رعى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم احتفال تكريم الطلاب الثانويين في ثانوية القديس يوسف لراهبات القلبين الأقدسين في عين ابل – قضاء بنت جبيل، في حضور راعي أبرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج، ممثل راعي أبرشية صور للروم الملكيين الكاثوليك الأب يوسف خيرالله، قائمقام بنت جبيل خليل دبوق، قائد القطاع الغربي في “اليونيفيل” الجنرال فرنشيسكو أوللا، قائد مخابرات صور العقيد ناصر همام، رئيس الدائرة الثانية في أمن عام الجنوب الرائد علي حلاوي، العقيد في الأمن العام فوزي شمعون وعدد من رؤساء مراكز الأمن العام، رئيس بلدية عين ابل عماد اللوس وممثلي أجهزة أمنية وعسكرية وأعضاء مجالس بلدية وهيئات تربوية واجتماعية وذوي الطلاب وعدد من الاهالي.
بعد دخول الطلاب والنشيد الوطني وكلمة للمربي سامي العلم، ألقى ابراهيم كلمة حيا في مقدمها بلدة عين ابل وقال: “التحية الأسبق إلى عين إبل ضحية الصراعات والاعتداءات يوم صار الجنوب نهبا وساحة للصراعات الكبرى. عين إبل الصابرة على نزف ألصمود والشاهدة بالعين المجردة على حقد الصهيونية عند حدود فلسطين المحتلة، عين إبل بلدة بطريرك جبل عامل، كاردينال التعايش والتسامح، الرافض لعبث السلاح ومشاريع الاقتتال الأهلي، عنيت البطريرك الكاردينال مار انطونيوس بطرس خريش صاحب الضمير الاستثنائي، وايضا صاحب “الطيبة الذكية”، على ما وصفه الشاعر الكبير سعيد عقل، عين إبل التي يحتضن ترابها مطران المحبة والوصال، المطران مارون صادر صديق الإمام المغيب موسى الصدر، وصديق العلامة السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله، وهو المطران المحرض الأول والأشجع على وجوب ان تحتضن المدارس الكاثوليكية طلابا من غير المسيحيين، لأنه كان صادقا في إيمانه ومؤمنا بأن الله نور ومحبة”.
أضاف: “إلى ثانوية القديس يوسف لراهبات القلبين الأقدسين التي تدرس تلامذتها في كتاب المحبة لأن لبنان هو خزان التعددية الحضارية والدينية والثقافية وهو وطن الرسالة والتفاعل الخلاق، ولن يكون ابدا مأوى للتكفير والتعصب والإرهاب، كل الحب والاحترام للثانوية ولكم جميعا. ويكفي راهبات القلبين الأقدسين فخرا ان القديسة رفقا بدأت حياتها الرهبانية في جمعية المريمات، التي تحولت لاحقا الى رهبانية قلبي يسوع ومريم الاقدسين، اقامت وعلمت في مؤسساتها التربوية في بكفيا ودير القمر وغزير ومعاد. منذ قامت كانت ثقافة التربية مقرونة بثقافة الحوار والانفتاح رفضا لهمجية الغرائز التي تجتاح العالم القريب والبعيد، وتلتحف الدين غطاء لتغذية الكراهية والتمييز”.
وتابع: “أفضل ما في ثانوية القديس يوسف لراهبات القلبين الأقدسين في عين إبل انها صرح تربوي تعليمي جاد، يشكل حاضنة لأمل مشرق، ففيها ألف طالب هم ألف أمل وحلم بمستقبل افضل للبنان العيش المشترك، البعيد من كل افتعال ترتكبه السياسة اللبنانية وتقاليدها، لأن الاختلاط فيها لا يعرف توازنات، ولا يقف عند عدد وغلبة لعديد من هذا الدين أو من ذاك الجنسية، فصارت عن حق خط الضوء من حولا إلى علما الشعب ولطالما كانت احدى ثروات لبنان في قدرته الاستثنائية على انتاج الطاقات المتعلمة، وكان هذا على الدوام نتاجا لجناحي التعليم الخاص والرسمي، إذ ان كليهما رفع اسم لبنان في اصقاع الأرض وجعله حاضرا بين الأمم. ويسجل للتعليم الخاص تقدمه في مجالات تنمية المواهب، وترشيد المناهج ليكون التعليم فضاء للابداع لا ميدانا للحشو العشوائي المجهد، ولكونه يشرك الأهل في وضع الخطط وصوغ البرامج، لكن هذا لا يعفينا من الالحاح والعمل على تطوير التعليم الرسمي للحاجة إليه في مساعدة ذوي الدخل المحدود والتخفيف عنهم، فلا يكفي ان يكون للفقراء ملكوت السموات فقط، فلهؤلاء الحق في العيش اعزاء على الأرض، ولهم الحق ايضا في ان يروا ابناءهم وقد تألقوا في ميادين الفكر والعلم والاقتصاد والادارة، ما يساعد طبقة المهمشين ويرفع من مستويات العيش ورفاهيته”.
وقال: “صار لزاما التفكير في كيفية التخلص من البرامج التعليمية الكلاسيكية والتقليدية القائمة على التلقين والحفظ، وليس صحيحا ان المشكلة في أساتذة التعليم الرسمي، فهؤلاء كأقرانهم وزملائهم في التعليم الخاص، حملة إجازات جامعية حازوها بالجهد والسهر والعرق، لكن المشكلة في ما يلزمون على تعليمه، فالمدارس الرسمية معنية بتفعيل الجوانب التعليمية. كما ان المطلوب من التعليمين الخاص والرسمي ان يخرجا طلابا لبنانيين لا طائفيين، محصنين بالحرية القائمة على الحق في الاختلاف والتنوع، واحترام حرية الآخر وحقوقه وكرامته”.
وقال: “لأن ما تقوم به المؤسسات التعليمية في مراحلها الابتدائية والمتوسطة والثانوية، هو المدماك الاساسي في عملية صقل الطفل معنويا واخلاقيا وتربويا، وهذا الامر يوازي ما تقوم به الاجهزة الامنية لأنه يساهم في امتناع الشباب والشابات عن ارتكاب الجرائم والابتعاد عن ممارسة الآفات الاجتماعية السيئة والمقلقة، او الجنوح الى الاعمال المؤذية لهم ولمواطنيهم كل ذلك يساعد في رفع نسبة الامنين الوطني والاجتماعي ونحن في امس الحاجة اليهما في هذه الظروف التي يمر بها وطننا ومنطقتنا”.
وختم ابراهيم: “وأنا أوزع الشهادات على التلامذة الأحباء أمل المستقبل، أشعر بالفخر والاعتزاز وادعوهم الى العمل بهدي ما نهلوه من قيم جمالية، وما كسبوه من علم ومعرفة ليكونوا رسل محبة وسلام ووئام في وطنهم وبين اهلهم”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام