ترامب دول الشرق الأوسط، بحسب تعبيره، مذكراً أنّ «تشكيل المركز العالمي لمكافحة الإرهاب برئاسة السعودية هو يوم تاريخي لنا»، وأنه يجب العمل على «قطع مصادر التمويل عن المنظمات الإرهابية ونتعامل مع حزب الله على أنه تهديد إرهابي».
ولم يشكّل البيان الختامي للقمة لجهة «تأليف قوة احتياط قوامها 34 ألف جندي لدعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية في العراق وسورية عند الحاجة»، سوى غطاء لسرقة المال السعودي لخدمة الاقتصاد الأميركي، ولن تحمل بنود البيان أي قدرة على ترجمتها على أرض الواقع عبر عمل عسكري ضد إيران أو على تسعير جبهة الجنوب السوري أو من خلال عدوان «إسرائيلي» على حزب الله، كما لن ينجح المجتمعون بتغيير معادلات الميدان باليمن وبالتالي لن تحمل القمة أي انعكاسات سياسية وعسكرية على صعيد الصراع في المنطقة.
وبلغت قيمة الاتفاقية التي وقعت السبت الماضي بين الولايات المتحدة والمملكة، 300 مليار دولار للتعاون الاقتصادي و110 مليارات للتعاون العسكري، في وقتٍ لم تفرج المملكة عن هبة الـ4 مليارات المخصصة لدعم الجيش اللبناني والأجهزة الأمينة رغم مبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بزيارة المملكة والمواقف الإيجابية والمنفتحة التي تخللتها، ما يؤكد أن وعود المملكة قد تبخّرت ولم تفتح صفحة جديدة من العلاقات مع لبنان، كما زعم الحريري والمسؤولون السعوديون.
وقال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، عبر حسابه على «تويتر»: «لم نكن على علم بإعلان الرياض. لا بل كنا على علم أن لا بيان سيصدر بعد القمة، وقد تفاجأنا بصدوره وبمضمونه. ونحن في طائرة العودة».
أضاف: «أما وقد وصلنا إلى لبنان فنقول إننا نتمسك بخطاب القَسَم والبيان الوزاري وبسياسة ابتعاد لبنان عن مشاكل الخارج وإبعادها عنه ضناً بلبنان وشعبه ووحدته».
وربطت مصادر مطلعة حملة المواقف على حزب الله في الرياض وقرار العقوبات الذي يحضر في الكونغرس في إطار الضغط على الحزب، ولفتت لـ«البناء» الى أنه نظراً لما يتمتع به حاكم المصرف المركزي رياض سلامة من حضور وتأثير وخبرة في التعاطي مع الملفات المالية على المستوى الدولي لا سيما دوره في امتصاص قرار العقوبات الماضي، لكن جهات داخلية تحاول ربط قرار العقوبات على لبنان والتهديد به للسعي لفرض التمديد لسلامة.
لا مصلحة أميركية بتخريب لبنان
وقالت مصادر دبلوماسية سابقة في واشطن لـ«البناء» إن «المواقف التي خرجت بها قمة الرياض ضد حزب الله لا تملك مفاعيل إجرائية، لكن ما يجب الحذر منه والاستعداد له قرار العقوبات الذي لا يزال قيد الدرس والإعداد في الإدارة الاميركية والكونغرس والذي سيجرّ في حال صدوره مفاعيل تطبيقية مالية واقتصادية سياسية، والأمر مرهون بمدى اتساع دائرة العقوبات»، مضيفة: «إذا كانت ستطال فقط قيادات في حزب الله، فلن تؤثر كثيراً لا على الحزب ولا على لبنان، لكن بحال طالت حلفاء الحزب كأمل والتيار الوطني الحر وبعض أحزاب وشخصيات ومؤسسات 8 آذار، فهذا سيرتّب أزمة مالية وسياسية كبيرة في لبنان».
ورأت المصادر أن «لا مصلحة للولايات المتحدة بتخريب لبنان مالياً وسياسياً في الوقت الراهن، لأسباب عدة أولاً لدوره في مكافحة الإرهاب، وثانياً لوجود تجارب سابقة أدت الى فوضى وحرب أهلية وثالثاً وجود أعداد هائلة من النازحين السوريين»، مؤكدة أن «الغطاء الإقليمي والدولي على لبنان لا يزال موجوداً»، ولفتت الى «أن زيارة الوفد النيابي الى واشنطن هي جزء من الإجراءات التي يتّخذها لبنان لمواجهة قرار العقوبات».
وشرح الوفد البرلماني وجهة النظر اللبنانية من قرار العقوبات لجهة أن الدولة اللبنانية والمؤسسات والتركيبة والظروف لا تسمح بتحمل عقوبات اقتصادية ومالية جديدة، ولا يستطيع على المستوى السياسي استيعاب عقوبات تطال مكوناً أساسياً من مكوناته وممثلاً في الحكومة والمجلس النيابي أو تطال شريحة أساسية من الشعب في ظل خوض لبنان معركة مع الإرهاب وتحمل عبء النزوح السوري». وتوقعت المصادر أن «يتفهّم المسؤولون الاميركيون وجهة النظر اللبنانية والظروف التي يعاني منها».
وبعد تصنيفه على لوائح الارهاب الاميركية والسعودية، ردّ رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين بالتأكيد أن «المقاومة أبية وعصية»، لافتًاً الى أن «الهجمة الأميركية السعودية الغربية الحاقدة على المقاومة وعلى حزب الله ليست جديدة في واقعها، وإن كانت تلبس لبوسًا جديدًا وحديثًا وعناصر جديدة في السياسة والإعلام»، ومتوجهًا الى «كل من يشكك ويحسب بحسابات الربح والخسارة على مستوى قوة المقاومة، وإلى كل من يفكر ومن يتحدث عن واقع سياسي في لبنان، في المنطقة، بالقول لكل هؤلاء «جرّبتم وجرّبنا، قاتلتم وقاتلنا، واجهتم وواجهنا، كنتم في الخباء وكنا في الميادين، وكنا دائمًا أهل الانتصار وهذا الذي سيتحقق في المواجهة الآتية».
المبادرات الانتخابية مجمّدة
على صعيد قانون الانتخاب، لا تزال المراوحة سيدة الموقف مع تجميد المبادرات الانتخابية، على أن تنطلق اليوم كما علمت «البناء» مع عودة الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل الى بيروت، للتشاور مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالمخارج المطروحة قبيل جلسة 29 أيار المقبل التي رجّحت المصادر أن يعلن رئيس المجلس تأجيلها فور إعلان رئيسَي الجمهورية والحكومة عن فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي على أن تستكمل المشاورات للتوصل الى قانون جديد أو تعديل المهل القانونية والتوافق على تمديد تقني ثلاثة أشهر وإجراء الانتخابات على أساس قانون الستين.
ووصف نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ما يجري في لبنان بشأن قانون الانتخاب بـ»سوق عكاظ»، داعيًا الى الإسراع في الوصول الى قانون جديد على أساس النسبية، منعًا لحدوث الفراغ.
وشدّد وزير المالية علي حسن خليل على «ضرورة مواصلة الحوار للوصول إلى قانون انتخابي جديد للانتخابات النيابية»، وقال: «لقد ناقشنا معظم الطروحات وتوافقنا على أن الأنسب والأكثر تمثيلاً هو القانون القائم على النسبية، لهذا دعوتنا اليوم إلى كل القوى السياسية وإلى المرجعيات الرسمية والحزبية أن تترجم حديثها والتزامها السابق والحالي حول اعتماد النسبية إلى واقع يترجم بإقرار قانون جديد للانتخابات، ومن غير المسموح بعد الآن أن نتحدّث عن النسبية في الغرف المغلقة وفي اللقاءات الضيقة وعندما تصل الأمور إلى إقرار القانون نرى البعض يتهرّب تحت حجج واهية».
بينما أوضح عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب ألان عون أن « الدورة الاستثنائية هدفها تحديداً إقرار قانون انتخابي جديد واليوم الاتصالات وجهوزية الاتصالات تسرّع فتح دورة استثنائية». وأشار الى أنه «في ما يخصّنا نحن مبدئياً ليس لدينا شيء نبادر فيه في ملف قانون الانتخاب ومواقفنا واضحة وعملياً نحن في موقع التلقي وبحسب ما نتلقى نبني موقفنا».
المصدر: صحف محلية