القى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي كلمة خلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة مجدل زون الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وقال إننا نقول للذين سرح بهم الخيال بعدما قال سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه “إننا تركنا الحدود الشرقية للبنان مع سوريا”، بأننا ما زلنا في هذه المعركة حيث يجب أن نواجه، وإذا كنا قد أخلينا هذه المنطقة، فلا سبب إلا لأن المهمة قد أنجزت، وحيث تنجز المهمة سنكون فرحين بإسناد الأمر لأهله، أكان الجيش السوري حيث يلزم، أو الجيش اللبناني حيث يلزم”.
واضاف “إننا ماضون في هذه المعركة بعدما حققنا انتصارات غيرت وجه التاريخ، فمنذ سنوات كانوا يعملون لسقوط النظام في سوريا وسيطرتهم عليها، ولكنهم خسروا معركتهم، وانتهى الهدف الأساسي بالسيطرة على سوريا، لا سيما بعد معركة حلب، حيث تكسرت آمالهم وأحلامهم، واليوم إذا كانوا يجتمعون تحت راية ترامب في السعودية، فليس في ذلك دليل قوة، بل إن هذا الاجتماع يعبر عن مدى الضعف الذي بلغه المحور الذي كان في مقابلنا ومواجهتنا، وأنه لم يعد قادرا سوى على محاولة سيقوم بها ترامب، ألا وهي إقفال ملف القضية الفلسطينية من خلال تسوية، بحيث ينفتح العهد أمام تعاون علني بين السعودية والكيان الصهيوني، وعندها تصبح الجبهة واحدة في العلن كما هي الآن في السر”.
وتابع إن “انضمام إسرائيل إلى هذا المحور بالعلن لن يغير من طبيعة المعادلة، لأننا حينما هزمناهم في سوريا، فإننا هزمناهم جميعا معا، ومن قبل حينما اصطدنا مشروعهم في عام 2006، فإننا هزمناهم جميعا معا، واليوم فإن المحاولة التي ستبدأ من الرياض بغية تصفية القضية الفلسطينية، لا تشعرنا بأي تهديد، لأنها غير قادرة على تغيير المعادلة الاستراتيجية السياسية والميدانية، ولكن نريد أن نسأل هذه الأمة التي كلنا جزء منها، هل أنتم متنبهون إلى أن القضية الفلسطينية سيجري دفنها في الرياض”.
واردف إن “الاحتمال الوحيد لتعطيل دفن القضية الفلسطينية اليوم، هو أن حكومة اليمين الإسرائيلية سترفض التخلي عن أطماعها الاستيطانية في الضفة الغربية، وليس لأن طرفا عربيا أو فلسطينيا هو من سيفشل تصفية القضية الفلسطينية، وحل الدولتين قد مات وأزهق، وقد بينت السنوات من مؤتمر مدريد عام 1991 وأوسلو إلى الأمس القريب في عام 2017، أن التفاوض لن يعيد فلسطين في حدودها الدنيا، فما بال من يفكر الآن في أن يتوصل إلى حل على جزء من فلسطين يقل عن مساحة الضفة الغربية بمستوطناتها، أي أقل من 21 بالمئة من مساحة فلسطين، ولذلك فإننا نسأل أمة المسلمين جميعا، هل سيقبلون بإسقاط فلسطين من برنامجهم، وهل سيرضون بتكريس هذه الدولة بينهم، فإذا قبلوا عليهم أن يقرأوا الفاتحة على كياناتهم، لأن الدولة التي يزمع الأميركيون أن يبرموا التسوية بينها وبين العرب، هي ليست إسرائيل فحسب، وإنما إسرائيل بما هي الدولة اليهودية، بحيث أن 1,2 مليون فلسطيني يقيمون في أراضي عام 1948 سيكونون مهددين بالتهجير، لا سيما وأن قانون قومية الدولة متجه إلى إقراره في الكنيست الإسرائيلي، فإلى أين يذهبون بهؤلاء الفلسطينيين، وإلى أين يذهبون بفلسطين، وفي المقابل، فإننا سنبقى على عهدنا في مواجهة هذا الكيان الصهيوني حتى إزالته، ولن نقبل تحت أي ظرف أن يكون هناك كيان صهيوني يهودي، لأن التسليم بذلك يعني تقسيم الدول العربية جميعا على أساس عرقي وديني وطائفي، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام حروب مئات الأعوام بين القبائل المتناحرة”.
وتابع النائب الموسوي “أما في لبنان، فقد فتح سماحة الأمين العام باب الأمل للبنانيين حين سمعوا منه أن الفرصة ما زالت متاحة للتوصل إلى قانون انتخابي يمكن أن يؤمن الحد الأدنى من التمثيل العادل والحقيقي والصحيح للمكونات اللبنانية، وبالتالي فإننا نأمل أن يستفاد في الأيام القليلة المتبقية من هذه الفرصة، بحيث لا نصل إلى تعطيل الدولة اللبنانية بمؤسساتها في لحظة إقليمية شديدة الحساسية، وفي هذا المجال، فإننا نعتقد أن فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي هو ضرورة على الأقل لإقرار قانون الأحكام الضريبية للموارد البترولية الذي عليه يجب أن تنطلق دورة التلزيم لبدء عملية التنقيب واستخراج النفط والغاز من مياهنا الاقتصادية الخالصة، لأن في ذلك أملا للبنانيين بأن يخرجوا من سوء معاشهم الذي يكابدونه الآن”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام